استقلت نادية سيارة خاصة قد طلبتها من أجل التنقل ، وصلت السيارة المطلوبة.
غادرت نادية ورفيقها مصطفى واستقلا السيارة فَعَّلَت نادية وضع الطيران ليصلا إلى المحطة الفضائية بسرعة ، وصلا بعد نصف ساعة من الطيران إلى المحطة والتى كانت إحدى السجون ال*قابية و كانت المحطة فى منطقة نائية بعيدة عن السكان.
هبطت السيارة ببطء وقبل أن تلامس إطاراتها سطح الأرض ،خرجت الإطارات من مخبأها ثم لامست الأرض وتحركت بضع خطوات، لتتواجد خارج البوابة الأولى الخارجية حيث تواجد خمسة حراس لحمايتها.
تقدم أحد الحراس من سيارة نادية وطلب منها بطاقة هويتها ، ثم قدم لها جهازا لتدخل فيه إبهامها ليتم التأكد من هويتها من خلال حمضها النووى ، قدم الممثل طارق هوية الضابط طارق الذى انتحل شخصيته سابقا وبالتأكيد حمضه النووى لن يختلف عنه.
بعد التأكد من هوية القادمين ، سمح لهما الحراس بالدخول حيث كانت الدكتورة سمر قد أعطت أسمائهما لحراس البوابة ليسمحوا لهما بالولوج للمحطة.
سار الرفيقان بضع خطوات بعد الدخول من البوابة ثم وصلا إلى بوابة أخرى أصغر ، يحرسها حارسان طلب منهما أن يقفا فى منطقة التطهير قبل الدخول إلى المحطة ، نفذا نادية وطارق ما طُلِبَ منهما، بعد الولوج من البوابة الصغرى كانت سمر تنتظرهما.
احتضنت سمر زوجة أخيها نادية ثم طلبت منهما مرافقتها إلى الغرفة الخاصة بالسفر عبر الطرق الضوئية ، أسرع الجميع إليها ثم تواجدوا أمام الباب.
أخذت سمر نفسا عميقا ثم فتحت الباب وقالت اليكم أيها السادة أكبر إنجاز لعالمنا حتى الآن ، كانت المنطقة التى تنعدم فيها الجاذبية ليست كبيرة، فهى تتسع لسفر عشرة أشخاص فى نفس الوقت ، كانت محاطة بغلاف زجاجى شفاف وقوى و مضاد لأى أسلحة معروفة فى هذا العالم.
أمسكت سمر يد طارق وقالت بلهجة أقرب إلى التوسل وبعين دامعة : لى طلب واحد قبل أن تعود إلى عالمك ، أخى الذى تنتحل شخصيته فى عالم مواز آخر ، أطلب منك أن تعود به فهو فى حالة السبات العميق ولا نريد ايقاظه فى عالم آخر غريب عليه ويجب أن يرافقه أحد فأطلب منك أن تذهب إلى ذلك العالم أولا وتعود به لعالمنا ثم تعود إلى عالمك بعد ذلك .
مط الممثل طارق شفتيه ثم قال : ألا يمكن لأى حد هنا يفعل ذلك ، مطت سمر شفتيها وقالت : هذه أوامر العجوز سعاد فقد طلبت منى ذلك ولم أناقشها فى السبب.
هز رأسه بالموافقة ثم قال : حسنا ، أنا مستعد لأسافر الآن. هزت سمر رأسها نفيا ثم قالت: ليس الآن لابد أن أرسل أولا فى تجهيز أخى طارق للسفر سأرسل ذلك الجهاز الذى يحمل طلبى هذا ثم ننتظر الرد من العالم المواز الآخر.
تن*د طارق بضيق ثم قال: حسنا سأنتظر، طلبت سمر من أحد مساعديها بوضع الجهاز فى المكان المخصص وتم تشغيل الأجهزة من أجل الانطلاق ، فى لمح البصر اختفى الجهاز ، فى نفس اللحظة التى كان الجهاز يقطع ملايين السنوات الضوئية التى تفصل عالم مصنعيه وعالم مواز آخر.
كانت سمر حفيدة العجوز سعاد تطمئن على طارق الضابط فيجب أن يسرى الم**ر فى جسده الآن حتى لا يستفيق، حضَّرت الحقنة الم**رة.
اقتربت من ذراعه وكادت أن تغرزها فى وريده ولكن توقفت يدها فجأة، فقد استيقظ طارق من سباته فقد تأخرت سمر عدة دقائق أمسك طارق يدها بقوة ثم نهض من فراشه محاولا مغالبة أطرافه ، سقطت الحقنة من يد سمر.
اعتلت الدهشة وجه طارق الضابط عندما رأى وجه سمر الذى يشبه تماما أخته ، ترك يد سمر برفق واعتذر لها وأصابته الحيرة ، تسمرت سمر مما حدث.
شعرت بالرعب الشديد، ماذا تفعل؟ فى نفس اللحظة دخل طارق زعيم الع***ة ليواجه نسخته التى استيقظت لتوه ، تلاقت نظرات الجميع ببعضهم البعض وساد ال**ت للحظة حاول فيها طارق الضابط استيعاب المشهد الذى يراه .
قفز إلى ذهنه فجأة ما حدث له قبل أن يدخل فى غيبوبته ، تذكر العجوز وكلامهما وكذلك زوجته نادية عن عالم مواز ، قطع لحظة ال**ت تلك دخول العجوز التى حملت ذلك الجهاز القادم من عالم مواز آخر وكانت تقول : سمر جهزى الضابط طارق لكى يعود إلى عالمه فقد طلبوا عودته فو....بترت العجوز جملتها عندما وقعت عيناها على طارق الضابط الذى يقف بجوار حفيدها .
عقد طارق الضابط ذراعيه أمام ساعديه ثم قال: أريد أن أعلم أين أنا أيها السادة؟ ومن أنتم ؟ كانت العجوز قد طلبت من أحد مساعديها ارسال مكعبا لنفس العالم الذى أرسل ذلك الجهاز ليعلمهم بأنهم مستعدون لنقل الضابط طارق ، فليرسلوا نسخته التى ستسافر معه الآن ، وبالفعل قد نفذ ما طلبته دون أن يشعر باستفاقة الضابط طارق .
فى الجانب الآخر وصل المكعب واستعد طارق الممثل للسفر عبر الطرق الضوئية ، وبعد ثوان وصل طارق الممثل إلى العالم الآخر.
استقبله ذلك المساعد بحفاوة والذى اندهش بسبب التشابه العجيب بينه وبين طارق حفيد العجوز سعاد بعد أن خلع خوذته ، فى تلك الأثناء وفى الغرفة المقابلة لغرفة السفر ، بلعت العجوز ريقها ثم قالت: للاجابة على أسئلتك تعال معى .
تنبهت حواس الضابط طارق ورافق العجوز فى حذر شديد ، رافقهما سمر وطارق حفيدا العجوز إلى غرفة السفر عبر الطرق الضوئية، تراجع الجميع خطوة للخلف.
عندما وقعت أنظارهم على النسخة الثانية لطارق الضابط ، اقترب طارق الممثل من نسختيه وحدقت كل نسخة فى الأخرى ، تذكر طارق الممثل الحلم العجيب الذى كان يراوده مؤخرا ، وفطن لتفسيره الآن.
استغلت العجوز الدهشة التى وقع فيها الضابط طارق مرة أخرى عندما شاهد نسخته الثانية ، وغرزت الحقنة التى قد أعدتها حفيدتها مسبقا ، فسقط مغشيا عليه فى غضون ثوان.
شاهد الممثل طارق ذلك فأسرع ليحمل طارق الضابط وساعده طارق حفيد العجوز ثم توجها إلى غرفة صغيرة من أجل أن يرتدى طارق الضابط الزى الخاص بالسفر.
أعاد طارق الممثل خوذته إلى مكانها وانتظر طارق الآخر حتى يتم تجهيزه للسفر حيث ألبسوه ذلك الزى وأجلسوه على كرسيا متحركا ثم وضعوه فوق المنطقة المخصصة للسفر وجاء طارق الممثل وأمسك بالكرسى بقوة بكلتا يديه.
قامت سمر بتشغيل الأجهزة فانطقلت النسختان بسرعة كبيرة بعيدا عن مجال جاذبية الكوكب ودخلتا فى الطريق الضوئى المؤدى إلى عالم الضابط طارق .
بعد ثوان كان طارق الممثل وبحوزته نسخته شارفا على الاقتراب من مجال جاذبية الكوكب لهذا العالم تبنهت الجهات المعنية بالسفر عبر الطرق الضوئية لاقتراب المسافران ففتحت القبة السماوية ليهبطا بأمان على سطح الغرفة حيث تم تعطيل انعدام الجاذبية بطريقة ما ، توجهت سمر إلى الغرفة بقلق شديد.
نزع طارق خوذته فى حين أسرع المسعفون بنقل الضابط طارق إلى غرفة العناية المركزة للاطمئنان عليه ، جاء أحد المسعفين ليجرى بعض الفحوصات السريعة لطارق الممثل الذى بدا بخير وحالته تسمح بالسفر مرة أخرى لعالمه.
ارتدى خوذته وتوجه إلى المنطقة التى تنعدم فيها الجاذبية ، ولكن قبل أن يعتلى المنصة كان قد أرسلوا جهازا مسجل عليه رسالة توضح قدومه إلى عالمه، وبدأ المختصون بتشغيل الأجهزة التى تزيد من انعدام الجاذبية حتى وصلت لذروتها فاختفى على الفور وانطلق بسرعة كبيرة مبتعدا عن مجال جاذبية الكوكب ودخل فى الطريق الضوئى قاطعا ملايين السنوات الضوئية ليصل إلى عالمه فى بضع دقائق أو أقل .
تنبهت أجهزة الاستشعار فى عالم طارق الممثل الموجودة خارج الكوكب الذى يعيش فيه باقترابه فقام الفنيون فى المحطة التى تستقبل المسافرون من ذلك العالم بفتح القبة ليهبط من خلالها إلى داخل المحطة بسلام بواسطة المظلة.
كان وجه أخته سمر أول من شاهده طارق الممثل عندما هبط بسلام داخل المحطة الفضائية، نزع خوذته فأسرعت سمر لتحتضن أخيها العائد لتوه من عالم مواز آخر ، قالت سمر : أخى لقد افتقدتك كثيرا ، أنت سافرت إلى عالم مواز آخر لم أكن أعلم ذلك ، يا لحظك ، تن*د طارق وقال لها : العجوز سعاد ترسل لك تحية طيبة وتنتظرك أن تزوريها قريبا فى عالمها ،ابتسمت سمر ابتسامة واسعة وقالت : بالتأكيد سأزورها قريبا جدا .
مرت تلك الأحداث أمام عينى الملكة الأم ، اتجهت الملكة الأم إلى تابوت خشبى تمددت بداخله ثم أغلقته على نفسها لفظت آخر أنفاسها ونامت نومة أبدية .