الفصل الرابع

2284 Words
        جلس الكل حولھا احتضنتھا صبیحه في **ت والدموع تترقرق في عينيها، أحست رابحه بأمان كبیر في حضن ھذه السیدة، إنھا تشعر بالألفة بینھم ولكنھا لا تدري من ھم، تحس بالضیاع، ھناك شيء ما ینقصھا بشدة، تحس بفراغ قاتل یملأ قلبھا، ذئاب متوحشة تنھش قلبھا بشده مخلفة آلاما لا تطاق، لكنھا لا تدري مص*ر ھذه الآلام بالتحدید، تحاول أن تعصر مخھا لیعینھا على تذكر أي شيء، لكنه متمرد ویأبى الانصیاع. بالاسفل كان كل من فهد و ضرغام ينتظر الطبيبة، عندما وصلت الطبیبة حادثھا فھد وضرغام بالخارج وقصوا على مسامعھا ما حدث لرابحه، من وفتة والدتها و عمها، و كذلك الحادث الذي تعرضت له ومشاهدتها مقتل السائق فقالت :  - باللي انتوا قلتوه ده يبقى عندها بالتأكید فقدان ذاكره مؤقت نتیجة الصدمه، مخھا ما یقدرش یستوعب أنھا تفقد الاتنین سوا،  و من فبله خوفها و قلقها و الرعب اللي شافته من محاولة السواق معها، و كونها تشوفه يتقتل قدامها برضه كل دي حاجات متجمعه صعبه، صراع نفسي شديد، فعمل حاجز حمایه لنفسه، أنا رأیي تسیبوھا كده وھي ھتفتكر لوحدھا ، ممكن نساعدھا احنا بأدویه محفزه للذاكره أو تاخدوھا أماكن عاشت فیھا كان لیھا فیھا ذكریات حلوه، أو صور لوالدتھا وجوزھا، الحاجات دي ممكن تنشط ذاكرتھا بصوره كویسه، والفقدان المؤقت ده  في مصلحتھا، لما تحس بالأمان وسطكم عقلھا بالتدریج ھیشیل الغلاف الو**ي ده  بس أحذركم ساعتھا ھتكون استعادتھا للذاكره معاھا انھیارمؤقت طبعا بس مش بنفس الدرجه اللي ھیكون علیھا لو استعادتھا دلوقت بعد الصدمه مباشره. ثم دخلت لرابحه وتحدثت معھا قلیلًا و قالت لها:- بصي یا قمرایه، انتي اسمك رابحه، والناس اللي بره دول أھلك، وكلھم ما شاء ﷲ بیحبوكي وخایفین علیكي جدا، أنتي جالك فقدان ذاكره مؤقت، مش ھیطول ان شاء ﷲ، یعني ممكن مثلًا تفتكري كل حاجه واحنا بنتكلم دلوقتي، وممكن بعد اسبوع، وممكن بعد شھر، دي حاجه بتاعة ربنا، مش عاوزاكي تقلقي من حاجه، أنتي وسط أھلك وناسك.   - ليه جالي الفقدان ده في الذاكره؟ إیه اللي حصل يعمل لي كده؟  - ما نسألش كتیر یا قمر، عشان اعرفك التفاصيل ده ممكن يتسبب لك في مشكله دلوقتي، لازم عقلك هو اللي يعرفك في الوقت اللي يلاقيه مناسب، المھم أنك وسط اھلك.   ردت رابحه باطمئنان:- فعلا أنا حاسه براحه وسطھم خصوصا الخاله صبیحه، بس فین باقي أھلي، یعني أبویا، أمي، أخواتي.  **تت الطبیبه قلیلًا:- فیه حاجات ھتعرفیھا لوحدك یا رابحه ما تستعجلیش و تضغطي على عقلك، لو سمحتي، حالیًا ھنعتبر أھلك ھم اللي حوالیكي دول، أي أفراد تانین مش حوالیكي بلاش تسألي عنھم دلوقتي، سیبي كل حاجه تیجي لوحدھا.   تركتھا الطبیبة وانصرفت مع تنبیھات على الكل بعدم الحدیث عن وفاة والدتھا و زوجھا أمامھا.   دخلت صبیحه لھا ومعھا ونیسه حاملة صینیه طعام، علیھا دجاجتین محمرتین  و أرز بالشعیریه وصینیه بطاطس بالصلصة وشوربه:   - یالا یا بتي جابلي الزاد، جایبالك الوكل اللي خابراكي تحبیه، وما جبتش سلطه، عارفاكي ما تحبیھاش واصل یا جلبي.  ابتسمت رابحه:- أنتي طیبه قوي یا خالتو، ممكن أعرف ماما فین؟  اغروقت عینا صبیحه بالدموع لكنھا جاھدت نفسھا بألا تبكي، في حین استطردت رابحه:- معلش نسيت الدكتوره قالت ما استعجلش، وما أسألش، خلاص.   وضحكت:- بس الأكل ده كتیر قوي، أنا ھاكل كل ده لوحدي. ھنا دخل ضرغام وفھد مبتسمین وقال ضرغام:- لا كیف ده؟ كلنا ھناكلوا معاكي.  وجلس بجوارھا   فضحكت:- طیب ما دمنا كلنا ھناكل نقعد على السفره بقي، ماما ممكن تخنقني لو عرفت اننا كلنا على السریر. **تت قلیلًا بعد ھذه العبارة وامسكت رأسھا متألمة.   فقال فھد:- معلش الدكتوره جالت إن الصداع ده ھیجي كل ما مخك یفتكر حاجه، كلي لجمه الاول بعدین تاخدي الدوا. ابتسمت له قائلة:- أنت مین بقي؟ أنت قلت اسمك فھد، تبقالي إیه أخویا و إلا جوزي و إلا ایه؟   ابتسم:- أنا ولد عمك ضرغام (و**ت قلیلًا) وخطیبك وھابجي جوزك عن جریب.   نظر له ضرغام وصبیحه مبتسمین، بینما اكتسى وجه رابحه بحمرة الخجل   فقال ضرغام:- مش یالا ناكلوا الوكل ھیبرد.  وقاموا جمیعًا ونقلت ونیسه الأكل على طاولة الطعام الموجودة بالدور العلوي وسط تبرمھا:- شیلي یا ونیسه، حطي یا ونیسه، اطبخي يا ونيسه كله على راس ونيسه.  فض*بھا ضرغام على مؤخرة رأسھا:- سامعك یا واكله ناسك.   - سماح یا سیدي البیه، آخر نوبه، ما عافتحش حنكي واصل.   ضحك وھو یجلس على طاولة الطعام:- آخر نوبه كیه؟ ما تبجیش ونیسه، ده أنت الدایه سحبتك من ل**نك ده یوم ما انولدتي، وشكلي آخر ما ھازھج ھاقطعه ليكي، و أريحك واريحنا منيه.     - يا مري، آخر نوبه یا سیدي البیه سماح.   - امشي، سماح النوبه دي عشان خاطر الغالیه بس.   وبدأوا في تناول الطعام   سألت رابحه:- فیه حاجه محیراني!  رد ضرغام:- جولي یا بتي، إيه اللي محيرك؟  - أنا لیه باتكلم كده وانتوا بتتكلموا كده مش زي بعض.  تحدث فھد:- أنتي اتربتي في مصر عشان كده كلامك مصراوي. ابتسمت:- ایه ده؟! ما أنت بتتكلم برضه مصراوي زي ما بتقول أھو، ومن شویه كنت بتتكلم زيهم، أنت قایم بدورین.  وانفجرت في الضحك  أمسكھا من أذنھا:- لا یا لمضه، أني باتحددت مصرواي وصعیدي، ما أني كمان اتعلمت في مصر و سافرت بره كمان و دارس تجارة أعمال.   أمسكت یده لتبعدھا عن أذنھا فلاحظت عدم وجود خاتم خطبه بھا ونظرت لیدھا و لاحظت أیضا عدم وجود خاتم فسألت:- ھي فین؟   - ھي إیه؟   - الدبله.   - دبلة إیه؟   - مش أنت قلت إننا مخطوبین فین الدبل؟   ابتسم:- انتي فقدتي الذاكره بس فاكره ان المخطوبين بيلبسوا دبله، أحنا مخطوبین من و أنتي في اللفه، مش محتاج دبله تربطني بیكي، والعبابسه كلاتھا عارفه إن رابحه بتاعة فھد.  تبرمت:- إیه بتاعت فھد دي، ھو أنا كرسي وإلا اباجوره،  فين حقي في الاختيار يعني إيه مخطربين و احنا في اللفه، وبعدین ما جایز مش عاوزه اتجوزك.    تدارك ضرغام قولھا:- بلاش الھزار التجیل یا رابحه في الحته دي، عشان فھد ما یجلبش على الوش التاني.   ضحكت لتتدارك ما قالت فلقد احمر وجه فھد غضبًا:- مش قلت طالع بدورین.   لیقول بغضب:- دورین، ثلاثه، أربعه، اللماضه ما لھاش دعوه واصل بالموضوع ده ، أنتي لیا وبس، فاجده الذاكره مش فاجده الذاكره ما فيهاش كلام. تخوفت من غضبه، ولكنھا كانت سعیدة بغیرته:- طیب ما تشخطش. ضحكت صبیحه:- ربنا یدیم المحبه بینكم، وأخیرًا حلمي اتجج واتلم الشامي على المغربي.   سألت رابحه:- أكيد أنا الشامي عشان أحلى منه قال فهد:- انتي أحلى حاجه في الدنيا كلاتها. ليقول ضرغام:- اتحشم يا ولد. وضحكوا جميعهم، **تت قليلا ثم سألت ھو أنا كنت بعیده على طول.  **ت الكل   فقال بملل:- خلاص مش ھاسال، أنا شبعت الحمدلله، الأكل یجنن یا خالتوا، مین اللي طابخ، ونيسه؟   رد ضرغام:- الوكل ما یبجاش وكل إلا من ید خالتك صبیحه، ولو ما جدراش یبقي من ید مجصوفة الرجبه ونیسه، بس ونيسه اللي طبخت النهارده.   - تسلم ایدیكم یا رب.   رافقتھا ونیسه لدورة المیاه لتغسل یدیھا، وبینما ھي خارجه من الحمام رأت الحدیقة الجمیلة من النافذة الكبيره فقالت:- ﷲ، الجنینه اللي تحت دي حلوه قوي، ممكن ننزل تحت نشرب القھوه.   نظرت لھا صبیحه نظرة تردد فقالت رابحه:- إیه؟ ممنوع النزول للجنینه.   رد فھد:-  طالما أنا معاكي مش ممنوع حاجه في الدنیا بس...   - بس ایه؟  - فیه حد في العیله من الكبرات متوفي، والعزا في الجنينه الغربيه.   - عشان كده القرآن اللي شغال من الصبح ده، كنت فعلًا لسه ھأسالكم.  - فمعلش غیري الخلجات الملونه دي والبسي أ**د وآني هانزلك تجعدي براحتك في الجنينه الشرجيه.   - حاضر ما فیش مشكله، لبسي فین؟  ساد ال**ت قلیلًا فردت صبیحه:- معلش خلجاتك مش اھنیه، ھاجیبلك عبایه من عندي  ھتبجي واسعه شویه، لغایه ما نجیبوا خلجات مجاسك.   ضحكت:- طبعًا مش ھأسأل لیه لبسي مش ھنا عشان أوامر الدكتوره صح؟   ابتسم ضرغام:- شاطره یا بت الچازیه.  انتفضت رابحه لسماع اسم أمھا، وأحست بآلام الصداع تھاجمھا وأمسكت رأسھا  ناولھا فھد الدواء وأجلستھا صبیحه، بعد قلیل تحسنت وأحضرت ونیسه لھا القھوة الساده كما طلبتھا.  بعد تناولھا للقھوه ابتسمت:- ادیكم ضحكتوا علیا و شربتوني القھوه ھنا.   ابتسم ضرغام:- معلش، متعوضه، دلجیت ھیاخدك فھد مع خالتك صبیحه تدلوا البندر تشتروا خلجات زینه لیكي، وإلا إیه یا صبیحه.  ابتسمت صبیحه:- طبعا یا كبیر.   و ارتدت  رابحه عباءة صبیحه ورافقتھم، بینما نظرات الخدم موجھه لھا متحسرین على ھذه الجمیله التي لا تدري شیئًا عن مصابھا في أمھا، الكل یقبلھا ویربت على ظھرھا ولا یتكلم، فقالت:- ھو أنا كنت غایبه بقالي كتیر، أصل كلھم بیسلموا علیا یعني، بس ھم زعلانین لیه؟   رد فھد:- ما جلنا واحد من كبرات العبابسه مات، أمال نازلین نشتروا لبس أ**د لیكي لیه؟   - خلاص یا عم المتوحش ما تزوءش. ضحك فھد وابتسمت صبیحه ركبوا السيارة فهد يقود وبجانبه رابحه وفي الخلف صبيحه، ونزلوا ليشتروا لها ملابس مناسبه، اختارت بنطالا من الجينز الأ**د وفوقه بلوزه سوداء تصل لخصر البنطال، وخرجت لتريها لصبيحه وكان فهد واقفا، ما أن شاهدت صبيحه حتى سكتت ولم تتكلم ونظرت لفهد الذي قال:- ده ان شاء الله تلبسيه في جاعتك وانتي لحالك، انما تنزلي بيه وسط الدار وإلا تطلعي بيه الجنينه أجطم رجبتك. - ليه هو أنا لابسه قميص نوم ده بنطلون وبلوزه. - رابحه هتشتري خلجات زينه تنفع جدام الناس، اللبس ده ما يصلوحش، عاوزاه هنجيبه بس زي ما جلت في جاعتك بس. - يا فهد. - بلا فهد بلا بطيخ، أمال أنا جبتك ليه عشان تختاري اللي يعجبك، فيا تختاري زين، يا تجعدي في العربيه وآني اختار لك. - لا تختاري لي إيه، شكرا هاختار أنا، احضرينا يا خاله ساكته ليه؟ - هو آني اجدر اتكلم يا بتي بعد كلام فهد، هو عنديه حج. - حاضر يا خاله. اختارت بلوزه طويله تصل للركبه وارتدتها وخرجت لهم.  فقالت صبيحه:- زينه يا بتي. فنظرت لفهد ابتسم قائلا:- ايوه كده، اختاري حاجات من دي. اختارات عدة أطقم تناسب النزول و تناسب غرفتها، ثم همست لصبيحه - محتاجه لانجيري. - اسم الله عليكي يا بتي يعني ايه؟ - محتاجه ملابس داخليه يا خاله. - ايوه يا بتي هنجيب كل الي تحتاجه، يالا بينا، الجسم الداخلي فوج. - طب بالنسبه للأسد اللي واقف ورانا ده. ابتسمت صبيحه:- وده ماله باللي هنجيبه هيستنى أهنيه. تحركتا لتصعدا السلم فتحرك خلفهما لتوقفه صبيحه بيدها، فنظر لها بغير فهم، قالت:- اللي هنجيبه دلجيت ما ينفعش تيجي معانا فيه. - يعني ايه؟ اسيبكم وحدكم وأما حد يضايجكم. - اللي فوج بنته بس، ما حدش هيضايجنا، استننا هنيه. - طيب ما تعوجوش. قال رابحه :- براحتنا بقي بطل سربعه. - حاضر يا ام نص ل**ن، مستنيكم أهه. اختارتا ما تحتاجه رابحه ثم نزلتا ليحاسب فهد و يعاودوا للنجع ، وصعدت لغرفتھا،  بعد قليل أحست بالملل، فخرجت من غرفتها، ونادت على ونيسه:- يا ونيسه. جاءت ونيسه:- نعم يا ست هانم. - هي أوضه فهد فين؟عاوزه اروح له. اتسعت عينا ونيسه دهشة، وض*بت على ص*رها:- يا فضيحتي تروحي له كيه؟ -ايه يا ونيسه مالك؟ عاوزه اروح اوضته اخبط عليه عاوزاه في موضوع يا ستي، خطيبي وأنا حره. - لا يا ستي ، ده هناك عند*كم، هنيه أنا أنادملك عليه. وتوجهت لغرفة فهد وهي تحدث نفسها ( جال تروح له جال، أهي دي اللي كانت ناجصاني كمان) وطرقت باب غرفه فهد ليرد:- مين؟ - آني ونيسه يا سيدي؟ أنت نمت. - آه نمت يا ونيسه وبارد عليكي وآني في الحلم، انطوجي رايده ايه؟ - مش آني يا سيدي، دي الست الصغيره رابحه ر... لم تكد تنطق اسمها حتى كان فتح الباب قائلا:- ما لها ستك رابحه؟  نظرت له ونيسه فاغرة فاهها فقد كان عاري الجذع فقالت:- ط...ب است...ر نفسك. تنبه لخروجه هكذا فارتدى جلبابه على عجاله:- مالها ستك يا مجصوفة الرجبه؟ - ما مالهاش بتجول رايدك في موضوع، جلت لها تجعد في المجعد وآني هانادم عليك، جال إيه كانت عاوزه تعرف فين أوضتك وتجيك هي تنادم عليك، آخر زمن. ض*بة على مؤخرة راسها اسكتتها. وذهب لرابحه في المجعد. جلس بجوارها فقالت:- إيه كنت نمت أنا كده صحيتك. - ابدا ما نمتش، ولو نمت يا ستي انتي تصحيني من أحلاها نومه، كفايه إني هافوج  على الوش الجمر ده. ابتسمت:- بس بات**ف. - والله لو لما تت**في تحلوي بزياده كده ده آني ا**فك وأ**فك كمان. - بس بقي. - حاضر، طب كنتي عاوزه إيه؟ - كنت زهقانه ومش عارفه أنام، وانت قلت ما تنزليش الجنيه لوحدك، ممكن تنزلني الجنينه شويه. - عيوني، بس الجنينه هتبجي برد، البسي شال عليكي. - حاضر. ذهبت لغرفتها ووضعت شالا خفيفا على كتفها وارتدى هو عباءته ونزلا للحديقه، سارت تتأمل في الجمال المحيط بها، ثم جلست في المكان المخصص لذلك وهي تنظر للسماء الصافية بلا أية سحب، و المطرزة بالنجوم المتلألأه و قالت:- شكل السما يجنن قوي النجوم بتلمع بطريقه تحفه. لم تجد تعقيبا منه فنظرت له لتجده هائما فيها، ابتسمت و قالت:- فهد. فلم يرد فقالت بتلقائية:- فهدي. ليجيب :- ها جلتي إيه؟ ابتسمت:- يعني سامع اهو. - سامع بس رايد اسمعها تاني. فقالت:- فهد. قال:- لا مش دي التانيه. ضحكت بخجل : يا سلام، مش قايله حاجه. - يا رب أموت لو ما جلتيهاش. ض*بته في ص*ره:- أوعي تقول كده. - خايفه عليّ. - آه، مش عارفه ليه بس آه خايفه. ونظرت للبعيد  وقالت:- أنا آه مش فاكره حاجه عن اللي فات، و لا عارفه احنا كنا بتعامل ازاي مع بعض، و لا اذا كنا مبسوطين سوا و الا لا، بس اللي عارفاه اني دلوقتي مرتاحالك، و مرتاحالك قوي كمان، مش ممكن كنت وحش معايا قبل كده و ارتحالك بالشكل ده، طول ما انت موجود حواليا أو شايفاكأو سامعه صوتك باحس بامان، كان يغرقانه و انت اللي بتنقذني(ثم نظرت له و قالت) يا فهدي. ابتسم حين خفضت رأسها خجلا، و أمسك ذقنها ليرفع وجهها لتنظر له:- جسما بالله لولا حرمة اللي ماتوا لكنت أعجد عليكي دلجيت، و ما أبعدك عني أبدا، أنا جوايا حديت كتير رايد أجوله، بس خايف اللي أجوله يكون غلط عليكي، عشان إكده كل اللي هاجوله ليكي هو إني يا بنت عمي، هاكون سندك وأمانك و عمري ما ها**ر بخاطرك ابدا، أنتي رابحتي آني و بس. أحس بها ترتعش فقال:- الشال ده خفيف، و خلع عباءته ووضعها على كتفها. ابتسمت و قالت:- بس أنت كده هتبرد. - ابرد ايه شايفاني بس إياك آني فهد. ضحكت وقالت:- الغريبه إني آه ما باتكلمش زيكم بس أنا فاهمه كل الكلام اللي بتقوله، كأني سامعاه كتير قبل كده. ابتسم و قال:- هتعرفي كله بأوانه. فقالت:- أنا خلاص عاوزه أطلع. - يالا بينا. صعدا و أمام باب غرفتها قال:- تصبحي على الخير كله يا نبض جلبي. - وانت من أهل الخير يا فهدي، أنا هاخد العبايه معايا، عشان تونسني, - يا بوي، يا بختها العبايه، طب دسيها في حضنك زين. أغلقت الباب و هي تحتضن العباءه و هو يملس علي قلبه قائلا:- هانت يا فهد هانت، جربت تنول المراد الحلم اللي طول عمرك بتحلمه جرب يتحجج.     تمدت على السرير و هي تحتضن عباءه فهد إلى أن غفت.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD