عيون الريم الفصل الثالث

1268 Words
"مش فاهم يعني إيه؟ أولًا العمليه هتنجح إن شاء الله" ردت بحدة "مالك مغرور كده ليه؟ ما الدكتوراللي قبلك قال الأمل ضعيف" أخذ نفسًا طويلًا "حضرتك ده كان رأي الدكتور اللي قبلي، معلش يعني هو مش خبير ولا متمرس في النوع ده من العمليات زيي، أنا باقول لحضرتك كله بأمر الله بس نسبة نجاح عمليه حضرتك أكثر من سبعين في الميه" حمدت الله وتهللت أساريرها، نظر لها متعجبًا، و قال لمي " أنا مش فاهم حاجه، منين ما حدش يعرف ومنين فرحانه إنها هتنجح باذن الله" و قبل أن تجيبه مي قالت ريم بهدوء "مي شكرتلي في أخلاق حضرتك، وأنا هاحكيلك ظروفي" وروت له ما سمعته من علوان ووجدي فقال مستنكرًا ما يخططان له " يعني هم عاوزين العمليه تفشل عشان يمضوكي عمياني ويبيعوكي ميراثك لما تمي واحد وعشرين" " ايوه" سأل مستفهمًا "وانتي هتميهم امتى؟" "كمان ست شهور، فمحتاجه وقت عشان أقدر أثبت سوء نيتهم ده، أو أأمن نفسي و أهرب منهم، طول ما هم فاكريني عميا، هيكون حذرهم قليل وانتباهم ليا كمان قليل" سألها بترقب للإجابة "طيب وجوزك ده هتعملي فيه إيه؟" " مش عارفه " " خلاص يا ريم ، أنا هاساعدك وإن شاء الله كل حاجه هتبقي تمام" وغادرها في الصباح جاء علوان ووجدي وكانا في غاية التوتر وكان ذلك واضحًا في نبرة صوتيهما، حان موعد الكشف وحضر مهاب وفك الأربطة من على عينيها، بينما ريم ترى رؤيا مشوشة قليلًا، ثم بدأت تتضح شيئًا فشئيًا كان أول ما طالعها وجه مهاب، وسيم أبيض، شعره أصفر، له شارب أحست بالراحة حين رأته، فابتسمت ففهم أنها قد رأته، كان وجهه أمام وجهها فكان يخفيها عنهم، نظر لها والابتسامة تعلو شفتيه و قال محركًا اياهما بلا صوت "مب**ك" ردت هي الأخرى بلا صوت محركة شفتيها "الله يبارك فيك" وأعلن فشل العملية "للأسف العمليه فشلت " ارتسمت الابتسامة على وجه علوان ووجدي واقترب منها علوان "مش قلتلك يا قطه فلوس على الارض، يالا نروح بقى" صدمتها كانت كبيره وارتسمت علامات الضيق على وجهها حين رأته، كان حقًا مخيفًا ملامحه قاسية وحادة، كما قالت مي يبدو من أرباب السوابق، خاصة بتلك العلامة في وجهه. انبرى مهاب معترضًا "تروحوا ايه يا حضرت؟ هو معني انها ما شافتش تمشوا كده على طول، مش فيه جرح في منطقه حساسه من العين، المدام هتفضل معانا أسبوع كمان" ضحك علوان بقذارة "لسه مش مودام" وفرك كفه على قلبه ونظر لها بشهوة "قريب هنتم المراد" قال مهاب "معلش بقى اطلب من حضراتكم تمشوا" رد وجدي " ليه لسه ميعاد الزياره ما خلصش " عقد مهاب يديه أمام ص*ره "سيادتك دي مريضه، عمليه كانت حاطه عليها أملها فشلت، لازم لها راحه وتأهيل نفسي، وده شغلي أنا مش شغلك، اتفضل لو سمحت، ومن بعد اذنكم ممنوع الزياره لمده أسبوع، تبقوا تيجوا تاخدوها لما نسجل الخروج" نظر له وجدي شذرًا "طيب" وغادرا فور خروجهما تبعتهما مي لتتأكد أنهما غادرا بينما انهال مهاب على ريم بالتهاني "ألف مب**ك يا ريم" "الله يبارك فيك يا دكتور" ابتسم قائلًا "ما فيش دكتور فيه مهاب بس، ده احنا بنعمل خطط سوا" وضحكا جاءت مي "مشيوا خلاص" "ها هنعمل ايه؟" اتفقوا على أن تهرب ريم منهم بمساعده مي احتضنتها مي " بصي يا ريم أنا قاعده لوحدي أنا وأمي هتيجي تقعدي معانا الكام شهر دول، لغاية ما تتمي الواحد وعشرين وتقدري تتصرفي في فلوسك" قال مهاب " بس لازم تخرجي معاهم عشان ما يبقاش فيه مسؤوليه على المستشفى، التليفون ده هتخبيه معاك تتصلي بيا أول ما تهربي، وأنا هاود*ك لمي" نظرت لهم بكل حنان وعرفان بالجميل " مش عارفه اشكركم ازاي؟!" نظر لها نظرة زلزلتها، لا تدري ما سببها " اشكرينا لما تهربي منهم ونخلصك من اللي اسمه جوزك ده" في خلال الأسبوع رق قلب ريم لمهاب كثيرًا، وأحست من ناحيته بمشاعر بثت الاضطراب فيها، تود لو أنه يظل جالسًا معها دائمًا. ****** حان موعد وصول وجدي وعلوان، ارتدت ريم نظارة سوداء، وغادرت معهما، لاحظت فورًا نظرات علوان الشهوانية الموجهة لها، نظرات تحمل في طياتها الرغبة الدنيئة، تمهلت في مشيتها كعادتها لكي لا تلفت النظر لها ودخلت غرفتها وأغلقت الباب من الداخل بالمفتاح، بعد قليل وجدت أكرة الباب تدور، حمدت الله أنها أغلقته من الداخل ليصدح صوت علوان " قافله الباب على نفسك ليه يا حلوه؟ تعالي اقعدي معانا شويه ونسينا" "شكرًا أنا تعبانه وعاوزه أنام تصبح على خير" تناهى لسمعها صوتهما بالخارج ونظرت من ثقب المفتاح الذي يواجه الأريكة لتراهما جالسين يحتسيان الخمر وسمعتهما يتحدثان " إيه يا وجدي مش هنتم جوازي باختك بقى؟" " يا جدع مستعجل على ايه، ما انت مقضيها كده وإلا كده" ضحك ضحكة مقيتة "أهو نجرب الحلال الأعمى ده، نشوف نظامه إيه؟" انفجر وجدي ضاحكًا " كلهم زي بعض" "اعمل حسابك الدخلة بكره، أنا قلت لك أهو" رد وجدي " مش هترضى" فألقى علوان كوب الخمر الذي كان في يده على الأرض فان**ر " ما ليش فيه، أنا هادخل بكره، عنها ما وافقت هآخدها غصب، ده حقي، أنت بايعهالي بالفلوس اللي أنت أخدتها، دول عشر تلاف جنيه يا ظريف مش لعبه" "خلاص خلاص براحتك يا عم، أهي عندك أهي لو عاوز تدخل دلوقتي ادخل" قام من مجلسه، فزعت ريم، ارتدت بعيدًا عن الباب لكنها سمعت صوته "لا خليها بكره، الخمر هدتني أنا مش صالب طولي" فنظرت لتراه قد عاد لجلسته على الأريكة، انتظرت قليلًا حتي وجدتهما قد غطا في نوم عميق، فلملمت ملابسها وما تحتاجه والنقود التي كانت والدتها تخبئها في مرتبه السرير، وفتحت الباب بحذر، تسللت على أطراف أصابعها، أغلقت باب الشقة ورائها بهدوء، أغلقته بالمفتاح من الخارج وتركت به المفتاح وهرعت على السلم، وهرعت لأول الشارع وأخرجت الهاتف وطلبت مهاب "الحقني أنا هربت أنا على أول الشارع، تعالالي بسرعه" "لا أول الشارع ما ينفعش ابعدي علي قد ما تقدري، بصي اركبي ميكروباص اجره وانزلي الميدان، ليحصلوكي" " اطمن انا قفلت عليهم الباب وهم سكرانين " " لا كده اضمن، اركبي بس أي ميكروباص احنا لسه مش متاخر" استقلت ميكروباص للميدان وقا**ها هناك بسيارته وأوصلها لبيت مي. دخل ملقيا السلام على والدة مي، بينما ارتمت ريم في حضن مي وهي تبكي " أخويا يا مي طلع بايعني للحيوان اللي اسمه علوان، بعشر تلاف جنيه، و كان هيتجوزني غصب بكره" قامت والدة مي واحتضنتها "يا قلبي يا بنتي، مي حكتلي كل حاجه، ما تخافيش خليكي وسطينا" نظر لها مهاب "ما تخافيش يا ريم" وتركهم وغادر للمشفى. في الصباح استيقظ وجدي ورأسه ما زال يحمل آثار الخمر، أعد القهوة له ولعلوان "اصحي يا علوان بقى، بقينا قرب العصر يا عريس" فرك علوان عينيه "صباح الفوقان" وتناول القهوة وأشعل السيجارة "مش نصحي العروسه نديها خبر" ضحك وجدي "تصحي مين؟ العروسه تستيقظ مبكرًا" قالها ساخرًا "تلاقيها بتذاكر دلوقت " ونادى عليها "يا ريم تعالي" لم يجد ردًا فقال "تلاقيها بتصلي" ضحك علوان "هي من اللي بيصلوا" بادله وجدي الضحك " دي متقيه يا اخويا" فصاح علوان" يا ستنا الشيخه تعالي عاوزينك يا عروسه" وذهب للباب ليطرق عليه فوجده مفتوحًا " الحق يا عم الرجاله اختك مش هنا" رد ببرود "زمانها في الحمام" دخل علوان الحمام ليجده فارغًا فصاح "باقولك اختك مش هنا" وأمسكه من تلابيبه " بتستغفلوني يا وجدي، بتهربها عشان تضيع فلوسي عليا، لا ده أنا أجيب أجلك وأجلها" أزال وجدي يديه عنه "ايه يا جدع ما كنت معاك، هاهربها ازاي؟" نظر له بشك "ما اعرفش تلاقيك متفق معاها عشان تقلبوني في قرشين" " يا الله ننزل ندور عليها هتروح فين بس؟" عندما حاولا فتح الباب لم يستطيعا، فالباب مغلق من الخارج هاتف وجدي جارهم عامر وطلب منه فتح الباب حين فتح عامر الباب كان أول سؤال سأله وجدي "ما شفتش ريم؟" نفى عامر رؤيتها، بنزولهما للشارع وسؤالهما عنها علما أنها استقلت ميكروباص من أول الشارع. ض*ب وجدي علوان في كتفه "يبقي سمعتك امبارح، وخافت وهربت" رد علوان الض*بة له "ما يخصنيش، عاوزها، وفوقيها الفلوس اللي وعدتني بيها، بدل ما اخلص عليك" "اهدي يا علوان هنلاقيها" ***** بجلوس ريم عند مي ووالدتها رشا تنفست الصعداء وبدأت تفكر في مهاب، كانت تجالس السيدة رشا وتسامرها لحين وصول مي من عملها، أخبرتها السيدة رشا أنها ستسافر بعد يومين في بعثه للحج و أمنتها أن تتكاتف هي و مي سويا وتؤازرا بعضهما.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD