الفصل العاشر

1905 Words
مرت أیام على ھذه الحادثة....  أیام لاحظت فیھا رابحه تلك النظرات المختلسة على استحیاء من بدور لرضوان  وفي جلسة مسائیة لھا مع فھد في الحدیقة:- عاوزه أقولك على حاجه یا فهدي. تضایق فھد:- جلنا الكلمة دي ما تتجلش غیر واحنا لحالنا. - ما احنا لوحدنا أھو. - والغفر المنتورین في كل حته دول ما عاجبینكش یا بنت الچازیة. - یوه بقى ما تفصلنیش، اسمع بس یا فھد باشا. - جولي یا جدري اللي ما منیھوش مھرب. - بدور بتحب رضوان.  سألھا:- ھي جالت لك أكده. ھزت رأسھا نفیًا:- لا، ده احساسي و أنا احساسي ما یكدبش أبدًا. - زین. - زین إیه بس. - یا بوي یا رابحه مش عرفتیني آني ھاتصرف، نھملوه بجي الحدیت ده، ونشوفوا المھم. - اللي ھو. - فرحنا آني ھاتفق خلاص مع طایع ونحدد میعاد الفرح.  ابتسمت معلنة الموافقة.  تم تحدید موعد حفل الزفاف وأرسلت الدعوات لكبار رجال الأعمال وصفوة القوم.  بجراج الفندق الذي سیقام به حفل الزفاف وقف سالم ونجوى یتحدثان سویًا، ونجوى تشعل سیجارتھا  قائلة:- دي آخر فرصه بالذوق یا سالم.  نظر لھا مطولًا:- تفتكري ھتجیب نتیجه.  زفرت بقوة:- لا. نظر لھا بغیض:- أمال ھنعملھا لیه ونعرض نفسنا ننكشف، انتي لما تروحي لطایع آخرك ھتنطردي من الحفله، أنا لو اتمسكت عند ملیكه طایع ھیجیب خبري. وضعت یدھا على كتفه:- لا مش ھتتمسك أنا مرتبه كل حاجه مع المیكب آرتست،  ھتمشي الحرس بأي حجه وھتدخلك لیھا تكلمھا، یا تیجي معاك بالذوق، یا تسیبھا  وخطتنا تمشي زي ما متفقین.  رن ھاتف نجوىى فقالت:- یالا البنت بترن أھي. صعد سالم حیث الطابق الذي تقع به الغرفة الموجودة بھا ملیكه، واتخذ مكانًا لا یراه منه الحارسین، حیث شاھد الفتاه تكلمھما ثم انصرفا، وبعد دقیقه انصرفت الفتاة فدخل الغرفة مسرعًا حیث كانت ملیكه تجلس أمام منضدة الزینة مكشوفة الرأس بدون حجاب، انتفضت ملیكه فزعة، ما أن شاھدت صورة سالم بالمرآة وھبت واقفة تبحت عن حجاب بینما سالم اقترب مسرعًا ممسكا كلتا یدیھا:- لا، سیبني أشوف اللیل الاسود الغجري ده. حاولت أن تخلص یدیھا منه فلم تستطع:- سیبني یا حیوان، وﷲ لأخلي طایع یجیب خبرك. أحكم قبضته على یدیھا:- اسمعیني للآخر مره، أنا مش باحبك، أنا باعشقك، أنا عمري ما لمست ست أبدًا، عارفه لیه؟ عشانك أنتي، أنا لا یمكن أكون مع غیرك، فاھمه یعني إیه، أرجوكي لآخر مره كوني لیا أنا، كوني ملیكتي أنا وأوعدك مش ھأذي طایع. نظرت له بكل غل ورفعت قدمھا بقوة لتض*به بین قدمیه، فأفلت یدیھا صارخًا من الألم  وھي تقول:- اخرس لا عشت ولا كنت، أنا ملیكة طایع، فاھم طایع وبس. لتدخل فتاة المیكب أرتست وتشھق كأنھا تفاجأت من وجود سالم، وینظر سالم لملیكه نظره توعد قائلًا:- أنتي اللي اخترتي.  وھرب  أمسكت ملیكه ھاتفھا لتھاتف طایع، بینما نجوى تقف أمام باب غرفة طایع تحدثه  - أنت عارف أنا قلبي من ناحیتك عامل ازاي یا طایع، أنا باحبك.  نظر لھا في غیر اكتراث:- فات أوانه یا نجوى، خلاص أنا ھاتجوز ملیكه.  أمسكت یده:- لا لسه ما فاتش الوقت. نفض یدھا:- الموضوع منتھي یا نجوى، ما تحطیش نفسك في مواقف تجلل منك، أنت عقل تجاري بامتیاز ومش عاوز أخسرك.  قالت بحدة:- لا ھتخسرني، یا تكون لیا حب وشغل یا بلاش. - یبجى مع السلامه، من بكره ھاجیب غیرك. حاولت أن تقترب منه لتتابع الحدیث، فوجد ھاتفه یرن برقم ملیكه، رد مسرعًا  - نعمین یا روح الروح.  ونجوى تنظر له بغل وحقد  - اهدي، صوتك ماله، بتجولي ایه، ازاي ده حوصل، أنا ھاطربج الدنیا علیھم. وھرع غیرعابئ بتلك التي تقف وراءه وبراكین الغیرة والحقد مشتعلة بقلبھا.  غادرت نجوى م**ورة القلب والكرامة، لتركب سیارتھا وترن على سالم لتتأكد أنه مختبئ في صندوق السیارة وتغادر.  بینما طایع ھرع لغرفة ملیكه لیجد رابحه معھا تحتضنھا وما أن دخل الغرفة حتى وجد فھد یدخل وراءه. بينما ملیكه تبكي:- الحیوان دخل الأوضه ومسكني من ایدي.  نظر طایع لھا وغیرته تشتعل وفھد یصرخ في الحراس:- دخل كیه وانتوا كیف الحیطه اكده!   أحنى الحارس رأسه:- كنا بنجیب حاجات للبنت بتاعة الماكیاج.  صفعھم فھد وطردھم وقبل أن یفكر في توجيه سؤال للفتاة كان طایع یمسك بتلابیبھا:- انطوجي، تعرفي سالم منین؟ بكت الفتاة:- لا وﷲ ما أعرفه، دي نجوى ھانم اللي قالت لي إن العروسه مغصوبه على الجوازه، وإن ھو بیحبھا وجاي یاخدھا ویھرب بیھا، فأشغل الحراس، عشان نوفق راسين في الحلال. ألقاھا طایع على الأرض وطردھا وھاتف مركز التجمیل لیرسل غیرھا.  ھدأت ملیكه قلیلًا، تنفس طایع و فھد نفسًا عمیقًا  وقالا بنفس واحد:- كله یخلص اللي بیعمله عشان الناس بدأت توصل. وقالت رابحه:- البنت اللي كانت بتعمل لي الميكب تیجي تكمل لي ھنا، أنا مش ھاسیب ملیكه لوحدھا. ترك فھد وطایع العروستان بالغرفة، وتحول الرواق الذي تقع به الغرفة لثكنة عسكریه برجال مدججة بالسلاح، بعد انتھاء الفتاتین من التزین صعد دیاب العزایزي لتتأبط الفاتین ذراعیه وینزل بھما السلم، مقبلًا كل فتاة من جبینھا  ومسلما یدھا لعریسھا ھامسًا في أذن كل منھما:  - عروستك كأنھا بتي، تودیریھا من تودیري. أمسك كل منھما ید عروسه مقبلًا إیاھا، وتأبطت كل عروس ذراع عریسھا وبدأت مراسم حفل الزفاف وعلى أنغام حالمة رقصا رقصتھما الأولى، وكل من طایع  وفھد متذمران فھما لا یحبان ھذا، ولكنھما فعلاه ارضاء لمحبوبتیھما،  بعد انتھاء الرقصة الأولى ھمس كل منھما في أذن عروسه:- إیاك وسطك یتھز، لو حوصل فیھا رجبتك. جلست الفتاتین كل منھما في كرسیھما ولم تتحركا طیلة الحفل بینما الرجال یرقصون.    بانتھاء الحفل صعد كل منهم لغرفته الخاصة بالفندق، وأمام الباب حمل كل منھما عروسته ودخل الغرفة. عند رابحه وفھد...  أغلق فھد الباب، ثم أنزل رابحه على السریر مباشره وھو ینظر لھا بشوق ورغبة وخلع الجاكیت ورابحه تنظر له وتقول بهدوء:- إیه؟! اصبر كده واعقل یا فھدي. وفھد یبتسم ويفك أزرار قميصه:- فھدك خلاص ھیستفرد بالفریسة أخیرًا، وما جادرش استنى دجيجه واحده. انفجرت في البكاء، فألقى قمیصه الذي كان قد فتح أزراره جانبًا وجلس بجوارھا: - واه یا رابحه، بتبكي لیه في لیلة مفترجه زي دي؟ نظرت له بخوف:- خایفه منك، ومن اللي هتعمله. مسح تلك الدموع  وقبلھا من جبینھا:- خوفتك آني غلطان، ما تزعلیش وقبلھا من جبینھا، بس مشتاج یا رورو، الشوج جاتلني. ابتسمت:- ماشي یا فھدي، بس یعني راعي أني حتى لسه ما غیرتش ھدومي یعني، و بعدين مش لسه فيه صلاة ودعاء وإلا إيه؟!   أمسك یدھا وأشار للحمام:- طبعًا، اتفضلي یا بنت الناصري، غیري خلجاتك وآني مستني. ظلت واقفه  نظر بتعجب:- باه یا بت عمي، واجفه لیه؟ - الفستان. - ماله؟. - فك الشرايط اللي فیه من ورا، بس تخلیك محترم.  ضحك وقال :- أوامرك یا بنت الناصري. فك لھا شرائط الفستان بكل أدب ومع الشريط الأخیر طبع قبلة في منتصف ظھرھا لتصرخ ھي وتسرع للحمام، بدلت ملابسها وخرجت له ليصليا سويًا وهو إمامها، أنهيا الصلاة، وخلعت الإسدال، وهو يتأملها بقميصها الابيض الحريري، الذي زادها ف*نة، و اقترب منها، فضمها برقة بين ذراعيه، یبثھا شوقه وغرامه وحلق معھا في آفاق الحب، وطار معھا سابحًا في بحار الغرام.  أما طایع وملیكه..... أنزلھا بداخل الغرفة وقبلھا من جبینھا:- مب**ك علینا یا ملكة الجلب. ردت بخجل:- ﷲ یبارك فیك یا قلبي.  ثم نظر لھا قائلًا:- مسكك جامد الحیوان ده.  ترقرق الدمع في عینیھا:- آه. فأمسك مع**یھا وقبلھما:- آسف یا عمري اني ما جدرتش امنعه یدخلك، بس صدجیني، ھینول عجاب عمره ما كان یحلم بیه.  ابتسمت له:- بلاش السیره دي بقي.  احتضنھا:- حاضر یا ملیكتي، مش ھتغیري خلجاتك. دخلت لدورة المیاه لتبدل ثیابھا ھتف من الخارج:- مش محتاجه أيتها مساعده. ابتسمت من الداخل:- لا شكرًا. ارتدت قمیصا أبیض حریري طویل، بفتحة جانبیة تكشف فخذھا الأیمن، ثم ارتدت الإسدال، لتجده عاري الص*ر، فنظرت للأرض قائلة:- مش هنصلي. ابتسم :- طبعا هنصلي. - طب ممكن تتلم وتلبس حاجه بقى عشان اعرف اصلي وراك. - حاضر. وارتدي قميصه، وصلى بها إمامًا، بعد أن أنهيا الصلاه توجهت للحمام. وقف أمامها:- راحه فين؟ - هادخل اقلع الاسدال وألبس الروب. ففتح لها الطريق، دخلت وخلعت الاسدال وارتدت الروب الخاص به وخرجت من الباب وھي تربط حزام الروب، فقفز ھو لیقف أمامھا عاري الص*ر ممسكًا بحزام الروب:- ما تجفلیھوش ما لوش عازه.  وأزال الروب لیسقط على الارض، وتذوب معه ملیكه تحت وطأة حرارة قبلات طایع، وتدق طبول الغرام دقاتھا، وترفرف أجنحة كیوبید معلنة  أن لا سطوة فوق سطوة الغرام. قرب الظھیرة أعلنت ھواتف فھد وطایع الرنین، وكان المتصل في كلا الجانبین صبیحه ونواره والدة ملیكه للاطمئنان علیھم، فطمأنهما عليهما و أنهم بخير، وعادا للنوم.    ثم ھاتف طایع فھد لینبهه من أجل موعد الطائرة  وقام كل منھما بإیقاظ جمیلته النائمة بقبلات متتالیه، أدت لجولة أخرى من زقزقة طیور الغرام ورفرفة أجنحة كیوبید.  ثم أخذ كل منھم حمامه وارتدوا ملابسھم وانطلقوا للمطار لقضاء شھر العسل  وسط جزر المالدیف الساحرة، كان شھر عسل قضوا  به أجمل الأوقات، فلقد قاموا بتأجیر جزیرة خاصة، انتهي شهر العسل وحان موعد الرجوع للوطن حین وصولھم للمطار ودع طایع ملیكه لموعد ھام بخصوص العمل، وطلب من السائق عبدالرزاق ایصالھا للمنزل، في حین استقل ھو لیموزین للشركة  وفي الطریق قال عبدالرزاق:- ألف مب**ك، الحمدلله على السلامه یا ست الھانم. - ﷲ یسلمك یا عبد الرزاق، عیالك عاملین إیه؟ - تمام یا ھانم بیدعولك أنت والبیه طایع لیل نھار. - ربنا یفرحك بیھم یا رب. ولم تكد تكمل الجملة، حتى قطعت سیارة ضخمة علیھم الطریق، ونزل منھا أربعة رجال أشداء ملثمین مدججین بالسلاح، قاموا بإیقاف السیارة والسیارة المرافقة  وحدث تبادل لإطلاق النار، وتم ارداء الرجلین المرافقین بالسیارة، وأجبروا ملیكة على النزول، وأمسكھا أحدھم من ذراعھا بقوة، وھي تقاوم فما كان منه إلا أن قام بض*بھا على مؤخرة رأسھا بكعب مسدسه ففقدت الوعي، وعبدالرزاق یصرخ  وھو یحاول التخلص منھم بعد أن جردوه من سلاحه:- ما ھتاخدوھاش الا بموتي. فقال أحدھم ببرود:- رخيص والطلب أرخص. وأرداه قتیلًا بطلقة في رأسه.  بدخولھم السیارة قاموا بحقن ملیكه بمادة م**رة لكي لا تفیق في الطریق،   دخلوا  فیلا في الصحراوي وادخلوا ملیكه لغرفة ووضعوھا على السریر وخرجوا، لیدخل بعدھا سالم  ینظر لھا ممدة على السریر ویبتسم منتصرًا.  بینما طایع یحاول الاتصال بھا وھاتفھا یرن بالسیارة ولا مجیب،  فیتصل على ھاتف عبد الرزاق ولا مجیب، فیشتد قلقه ویھاتف رابحه وفھد علھا تكون حادثتھما ولا نتیجة فھما أیضًا یحاولان الاتصال بھا، أنھى طایع الاجتماع معتذرا من عملائه واتجه برجاله  وسیارته  یقودون في الطریق المفترض بعبد الرزاق السیر به، وإذا بھم یفاجئون بالشرطة وتجمع من الناس لیصدم طایع بقتل رجاله وعدم وجود ملیكه بین الضحایا، كاد طایع أن یجن، إلى أین قد تكون ذھبت؟ ھل فرت من اطلاق النار لتختبيء في مكان ما؟ ھل قتلت وألقوھا بعیدًا؟ ھل ما زالت حیة واختطفوھا؟  أغضبه ذلك الخاطر الأخیر أیما غضب  ولكنه قرر أن یفند الخواطر الأولى أولًا،  عرف نفسه للضابط المسؤول الذي رحب به وطلب من رجاله مساعدة الشرطة في تمشیط المنطقة تمشیطًا دقیقًا بحثا عن ملیكه أو جثتھا، وھاتف طايع فھد لیجري اتصالاته بمن كان یعرفھم والده من رجال خارجین على القانون لیعرفوا من مصادرھم ما قد یكون حدث، جن جنون رابحه ما أن علمت، وأخذت تولول   وتصرخ، ثم ما لبثت أن ھدأتھا صبیحه وجمعت نساء الدار لیصلوا ویدعوا أن یجدوا جثة ملیكه إن كانت قد توفیت، أو یجدوھا سلیمة معافاه بدون أن یمسھا سوء.  ببحث رجال طایع والشرطة لم یجدوا جثة ملیكه، وأثناء مغادرة طایع المكان اقترب منه أحد الرجال المتجمھرین بالمكان، حاول رجال الحراسة ابعاده لكن طایع طلب منھم تركه، طلب الرجل من طایع أن یعطیه رقم ھاتفه لیحدثه بشيء ھام بعیدًا عن عیون الشرطة، وقبل أن یلاحظه الضابط أعطاه طایع رقم الھاتف بسرعه  وانصرف بالسیارة.  ما ھي إلا دقائق قلیله ورن ھاتف طایع برقم الرجل الذي قال:- معلش أنا ما كنتش أقدر أتكلم قدام البولیس، زي ما شفت كده أنا كان معایا أمي ومراتي وولادي الصغیرین في العربیه، ومش عاوزھم یتبھدلوا في التحقیقات واحنا اللي شفناه من رعب كفایه علینا، مرات حضرتك ما ماتتش، الرجاله اللي كانوا في العربیه أخدوھا واحد منھم ض*بھا على رآسھا ودخلوھا العربیه. حاول طایع الھدوء وسأله:- شفت حد منیھم، تجدر توصفه. - كلھم كانوا متلتمین، بس كانوا زي اللي بیجوا في الأفلام وزي حراسك كده حاجه شكل الحیطه. - طب والعربیه. - كبیره فورباي فور سوداء وما علیھاش نمر وقزازھا متفیم، أنا عارف إنھا معلومات ما لھاش قیمه، بس على الأقل تعرف إن مراتك اتخ*فت مش اتقتلت، انت راجل معروف، ممكن حد من أعدائك ھو اللي عملھا، ربنا یكرمك وتلاقیھا، وﷲ أمي ومراتي بیدعو لھا. - شكرًا.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD