المشا**ه التي أحبتني فصل اول

1304 Words
المشا**ة التي أحبتني نش*ه أبوالوفا ......ولا بد من يوم معلوم .....تترد فيه المظالم...... ....أبيض علي كل مظلوم ....أ**د علي كل ظالم .... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ عادت من عملها في موعدها المعتاد الذي لا تخلفه إلا إذا كان هناك عمل متراكم، صعدت لشقتها، فهي تعيش وحيدة تقريبًا في العمارة، فالشقتان العلويتان أصحابهما مسافرون لا يأتون إلا في الاجازات والشقة الأسفل منها يسكنها عم حامد الذي يأتي أولاده دائمًا لاصطحابه ليقيم معهم فيمضي معهم عدة أيام ثم يعود، إنها رهف سليم ثابت فتاة وحيدة، توفى والدها تاركًا لها هذه الشقة، لقد كانت وحيدته، رهف تعمل سكرتيرة في شركة ماونتن المملوكة لمندور رجل الأعمال، إنها نشيطة، متفانية جدًا في عملها، وجادة جدًا لا مجال في حياتها إلا للعمل، حتى بفترة إجازتها السنوية من الشركة، لا تجلس بالمنزل بل تتعلم كل جديد، لغة جديدة، مهارة جديدة، أي شيء لم تفعله من قبل، المهم ألا تمضي الوقت في المنزل فهي تكره وحدتها، فلماذا تظل قابعة تحدث نفسها في شقتها؟ كان آخر ما تعلمته دورة تمريض وصلت فيها لمستوى متقدم ونالت شهادة تقدير، يقع المنزل في منطقه نائية قليلًا بعيدًا عن العمران، لذلك تعلمت فنون الدفاع عن النفس وتحمل عدة أحزمه في الكاراتيه، والجودو، كما أنها تجيد الملاكمة، ولا تخلو حقيبتها من رذاذ الفلفل، في ذلك اليوم المميز دائمًا والذي لن تنساه أبدًا فهو قد حفر في ذاكرتها بأحرف من حب، عشق وهيام، بعد أن صعدت شقتها وأغلقت بابها تناولت الطعام وأطفأت الأنوار، وجلست لتقرأ قليلًا في قصة ثلاثية الذئاب فهي عاشقة للكاتبة منال سالم، تهادى لسمعها صوت لم تعهده، يبدو أن هناك سيارات تتسابق، بعد قليل سمعت صياح فذهبت لتستطلع الأمر من النافذة، لكن هاجس ما جعلها لا تشعل الضوء، وقفت في جانب لا تُرى منه، رأت عربتان تلقيان رجلًا والسائق يبصق عليه ويقول "تستاهل عشان ما تلعبش مع أسيادك" وغادرت السيارتين مسرعتين لم تدر ما تفعل؟ وجدت نفسها تنزل لتتفقد الرجل قالت لنفسها "لو مات أبلغ البوليس ولو لسه حي أطلب له الإسعاف، أنا ما أرضاش أتحط في موقف زي ده وما حدش يساعدني" اقتربت منه " يا..... يا .... " لم تجد ردًا ووجدته ينزف، حاولت تحريكه فتحرك، لكنه كان مصابًا قالت بخوف "ما تخافش، هطلبك الاسعاف حالا" فقال بصوت واهن "لا... أنا .... مش لازم يعرفوا إني لسه عايش أنا ضابط ما تخافيش، ساعديني استخبي" أسندته بصعوبة كان ذلك شاقًا عليها، وأصعدته لشقتها، أدخلته غرفتها على السرير، قالت وهي تتفقده " أنت متصاب في كتفك ومجروح كذا جرح شكله بمطواه" لم تنتظرا منه ردًا، تحركت فورًا غريزتها وموهبتها الفطرية وتحفزت مهاراتها التي اكتسبتها في دورة التمريض، مزقت قميصه وضغطت على الجرح ونظفته واستخرجت الرصاصة، التي أرهقتها إلى أن خرجت، كانت تتعجب من أنه لم ينطق بآه واحدة، حتى أنها في بضعة لحظات ظنته قضى نحبه، ضمدت مكان الرصاصة ونظفت باقي جروحه وخاطت ما يحتاج لخياطة وطهرتها، وجدته سقط في النوم، أعطته حقنة مضاد حيوي من النوع القوي وركبت له محلولًا مغذيًا، فهي لديها بالشقة صيدلية متكاملة، فمن الذي سيحضر لها الدواء إذا مرضت، فهي تجهز كل احتياطاتها، مضادات حيوية من متوسطة القوة لشديدة المفعول، محلول مغذي، دواء للبرد، مسكنات بأنواعها، ضمادات جروح، مراهم حروق، شاش طبي، أربطة ضاغطة، مطهرات طبية، صيدلية متكاملة بحق. دثرته وجلست بجواره حتى غطت في النوم هي الأخرى، استيقظت فوجدت نفسها ملتصقة به ففزعت من على السرير، أخذت تنظر لهذا الرجل الفتي ذو العضلات النائم كالملاك في سريرها، شعره الأ**د الناعم الذي أغرها لتلمسه، ذلك الشارب وهي تعشق الشوارب، عضلاته البارزة المقسمة، أخذت تتأمله وتتن*د، أخذت تتساءل بينها وبين نفسها يا تُرى ما حكايتك أيها الشاب؟ ثم دخلت للحمام بدلت ملابسها لملابس مناسبة للعمل فهي لديها عمل اليوم قبل أن تبدأ إجازتها، خرجت لتعد إفطارًا لذلك الممد على السرير، كانت منهمكة وتدندن أثناء إعدادها للإفطار وتسللت لل**نها الأغنية بدون تفكير حبيبي ولا على باله شوقي إليه، وأنا شاغل بالي أنادي عليه وليالي كتير أفكر فيه، وأحن إليه ولا داري كفاية أنه بقاله ليلة ويوم، على طول في خيالي ومفيش نوم وليالي كتير أفكر فيه، وأحن اليه ولا داري لتجد صوت من ورائها يقول "مش معقول من ليلة واحده عندك أجننك كده وتفكري فيا، ده أنا حتى لسه ما عرفتش أتكلم معاكي كلمتين على بعض" فشهقت واستدارت لتجده أمامها بذلك الص*ر العاري، يا الله لكم هو وسيم إنها تحس أنه يجذبها نحوه، مع أنهما لم يتحركا، فتمالك نفسها و قالت "لا إله الا الله مش تتنحنح وإلا إحم والا أي منظر، خضتني" قال مبتسمًا "سلامتك من الخضه، أنا مش عارف اشكرك إزاي على اللي عملتيه" فرفعت يديها معترضة "لا استني كده، هتشكرني بعدين، أنا عندي شغل وكده هاتأخر، أنت تقعد زي الشاطر كده، فطارك جاهز أهو، تفطر وتآخد المضاد الحيوي، وتستناني، أنا مش هاتأخر، النهارده ميعاد أجازتي السنويه، هاروح أسلم الشغل للباشا، وآجي تحكيلي بقي من طقطق لسلامو عليكم" ضحك من طريقتها وكلامها "حاضر، هأفطر، وآخد الدوا ، واشرب اللبن كمان يا ماما" ففتحت الثلاجة أمامه "أنت بتقول فيها، عندك لبن اشربه، يا ظريف، عارفه إني ها**ه والله، مش عارفه أنقذتك ليه، المفروض أطردك دلوقتي، بس الصراحه صعبان عليا، مش عارفه مين وراك، و حكاية إنك ضابط دي لسه مش داخله دماغي، بس أقدر أتأكد منها عادي، و جرحك محتاج عناية، و ضميري التمريضي ما يسمحش إني أسيبك كده، لازم حالتك تستقر، ما يغركش إنك واقف كويس و بتتكلم ده عشان المسكنات اللي حطتهالك في المحلول" حاول أن يرد عليها لكنها و استطردت "آه، أوعي تبص من الشباك وإلا البلكونه، ما تفضحنيش، صحيح احنا ما حوليناش جيران كتير، بس ما عنديش استعداد على آخر الزمن حد يلسن عليا بكلمه، أنا سمعتي زي الألماظ، سلام" وتركته سريعًا وانصرفت دون أن تعطيه أية فرصة للحديث، ظل مبتسمًا من هذه الجميلة وتصرفها معه وإنقاذها له، ربما لم تكن فائقة الجمال لكنها حقًا جذابه، أسرته بروحها المرحة وابتسامتها الفاتنة وصوتها العذب، ناهيك عن ملامحها الهادئة، وشعرها الأ**د المموج المرفوع في ذ*ل حصان، بالإضافة لشجاعتها التي يحسدها عليها من الصعب أن تنبري فتاة وحيدة مثلها لإنقاذ شاب هكذا، وتظل مصرة على بقاءه حتى تطمئن على صحته، إنها فتاة فريدة من نوعها. جلس ليتناول افطاره ولكنها كانت عملية شاقة فذراعه اليمنى مصابة، أنهى الإفطار، و ابتسم متذكرا طلبها منه شرب اللبن، فشربه، أخذ جولة في الشقة، وجد نسخة من بطاقتها القومية وهو يتناول النسكافيه. اتصل برقم ما من هاتف منزلها الأرضي وانتظر الرد "السلام عليكم" "وعليكم السلام، عرف عن نفسك" "المقدم 120 خاص يا فندم قوات خاصه" "طارق مش معقول! انت فين؟" "اطمن يا باشا أنا بخير الحمد لله ، عمليه المداهمة فشلت، وعرفوا يمسكوني ،ض*بوني بالنار وكام غزه كده بالمطواة على ما قسم بس ما تخافش، عمر الشقي بقي فيه بنت انقذتني، وأنا في شقتها دلوقت، المكان واضح إنه آمن هاد*ك بيانتها من البطاقة عشان نتأكد منها" "خليك معايا، قول الاسم والرقم" "رهف سليم ثابت، ورقمها .........." "هاكلمك على النمرة دي اد*ك التمام" بعد ثلاث ساعات.......... رن الهاتف، ليرد طارق رفع السماعة و**ت، ليأتيه الرد "النسر مصري" فأجاب طارق "تحيا مصر" " طارق يا ابني عامل ايه" تعرف طارق على الصوت إنه صوت اللواء حامد " حسين عرفني اللي حصل يا طارق، اطمن، البنت ما عليهاش أي شك، دي طلعت بنت الغالي، أبوها أكتر من أخويا، أنا كنت زميل أبوها لما كان مقدم شرطه، البنت دي غاليه قوي عندي خلي بالك منها، بس مش هتصدق أبدًا هي شغاله فين" "فين يا فندم؟" "شغاله سكرتيرة عند مندور الزيني" فضيق عينيه قائلًا "مش ممكن، تفتكر هي مطبخه الحكاية دي معاهم إنها تنقذني يعني" "لا يا طارق البنت سجلها زي الصفحة البيضا، أبوها استقال بعد موت أمها وسجن عمها، عمها قتل أمها في خناقه ما بينهم لما كان سكران، ومن يومها أبوها استقال واشتغل في شركة حراسات خاصه لغايه ما مات، واللي أهم بقى إن رهف دراع مندور اليمين في شغل الشركة، وأدهم ابنه ما بيطقهاش والكل عارف ده لأنه حاول معاها وصدته وفضحته عند أبوه وأنت عارف مندور راجل محترم وما يعرفش حاجه عن شغل ابنه، لازم دلوقتي تفضل في نظرهم ميت، النهارده جثتك هنلاقيها و هنعلن استشهادك ونآخد العزا" ضحك طارق "الحمد لله اني ما ليش أهل " وأخذ يضحك "ربنا يرحمني كنت ضابط طيب" "أنا شويه كده و هاكلمك أعرفك الجديد" "تمام يا فندم" أغلق الهاتف وأخذ في تفقد الشقة، العبث بأغراض رهف، وجد مذكراتها الشخصية وأمضى وقته في قراءتها وبعد أن قرأها قال "ده أنتي اتبهدلتي قوي يا بنوته".
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD