الفصل الحادي عشر

1767 Words
أغلق طایع الھاتف ورأسه تعصف بھا الأفكار، من قد یفعل ذلك؟ ثم ما لبثت صوره واحده احتلت عقله بالكامل، صورة سالم، في نفس اللحظة رن ھاتفه برقم غریب لیرد:- مین؟ ضحكة سقیمة وصلت مسامعه وبعدھا صوت سالم:- ملیكه شكلھا حلو قوي یا طایع وھي نایمه متمدده على السریر زي الملاك، ف*نة بجد مغريه قوي. لیصرخ طایع:- قسمًا باللي رفع السموات لو لمست شعرایه منیھا لھاخفیك من على وش الأرض. ضحك سالم بثقة:- شعرایة إیه؟ باقولك نايمه قدامي، ده أنا ما صدقت، أنا مش ھاسیب حته فیھا مش ھالمسھا، ملیكه من هنا ورایح ھتكون لیا وبس.  ویغلق الھاتف وسط صراخ طایع:- وﷲ لندمك یا سالم. أغلق سالم الھاتف ثم نظر لملیكه ونظر للھاتف ولمعت في رأسه الفكرة  یجب أن یصور لحظاته معھا لتكون وسیله لإقناعھا بعد ذلك باستمرار بقاءھا معه، قام بحقنھا بجرعة أخرى من الم**ر وجھز الكامیرا وبدأ في التسجیل،  اقترب من السریر یملي عینیه بجمالھا ثم قبلھا قبلة طویلة، وبدأ في خلع ملابسھا  وملابسه وجثم فوقھا لكنه توقف، كان یریدھا، كل نبضة من قلبه تریدھا، لكن جسده یأبى الانصیاع، أفكاره الشیطانیة تتراقص في عقله وجسده میت لا روح فیه، جلس بجوارھا وأخذ یبكي منهارًا:- مش ممكن!! دي اللحظه اللي كنت مستنیھا طول عمري، ولما تحصل یبقى بح ما فیش، ازاي ده؟! (وأخذ یصرخ) ازاي؟   ثم لمعت في رأسه الفكرة سینتقم منھا ومن طایع، بما أنه لن یحصل علیھا وجسده لا یتحرك من ناحیتھا فلا داع لیعلم أحد، قام بقص الفیدیو إلى اللحظة التي جثا فوقھا فیھا، ومسح الجزء الذي كان یبكي فیه وأحضر زجاجة عطره وأفرغھا على جسد ملیكه بعد أن أخذ یصول ویجول على جسدھا عل شھوته تصحو في محاولة أخیرة منه، لكن جسده لم یستجب له، قام بلفھا عارية، في ملاءة السریر وحملھا وخرج بھا إلى منطقة متطرفة وألقاھا ھناك.  ثم اتصل بطایع:- السنیوره خلاص ب**تي علیھا، وصورتي ھتفضل بینك وبینھا طول العمر، عارف یعني ایه، یعني شفایفي لمست كل حته في ملیكه یا طایع، بقينا شركا فيها (وضحك ضحكة ساخرة وأخبره بمكانھا) بسرعه قبل ما حد یلاقیھا ملفوفه كده بالملایه یكمل علیھا. صرخ طایع صرخة لو كان سالم واقفا ساعتھا أمامه ل**ت أذناه من قوتھا، صرخة حوت براكین غضب الدنیا وحممھا، صرخة رجل **رت كرامته ودنس شرفه، صرخة روح تفتت بفعل الخسة والدناءة. لكن خوفه على حدوث الأسوء لملیكته أجبره على لملمة شتات نفسه وحطامھا، و رفع ھامته عالیًا، وشد عوده قائلًا:- واللي رفع السموات السبع یا سالم ما ھارحمك،  لا حي ولا میت. وخرج لرجاله مسرعًا، وأمر السائق بالانطلاق وقرب المكان أمر رجاله بالتوقف بعیدًا ونزل ھو یحمل عباءته لیجد ملیكته ملقاة على الأرض، ملفوفة بملاءه حاسرة الرأس، اقترب بسرعه:- ملیكه، فوجي یا ملیكه.  تسربت الرائحة إلى أنفه، ھو یعرف تلك الرائحة، إنه عطر سالم المفضل.  اغروقت عيناه بالدموع واحتضنھا بقوة:- وﷲ لیدفع الثمن. قام بوضع العباءة علیھا وحملھا وغادر للمنزل، وحین وصوله أعطاه البواب علبة صغیره وهو يقول:- فیه واحد یا بیه جه اداني العلبه دي، وجال دي ھدیه من سالم لطایع، ونبه يا بيه إنك تشوف اللي فيها لوحدك. أخذ طایع العلبة وھو یحمل ملیكه وصعد بھا لغرفتھا  ووضعھا على السریر،  وجلس قلیلًا یفكر في ما سیفعله، ثم ھاتف رابحه فقد وجد هاتف فهد مغلقًا، لیطمئنھا أنه وجدھا بدون الدخول في تفاصیل.    نزلت  رابحه السلم تهرول فرحة بالخبر، ونسیت من فرحتها وجود رجال برفقة فھد ودخلت المكتب مسرورة لتصطدم بالرجال ھناك، تلعثمت وركضت مغلقة الباب ورائھا، استأذن فھد الرجال وخرج لھا، أمسكھا من ذراعھا بقوة:- كأنك جنیتي، ما خابراش إن معایا رجاله، وكمان جایه ب*عرك أكده. - آسفه وﷲ آسفه من فرحتي ما درتش، طایع لقى ملیكه، لسه مكلمني حالًا، رن عليك لقى تليفونك مقفول، لازم نروح لھا.   ابتسم واحتضنھا:- الحمدلله، روحي جھزي حالك عشان نروحوا لھم. ودخل للرجال مرة أخرى ولم ینتبه لتلكما العینان اللتان كانتا تلمعان بنظرات الرغبة عیون صقر الجبالي، أنھى أموره معھم  فصقر جاء ليعرض عليه أن يكون خليفة لوالده في التجارة معه، لكن فهد رفض ذلك رفضا قاطعا، فهو لن يتاجر أبدًا في الم**رات، وكم كانت صدمته كبيره بمعرفته أن والده كان يعاون صقر، لكن صقر طلب الحدیث معه على انفراد:- خیر یا صجر. - خیر یا فھد باشا، كنت راید البنته اللي دخلت علینا وھربت دي.  انتفض فھد واقفًا:- راید مین یا مخبل؟  لیكمل صقر بسرعة:- في الحلال وﷲ. أخذ فھد نفسا عمیقا:- اللي بتجول علیھا دي تبجي مرتي یا صجر، ھاسامحك لانك ما تعرفھاش، مع السلامه. خرج صقر ونار الرغبة تسري بدمائه  وخاطب يده اليمنى الجديد و صديقه غازي قائلًا :- رايد أعرف كل حاجه عن مرت فھد. نظر له غازي بقوة:- من میتي الحریم بیدخلوا في شغلنا يا ريس؟ ابتسم صقر:- مش شغلنا(وربت على قلبه) دي شغلي آني، لازمن تكون لیا، دي فرسه بریه وعاوزه الخیال، لو جلت لك أن هي دي الجنيه اللي كنت باشوفها في أحلامي، و فجأه لجيتها جدامي، تصدجني. - و عاكدبك ليه يا ريس، بس غريبه الحكايه دي، اللي أعرفه إنھا بنت عمه الناصري. قال صقر:- بنت عمه مش بنت عمه، رايد أعرف كل حاجه عنیھا وبتروح فین  وتیجي منین. *****  وعند طایع...  ألبس ملیكه ملابسھا وبعد قليل أفاقت ملیكه قلیلًا وتلفتت حولھا لتجد طایع، فأمسكت رأسھا بألم:- إیه ده؟ إیه اللي حصل؟ أنا جیت ھنا امتى؟ أنا فاكره إن...  (ثم صرخت) االنار، ض*بوا علینا نار. احتضنھا طایع:- اھدي یا ملیكه. أخذت تبكي وتصرخ:- شدوني من العربیه، وعم عبدالرزاق بیحاول یحوشھم،  وراسي وجعتني بعد كده مش فاكره حاجه.  نظر لھا بقوة:- ولا أي حاجه.  قالت ببراءة:- لا ده اللي فاكراه(تنبھت للرائحة) إیه الریحه دي؟ - بعدین یا ملیكه.  - بعدین إیه؟ الریحه دي علیا أنا، ده برفان رجالي، ومش بتاعك. ابتسم بوجع:- الحیوان سالم كان بیوصل لیا إنه یجدر یاخدك مني، وغرجك بالریحه بتاعته. صرخت:- یع ریحه سالم.  وھرعت للحمام وتنبھت للملابس  - أنا ما كنتش لابسه  الهدوم دي. - أنا غیرت لك خلجاتك. دخلت الحمام مسرعة لتزیل عن جسدھا تلك الرائحة وخرجت تلف نفسھا بالبرنس  - ایه اللي حصل بقى؟ قص علیھا ما حدث وأخبرھا أنھم وجدوھا في منطقة نائیة (لكنه أخفى علیھا كیف وجدھا عاریة ملفوفة بملاءة) وض*ب رأسه:- یوه البولیس. وھاتف الضابط المسؤول لیعلمه أنھم وجدوھا، أتى الضابط بعد قلیل  لیعاتبه وأنه كان من المفترض أن یخبره بمكانھا لیكون معه حین یجدھا  - معلش یا باشا، دي مرتي برضك وما صدجت إني عرفت مكانھا، ورجالتي كانوا معایا. - طیب عاوزین المدام عشان كام سؤال كده. - ما ھیاش فاكره حاجه، كانت متخدره. - معلش اسالھا أنا من فضلك. حضرت ملیكه وسألھا الضابط ولم تفده بشيء، وفزعت بمعرفتھا أن الحراس كلھم قتلوا وكذلك السائق وھرعت لغرفتھا باكیة. تبرم طایع قائلًا:- یعني كان لازم تجولھا. قال الضابط:- أمال انت كنت ھتبررغیاب السواق ازاي؟ - یا سیدي كنت ھاجولھا سافر، أي حاجه. نظر له الضابط نظرة متفحصه:- أنا عارف إنك مخبي علیا حاجه، بس ھي الحكایه كلھا ملعبكه ولا فیه شھود ولا أي حاجه تساعدني، بس أنا في الخدمه یا طایع باشا، ولو أقدر اساعد بأي حاجه قولي.  وأنھى اللقاء معه  وتوجه لغرفتة ناظرًا بحسرة إلى ملیكه التي كانت لا تزال تبكي على عبد الرزاق ومن ماتوا من رجال الحراسة  - حرام، استفاد إیه  لما قتلھم، عبدالرزاق عنده ولاد اتیتموا كده. احتضنھا:- ما تخافیش أنا مش هاهملهم واصل، لا یمكن ده یحصل،  دول في رجبتي  لآخر نفس في ص*ري، أنا رأیي تریحي شویه عشان رابحه  وفھد في الطریج أكید.  تمددت على السریر وتمدد بجوارھا یمسد شعرھا إلى أن أحس أنھا نامت، فتوجه للغرفة الملحقة بغرفة النوم وقام بإخراج العلبة التي أعطاھا له البواب وفتحھا لیجد بداخلھا فلاشه، فقام بإیصالھا بالكومبیوتر وجلس لیشاھد ما بھا...  في تلك اللحظة لم تستطع ملیكه النوم وقامت لتبحث عن طایع، وجدته یجلس بالغرفة أمام اللاب،  تعجبت ما الذي يجعله يتركها وحيدة في السرير بمثل هذه الظروف التي ألمت بهم ، فغلبها الفضول و**تت ووقفت خلفه لتشاھد ما الذي یشاھده، لم یشعر طایع بھا فلقد كان متوترًا متحفزًا لا یدري ما الذي في التسجیل المرفق، وجده تسجیل فیدیو یطالعه فیه أولًا وجه سالم بابتسامته القمیئة، ثم ملیكه ممدة على السریر، وذلك الو*د یجردھا من ملابسھا ونیران الدنیا وبراكینھا تشتعل في  جسد طایع غضبًا وغیرة.  كانت تقف خلف طایع مذھولة مما ترى تضع یدیھا على فمھا خوفا من اصدار صوت، إلى أن ظھر سالم وھو یجثو فوقھا عاریًا فصرخت، تنبه لھا طایع واستمرت بالصراخ الى أن سقطت فاقدة للوعي، حملھا و وضعھا في غرفتھا   فتحت عیناھا، فجرت الدموع أنھارًا وطایع یحتضنھا  - ما تخافیش، ھاجیبلك حجك منه وﷲ أجسم لھیتمنى الموت وما یلاجیھوش. نظرت له وعیناھا تشعان كرھًا وحقدًا و هي تصرخ:- وأنا ھاستفید ایه، موته مش ھیشفي غلیلي، موته مش هيرجع اللي راح مني. وخفضت عیناھا ب**رة:- ولا ھيشيله من ما بينا، ولا ھیشیل لمسته لجسمي اللي ھافضل فاكرھا طول العمر. وأخذت تبكي:- سبني لوحدي یا طایع.  احتضنھا:- ازاي بس اسیب روحي وحته مني. أبعدته بعنف:- أنا خلاص اتدنست بسالم، فاھم یعني ایه، یعني سالم بیني وبینك لآخر العمر.  ثم **تت قلیلًا:- طلقني.  نظر لھا مصدومًا:- بتجولي ایه!؟ قالت بإصرار:- طلقني، ما ھو بعد اللي حصل ما ینفعش نبقى سوا.  احتضنھا بقوة:- ما جلتش ان اللي حصل سھل ولا ھیتنسي، بس ھیعدي واحنا سوا یا ملیكه، وجبل ما أكون جوزك وحبیبك آني ولد خالتك، ومربوطین سوا لآخر العمر یا ملیكه، انتي مخطيتيش ولا كنتي معاه بمزاجك. ابتعدت عن حضنه والدموع تتلألأ في مقلتیھا:- اللي حصل **ر كل حاجه انت خدت بالك انك بتقولي یا ملیكه، ما قولتش ملیكتي.  تلعثم:- أنا .... وضعت یدھا على فمه:- اسكت یا طایع، قلبك حاسسھا ول**نك ترجم من غیر قصد ، أنت حاسس إني ما عتش ملیكتك.  - بس ....  - من غیر بس یا طایع، ما لوش لازمه الكلام. جلست تنظر للبعید والدموع تنهمر من عینیھا بدون إرادة وطایع یجلس بجوارھا لا یقو حتى على احتضانھا.   ھو أیضا م**ور، م**ور أكثر منھا، لقد حال بینھما سالم حقًا ونال مراده في وضع حاجز خرساني بینھما. قامت من جلستها فسالها:- على فين يا غاليه؟ - راحه الحمام.  توجهت لدوره المیاه، أغلقت الباب وجلست على حافة البانیو والأفكار تدور برأسھا وصورة سالم  وھو یجردھا من ملابسھا ترفض مغادرة عقلھا،   لعب الشیطان برأسھا واسودت الدنیا بعینیھا وتناولت أحد أمواس الحلاقة وابتسمت بمرارة فطایع لا یحب الحلاقة إلا بالطریقة التقلیدیة القدیمة ف*ناولت الموسي و اصبع أحمر الشفاه لتكتب على المرآه  (حبیتك لآخر نفس، بس خلاص ما ینفعش)  وقطعت شریانھا وجلست على الأرض تنظر للدماء المنسابة من یدھا بلا أدنى شعور وكأنھا تشاھد أخرى تنزف، تأخرت في الخروج من دورة المیاه وبدأ طایع ینادیھا ولا تجیب، ف**ر الباب وھاله ما رأى، قام بلف یدھا جیدًا وحملھا على السریر، واتصل بالطبیب الخاص بھم، الذي حضر سریعا فھو یسكن بالجوار.  ليقول الطبيب:- محتاجه تتنقل مستشفى یا طایع بيه. وضع طایع یده بقوة على كتف الطبیب:- اللازم ھیتعمل اهنيه، مش ھتسیب البیت ولا مخلوج غیرنا ھیعرف حاجه.  رضخ الطبیب لطلب طایع و قام بعدة اتصالات لطلب كيس من الدم، وقام باللازم فمنع النزيف و أخاط الجرح،ونقل لها الدماء. ثم قال لطايع:- لازم المدام تبعد عن أي ضغط عصبي تاني، وتتغذى كويس عشان تعوض الدم اللي فقدته، ثم غادر وھي نائمة.  جلس طایع بجوارھا یقبل رأسھا:- عاوزه تحرمیني منك یا حبة الجلب، مش كفایه اللي حوصل.   وقام للحمام لینظف آثار الدماء ووجد تلك العبارة على المرآه فقال وھو یمسحھا (ولآخر نفس في عمري یا عمري ھافضل احبك)  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD