الفصل التاسع

1945 Words
دخل غرفته وبعد قليل من الوقت كان يتمدد على السریر، ليجد باب غرفته يفتح و تدخل أنثى، نظر لتلك المقتحمة والاندهاش يتملكه وقال:- خیر یا ونیسه رایده ایه؟ قالھا وھو یقف، بينما ونيسه تغلق الباب فقال:- ھملي الباب مفتوح يا ونيسه. لكنھا أكملت إغلاق الباب قائلة:- رایداك بموضوع مھم یا سیدي، ما ينفعش و الباب مفتوح. - زين ، يبجى نخرجوا للجاعه الكبيره.  استدارت له مقتربة منه، ثم خلعت الرداء الذي كانت ترتدیه لیصدم فھد من ھیئتھا وذلك القمیص الأ**د الحریري الملاصق لجسدها، كاشفًا عن ص*رھا، وذراعیھا فصاح:- إیه ده؟ (وأدار لھا ظھره) اتحشمي یا بت. ھرعت نحوه ووقفت أمامه:- آني رایداك یا سیدي فھد، وباموت في التراب اللي بتمشي علیھه، وجایه برجلیا أوھبك نفسي، خلیني مرتك في السر، وآني راضیه و ما ھاجولش لحد واصل.  صفعھا صفعة قویة، فنزف جانب شفتیھا، وضعت یدھا بموضع الصفعة  - راضیه یا سیدي حتى لو ض*بتني، راضیه، بس خلیني جارك.  دفعھا بعیدًا عنه:- كنك جنیتي یا ونیسه. - لا ما جنیتش، آني أحج بیك من رابحه، آني كبرت وأنت جدام عیني، آني اللي كت أخدمك واراعیك، اليوم اللي كنت تضحك ليا و تشا**ني فيه كان يبجي عيدي وفرحتي، واليوم اللي كنت تتودر فيه كان يبجي حزني، أنت لیا آني وبس.  صفعھا مرة أخرى لتقع ھذه المرة على الأرض:- اعجلي و حطي عجلك في راسك واوزني الكلام زين، أنتي طول عمرك خابره إن جلبي ما سكنتوش واحده غير ستك رابحه، و آني عمرك ما عاملتك معامله أزيد من ايتها خدامه في الدار، ولعلمك انتي ھتتجوزي رضوان، طلبك مني و آني اديته كلمتي والعجد بكره عشیه. اقتربت من أقدامه زاحفة:- ارحمني یا سيدي، بلاش تجوزني، وآني ما ھاعیدھاش. دفعھا بقدمه:- اطلعي بره بدل ما اجتلك وارتاح منیكي. نفذ الماء الموجود بالدورق بجانب السرير عند رابحه، فخرجت لتملأه، لكنها رات من بعيد نور غرفه فهد مضاء فقررت أن تمازحه و تشا**ه قليلًا، فتوجهت ناحية غرفته، لتصدم أنه يكلم أنثى، إنها تميز ذلك الصوت جيدا إنه صوت ونيسه، فتحت الباب بسرعة لتجد ونيسه بذلك المظهر أرضا تحت قدمي فهد صعقت واتسعت عيناها اندهاشا، ووقفت تنظر لھما:- ده إیه ده إن شاء ﷲ؟ فوقفت ونیسه والتقطت ردائھا الملقى على الأرض، ووضعته علی  جسدها و نظرھا مسلط على رابحه بنظرات لا تفھمھا سوى النساء مفادھا (إنه لي أنا)  وقالت وھي تنظر لفھد:- آني ماشیه یا سیدي، ما تنسانيش بجى. وبینما ھي تمر بجوار رابحه ھمست بجوار أذنھا:- مش أول مره أسھر ھنیه، یا بختك بیه سبع ولا كل الرجال، آه يا جلبي الجايد نار زي جسمي آه. فأمسكتھا رابحه من شعرھا وانھالت علیھا بالض*ب و هي تصرخ:- آه يا قليلة الربايه، أنا هاعلمك الآه تتقال ازاي أنا هاموتك واخلص منك، انتي ما ينفعش تعيشي، أنا من الأول قلت انتي ناقصه و عينك تتدب فيها رصاصه. لیخلصھا فھد منھا بینما ونیسة تبتسم لقدرتها على إثارة غضب رابحه، ظانة أنها بهذا ربما تفرق بين رابحه و فهد، و يسمع الكل بالفضيحه فيتزوجها فهد كان هذا ظنها.  كانت رابحه تصرخ موجههة الكلام لفهد و ملقية باللوم عليه:- بتقول ایه الحیوانه دي؟ وكانت بتھبب إیه عندك بقمیص النوم ده؟ و نار إيه اللي قايدة فقلبها دتتها وجع في قلبها. استیقظت صبیحه على الضوضاء، لتجد ونیسه تنزل السلم ممسكة بردائھا ورابحه في الغرفة مع فھد تقاتله وتض*به في ص*ره:- انطق كنت بتعمل ایه؟ ومش لاقي إلا الخدامه تخوني معاھا یا واطي. وفھد یمسك یدھا:- اھدي یا رابحه عافھمك. دخلت صبیحه وصرخت:- بس. و ابعدت رابحه عنه:- فیه ایه؟ لتنطلق رابحه كالسھم المارق وتحكى لھا ما رأته، وما قالته ونیسه:- بقى أنا ادخل الاقي البيه مع الواطيه ونيسه والهانم مرميه تحت رجله بقميص النوم، شوفي بقي كانت بتعمل ايه، و قليله الربايه تقولي يا بختك بيه وقلبها قايد نار، إلهي يقف قلبها يا رب واسمع خبرها. نظرت صبیحه لفھد:- احكیلي اللي حوصل یا ولد.  فروى فھد ما حدث  قالت صبیحه:- فھد صادج، ده ولدي وآني خابراه زین، واعرف إن كان صادج و إلا لا، خلاص نلموھا الحكایه دي ونعجد للبت على رضوان یلمھا، لساتھا عجلھا صغیر والشیطان لعب بیه، الموضوع انفض،على جاعتك یا ﷲ یا رابحه. خرجت رابحه متبرمه، بینما صبیحه تخاطبھا:- رابحه الموضوع انتھى ما فیش حدیت فیه تاني.  دخلت رابحه غرفتھا تغلي وتزبد، بینما نزلت صبیحه لغرفة ونیسه، وأغلقت الباب، فارتدت و نیسه للخلف حتى التصقت بالحائط، بینما صبیحه تقترب منھا ثم صفعتھا بقوة:- على ﷲ الجلم ده یفوقك، ویبعد الشیطان اللي لبسك، مش ھاتكلم ولا أجول أكتر من أكده والعجد بكره عشیه على رضوان، وحسك عینك اشوف عینك تناظر فھد والا تجربي منیه تاني، فیھا موتك یا ونیسه.  ثم خرجت، كان الشیطان جلیس ونیسه، یوسوس ویوسوس....  و في الصباح أعلن فھد خبر التحضیر لزواج ونیسه ورضوان، وفي المساء حضر المأذون لیعقد لرضوان على ونیسه وسط الزغارید والاحتفال، ثم صحب رضوان ونیسه لغرفته بالحدیقة.  وما أن دخل وأغلق الباب حتى قال:- ألف مب**ك یا زینة داري.  ردت باقتضاب:- یبارك فیك. نظر لھا:- مالك یا بت الناس، انتي مغصوبه عليا. نظرت له ببرود:- ما اجدرش اخالف سیدي فھد، ادیني جاره.  نظر بتساؤل:- جاره كیه؟ خلاص انتي ما ھتخدمیش تاني، آني اتفجت مع البیه. - اتفقت إيه بس، ده تلاجيه بيسكتك بس هبابه، وھو البیه یستغني عني. - جصدك إیه یا ونیسه؟ ابتسمت ووضعت یدیھا في خصرھا:- زي ما فھمت اكده، شایفني **م ورسم  وطول عمري مع البیه في الدوار، ما یجدرش یبعد عني، ولا یآكل إلا من یدي، وإن كان جوزني لیك فده منظر بس، أني بتاعة البیه.   أشعلت الكلمات النار في رأسه:- أنتي بتاعتي آني و مرتي آني.   وھجم علیھا بخشونة فلقد أثارته تلك الكلمات و جعلت الظنون تلعب برأسه، وأخذ حقه الشرعي منھا بالقوة،  وبعد تأكده من عذریتھا نظر لھا شذرًا:- بتاعة البیه كیه وانتي لساك بشوكك. لملمت ملابسھا وشدت الملاءة علیھا وابتسمت والشیطان یتحد معھا و يقف لها مصفقًا:- ما أنت فتحت الطریج خلاص. :- آه يا بنت ال... انھال علیھا ركلًا و صفعًا حتى فقدت وعیھا، ثم جلس یلتقط أنفاسه وھو یحاول طرد الشیاطین التي تتراقص أمام عینیه، وتصور له خیالات كاذبه لما كان یحدث بین ونیسه و فھد،  حتى انبلج الصباح،  اغتسل ووكزھا بعنف:- إیاكي تطلعي بره الأوضه. ثم خرج مغلقًا الباب.  وجلست ھي على السریر تحدث نفسها و تغزل الخطط مع شيطانها و تقول (إن ما كنتش لیا یا فھد یبجي موتك ارحم). جاءت صبیحه ومن بالدار یباركن لھا، أنقدتها صبيحه النقوط و قالت:- ربنا یھدي سرك، و يكملك بعجلك، جوزك و سره تصونيه و ما تخرجيش عن طوعه، و رضوان طيب و جلبه ابيض، وهيسعدك. ثم غادرت صبيحه و تكتها مع رفيقاتها الخادمات، عرفت منهن أن فھد ذھب ناحیة الأرض الشرقیة بدون رضوان وأن رضوان یشرف على الطبیب الذي یعالج إحدي فرسات فھد.  كان شباك الغرفة یكشف الحدیقة، برؤیتھا رضوان قادمًا من بعید مودعًا الطبیب، خرجت من باب الغرفة بدون أن یلمحھا رضوان وجاءت من الاتجاه الشرقي  متعمدة أن یراھا وھي تغلق باب الغرفة، ما أن لمحھا حتى ھرع للغرفة، وأغلق الباب ممسكًا إیاھا من ذراعھا:- كتي فین یا بنت الأبالسه؟ أزاحت ذراعه:- كنت مع سیدي البیه حدا الأرض الشرجیه. - و بتجوليها بكل بجاحه. - و هاخبي ليه، هو سيدي و سيدك و اللي يأمر بيه واجب و آني ما أجولوش لاه واصل. - یا بنت الأبالسه. وض*بھا حتى أدماھا، ثم خرج لیجد فھد قادمًا، استفسر فھد منه عن حال الفرسه و رد باقتضاب :- زينه الفرسه بجت زينه والدكتور طمني. فقال فهد:- مالك یا رضوان؟ وشك مجلوب لیه؟ - ما فیش یا باشا. نظر له بتفحص:- خیر ونیسه لحجت زعلتك، خدھا بالمسایسه یا رضوان، دي بت عجلھا صغیر. - حاضر يا باشا. لم يهدأ لرضوان بال، التساؤلات و الظنون تعصف به، إنه يعلم جيدا أن فهد لم و لن ينظر لأنثى سوى سيدته رابحه، و لكن لماذا تقول ونيسه ما قالته، أخذ رضوان یستقصي ویسأل، حتى علم أن الغفر كانوا مع فھد ولم یتركوه لحظة واحده، دخل لونیسه وجلس على السریر يستجمع نفسه ليعاملها بهدوء و يفهم منها لماذا تضع نفسها هكذا في موضع شك ربما يؤدي به لقتلها:- انتي لیه بتكدبي یا ونیسه، لیه شیاطینك مفھماكي اني راجل من غیر عجل وھاصدج كدبك ده، و أسلم بكلامك و أجول آمين، فاهمه إني مش عارف البيه كويس، بلاش دي خلي البيه من جدامي حاجه ومن وراي حاجه، فاهمه إني مش هأسال ولا أدور، عاوزه إیه، عاوزني اتجنن وأجتلك. اقتربت منه وبصوت أقرب لفحيح الأفاعي قالت:- لا، تجتله ھو، مش ھو اللي اتعدي على شرفك، وآني مغلوبه على أمري ما اجدرش أجول لا. أمسكھا من كتفیھا:- لیه بتكدبي؟ البیه ما جربلكیش، ولا انتي رحتي الناحیة الشرجیه من أساسه. قالت والشر یملأھا:- ما رضا ش بیا، رحتله بنفسي  وجلتله آني لیك وقالي لا، قالي ما رايدش من صنف الحريم غير رابحه، یا ھتجتله أنت وأبجي آني لیك، یا أجتله آنى.  نظر لھا شذرًا غير مستوعب لما قد قالته:- كانك جنیتي، انت فاھمه إني ابیع فھد باشا  عشانك، لیه؟! اقتربت منه:- عشان أكون لیك بدل ما أكون لغیرك.  أمسكھا من تلابیبھا:- جصدك إیه یا وش الخراب؟ - جصدي یا تجتل فھد یا اشوف غیرك یجتله وأكون لیه. ض*بھا ض*بًا مبرحًا وهو يقول:- والله يا فاجرة لأوريكي النجوم في عز الظهر و أخليكي تتمني الموت وما تطوليهوش، فاكراني راجل عويل إياك، فاهمه إني ما أجدرلكيش، آني هاربيكي و أتوبك عن اللي فى راسك ده، وبعدين هاطلجك، عشان آني ما طايجكيش ولا عت رايدك.  تصنعت الاغماء، فتركھا على الأرض واستسلم للنوم، وفي الصباح قبل أن یخرج نبه علیھا بألا تخطو قدماھا للخارج وإلا أنھى حیاتھا بدون تردد، بعد قلیل بینما ھو واقف أمام الدوار بانتظار نزول فھد، شاھد بدور تتجه لمكان سكنه، لبثت قلیلًا هناك، ثم دلفت للمنزل ثم عادت مرة أخرى لمسكنه، فأوقفھا في طریقھا للدخول:- مش خیر یا بدور، رحتي وجیتي و لساك راجعه تاني یعني. أجابته ونظرھا في الأرض لا ترفعه فكیف ترفعه  لتنظر له وھي متیمة في ھواه ذلك القوي الخشن، حب حبسته بداخل قلبھا كثيرًا ولم تفصح عنه أبدًا، حسرتھا یوم زواجه كادت تودي بحیاتھا بعد أن أصابتھا حمي شدیدة أنقذتھا منھا عنایة ﷲ وحده، أجابته بصوت أقرب للھمس:- راس ونیسه كانت وجعاھا شویه، كت بادیھا حبوب للصداع. ومر الیوم ....  في المساء دخل لداره وطالب بالطعام، أحضرته ونيسه و قد طهت ما لذ وطاب، تناول طعامه واستسلم سریعًا للنوم، بعد قلیل وكزته ونیسه:- رضوان، أصحي یا رضوان.  لم تجد ردًا فابتسمت وھنأت نفسھا على فكرتھا بوضعھا المنوم له بالطعام، فلقد خدعت بدور لتحضر لها منوما لأنها تحس بأرق يمنعها من النوم ليلا، وطالبتها ألا تخبر أحدا فرضوان لا يريدها أن تنام ليلا وهي في توق شديد للنوم والراحة، أخذت مصوغاتھا، ونقودھا وبعضًا من ملابسھا، وتسللت للخارج من بقعة تعلم جیدًا أن الغفر والحراس یغفلون عنھا فطالما كانت بقعتھا السریة لتتسلل منھا لتقطف ثمار التوت التي تعشقھا، لكن حظھا العاثر أوقعھا في غفیر یستكشف المنطقة المحیطة بالمنزل  وفي أثناء محاولتھا الھرب أطلق النار علیھا ظانًا أنھا لص، اجتمع الكل على صوت اطلاق النار بینما رضوان یغط في نوم عمیق، حمل الغفیر ونیسه لداخل الدوار ونزل فھد سریعًا لیجدھا غارقة في دمائھا، بینما ذھب غفیر آخر لیوقظ رضوان التي لم تفلح محاولات النداء علیه في ایقاظه وظل نائمًا،  جاء الغفیر نعمان بالحقیبة التي كانت تحملھا ونیسه، فاستنتج فھد أنھا كانت ستھرب، نزلت صبیحه ورابحه لتفجعا من المشھد، ونیسه غارقة في الدماء، صرخ فھد فیھما، وأمرھما بالصعود للأعلى، وأن تظل كل منھما في غرفتھا وألا تنزل إلا في الصباح، أمر النساء بتجھیزھا للدفن، وتنظیف آثار الدماء، كان الفجر قد حل و بدأ نور الصباح في الظهور، أرسل فھد في طلب الطبیب الذي  أكد تناول رضوان لكمیة كبیره من المنوم وأعطاه ما یبطل مفعول المنوم واستیقظ رضوان  لیجد فھد بجواره  والطبیب فقال:- خیر حوصل ایه؟ ایه اللمه دي؟   أمر فھد الطبیب بالانصراف:- اجعد أكده و فوج یا رضوان. وأمر بدور بإعداد القھوة له، جاءت بدور تحمل القھوة والدموع في عینیھا لا تستطیع السیطرة علیھا سأل رضوان:- واه بتبكي لیه البت دي؟ بكل ھدوء قال فھد:- اشرب جھوتك الاول یا رضوان، أنھى رضوان القھوة، ثم تنبه لعدم وجود ونیسه فھب واقفًا:- راحت فین بت المركوب دي، وﷲ لأجیب خبرھا.  رد فھد:- خبرھا جیه خلاص یا رضوان. نظر له رضوان بعدم فھم، فأردف فھد قائلاً :- ونیسه حاولت تھرب في العتمه كیه الحرامیه، والغفر ض*بوھا بالنار وماتت.  جلس رضوان من صدمته وأخذ نفسَا عمیقًا:-  الحمدلك يا رب.  وسرد لفھد ما كان منھا منذ زواجھما.  تم دفن ونیسه، وصعد فھد لرابحه وصبیحه، لیضعھما في الصورة الكاملة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD