في الصباح دخل ليوقظها فوجدها نائمة كالملاك تحتضن دبدوبًا كبيرًا
فصاح متخذًا وجهًا جديًا
"ايه ده يا هانم بتخونيني يوم الصباحيه؟ عليك ا****ة، ثكلتك امك"
استيقظت مفزوعة من النوم لتجده أمامها فتلمست ملابسها وهندمتها و هي فزعة
"إيه ....إيه على الصبح فزعتني، أنت دخلت إزاي أنا قافله بالمفتاح"
قال بثقه "يا قطتي أنا ضابط عمليات خاصه، لا يقف قدامي مفتاح ولا ترباس، وإزاي تسمحي لنفسك تنامي جمب الكائن ده "
مشيرًا للدبدوب
أخذت تضحك حتى دمعت عيناها
واحتضنت الدبدوب قائلة "ده حبيبي وروحي، ما أعرفش أنام غير وهو جمبي"
قال وهو يتصنع الغضب ونفاذ الصبر "رهف، أنا عاوز افطر يا رهف جعان"
قالت وهي تشير له ليخرج "طيب بره لو سمحت عاوزه أغير هدومي و آخد شاور"
فقال " يعني هتغيري الأول بعدين تاخدي الشاور، أهو ده اللي باخده منك لماضه في الفاضي، و مش عارفه تجمعى فعلين على بعض، يا رب صبرك" وتركها وخرج
تحممت، بدلت ملابسها وخرجت له
نظر لها من رأسها حتى أخمص قدميها ليصرخ قائلًا
"كده كتير عاملالي زعرورتين، و كمان لابسه النهارده سبونج بوب، إيه الفيلم الكارتون اللي أنا وقعت فيه ده يا رب؟"
قالت واضعه يديها في خصرها "عاوز إيه يا طارق باشا أؤمر؟"
زفر قائلًا "عاوز افطر وإلا تحبي أشرب سجاير على الريق"
قالت بسرعه "حاضر حاضر"
أعدت له الافطار وجلست تأكل فقال
" هتاكلي انتِ وأنا اتف*ج عليكي يا زوجتي العزيزه"
قالت بضجر "آه فيلم أكليني ايدي بتوجعني طيب اتفضل كل"
وأطعمته، عض أصابعها أكثر من مرة
و بكل مرة كانت تصرخ "اتلم يا طارق وإلا والله هاسيبك تاكل لوحدك"
ليرد مترجيًا" واهون عليكي ده انا غلبان"
تضحك "طيب يا غلبان كل بأدب"
يسبل عيناه " حاضر هآكل بأدب"
أنهيا الإفطار، رفعت الطعام، و أنهت ترتيب المطبخ، أعدت له القهوة وجلس يتناول قهوته وهو صامت، فتحت فمها لتتكلم
فقال "هشش وأنا بأشرب القهوة بتاعة الصبح يبقي هشش"
بعد أن أنهى القهوة
"ها يا ستي بقي كنتي عاوزه تقولي إيه؟"
فجأته بالسؤال "أنت ما لكش أهل؟"
فقال رافعًا حاجبيه "حلو السؤال، ليه يعني؟ لقيط مثلًا، لا ليا أهل أكيد، بس ماتوا، كنت في الشغل جيت لقيت البيت اتهد على اللي فيه"
فقالت بحزن "يا نهاري ازاي؟"
قال بهدوء "ولا حاجه كانوا بيبنوا برج جمب البيت والحفر أثر على الأساسات، البيت ما استحملش"
قالت بتحسر "لا اله الا الله، يعني أنت وحداني زيي"
أجابها "آه ما ليش غير اللواء حامد"
فأشارت لنفسها " زي حالاتي يعني"
قال منتظرًا رد فعلها "بس انتي ليكي عمك"
غضبت و انتفضت قائلة "ما تقولش عمك ده حيوان"
قال مربتًا عليها "خلاص اهدي"
ابعدت يده من على كتفها "ما تجبليش سيرته تاني من فضلك"
قال موافقًا "اتفقنا، دلوقت في موضوع تاني لازم نتكلم فيه"
فقالت "قول سامعاك"
قال بهدوء "أدهم مندور الزيني"
قفزت من مكانها تريد خنقه "لا حول ولا قوة إلا بالله، فيه إيه يا كابتن؟ انت صاحي النهارده حد مسلطك تنكد عليا، ماله الزفت ده كمان؟!"
أمسك يديها يبعدها عن رقبته "ده رئيس العصابه اللي قلت لك عليه"
استسلمت من المفاجئة قائلة وعيناها مفتوحتان على اتساعهما "بتهرج"
قال وهو ما زال ممسكا يديها "لا طبعا باتكلم جد"
قالت مستغربة "ازاي ده الحاج مندور نسمه"
قال وهو يحرك يدها يمنة ويسره "أنا ما جبتش سيره مندور، مندور ما لوش دعوه بأدهم نهائي"
فحررت يديها من يديه "طب أنا مالي ومال أدهم أنا شغلي مع مندور"
فقال "ما هو أدهم حاطط ورق مهم جدًا في مكتب مندور"
قالت نافيه ومتعجبة "ازاي بقى؟ أنا حافظه مكتب مندور زي اسمي وما فيش فيه ورقه تخص أدهم"
قال مؤكدًا " لا فيه المعلومات اللي عندي بتأكد إن أدهم مخبي الورق في طرابيزه الاجتماعات في مخبأ سري وانتي اللي هتعرفي تجيبيه"
فوافقت قائلة "حاضر هاجيبه بس المخبأ فين؟"
قال "الطرابيزه فيها في النص رسمه نمر صح"
فوافقت "أيوه صح، ده شعار الشركة ومكتوب فيها شركه مندور أدهم الزيني"
قال لها "عليكي نور، هتدوسي أنت بقى على الحروف بالترتيب أ....د.....ه....م ،أدهم هيتفتح المخبأ"
قالت بفرح "أقوم أجيب الورق وآجي"
قال "لا هترجعي تدوسي تاني على الحروف بالع** م.....ه.....د....ا عشان المخبأ يتقفل"
فردت "حاضر أول ما الأجازه تخلص"
رفض قائلًا " لا احنا عاوزينه في أقرب وقت عشان فيه شحنه بنات مسافره بعد خمس أيام وعاوزين نقبض عليه"
ففكرت " يعني أنت عاوز الورق ده امتى؟"
أجابها "النهارده لو تقدري"
"ماشي "
وقامت فقال "راحه فين؟"
ردت "هالبس وانزل اجيب الورق، و إلا هاروح المكتب مع سبونج بوب "
فتساءل "ظريفه بجد، مش انتي مسلمه الشغل وخدتي الاجازه"
قالت بثقة "مكتب مندور ده مكتبي، والنهارده انسب وقت، مندور النهارده بيكون في جوله على الشركه، ما بيدخلش المكتب غير بعد ست ساعات بالضبط، ورندا هتكون معاه، وكاميرات مراقبه المكتب كودها معايا و اقدر اتحكم فيها من هنا من اللاب"
قال بسرور وفخر "يا جامد، ده أنا معايا المخابرات كلها أهو"
أشارت لنفسها "طبعا انت فاهم إيه، أنت اقعد راقب من هنا وأنا هاجيب الورق"
ارتدت ملابسها وخرجت
فاطلق صفيرًا عاليا
قالت مستفهمه "إيه مالك؟"
قال متهكمًا "إيه الحلاوة دي؟ رجلين زي المرمر"
ثم أردف غاضبًا "ادخلي يا ظريفه غيري الجيبه دي والبسي بنطلون و داري رجليكي"
قالت باعتراض "انا ما أسمحلكش تتدخل في لبسي"
قال والشرر يتطاير من عينيه "لا بقي أنت يا تسمعي الكلام، يا تولع المهمة على أدهم في ساعه واحده وهازعلك قوي هو هنا تلبسي لي بيجامة ميكي وبره رجليكي تنور"
ارتعبت منه وقالت "خلاص خلاص اهدى"
وبدلت ملابسها إلى بدلة رسميه ذات بنطال وخرجت
"كده كويس؟"
قال راضيًا "ايوه"
دلوقتي تعالي أركب الميكرفون ده ليكي"
"شكرا هاركبه أنا"
دخلت الغرفة وركبت الميكروفون وتأكدا من جاهزيته
فقالت "سلام، لا إله إلا الله"
ابتسم قائلًا "محمد رسول الله "
وصلت للشركة ودخلت، نفذت ما أمرها به، وضعت الورق في حقيبتها
وأغلقت المخبأ وغادرت.
وقام هو بتعديل تصوير الكاميرات لتكون وكأن أحدًا لم يدخل المكتب،
تنفست الصعداء وتوجهت لمندور في جولته وسلمت عليه وعلى رندا متعللة أنها كانت بالجوار ورأت أن تمر عليهم
ثم توجهت للجراج لتستقل سيارتها المتواضعة فقابلت أدهم
"الحلوه جايه منورانا ليه في اجازتها؟ ما تقوليش إني وحشتك"
ردت بسخريه "ما تشوفش وحش"
كان طارق يستمع لكلامها فلقد كانت ملابسها مزودة بميكرفون تحسبًا لأي طارئ
وأكملت "لا طبعا ما وحشتنيش، أنا كنت جايه أسلم على مندور بيه"
قال وهو يقترب "آه لو تحبيني ربع حبك لمندور بيه"
غضبت وقالت "احترم نفسك مندور بيه في مقام بابا "
فاقترب منها" يبقي احنا اخوات بقى"
قالت تحاول التحكم في نفسها "احترم نفسك يا أدهم بيه ما يصحش كده"
قال متوددًا "أدهم بيه إيه !!،قوليلي يا دومي وأنا هانغنغك، والله لاكتب الشركة باسمك، بس طاوعيني، والله لاتجوزك في الحلال كمان، أنا هاتجنن عليكي" واحتضنها
صرخت "احترم نفسك، أنت قليل الادب" وض*بته بين قدميه فصرخ متألمًا فعاجلته بض*بة أخرى وهرعت نحو سيارتها
وصوته يصل إليها
"والله ما هافوتهالك يا رهف هتبقي ليا بمزاجك وإلاغصب عنك"
*****
وصلت للمنزل صعدت للشقة لتجد طارق ومعه حامد، دخلت وهي متماسكه وكأن شيء لم يكن وسلمت الأوراق لحامد الذي سر كثيرًا
"الورق ده بيدين أدهم، برافو يا رورو، برافوا"
وأخذ الورق وتركهما
قال طارق "هاتي المايك من البلوزه "
فأزالته قائلة "حاضر بس احنا ما احتجناش نسجل حاجه"
قال "احنا ما سجلناش بس أنا سمعت"
تساءلت "سمعت ايه؟"
قال ضاحكا "صوت صريخ ادهم وأنت بتض*بيه، ض*بتيه ازاي"
"من مصلحتك ما اقولكش" وضحكت
فقال "بقي كده، طب أنا جعان "
قالت بملل "اطلب أكل من بره، انا هاقطع نفسي، دلعني شويه، ده أنا لسه خدماك خدمه العمر"
فاقترب قائلًا "هادلعك آخر دلع"
فجرت من أمامه لتحتمي منه بغرفتها وأغلقت الباب
أخذ يضحك "ماشي يا قطه، طب هتآكلي ايه طيب؟"
ردت من وراء الباب "هاكل زي ما هتاكل يا طارق، انجز انا جعانه ،نمره المطعم عندك جمب التليفون"
بدلت ملابسها وخرجت فاغمض عيناه وقال "سيبيني أخمن المره دي توم وجيري صح"
وفتح عيناه قائلًا "يا خساره طلع تويتي " وأخذ يضحك ثم قال
"على فكره أنا عارف إن الدولاب فيه حاجات تانيه حلوه وجميله ومزهزه كده، عيب عليكي تستخسريها فيا وتعيشيني في عالم سمسم ده، ده انت شويه كمان وهتف*جينا على سبيس تون"
قالت بمرح "أنت بتقول فيها فيلم الاميره والضفدع جاي دلوقت على سبيس تون"
وجلست لتشاهد
رن الجرس وجاءت البيتزا
فتح طارق الباب فقال فتى التوصيل متسائلًا "امال آنسه رهف فين؟"
أجابه طارق "أنسه رهف بقت مدام حضرتك أنا جوزها"
قال الفتى "ألف مب**ك"
جاءت رهف قائلة "استنى يا حسن"
فقال لها "ألف مب**ك يا مدام "
فنظرت لطارق متوعده وأعطت حسن نقودًا فوق الحساب قائلة
"سلم على ماما واخواتك يا حسن"
أجاب الفتى "حاضر يوصل"
وأغلقت رهف الباب
قال طارق "هو ايه اللي يوصل؟"
قالت بدلال "فيه ايه يا روقه مالك؟ ده حسن بتاع الدليفري، ووالدته ست غلبانه تزعل اني أعمل خير"
قال بشوق "سيبك من الخير، خليك في روقه، ما انتي كويسه أهو و بتعرفي تتدلعي، أمال محسساني اني قاعد مع الصول عطيه ليه؟"
قالت ضاحكه "امشي يا عم صول إيه؟"
خبط كفيه ببعضهما "ايوه قلبنا أهو"
قالت " بطل هزار بقي، جعانه، يالا ناكل "
قال "اسمها يالله أكليني"
فضحكت وأطعمته فقال
"ألا ايه رأيك في النعي بتاعي؟"
فقالت " ودي سيره تيجي على الأكل، بس جميل الصراحه كلمتين
وبس" وهي تضحك
فقال "عاوزاهم إيه يعملولي صفحه كامله، كلي يا رهف وقومي أوس الجندي مستنيكي يا ماما يالا"
قالت ضاحكة "والله ده عسل "
قال غاضبًا "يا بنتي احترمي نفسك"
ضحكت وتركته ودخلت لتنام
استيقظت صباحًا بدون أن يوقظها طارق وخرجت لتجده يتحدث في الهاتف
"ايوه يا فندم"
........
"لا حضرتك كده تمام"
......
"لا ما ينفعش أنا صحتي كويسه"
.......
"حضرتك أدهم ده بتاعي، وأنت عارف كده"
.......
"لا مش انتقام شخصي، بس هو علم عليا و لازم أنا اللي أجيبه"
...........
"حضرتك بتقول كله مضمون وهيتقبض عليه أكيد ومش هيطلع منها يبقى دي مداهمه عاديه وما فيش خطر"
.......
"عاوز أشوف وشه لما يلاقيني لسه عايش"
......
"تمام يا فندم علم وينفذ"
......
"مع السلامه"
كان يحس بها فأنهى المكالمة وقال "ايه جايه تتسحبي ليه من ورايا؟"
قالها ولم ينظر لها
فقالت "مش باتسحب ما حبتش أقاطعك شكلها مكالمه مهمه صح؟"
فقال "ايوه ان شاء الله هنمسك أدهم النهارده"
سألته "فطرت"
أجاب "لا"
قالت بغضب "أمال بتشرب زفت ليه على الصبح؟"
فرد "ما هي الهانم اللي أنا متجوزها سهرانه طول الليل تحب في أبطال الروايات، ولما تنام تنام في حضن الدبدوب وسايباني أصحى أكلم نفسي"
قالت معترضه "ايه يا كابتشين"
فقال "كابتشين، الصبر من عندك يا رب، استني وريني يا قطه لابسه مين النهارده ، مين دي؟"
أجابته "دي سنو وايت والاقزام السبعه"
قال بصوت عال "سبع عفاريت ينططوكي عاوز افطر"
قالت "طيب ما تزقش بس"
اجاب وهو يدفعها أمامه "براحتي ،انجري على المطبخ يا الله"
ظل طوال اليوم نكدا على غير عادته
حل الموعد المتفق عليه مع اللواء حامد فارتدي ملابسه وودعها و ملامحه ت**وها الجدية
"مع السلامه يا رهف"
قالت بخوف "ايه مالك جد كده ليه؟ انت مش بتقول دي مداهمه عاديه و ما فيش خطر"
قال "الخطر موجود دايما يا رهف، ما حدش عارف ايه اللي هيحصل "
قالت بتوتر " قصدك ايه ؟!!، يعني انت ممكن بعد الشر تتصاب"
قال "ايوه طبعا كل حاجه ممكنه" واقترب منها
"لو مت هتزعلي"
فوضعت يدها على فمه "ما تقولهاش، بعد الشر عليك"
فامسك يدها وغمز قائلًا "ايه حبتيني يا قطتي؟"
**تت ولكن عيناها أجابته بلمعانها وابتسامتها
فقال "ده احنا بت**ف اهو"
واستعاد جديته
"الواجب ينادي، لا اله الا الله يا رهف"
فقالت "محمد رسول الله "
وقبلها من رأسها وانصرف
ظلت تصلي وتقرأ القرآن داعيه الله أن يحفظه ويحميه
"يا رب احميه واحفظه يا رب، اللهم اني استودعتك طارق ابن اللي ما اعرفش اسمها من كل سوء وشر، يا رب وفقه يقبض على أدهم، يا رب ،يا رب احميه ورجعهولي يا رب، يا رب انت عارف اني باحبه يا رب،
وبقى جوزي يا رب، رجعهولي بالسلامه وانا هابطل البس له الكارتون" .
أما طارق توجه مع القوه لفيلا أدهم
أدهم صعق عندما وجد طارق أمامه
"انت لسه عايش!!!"
رد طارق بسخرية "عمر الشقي بقي"
فقال أدهم بثقه "خير، وجاي ليه؟"
أجاب طارق وهو يخرج إذن النيابة من جيبه "معايا أمر بالقبض عليك، و ان شاء الله المرة دي مش هتطلع"
ضحك أدهم ضحكه عالية "هنشوف يا طارق هنشوف".
بعد القبض على أدهم، عاد طارق للمنزل فتح الباب بهدوء ودخل وجدها بغرفتها ترتدي اسدال الصلاة وتدعو له
فتح باب الغرفة وقال "تقبل الله يا عمنا رجعتلك اهو"
قامت فرحه وارتمت في حضنه قائلة " الحمد لله الحمد لله"
فاحتضنها بقوه مبتسمًا مسرورًا قائلًا "ده انا كده هاطلع مهمه كل يوم لو هتنتهي بالحضن ده"