-69-
منزل سمر النفساء
ترك الزوجان طارق الضابط وزوجته نادية الحديقة العامة؛ ليزورا أخته التى وضعت منذ أيام وعند وصولهما استقبلهما زوجها بسعادة واضحة، وكان يحمل طفله الرضيع بين يديه عندما فتح لهما الباب .
كانت نادية تحمل الكثير من اللعب وبالون يحمل اسم الرضيع، ويحمل طارق الكثير من الأكياس التى تحتوى على شتى أنواع الملابس المناسبة لذلك السن الصغير ،كهدية متواضعة.
ولكن تفوح منها عطر المحبة العائلية منها ، جلس الجميع ثم جاءت سمر،وقد أعدت طعام العشاء الذى كانت الرائحة الذكية تفوح منه تلك الرائحة التى جعلت طارق ينهض من مكانه ويتجه نحو المائدة.
التقط قطعة من الطعام الموجود فوق طاولة الطعام، ضحكت سمر لِما فعله وقالت: لم تغير عادتك أبدا يا أخى حتى بعد زواجك.
تبع طارق سمر و مصطفى وجلس الجميع حول الطاولة ثم أجلست سمر الرضيع فى كرسيه الخاص بجوارهم حتى يتعود على ذلك منذ نعومة أظافره . وبعد تناول الطعام نهض الجميع وساعدوا سمر فى تنظيف المكان ، ثم بدأ الجميع تناول عصير برتقال يفضله الجميع ، شردت سمر أثناء ذلك.
لاحظت نادية ذلك وقطعت شرودها قائلة :ما أخبار بحثك عن العوالم المتوازية الذى حدثتنى فيه من قبل؟ أعتقد أنه سيحدث فرقا عظيما فى عالمنا والعوالم الاخرى التى تزعمين أنها موجودة فعلا.
تنبهت سمر لجملتها خاصة كلمة تزعمين وقالت لا أزعم شيئا بل حقا تلقينا إشارات من ثلاثة عوالم موازية وجارى البحث عن أماكن تقابل العوالم ببعضها البعض، وكيفية الآنتقال بينها . تن*د طارق وعلق على كلامها :وما الفائدة من تقابل العوالم ببعضها البعض؟
وكيف يستفيد عالمنا من ذلك فعالمنا مثإلى بالقوانين التى نظمت حياة عالمنا منذ عهود؟ ،أعتقد أن سكان العوالم الأخرى هى التى ستحتاج قوانينا إذا كانت فوضوية ، ثم التفت طارق إلى مصطفى وقال له: ما رأيك فى ذلك يا مصطفى؟
تردد مصطفى وظهرت الحيرة على ملامحه وقال: أعتقد أنه من الجيد معرفة حضارات أخرى لبشر مثلنا لعلنا نستفيد من جانب آخر لسنا متميزون فيه مثل الصناعة فنحن يمكننا تطوير صناعتنا إذا تقابلت حضارتنا مع حضارة تلك العوالم إذا كانت موجودة حقا !
قالت سمر بعصبية واضحة : إنها موجودة حقا يا مصطفى ولا أزعم شيئا يا نادية وعالمنا ليس مثإلى فالمثالية ستنهار يوما ما مهما حاولنا ولكن ماذا أعددنا إذا انهار ذلك العالم المثالى يوما ما ولظروف ما؟ أجال بخاطركم تلك الخاطرة يوما ما ؟ حسنا الأيام القادمة ستثبت صحة ما تزعمون أنى أزعمه .
شعر الجميع بالحرج فنهض طارق وعدل رابطة عنقه ثم أمسك يد زوجته معلنا بذلك رغبته فى الرحيل ، شعرت سمر بالندم عندما تحدثت معهم بحدة واضحة وقالت: آسفة جدا يا أخى، آسفة يا نادية على حدة قولى قاطعها طارق أنتِ لازلتِ مُتْعَبة لا تقلقى لم نتضايق من كلامك أبدا ثم التفت إلى نادية ثم قال: أليس كذلك يا زوجتى العزيزة، لقد تأخر الوقت ويجب أن نرحل الآن .
احتضنت سمر أخيها ثم نادية وشكرتهما على زيارتهما وعلى الهدايا التى أحضراها معهما ، وتابعت سمر أخاها وزوجته بناظريها عندما كان مصطفى يرافقهما إلى الباب ثم ودع مصطفى طارق وقال له : هذه الزيارة ستتكرر ثانية رجاء .
في صباح اليوم الثاني، ذهبت سمر والرضيع إلى الطبيب الذى يراجع حالتها؛ لتطمئن على نفسها والرضيع ،وفى المساء وبعد أن نام زوجها والرضيع ،جلست فى مكتبها وفتحت الدرج العلوى.
أخرجت ملفا يحوى النتائج التى توصلت إليها ثم أخرجت الكتاب التى زعمت نادية أنها استعارته من جدتها قبل وفاتها ،وقضت ليلتها مع رضيعها تفكر في مغزى ما يحتويه الكتاب من معلومات حتى أدركهما النوم .
-70-
المتحف القومي
عاد طارق ونادية إلى منزلهما وبعد أن بدَّلا ملابسهما ، نامت نادية بجوار زوجها الذى راح فى النوم سريعا بعد ما جعلته يشم وردة جميلة، كانت قد رشتها بم**ر قوى قبل دخولها غرفة النوم وجاءها إتصال وبعد أن أجابته هبطت إلى الدور الأرضى ثم فتحت الباب لتتسلم حقيبة ورقية سلمها رجل ما ثم توارى عن الأنظار.
فتحت الحقيبة وارتدت الزى الذى بداخلها ثم وضعت ذلك الخاتم الخاص بالإنتقال من مكان لآخر بلمح البصر ثم ارتدت القناع وضغطت على الجوهرة التى تتوسط الخاتم لتجد نفسها داخل المتحف القومى للمخطوطات العالملية التراثية ففتحت ذلك الصندوق الزجاجى بجهاز صغير يص*ر أشعة ليزر وأخذت المخطوطة والتى كانت سببا فى إنطلاق أجهزة الآنذار فى المكان فلفتها بسرعة ثم وضعتها فى أنبوبة طويلة معدنية لتحافظ عليها، ضغطت على الجوهرة ،فاختفت فجأة فى نفس اللحظة التى دخل فيها الحراس كالجراد من كل مكان.
كالنمل الذى يبحث عن فريسة جديدة، ولكن لم يجدوا شيئا والكاميرات، أظهرت شخصا مقنعا يتواجد فجأة، ويختفى فجأة أمام مكان تواجد المخطوطة التى سُرقت، وهذه الطريقة لم يعهدها عالمهم من قبل.
لم يجد الحراس سوى الصندوق الزجاجى خاويا من المخطوطة ،فاقترب حارسا منه ووجد مكان المخطوطة ورقة بها مكتوب فيها لم أسرقها بل استعرتها وسأعيدها قريبا.
فى نفس الوقت التى اختفت فيه نادية كانت عند العجوز سعاد وسلمتها المخطوطة ثم عادت نادية مرة أخرى إلى زوجها في الحال بسبب خاتمها السحري.
دخلت فى الفراش بجوار زوجها الذى لم يشعر برحيلها أو مجيئها.
عكفت العجوز سعاد بعد أن رحلت نادية على دراسة المخطوطة وساعدها مساعد الجدة والذى أقبل عليها حاملا بعد الزجاجات الصغيرة التى تحتوى موادا كيميائية ستساعد العجوز فى إظهار ما أخفته تلك المخطوطة.
تلك المخطوطة كانت توضح أماكن اتصال العوالم المتوازية وتوارثتها الأجيال يوما بعد يوم ولم يعرف بسرها إلا الأم التى ظلت تتابع خط سيرها وانتقالها من مكان لآخر حتى وصلت إلى البشر الذين وضعوها فى ذلك المتحف الذى سرقته نادية منذ قليل .
قامت العجوز بإزالة المخطوطة الرقيقة بتلك المواد الكيميائية ثم نزعتها بحرص حتى ظهرت المعلومات المدونة تحتها بوضوح ولكن للأسف مكتوبة بلغة عجيبة لم تعهدها من قبل، ولم تفهم شيئا منها ظهرت الخيبة على وجهها ثم تن*دت وحكت ذقنها بسبابتها.
فكرت مليا ثم التفتت إلى مساعدها و قالت: حسنا أعتقد أننا مضطرون إلى زيارة عالم مواز آخر، فنسخة نادية فيه القادرة على فهم تلك اللغة العجيبة وفك غموضها فلنذهب إليها فى الصباح الباكر ثم التقطت صورا لتلك المخطوطة لتأخذها لها فى الغد تثاءبت العجوز بقوة وقالت : لقد حان وقت النوم.
في صباح اليوم التالي ،استيقظ الضابط طارق على رنين هاتفه المتواصل والذى انتزعه من نومه العميق ،وحاول أن يصل إلى هاتفه ولكن يبدو أن تأثير الم**ر لم ينتهى بعد.
حرك ذراعيه بصعوبة بالغة وحاول نفض رأسه بقوة ليستفيق وفتح عينيه بصعوبة ،وبعد أن نجح فى الوصول لهاتفه توقف عن الرنين، أمعن طارق النظر فى الرقم الذى اتصل به بهذا الإلحاح وانتفض بقوة عندما تعرف ذلك الرقم وهو رقم رئيسه فى العمل ، اعتدل طارق فى جلسته واتصل برئيسه فى العمل ودار الحوار التالى.
- أهلا حضرة المفتش.
- أعتذر جدا يا طارق، لأنى اتصلت باكرا.
- أنا تحت أمر العمل فى أى وقت. ماذا حدث؟
- حدثت سرقة فى منتصف ليل أمس،حيث سُرِقَت مخطوطة ال*قاب من المتحف ولم يتمكن حراسه من الامساك باللص.
- كيف؟ هذا المتحف بالذات مؤمن تأمينا شديدا كيف تم دخول وخروج اللص دون أن يُمْسَك؟
- يمكنك أن تأتى لمدة ساعة إلى المتحف ثم تعود إلى زوجتك مرة أخرى.
- بالتأكيد زوجتى لن تمانع فى ذلك . ثم أغلق الهاتف ونهض ليستحم ويستعد للخروج فى نفس الوقت دخلت زوجته وقالت: لن أمانع فى ماذا ؟
ابتسم لها زوجها وقال: حدثت سرقة بالأمس ،ويريد المفتش أن أذهب إلى مكان الحادث، لمعاينة السرقة وأكتب تقريرى ثم أعود إليكي عزيزتى لنكمل إجازتنا معا . لم تُبْدِ نادية الضيق أبدا بل ابتسمت وقالت : لن أمانع حقا فى ذلك اذهب إلى عملك وأنا سأنتظرك.
طلب طارق من زوجته إعداد كوبا من القهوة ، ثم اتجه إلى الحمام ليستحم ثم ارتدى ملابس العمل وتناول القهوة فى عجالة و ودع زوجته بقبلة فوق جبينها فخرج مسرعا إلى العمل تاركا زوجته فى قلق.
فقد راجعت كل لحظة مرت أمس خشية أن تكون قد اقترفت خطئا ما يدل على شخصيتها فلم تجد شيئا يدعو للقلق ثم تذكرت أنها لم تتخلص من الزى الذى إرتدته فى سرقتها للمتحف فتخلصت منه تماما .
***
-71-
متحف المخطوطات
"لم أسرقها بل استعرتها وسأعيدها قريبا"
أمسك الضابط طارق عز الورقة التى كُتِبَت عليها تلك الجملة وقلبها بين أنامله، ثم حك ذقنه بسبابته وشرد بفكره قليلا ثم قال: هذا النوع من الورق لم يعهده عالمنا من قبل فإن ملمسه مختلفا تماما.
التفت محدثا أحد حراس المتحف أريدك أن تصحبنى إلى غرفة المراقبة فورا، أومأ الحارس بالموافقة فتبعه طارق الذى مسح بعينيه كل شبر فى المكان وهو يتبع الحارس وثم وجه ناظريه إلى أماكن تواجد الكاميرات التى بدت واضحة جدا لأى زائر للمتحف وهذا قصور أمنى رهيب حيث يمكن للسارق أن يتفادى تلك الكاميرات .
توقف الحارس أمام باب حصين ،يؤدى إلى غرفة المراقبة وكان الباب يعلوه كاميرا تمسح الداخل إلى الغرفة بأشعة ما ، يقف الحارس منتصبا لتخرج أداة يخرج منها شعاعا صغيرا ،ليمسح عينا الحارس فى سرعة ثم ينفتح الباب عند التأكد من هوية الداخل.
سمع طارق تكة خفيفة تص*ر عن الباب الذى انفتح إلى غرفة المراقبة التى تحتوى على أربع شاشات كبيرة بطول الحائط فشاشة تراقب مدخل المتحف الخارجى والثانية تراقب بهو المتحف، والثالثة تراقب صالة عرض المخطوطات، والرابعة تراقب المطعم الملحق بالمتحف من الداخل وكل شاشة تعرض المكان من عدة زوايا فتكون كل شاشة مقسمة إلى خمسة أجزاء توضح المكان من خمسة زوايا ،تنحنح الحارس وقال للضابط طارق: أى مكان تريد أن تشاهد أولا ؟
أجابه طارق: فلنبدأ بصالة عرض المخطوطات قبل السرقة بخمس دقائق ، اتجه طارق ناحية الشاشة التى تراقب صالة عرض المخطوطات وحدد الحارس المشرف عليها الجزء الذى سجلته قبل السرقة بخمس دقائق،فحص طارق ذلك الجزء المسجل مرارا ولم يجد شيئا يدعو للريبة.
فأشار للحارس أن يسترجع الجزء الخاص بالسرقة جهز الحارس ذلك الجزء ثم أوقفه ليفحصه طارق الذى اتسعت عيناه على آخرها حيث ظهر جسد أنثى.
قد تخفت تحت رداء أ**د ملتصق بجسدها ويغطى وجهها قناعا أ**دا ويغطى يديها قفازا أ**د اللون أيضا ظهرت تلك الأنثى بلمح البصر فتحت الصندوق الذي يحوى المخطوطة بسرعة بآلة عجيبة لم يرها من قبل ثم أخرجت المخطوطة ووضعت مكانها تلك الورقة .
ضغطت على خاتم ترتديه فى سبابتها اليمنى، فاختفت تماما كل هذا فى أقل من ثلاثين ثانية قد حسبها طارق عندما شاهد ذلك الجزء للمرة الثانية.
حك الضابط طارق جبهته بقوة بيده محاولا إيجاد تفسيرا منطقيا لما حدث تلك الطريقة الفريدة التى دخلت بها وخرجت تلك اللصة فريدة.
حقا لم تسجل فى أى دولة فى عالمه فهو مطلع على كل الاقتحامات التى سطا بها كل لصوص العالم للمتاحف والاماكن الاثرية فقد درسها جميعا ومُطَّلع باستمرار على كل جديد .
التفت طارق إلى كبير الحرس وقال له : أريد نسخة من هذا التسجيل الذى يخص وقت السرقة فورا وقبل أن يكمل طارق جملته.
كان قد أدخل الحارس المشرف على مراقبة صالة عرض المخطوطات أسطوانة صغيرة فى فراغ صغير يناسبها دخلت إلى جزء من الشاشة ثم خرجت بعد ثوان فالتقطها الحارس ووضعها فى ظرف ورقى مرسوم عليه شعار المتحف، ابتسم طارق للحارس الذى ناوله تلك الاسطوانة الصغيرة.
شكر الجميع ورحل من المكان وقبل أن يستقل سيارته اتصل برئيسه فى العمل وقال له: إن الأمر معقد ، السرقة تمت بطريقة فريدة لم يعهدها سارق من قبل لدى تسجيلا لما حدث وقت السرقة وورقة من السارق.
كانت مكان المخطوطة التى سرقت علينا دراستهما جيدا ونحتاج التعاون مع الهيئات التى تحرس المتاحف فى الدول الاخرى لعلهم يحترسون من تلك السارقة مستقبلا.
قطع المفتش حديثه قائلا أهى أنثى؟ السارق أنثى؟ أجابه طارق نعم، هذه أول معلومة عن السارق ،أنثى رد عليه المفتش : ياللعجب كيف تجرؤ على ذلك ؟ !
ثم أردف المفتش قائلا: تعال إلى المركز وسلم ما معك من أدلة وعد إلى زوجتك لاستكمال أجازتك فلم يتبق منها إلا أربعة أيام اغتنمهم جيدا ، ثم أغلق المفتش الاتصال تاركا الضابط طارق فى حيرة من أمره .
حامت فوق رأسه الأسئلة كما تحوم الصقور حول القتلى فى ساحة المعركة افترسته الحيرة طوال طريقه عائدا إلى زوجته ،من تلك الفتاة ؟ ما سر ذلك الخاتم الذى مَكَّنَها من الدخول والخروج هكذا بسهولة دون أن يدركها حراس المتحف؟ ولماذا تلك المخطوطة بالذات ؟
مهلا، لقد تركت ورقة توضح فيها أنها استعرت تلك المخطوطة وستعيدها ؟ هل معنى ذلك أنها ستعود مرة أخرى ؟ قطع حيرته وتفكيره رنين هاتفه حيث تتصل به زوجته ،ففتح الإتصال ورد عليها قائلا: أعلم أننى تأخرت عليك كثيرا عزيزتى ، أنا فى طريقي إلى المركز سأودع الأدلة الجنائية وأعود إليكِ سريعا لا تقلقى .
هوى قلب نادية بين ضلوع ص*رها وشعرت بضيق فى التنفس للحظات قبل أن تسأله قائلة: أدلة؟ أدلة ماذا؟ رد طارق قائلا: سأحكى لك عندما أحضر،أفتقدك كثيرا مع السلامة .
أغلق طارق الخط ثم أبطء من سرعة سيارته عندما اقترب من المركز وترك سيارته فى المكان المخصص لها ثم دلف إلى مكتبه وأخرج ورقة ثم كتب فيها تقريره عن حادث السرقة ثم أدخل الورقة مصحوبة بالأدلة فى ظرفا ثم أغلقه.
خرج الضابط طارق من مكتبه وسار بضع خطوات ناحية اليمين ليواجه باب مديره المفتش فأطرق باب مكتبه فسمح المفتش للطارق بالدخول.
كان المفتش منهكما فى قراءة بعض التقارير عندما دلف إليه طارق فاعتدل فى جلسته وابتسم إلى طارق وقال له بلهجة معتذرة : أعتذر لك عزيزي طارق لقد أحضرناك فى وقت إجازتك، ولكنك تعلم أنك الوحيد ذو خبرة فى سرقات المتاحف لم نجد عنك بديلا .
ابتسم طارق ومد يده ليسلم تقريره المبدئي لرئيسه فى العمل قائلا: هذه شهادة أعتز بها هذا تقريرى المبدئي وهناك ملاحظة.
تلك الفتاة تركت ورقة مكتوب فيها أنها لم تسرقها بل استعرتها فقط ،وستعيدها يمكننا أن نستنتج من ذلك أن تكون تلك الفتاة إحدى الطالبات أو المهتمات بدراسة المخطوطات القديمة، فقد تكون شغوفة لدرجة الجنون، ثانيا أنها ستعود مرة أخرى لتعيدها ولكن المحير طريقة دخولها وخروجها فى أقل من دقيقة فعلت كل شىء فى أقل من دقيقة.
لقد استخدمت شيئا خاتما يص*ر شعاعا أزرق اللون، اختفت فيه عندما أحاطها واختفى أثرها سنحتاج فى تحقيقنا إلى أستاذ جامعى متخصص فى المخطوطات وأيضا باحثا فى علم الفيزياء . أومأ المفتش براسه قائلا : حسنا سنأخذ بنصائحك تلك أثناء التحقيق ولكن أليست أختك سمر باحثة فى علم الفيزياء.
أومأ طارق برأسه وقال: نعم، فهمت قصدك تريد أن نستعين بها فى التحقيق حسنا سأخبرها وسأجعلها تأتى إلى المركز هى أصبحت بخير الآن يمكنها التنقل سيسعدها ذلك كثيرا.
نهض طارق وعدل من ملابسه وغمز لرئيسه وقال : سأعود إلى منزلى فلم يتبق سوى أربعة أيام وأنا حريص على اغتنامها . ضحك طارق والمفتش ثم رحل طارق.