المشا**ة التي أحبتني فصل ثالث

1826 Words
جهزت رهف الغداء، وضعته على طاولة الطعام، بدأت في الأكل وهو ينظر لها فلاحظت، وقالت له "إيه والله ما حطتش فيه سم" رد باستضعاف " مش حكايه السم!! أنا دراعي واجعني وما عرفتش أفطر كويس، أكليني ينوبك فيا ثواب" قالت باستسلام وهي تطير فرحا من داخلها "أمري لله قرب يا كابتشن" قال " كابتشن، وماله يا أختي" فضحكت وبدأت في إطعامه وهي تتحاشى النظر في عينيه ذاتا اللون الحالك السواد وكأنهما قاع بئر مظلم لا نهاية له، أما هو فكان يأكل من يديها وهو مستمتع للغاية، يكتنفه شعور عجيب، إنه طارق الذي تتمناه كل فتاه قابلته وتتدلل عليه، أما هذه القطة فلا تعيره انتباه، وهو يحس ناحيتها بانجذاب شديد وها هي الفرصة أمامه ليتدلل قليلًا متعللًا بإصابته بعد فتره قال "شبعت الحمد لله، تسلم ايدك، إيه النفس الحلو ده؟" قالت متصنعة السرور لإنهائها اطعامه وهي التي كانت تتمنى أن تظل تطعمه للصباح "الحمد لله إنك شبعت، آكل أنا بقى" كانت جائعة للغاية، فأخذت تأكل بنهم شديد وهو يراقبها مبتسمًا أنهت طعامها لتجده ما زال ينظر لها قائلًا "الصراحه اللي يشوف شكلك ورقتك ما يشوفكيش وانتي هاجمه على الأكل زي وحوش الصاعقه" قالت باستنكار "ايه جعانه، ما اتغداش، بعدين أنا باتغدى كويس، واتعشي زبادي بس" قال مازحًا "يا عم الرشيق" قالت بهدوء "اقلع لو سمحت" فنظر لها برومانسية " ايه الحلو داب خلاص وعاوز يحلي بيا " وفتح ص*ره لها قالت بغضب، بينما هي تتحكم في نفسها بصعوبة لئلا ترتمي في حضنه "الصبر يا رب، اتلم يا طارق باشا، اقلع علشان أغير لك على الجرح" أجاب متصنعًا خيبه الأمل "آه ماشي يا قطه" غيرت له على الجرح وأعطته الدواء قال "بس انتي ما شاء الله عندك صيدليه متنقله في الشقه" فأجابته "طبعًا، أمال لما أتعب مين هيجيبلي دوا؟ أنا مقطوعه من شجره والحمد لله، ما ليش حد خالص" نظر لها و**ت تساءلت "إيه بتبصلي كده ليه؟" قال "لا، ولا حاجه احنا مش هنحبس وإلا إيه؟!" أجابته وهي في طريقها للمطبخ "حاضر ثواني وأعملك الشاي، سكرك إيه؟" "ساده يا قطتي" صنعت الشاي وقدمته له وقالت "انا داخله اريح شويه قبل ما اللواء يجي" فأجابها "ماشي بس مش محتاج أقولك ما حدش يعرف إني هنا لمصلحتك" تساءلت" وأنا هاقول لمين؟" فأجاب "لحد من أصحابك مثلًا" قالت بحسرة "لا اطمن أنا ماليش حد، لا أهل ولا أصحاب" دخلت غرفتها واستلقت على السرير وهي في غايه السعادة لوجود طارق بالخارج، لأول مره تحس بهذا الشعور، تمنت لو أن لديها من تخبره بمشاعرها ولكن لا أحد لها، أمسكت دفتر مذكراتها وأفصحت عن مشاعرها لطارق وعن تمنيها أن يظل معها دائمًا، لأول مرة تحس بقلبها ينبض لرجل، لم يكن ذلك الشعور يجول بخاطرها أبدًا، و لم يحدث أن دق قلبها لرجل قبل الآن، حتى ذلك الوسيم بشهادة الكل أدهم لم يكن يحرك مشاعرها قيد أنملة، لكن طارق يزلزل كيانها، لا تدري من اين خرج لها، ولا تتنبأ بما سيحدث تاليًا، لكنها الآن حقًا سعيدة بوجوده خارج باب غرفتها، تشعر بالأمان والسكينة لأول مرة بعد موت والدها، لكن هل تراه يبادلها الشعور، وإن بادلها هل سيظل على تلك المشاعر عندما يعرف سرها؟ تجاهلت ذلك الخاطر وخرجت لتجد طارق مشعلًا سيجارة قالت مستنكره "لا إله إلا الله!! إيه يا كابتن صحتك، انت متعور جامد" قال معترضًا "لا كله إلا السجاير، خليكي في نفسك يا قطه" امتعضت قائلة" ربنا يهد*ك، عارف لو جرى لك حاجه، ولا هاعبرك" دخلت المطبخ ورتبته وانهمكت بإعداد كيك، جذبته الرائحة فدخل المطبخ قائلًا "إيه الريحه الحلوه دي؟ القطه بتعمل ايه؟" أجابته "باعمل كيك عشان أقدمه لسياده اللواء اللي جاي يزورنا ده" أجاب برجاء " وأنا العيان المسكين ما ليش نصيب" قالت بحزم "ابقي كل معاه، اطلع بره بقي" خرج وأكملت ما كانت تفعله ثم دخلت بدلت ملابسها وارتدت طقمًا رسميًا عندما خرجت قال "ما شاء الله، أنا قاعده قدامي بميكي وتغيري وتلبس عشان اللواء" قالت باعتزاز "ده لواء يا كابتن، لواء، يعني رتبه وهيبه مش هاقا**ه بالبيجامه" رن الجرس وذهبت لتفتح الباب وما أن رأت اللواء حامد حتى صاحت "مش معقول ميدو حبيبي" وارتمت في حضنه وأخذها اللواء حامد في حضنه وهو يربت عليها "رورو حبيبه قلب ميدو وحشاني جدًا" فابتعدت عن حضنه قائلة "لا يا عم أنا زعلانه، وزعلانه قوي كمان، بقالك قد إيه ما سألتش عليا، و إلا عشان حبيبك مات خلاص، خالتي وخالتك واتفرقت الخالات" دافع عن نفسه "لا ازي يا قلب ميدو انت عارفه انتي عندي إيه، بس أنا بعد موت سليم جالي تدريب قوات بره وسافرت، ولما جيت كنت مشغول في عمليه جامده حقك عليا يا غاليه" وقبلها من رأسها كان طارق يقف يشاهد ويسمع وقال "وأنا بقي اتنسيت في جو العشق الممنوع ده، ولا حمد لله على السلامه يا طارق ولا حاجه" فاحتضنه حامد قائلًا "ازاي زي ما هي بنتي انت ابني حمد لله على سلامتك يا بطل" قال معترضًا "بطل إيه بقى دول شلفطوني" قال ليرفع من معنوياته "عشان الواد حسام الجاسوس بتاعهم كان حاطط في الشاي اللي شربتوه قبل ما تطلعوا ماده تخليكم مش مركزين يعني ما كنتش طبيعي، أنا شكيت برضه، ده انا اللي مدربك بنفسي أنت أحسن ضابط مهمات خاصه يا ابني" قال طارق متوعدًا "ابن ال...... لو ما كانش اتقتل كنت خليته يتمنى الموت وما يطولوش" قالت رهف "سيبكم من الشغل، اقعد يا ميدو اقعد، ده أنا عامله كيك الشكولاتة اللي أنت بتحبه، انا عملته وما أعرفش إن أنت اللي جاي ،ثواني وأجهز لك صوص الشكولاتة اللي أنت بتحبه معاه" ودخلت المطبخ فمال عليه طارق قائلًا "ايه يا ميدو؟ ايه الحكاية؟" قال حامد وهو يض*به على رأسه "اتلم يا واد، ديه أنا اللي مربيها، أبوها ده حبيبي الله يرحمه، أوعي تكون ضايقتها، ما أنا عارفك" قال نافيًا "أضايق مين يا فندم؟ دي تضايق بلد" وأخذا يضحكان جاءت رهف بالكيك والقهوة السادة فقال حامد "سيبك بقي من الترحيبات أنا عاوزك في موضوع مهم قوي" قالت بمرح " قول يا غالي" قال بهدوء "انت والواد طارق ده لازم تتجوزوا" قالت متفاجئة "نـــعم اتجوز مين!!!" قال طارق واقفًا " جواز إيه يا فندم أنا أتجوز!! و يوم ما أتجوز ما ألاقيش إلا فيلم الكارتون دي اتجوزها" قال حامد غاضبًا "اتلم واحترم نفسك يا طارق، واتكلم عن بنتي كويس ،فاهم بنتي، وانتِ يا ست هانم، هنسمع ونفهم وإلا هنص*ر المخ المصدي" أومأت "لا هافهم، حاضر أنا ساكته أهو" وقال لطارق "اقعد انت كمان، دلوقتي انتي قاعده لوحدك وحواليكي جيران وجود طارق هنا كده من غير جواز غلط على سمعتك، ده غير إن عمك هيطلع من السجن قريب" أخذت في الارتجاف "إيه هيطلع امتي؟ ازاي يطلع؟" قال بأسف "هيطلع حسن سير وسلوك" قالت "إزاي ده حيوان" فأجابها "أهو ده اللي حصل بقى، لازم يكون معاكي حد يقف ليه ويكون يقدر يوقفه عند حده، فاهماني يا رورو يوقفه عند حده" قالت كالتائهة "بس طارق ..... يعني ......" قال بحزم "مالكيش دعوه بطارق أنا هافهمه، اسمعوني انتو الاتنين الجواز ده هيبقي شرعي علي يد مأذون، ارتحتوا سوا وعاوزينه يستمر ما أحب على قلبي إن أقرب اتنين لقلبي يكونوا لبعض، ما اتفاهمتوش يبقى فتره كده ونطلقكم، بس اسمع يا طارق يوم ما تلمس رهف ده معناه إن الجواز ده لازم يستمر، أوعى شيطانك يوزك وتقول انبسط شويه و اطلقها، لا دي بنتي يا طارق يعني أنا اللي قصادك وأنا اللي أجيب حقها منك، رهف ادخلي جوه دلوقت عاوز طارق في كلمتين" دخلت وهي في قمة سعادتها تحدث نفسها" معقول هاتجوز الكابتن السكره ده بس ما اعتقدش انه هيرضي بيا" بينما في الخارج قال حامد "اسمع يا طارق انا عارف انك مش هت**ر كلمتي وهتتجوز رهف، بس فيه حاجه لازم تعرفها الأول لو وافقت خلاص لو موافقتش يبقي هاغير ترتيباتي وهاتصرف" قال طارق بثقة "عارف وموافق يا فندم" استفهم حامد "عارف إيه؟!" قال طارق "عارف اللي انت هتقوله، وموافق انا قريت مذكرات رهف من غير ما تعرف، وعرفت إن عمها اعتدى عليها وأمها حاولت تقتله لكنه للأسف قتلها هيّ، وإنكم داريتوا على الخبر عشان رهف ما تتفضحش" قال حامد "البنت كانت صغيره وما قدرتش تدافع عن نفسها" أجابه طارق "مش محتاج تتكلم يا فندم ولا تبرر أنا قريت كل حاجه" رن الجرس فقال حامد "قوم افتح بقي للمأذون" فضحك طارق قائلًا " وكمان متفق مع المأذون، مالي ايدك مننا انت ضامن اننا مش هنعترض" قال حامد " طبعا أمال إيه؟ اللي ربي خير من اللي اشترى" خرجت رهف لتجد المأذون وقفت مذهولة و قالت"إيه ده جه إمتى ده؟" و نظرت لطارق متسائلة" أنت بجد هتتجوزني؟!" ضحك" لا جايب المأذون أكتب كتابي على سيادة اللواء حامد مثلًا!!" ليوقفهما حامد عن بداية الجدال مناديًا" يالا المأذون مش فاضيلكم، وراه ناس غيركم" وعقد قرآنها على طارق بعد عقد القرآن قال حامد "اسيبكم بقى وامشي عشان ورايا حاجات كتير، هابقي اكلمك يا طارق، خد الموبيل ده هاكلمك عليه عشان نشوف هنعمل إيه؟" أجابه طارق "تمام يا حمايا" وهو يضحك قالت رهف بأسف "مش قادره أقولك خليك ما دام عندك شغل يا ميدو سلام، وما تنسانيش وتعالي تاني" أجابها حامد "حاضر يا بنوتي الحلوة" انصرف حامد وأغلق طارق الباب وهو يغني "مب**ك عليك يا معجباني يا غالي يا غالي عروستك الحلوه قمر بيلالي" و أخذ ينظر لرهف بطريقة غريبة، و يقترب بهدوء لتفزع و تفر من أمامه إلى غرفتها دخلت مسرعة، وأغلقت الباب بالمفتاح، ليبتسم هو بالخارج واقفًا أمام باب الغرفة قائلًا "مش أُسلوب ده على فكره هو أنا هآكلك؟ وبعدين إيه؟ مش هتغيريلي على الجرح، طب اعطفي عليا لله" أجابته من وراء الباب "طيب هاغير هدومي وطالعالك أهو" فابتسم محدثًا نفسه "ايوه يا روقه هتغير أهو، و هترحرح بقى، الليله هتحلو" خرجت من الغرفة لينظر لها بذهول فاتحا فاه "ايه ده!" قالت "ايه ده ايه ؟ هدوم" فقال " ما أنا عارف إنها هدوم، إمبارح ميكي والنهارده بطوط، مش كتير عليا البعزقه دي" قالت بتوعد "أنت هتقعد أغير لك على الجرح وإلا أدخل أنام و اسيبك كده من غير ما يبان لك أصحاب" قال مستسلمًا "لا وعلى إيه هاقعد ساكت و مؤدب أهو يا ست الناظره" غيرت له على الجرح وهي تتحكم في أعصابها ولكن ذلك لم يخفى على طارق، الذي كان يشعر بذلك الاضطراب المعتمل بداخلها، قالت "خلاص البس بقي" اعترض ممازحًا "ليه ما كده حلو" قالت متصنعة الغضب " طارق لو سمحت، ما يصحش كده" قال وهو يضع قدمًا على قدم "أنا اقعد براحتي بقى، أنا دلوقتي جوزك يا هانم، أقلع البس أنا حر، اتعودي على كده أنا الهدوم بتزهقني" قالت بضجر "طيب أنا داخله أنام تصبح على خير" قال بخباثه "هتنامي وإلا هتقعدي تكتبي في المذكره بتاعتك الحلوه دي، و تقري في بعينك وعد شويه وفي ثلاثيه الذئاب شويه" قالت وهي تضع يديها في خصرها غاضبة "آه انت عملت جوله في أوضتي" قال بثقه "طبعا أمال ايه؟" فقالت "والمطلوب، عاوز مني إيه، اتفضل اتحفني بطلبات سموك" أجابها "كوباية نسكافيه وحته كيك وصاية كده وتكون غرقانة بالصوص يا قطتي" أجابت مستسلمة "طيب" جهزت له ما أراد و وضعته أمامه على الطاولة وهمت بالانصراف، فأمسك يدها حاولت أن تتملص منه ولم تستطع فقال ضاحكًا "ما تفكريش انك ممكن تعرفي تخلصي نفسك بالكارتيه والجودو بتوعك دول " وأخذ يضحك قالت بخوف "سيب ايدي يا طارق لو سمحت" قال بمرح "وربنا اسمي طالع من بقك زي العسل، قوليها تاني كده" لكنه أحس بخوف حقيقي نابع منها ليترك يدها و يقول مازحًا "خلاص امشي روحي لسي أوس الجندي بتاعك ده وإلا مش عارف الواد التاني اسمه ايه؟ مالي أنا؟ ما أنا زيهم أهو، على الأقل أنا حقيقي يا بتاعة الذئاب" تلاشى خوفها وأخذت تضحك، تركته ودخلت و بعد أن جلست قليلًا على السرير تحاول ان تستوعب ما حدث منذ قليل، لقد تزوجت، حقًا تزوجته ذلك الوسيم الذي زلزل كيانها، وأسقط دفاعات قلبها، إنه الآن زوجها، و استمرت في الابتسام حتى داهم النوم قلاع جفنيها ونامت.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD