قلبي لأسمر الفصل الأول

1192 Words
الفصل الاول سنتان مرتا عليها منذ عملها لدى أحد أهم أقطاب الصناعة في البلد، رجل الأعمال أسمر السامر، ابن المرحوم السامر عدنان رجل الأعمال التركي، الذي توفي تاركًا امبراطوريه اقتصاديه مهيبة، يديرها بدقه ومهارة وحرفيه ولده الوحيد أسمر الذي أنجبه من الجميلة النوبية سماره، التي ماتت وهي تنجبه فسماه أسمر. أسمر يبلغ من العمر الأربعين، أعزب، يعد من أقوى رجال الصناعة في الشرق الأوسط بأكمله، دربه والده منذ نعومة أظافره على كل أساليب الحياة وتكنيكاتها، عوده والده على ممارسة الرياضة منذ نعومة أظافره حتى باتت روتينه اليومي فنشأ رياضيًا قوي البنيه، تميز وفاز بالعديد من الميداليات في العديد من الرياضات كالملاكمة والجودو والكونغ فو، ذو عقيلة اقتصادية جبارة، وذكاء متقد، لقد تلقى تعليمًا مكثفًا، و متخصصا في كل النواحي التي تتصل بعمله. ابتسمت وهي ترتب المكتب قبل وصول أسمر فالمكتب وترتيب أية أوراق به مسؤوليتها الخالصة التي لا يمكن أن يتدخل بها أي عنصر آخر، حتى أن مهمة تلميع الأثاث بالمكتب وتنظيفه تشرف عليها إشرافًا مباشرًا لا يمكن أن يدخل المكتب أحد بمفرده أبدا، زادت ابتسامتها متذكره يوم أن تقدمت للعمل في الشركة بقسم السكرتارية وكان هو يدير المقابلة بنفسه. كانت وقتها تبلغ الثالثة والعشرين، تذكرت مقابلته لها عندما دخلت من الباب وهي واثقه من نفسها في بذلتها السوداء الكلاسيكية وشعرها الأ**د المرفوع على شكل ذ*ل حصان. وأشار لها بالجلوس " قدمي نفسك من فضلك " يومها أخذت نفسًا عميقًا " شادن شاكر شريف، خريجة كلية إدارة أعمال من جامعة جورج واشنطن، لدي خبرات بالعمل بشركات بالولايات المتحدة، اسمها موجود في الفايل " **ت قليلا " ودرستي مراسله و أون لاين وإلا كنتي هناك؟" ردت بثقه " كنت هناك، أنا كنت عايشه بره وتعليمي معظمه هناك " "كنتي عايشه بره لوحدك؟" **ى بعض الحزن وجهها " لا مع بابا الله يرحمه، السفير شاكر شريف لو حضرتك تسمع عنه " هز رأسه استحسانًا " ومين ما يسمعش عن شاكر باشا الله يرحمه، ده من خيرة الرجال " "شكرا " عقب بتأكيد " مش مجامله والله، أنا تعاونت معاه وكان خير تعاون، وانتي بقى جيتي مصر ليه؟" " الحقيقه مش بمزاجي دي، ودي الحاجه الوحيده اللي سياده السفير فرضها عليا، لما بدأ يتعب، **م ننزل مصر ونستقر فيها، كانت أمنيته يندفن فيها وكفايه غربه، قدم استقالته وما لحقناش، مات واحنا بره وجيت هنا دفناه وحبيت أنفذ وصيته بأني استقر هنا و اشتغل، من حسن حظي إن مؤسسه اقتصاديه بحجم مؤسستكم طلبت وظائف " نظر لها منتظرا ردها "بس انتي مش شايفه ان مؤهلاتك أعلى بكتير من الوظيفه المطلوبه" قالت بكل ثقه " أكيد، بس من خلال دراساتي سوق العمل في مجالي ممكن يكون قليل شويه، وأكيد شركه دوليه زي شركة حضرتك بتؤمن بالطموح والترقي و هتقدر امكانياتي اللي هتظهر في الشغل ان شاء الله وساعتها اقدر آخد المكانه اللي تناسبني" ابتسم قائلًا "واثقه في نفسك قوي، و متأكده إننا هنقبلك" ابتسمت براحه " الحمد لله حضرتك، أنا عارفه امكانياتي الوظيفيه والعقليه كويس، وعارفه كمان كل حاجه عن الشركة دي وعامله عنها دراسات مستفيضه، أنا مش هادخل مكان عارفه إني مش هاتقبل فيه واتقدر كمان، أنا الأفكار اللي عندي حضرتك هتشوف هترفع ليفل الشركه والمجموعه الاقتصاديه كلها ازاي، أنا جايه وواثقة من عقليه رجل أعمال زي حضرتك، أنا باوزن الناس كويس " ابتسم قائلا " يا زين ما ربيت يا شاكر باشا ، الوالده أخبارها ايه؟" قالت بعملية " تمام الحمد لله، نتيجه المقا**ه دي هتبان امتى؟" ابتسم ووقف يصافحها قائلًا "هي بانت خلاص، أنتي أعلى مهارات وامكانيات في وسط البنات اللي اتقدمت، مب**ك عليكي، تشرفينا بكره ان شاء الله عشان تستلمي شغلك وانتي خارجه مدام سعاد هتعرفك ايه طبيعه شغلك " ابتسمت " طب حيث كده بقي، ماما باعته لحضرتك سلام حار جدا، بس انا ما حبتش ابلغه لتقول واسطه و إني باستغل معرفتك بيهم والا حاجه" ضحك " وصليلها سلامي" ومنذ ساعتها وأثبتت مهارتها بعملها، والاقتراحات التي كانت تقترحها أفادت الشركة جدا حتى ترقت في فتره وجيزة من مجرد سكرتيره وسط طاقم من السكرتيرات، إلى أن أصبحت مديرة مكتب أسمر شخصيًا والمسؤولة عن كل كبيره وصغيره به حتى أنه لم يعد يناديها شادن بل شادو أي الظل لأنها أصبحت كظله، تأكدت من تنسيق المكتب وخرجت جهزت الأوراق، دقت الساعة التاسعة ليدخل أسمر من الباب " صباح الخير شادو" " صباح الخير يا فندم " اتصلت بالبوفيه ليعد قهوته الساده ورافقت مقدمها له، وأمهر بتوقيعه ما يحتاج من الأوراق لتوقيعه، وألقت على مسامعه جدول أعمال اليوم ثم خرجت. هاتفتها والدتها " صباح الخير شوشو " " صباح الخير ماما " " ها كلمتيه " " يوه يا ماما، قلنا بلاش " " ما فيش حاجه اسمها بلاش، خلاص اكلمه أنا " " براحتك بقى، أنا مش هاكلمه في حاجه زي دي، أنتي عارفه إني رافضه أصلًا، سلام" مر الوقت وحان موعد اجتماع الموظفين، بعد عقد الاجتماع وانتهائه وانصراف المجتمعين، حلت فترة الراحة وساعتها تتناول شادن وأسمر دائمًا طعام الغذاء في مطعم الفندق القريب من الشركة و في المطعم طلب أسمر طعام الغذاء لكليهما فهو الآن يعرف ما تفضله شادن " ها يا ستي ليه ما كلمتنيش زي ما مدام دولت قالت لك؟" زفرت "هي برضه كلمت حضرتك" نظر له متعجبًا " انتي ما كنتيش عاوزاها تكلمني؟!" ردت بحدة " لا طبعًا، أنا أصلًا مش موافقه على العريس، يبقي إيه لزومه إن حضرتك تعطل نفسك وتيجي تحضر المقا**ه اللي نتيجتها محسومه، وهي عارفه إن لولا زعلها ما كنتش أنا اصلا حضرتها، أنا بس هاقبله تقضية واجب عشان ارضيها يبقى إيه لزومه تعطل حضرتك انت كمان، أيه ما فاضلش وراك إلا عرسان شادن كل يوم تشوف عريس " سال بترقب للاجابة " انتي تعرفي العريس " ردت مؤكدة "لا طبعا " زم بين شفتيه وتن*د و سألها " شفتيه أو كلمتيه قبل كده؟" أكدت " برضه لا " قال مستنكرا موقفها " يبقى بتحكمي ليه قبل ما تشوفيه؟ ما جايز ترتاحي ليه " قالت بحدة "مش هيحصل " **ت قليلًا ثم تفرسها بشك و سأل " شادن أنتي في حد في حياتك مرتبطه بيه؟" أجابته بغضب " لا حد ولا سبت، ولا بافكر ارتبط، بعد اذنك هاروح التواليت " وغادرته متوجهه لدورة المياه، دخلت وقفت أمام المرآه، و نظرت لنفسها و حدثت نفسها، ماذا ستقول له؟ هل تخبره أنها لن ترتبط برجل أبدًا سوى من هدر قلبها باسمه، نعم هي تحب، لا، لا تحب، إنها تعشق، بل تذوب عشقًا، وليس لأي رجل أنها تذوب عشقًا في أسمرها... نعم تحب أسمر تعشق ملامحه، قوته، رجولته، تذوب في كل تفصيله فيه، أنها تراه هو كل الرجال، قلبها ينبض باسمه منذ ذلك اللقاء الأول الذي جمعهما، لكن ساعتها أمرت قلبها بال**ت، فهي فتاة عملية، و يجب أن تركز في عملها فقط، و ألا تترك مجالا لمشاعرها أن تتدخل في حياتها، لكن للأسف لم يكن ذلك رأي قبها، الذي في كل يوم بل في كل ساعة تمضيها بجوار أسمر تزداد تعلقا به، و لا ترى في حياتها رجلًا سواه، لا يهمهما ذلك الفارق العمري بينهما، تبًا للأرقام، إنها عاشقة حد النخاع، و في كل يوم تستميت في محاولاتها ألا يلاحظ من حولها ذلك العشق الذي تخفيه، بل تدفنه عميقًا، نزلت دموع من عينيها ، يريدها أن تري العريس هي لا تريد العريس، تتمني لو يحس ولو بجزء يسير من حبها له، لكنه للأسف لا يشعر بها بل و يعاملها و كأنها مسؤوليته فقط تعاملًا عاديًا، ولا يشعر بصنف النساء بتاتًا، سنتان لم تره فيها بصحبة انثى على الاطلاق في أية سهرة، له حدود دائما في التعامل مع عميلاته، يعاملها هي كابنته التي لم ينجبها ويظن هو أنها تعتبره في مقام والدها، مسحت دموعها وذهبت له، أنهيا طعام الغذاء و غادرا.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD