الفصل الثالث (الجزء الاول)

4077 Words
فووووووت كتير قبل القراء ♥️♥️ فصل بتاريخ : 18/7/2021 #روايه #موت_علي_قيد_الحياة ⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد الفصل الثالث _________________ كأنت ليلي تسير في ممرات المستشفى بخطوات بطيئة وهي تنظـر على الناس يـمـرون من جانبها بشـرود إرتسم على ملامحهـا، ذاك العالم الذى لم ولن يرحمهم ابدًا، عالم تعلمت فيه أن تتناسي ألمهـا حتى اصبحت تشعر انها بلا احسـاس ! تنفست الصعداء بصعوبة وكأنها خرجت من معركة ما خاسـرة، ولما لا .. بالفعل لم تنتصر وتواجهه، حتي سمعت صوت خلفها رجولية .. . - انـسـه لـيـلى .. !! ألتفت ليلي كان وليد يقـف خلفهـا، تقول بإستغراب: اهلا يا استاذ .. سـابقـها وليد قائلاً بـجـدية: وليد اسمي وليد .. احم ممكن تيجي معايا الكافتيريا عاوز أتكلم معاكي في حاجه إنتفض جسدها بقلق من شحـوب وجهها الأبيض بل ارتعدت متسائلة: حاجه ؟ حاجه زي ايه ! ردد خلـفـه بفتور: ممكن تيجي معايا الأول وانتي هتعرفي .. مش هينفع نتكلم هنا لتقول بصوت قلق بعض الشيئ : طب هاروح اغير هدومي والبس هدوم التمريض و أمضي حضور واجي طيب لكن قاطعهـه قائلاً بصوت حازم : انا مش هااخرك هما اخمس دقائق مش اكتر ؟؟ .. عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب من إصرار تفكر ماذا سوف يتحدث معها وهتفت باستسلام: حاضر اتفضل حضرتك .. __________________________________ أحضر وليد أكواب القهوة وجلس أمامها صامت لم يتـركه التفكير.. مما سوف يفعله الآن ولو للحظـة، يداهمـه بقوة جعله يضع يداه علي رأسه ويضغط بقوة عله يستطيع ايقاف سيل التفكير ليهـدأ قليلاً .. قطعـت ليلي حبل تفكيـره الشارد وهي سألتـه مستفهمة: اخبار أبن حضرتك ايه ؟؟ تن*د وليد بألم لم يستطع اخفـاؤوه اكثر : سليم! بخير من ساعه اخر مره فاق فيها وانتي كنتي موجوده وهو من ساعتها زي ما هو .. نظـرت له بأسف حقيقى،ثم تمتمت ب**ـرة ألمـا: معلش ان شاء الله هيبقى بخير .. متفقدش انت بس الامل وان شاء الله ربنا هيرجعه لك بالسلامه تنهـد وليد تنهيدة تحمل الكثير ليصمـت مره أخري, أوقـفت فضولها من التسلل لثغرهت بصعوبة، وسألته بجدية : هو حضرتك كنت عاوزني في ايه ؟ معلش يعني ورايا شغل اخيرًا استطاع إخراج الكلمات بصعوبة من بين شفتيـه الثابتتيـن بصدمه لـهـا : ليلي تتجوزيني ! . جحظـت عينـاها بصدمة جليـة على ملامحهـا وجسدها الذى تبلـد من الصدمة، لم تعى أهى بحلم ام علم !؟ ولكـن ماهى متأكدة منه أنها لن تحلم وذلك حقيقة, كان قلبها يدق بصخب، يود الخروج من مكانه، دقائق مرت عليها كالدهر وهى محملقة بيه، وأعجزتها الصدمة عن الـرد عليه, ثم تجلى صوتـه واردف بجدية : قبل ما تردي عليا وتساليني اشمعني انتي بذات اللي اطلبك للجواز ! خصوصا أن انا عارف عنك كل حاجه واكثر من غيري كمان !! ليلى انا ابني سليم في امل يعمل العمليه هنا في مصر ومايحتاجش يسافر بره ... بس للاسف ده مش هيحصل غير لما يكون لي اخ عشان يقدر يأخذوا منه العيانه اللي هتقدر تحيي ابني ويرجع للحياه ثاني !! حاولت أن تعيد بناء كل شيئ رويدًا رويدًا، وأولهم حياتها والأستقلال فيهـا !! ..اخيـرًا استطاعـت تحريك لسانها الذى قُـيد بسلاسل الصدمة منذ قليل قائلة : طب ما تتجوز وتجيب اخ بس من غيري !! اجابها بصوت قاتم هز كيانـها : ما انا مش هتجوز جواز زي ما انتي فاكره !! انا اصلا بعد موت مراتي وابني التاني وأمي اخذت وعد على نفسي إني مش هتجوز ثاني , بس دلوقتي ما عنديش اختيار ولازم اتجوزك بسرعه عشان ابني يتعالج ! احنا مش هنتجوز جواز زي الناس العاديين .. احنا صح هكتب الكتابه عند ماذون بس ده هيكون بتفاق ؟ اولا هنحدد مده بعد ما تخلفي وابني يعمل العمليه هنطلق ! وحاجه كمان انا مش هلمسك أبني هيجي منك عن طريق عميله حقن مجهري .. كـانت الدموع متحجرة في لؤلؤتيها الرماديتيـن، تكبحهـم بصعوبة شديدة، ويظهر جهادها في ذلك عن طريق تنفسها الغير منتظـم، من كثرة الإهانات آلتي تتعرض لها منه , يتحدث وكأنه يأمرها ويقول إن لم يلمسها كـ مشتمئزه منها لتقول بضعف: مستحيييل - هو ايه اللي مستحيل ! . قالها ببرود تاما، وراحت تعيد نفس الجملة : كل اللي حضرتك قولته مستحيل انا مش موافقه عليه .. انت عمال تتكلم وتامر مش بتاخذ رايي !! ولم يبالي بأعتراضها، ثم زمجر فيها بحدة : استاذه ليلى انا يعتبر بقدم ليكي خدمه الف غيري وفي نفسي ظروفك اما يصدق تيجيله فرصه زي دي و يتمسك بيها .. وبعدين احنا الاثنين **بانين ! انا لما ابني أن شاء الله يتعالج ! و انتي اظن فكره الجواز انسب حل بالنسبه لك.. اهو تبقى مطلقه احسن من مدام من غير جواز !! قـالت بصوت ينـزف ألمًا : مش عاوزه خدمتك دي خليهالك شوف غيري ..متشكره أوي على العرض الجميل اللي مكنتش احلم بيه بس انا مش بافكر في الجواز ولا عاوز اتجوز.. رفـع كتفيه وقال بلامبالاة : انا هعتبر نفسي ما سمعتش حاجه و هاعدي عليكي بالليل الساعه عشره واشوف ابني واخذ موافقتك .. بس ياريت تفكري كويس عشان بعد كده ما ترجعيش تندمي .. وما تنسيش ان انا عارف كل حاجه عنك اغلقـت اهدابهـا الكثيفـة السـوداء، تهدأ نفسها من كم المشاعر التى اجتاحتها وتجتاحها يوميًا بلا رحمة للراحة : هو انت بتهددني !! - لا خالص مش بهددك! بس بافكر معاكي بصوت عالي , ما هو انتي مش هتفضلي ترفضي العرسان كده من غير سبب اكيد الدتك ابتدت تشك فيكي اتسعت عيني ليلي بذهول ثم تمتمت بخفـوت : انت عرفت موضوع العرسان إللي برفضهم ده منين ؟ انت بتراقبنى ولا ايه ؟ قال بصوت رجولى هامس، ليلعب على اوتارها الحساسة: اكيد! مش لازم اعرف كل حاجه على الانسانه إللي هتجوزها .. وهتبقى ام ابني أو بنتي ؟ نظراتـه الغامضـة وكلماته اللعوبـة نشرت الخـوف اكثر بداخلهـا، وكأنها في بحر عميق من الخوف، تحتاج لنجدة ما، ولكنه بأفعاله يدفعها بداخله اكثر واكثر، استدارت بسرعة لتسير تنهض دون تعليق. __________________________________ دقت الساعه الـ 9:30 لتنهض لتقف ليلي سريعه تلم اشياء الخاصه بها حتي ترحل قبل معاد قدوم وليد.. هي بالأساس كانت تعمل دون تركيز بسبب حديثه معها ! نعم حديثه رغم أن قاسيه لكن حقيقه , لقب مطلقه افضل بكثير من لقب مدام بغير عقد زواج كم قاسيه الحقيقه .. لكن الإهانة اصعب لم تتحملها يوما هبت وهى تستـدير متجهة للخارج بأقدام هائمـة ودموع مهددة بالأنفجـار ! لتتفاجا بـ جابر أمامها بابتسامة شيطانيه يتطلع إليها بمكر قائلاً: لقيتك مش بتسالي قلت اسال انا ؟؟ خرجـت همسـة هادئـة بع** ما يجيش بص*رها من اهتيـاج حاد : انت اللي جابك هنا انا مش قلت لك مش عايزه اشوف وشك في اي حته ؟!.. بينما ظل هو يراقبهـا بأعين بارده، فهو من الأساس لم يستطع العمل بدونها والفترة الماضية كأن الجميع يسأل عنها وعندما لا يجدها أحد يرحل ولم يـعـد ليقول بلين مصتنع: ليلى حبيبتي اسمعي الكلام وتعالى ارجعي معايا اشتغلي وانا مستعده اديلك ضعف اللي كنت بديهلك مرتين كمان .. وخلينا كده حبايب مع بعض بدل ما ادخل وافضحك جوه في المستشفى تطلعت حولها بتراقب وحذر عاد يقـول بتهكم وكأنه منتظر اجابتها من الأصل : اممم، شايفك ساكتة، القطة أكلت لسانك ولا اية ؟! نظـرت له بقوة ثم قالت بثبـات زائـف : مش هيشتغل وامشي يا جابر من وشي .. لو عاوز تدخل المستشفى وتفضحني اتفضل ما حدش هيصدق اصلا لان معكش دليل على كلامك ! . انفـجر ثغـره بأبتسامة مشعة وكأنه حصل على ترقيـة ما، حاولت إخفاؤوها وهو يستطرد بأسف مصطنع : خلاص يا ليلي يا حبيبتي براحتك مش هغصب عليكي .. بس خليكي فاكره ان انتي اللي بداتي قبل أن تتساءل معني حديثها حـدقت بالثـلاث اشخـاص الذيـن كانـوا يقفون أمامـه بهيئتـهم الرجولية الضخمة بصدمة دامـت لثوانى فقط نزول من السياره، وسرعان ما أقتربوا منها ابعدت خطوات أرجلها للخلف برعب وهي وحيدا بالشارع ولا يوجد أحد ينفذها منهم ... وفى لمح البصر ولا تعرف من أين ظهر كان وليد يخطف العصـا من مش الشارع ويلكمه بقوة أحدهم بقوه بها، يضربه هو على رأسه ساعدته قواه الجسامنيـة بالطـبع، ظل يتبادل اللكمات والضرب مع الرجليـن، بينما الاخر فـر هاربًا بسرعة لينجـو بنفسه .. ليهرب الجميع ويتركوا جابر واقف وحده بخوف من وليد ليتحرك سريعاً هارب.. لكنه وليد لم يتركه بالطبع ضربه مثلهم وامسك برقبـة ، يرمقـه بنظرات دبت الرعب في اوصاله ليرتعد من هيئتـه الغاضبـة وعينيه الحمراوتيـن مثل وجهه من كثرة الإنفعـال, ثم قال بأنفاس لاهثـة : هي كلمه واحده ما فيش غيرها لو فكرت تقرب ثاني من ليلي هاكون مموتك في بيدي.. و للعلم انا وليلى هنتجوز يعني من هنا ورايح ما لكش علاقه بيها وهي بقت في عصمه راجل !! يعني تبعد عنها وما تفكرش تشغلها الشغل الـ*** ده تاني سامع !! كاد يختنـق، وحاول إبعـاد يده عنه وهو يجيبـه بتعب حقيقي : حـ آآ حـاضـر .. بس ابعد إيدك عني هموت ! تركه وليد بغضب و وركض جابر مسرعًا ليفر من امامه ..كانـت تقف مدهوشـة، تبلـد جسدها بثبـات ولمعت عينيها ببريق مهدد بالأنفجـار، أقل ما يُقـال عنها في هذه اللحظة أنها صـنم حجرى ثابت .. حدقـه بقوة وبرقت عينـاه قائلاً بغضب: هو انا مش قلت لك ما تتحركش لحد ما اجي بالليل .. كنت عارف انك هتعملي كده عشان كده جيت بدري قبل ميعادي .. اتفضلي تعالي معايا حاولت تحريـك شفتيهـا المزمومتـين ببلاهة: هاه زاد احمرار وجهه غضبًا، شعر ان خلاياه ستنفجر من الغضب: باقول لك تعالي معايا اركبي العربيه عاوز اتكلم معاكي بعيد عن المستشفى اخلصي !! انتفضت ليلي بخضه من مكانها علي صوته لتتحرك خلقه لتتقدم بخطوات بطيئة فتح باب السيارة وتركه لها وذهب يركب ليسوق وركبت هي بهدوء معه !! انطلق بها دون حديثه حتي وقف بالسياره ناظر لها بقوه لتطلق سهمًا ما ترده له ليشعر بما تعانيـه، ولكن لم تنطـق، ثـُبتت مكانها وكأنهما قُيـدا بقيــود معتـادة ولكن من الواضح أنها اشتـدت مع مرور الوقـت، شعـر بما تعانيـه لوهلة، اخبرته عينـاه التى لمحـت أطياف الحزن بعينـاها ولكنه لم يبالى و قـال بكل برود كأنه يخبرها عن طلب بسيط : ها فكرت في اللي قلتهلك .. اظن بعد اللي حصل من شويه ما ينفعش ترفضي كادت تشعر انها تستشعر الثقل في نطق الكلمات لتهتف بـصـدق: مش عارفه؟ انا تايهه مش عارفه الصح فين الغلط فين ؟ ومش قادره افكر صح في القرار بتاعك !! جـز على أسنانـه بغيظ، ثم نظر لها محذرًا : الصح انك توافقي يا ليلي طبعاً, هو انتي مش كنت بتقولي ان نفسك تتوبى وتبعدي عن الشغل ده خالص وتعيشي مرتاحه من غير خوف وتعب .. وانا اهو بقدم لك الحل تقدري تقولي لي عندك حل ثاني لـ إللي انتي فيه ..ده غير بعد الجواز جابر مستحيل يقرب منك تاني.. تقدري تقولي لي عندك حل تاني غير أنك تتجوزي واحد عارف كل حاجه عنك و موافق !! نظر له يحاول فهم ما يدور برأسها ثم قالت بتوجـس :طب لو نفترض ان انا وافقت هابقى كده فعلا حميت صمعتي وبعت جابر عني زي ما انت ما بتقول ! طب بالنسبه لي مصاريف علاج والدتى هنعمل فيها ايه ؟ غير ان انا عارفه ان انت مصرفك مكفيه بالعافيه عشان علاج ابنك أتاها صوته متسائلا بجدية: انتي مصاريف علاج والدتك قد ايه !! تنهـدت تنهيدة طويلـة تقول: هي عملت عمليه قلب مفتوح من فتره كبيره ! والمفروض دلوقتي تمشى على العلاج لما قلبها بيتعبها العلاج تكلفته حوالي 5 آلاف انا بقدر ادفع نصف المبلغ من مرتب بالعافيه .. زفـر وليد بقوة، ثم تابـع باهتمام: طب تمام ما فيش مشكله انا ممكن اساعدك في النصف الثاني , مش مبلغ يعني ! اد*كي حليتي مشكله الثانيه وما فيش دلوقت عندك اعتراض .. هـزت رأسها نافيـة، واستطردت بهدوء مفتعل :انت قلت انك هتطلقني بعد عمليه ابنك ! و آآ و مش هتلمسنى صح زجـره بعينـاه بسخرية وتابع بجدية : ايوه صح وانا هلتزم بكل اتفاق قلتهلك دلوقت ! طبعا مش محتاجه اقول لك الموضوع ده هيفضل سر ما بيني وما بينك وما حدش من اهلك ولا اهلي هيعرف هزت راسها بالايجابيه مترددة لتقول متسائلة باهتمام: طب هو الموضوع ده هياخذ وقت قد ايه تن*د وليد بقوه قائلاً بهمس مؤلمة: مش عارف بس دي حاجه بايد ربنا بس ان شاء الله مش هيزيد عن سنه ..!! ثم سألها بلهفة : هاه موافقه ! . همست بشرود وصوتها يكاد يسمع : مـ آآ مواقفه زفـير عالى سمعتـها منه اطلق براحه كبيرة ليعدل من نفسه ويدور بالسياره ليطلع راجع إلى المستشفى قضبت حاجبيها متسائلة باستغراب: هو احنا رايحين فين ؟! ... لتصمت منتظرة حكم القاضـي عليهـا، ولكنها تفاجئت بجلاد قاسى يهبط بسوطه عليها دون رحمة : هنروح نعمل تحاليل ليكي نشوف تقدري تخلفي ولا لأ .. ما افرضي اتجوزتك وبعد كده ما طلعتش بتخلفي **بت أنا ايه غير تضيع الوقت !! __________________________________ وصل وليد بها إلي المستشفي أخري حتي لا يراها احد يعرفها ويشك بها حيث أنهم لم يتزوجها حتي الآن ,رحبت بهم الطبيه بابتسامة وتحدث وليد أنهم عرسان منذ فتره ويريدون أن يجروا فحص تحليل إليها إذا تستطع إنجاب الأطفال ام لا وهل يوجد مشاكل لديها,بعد حوالي ربع ساعة فعلت ليلي كل الإجراءات وهي صامته دون تعليق وكان وليد لم يبالي بها وينتظر نتيجه التحليل بلهفة, قالت الطيبه متسائلة باهتمام: انتي كنتي بتاخذي حبوب منع الحمل قبل كده صح اجابتها بصوت سُلب منها جميـع المشاعر : ايوه آآ بس وقفتها دلوقت ! . اخفضت رأسها للأرض بخجل شديد بتوتر تفرك يدها,هزت الطبيه رأسها بالايجابيه بصمت, تقـوس فمه بأبتسامة ساخرة باشتمئزاء وهتف بنفـاذ صبـر : هي التحاليل فيها حاجه ولا ايه يا دكتور الحبوب اللي كانت بتاخدها قصرت عليها ؟!.. هـزت رأسهـا نافيـة وسارعت مبررة : لا ابدا التحاليل بتاعتها كويسه جدا .. ممكن يكون سبب التاخير الحمل لحد دلوقتي عادي.. بتحصل مش لازم يكون في عيب في حد فيكم لتكمل الطبيه بابتسامة بسيطة: بس عشان نتاكد اكثر ممكن حضرتك انت كمان تعمل تحاليل ليعيد وليد حيث سألها بجدية بالغة : لا متشكر انا كنت متجوز قبل كده ومخلف كمان ! بس انا كنت عاوز اسال حضرتك ينفع نعمل حقن مجهري عقدت حاجبيها تقول بصوت هادئه: هو ينفع بس انتم ليه مستعجلين !! ليتابع وليد بإصرار مفتعلاً : معلش يا دكتور احنا عاوزين كده .. ممكن اعرف التكاليف قد ايه بتاعت العمليه قالت الطبيه موضحا: يعني حوالي 20 الف ؟!... خـرج منه همسة مستنكر المبلغ يحدث نفسه : يااه المبلغ كبير انا ما بصدق احوش مبلغ ذي ده في علاج أبني , بس اكيد عمليات من النوع ده بتاخد فلوس كتير ..تؤ مش مهم يا وليد ما في النهايه ده برده لي علاج سليم المهم يبقى بخير .. __________________________________ صف سيارته وليد علي أول الطريق و هو مازال ينظر اليها و قد عقد العزم على ما يريد فعله, ليقول وليد بجدية: انا هطلع معاكي دلوقت ونفاتح ولدتك في الموضوع عشان ن**ب وقت بسرعه .. كمان انا عاوز الاجراءات تتم كلها في أسبوعين على الأقل جاهدت للتحكم في اعصابها واخراج صوتها هادئًا : لا خليها احسن لوحدك بلاش معايا ! انا لسه رفض عريس من يومين بس ولما اطلع معاك وافق على طول اكيد ماما هتشك اني في حاجه ؟. ظل هو يراقبهـا بأعين متلهفة متسائلا بنبرة ظهر فيها نفاذ الصبر : طب اجي اطلبك منها أمتي ؟! ... حركت شفتـاها بتفكير، تبحث وتبحث بين جنبات عقلها عن إجابـة مقنعة ولكن إلي ولدتها .. أين تجد ؟! حتي لا تشك في شئ, إستطاعت القول لتقطع الصمت بتفكير : تعالي بكره وانا فى الشغل عادي قللها انك شفتني في المستشفى وانا الممرضه بتاعه ابنك وغير أنك ساكن قصدنا وكنت بتشوفني ! هي طبعا هتحاول معايا تخلينا اوفق زي كل مره انا في الاول هرفض وبعد كده هوافق .. كده احسن مش هتشكي في حاجه خلينا نمشي كل حاجه عادي هز رأسه بالايجابيه بهدوء ثم قال بجمود: طب مش محتاجه اقول لك ما فيش فرح وخطوبه ولا الكلام ده .. مش هاقدر اعمل اي حاجه من دول و ابني في المستشفى ..حاولي تقنعي والدتك بالموضوع ده بركان ثائـر يحثها على النهوض والركـض أبعد ما يمكـن عن مجرد هذه الفكرة الجوفاء التي تشعرها بالتقـزز من نفسها وهي تراها دائما في عينه .. إذا ماذا سوف تكون العيش بعد الزواج ..تنهـدت ليلي تنهيدة حملت الألم في طياتهـا، ولكن تخطتهـا بمهارة وهي تصطنع الهدوء : اكيد تصبح على خير يا استاذ وليد. __________________________________ اليوم التالي بالفعل ذهب وليد إلي ولدته ليلي "حنان" استقبلته بترحيب شديد وتحدث معها في موضوع الزواج من ليلي أنه يعرفها رآها عدد مرات وكم أعجب بالخلاقها ولم يكذب عليها بشأن أبنه أن مريض وموت عائله كم اشفقت عليه بشده حنان وأما بالزواج من ابنتها ولم تتخيل مدى من الدهشه الممزوجه بالسعاده و الحيره اللتي ضهرت على وجهه حنان اتسعت ابتسامة حنان و هي تنظر الى وليد بحماس متحدثه بأن سوف تأخذ رأي ابنتها !!!! عندما رجعت ليلي إلي منزلها تقدمت أمها تفتح لها بأبتسامة سعيده كما توقعت وبدأت تتحدث عنه العريس رجل جيده وطيب جدا يعتمد عليه حيث لدي ابنه مريض ولم يتركه, هتفت ليلي بضيق شديد مصتنع: طب بذمتك يا ماما دي عريس مناسب ليا .. ده انا هاشيل هم أبنه حنان متنهيـدة بأشفاق عليه: يا بنتي عيب كده ده نصيبه كده ده انتي هتاخدي ثواب كبير لو وافقتي تراعي ابنه اليتيم ! ازدادت نبضات قلبها بخوف حقيقي قائله بضعف: مش عارفه يا ماما محتاره تفتكري ارفض ولا اقبل ابتسمت حنان بلهفة من حديث ابنتها معني ذلك أنها بدأت تلين وتفكر في الزواج لتقول بتشجيع: صلي صلاه استخاره الاول وامشي وراء قلبي .. وان شاء الله هيكون الجواز دي فيها الخير ليكي ... كانت الأيام تجري سريعه تم خطبه ليلي و وليد بعد يومين علي تجمع بين العيلتين فقط حيث فتح وليد خالته في موضوع موافقه علي الزواج كم فرحت بسعاده و وافقت علي الفور تأتي معه رغم أنها استغربت في البداية من ذلك السرعه حيث كان منذ أيام رافض الفكره لكن واقف بعد عدد أيام وهل وجده العروسه المناسبة بذلك السريعة لكن صممت وهو أيضا لم يعطيها الرد المناسب .. وهي في النهاية سعاده لها وتتمني حياه سعيده له ولي زوجته مستقبلاً .. لم يتحدث وليد مع ليلي ابدا بعد الخطوبه حتي إذا رآها يكتفي بالسلام وهي لم تتحدث لأنها تعرف مده كرهه لها ,حتي جاء مرتين منزلها گـ زياره إلي ولدتها فقط ويتجاهل إياها دائما !! بــعــد اســبـوعــيــن .. . شعرت ليلي انها تحلم نعم لابد ان يكون كل ما يحصل لها حلماً أو كابوس ,حتى في ابعد احلامها لم تضن ان شخصاً مثل وليد قد يتقدم لخطبتها دائما كانت تقلل من شأن نفسها ولم تتزوج من الأساس حتي لا ينكشف أمرها! لكن وليد حقق لها ذلك الحلم والليله زواجهم ,رغم أن مجرد فرح بسيطه جدا في منزل وليد القديم تجتمع العائله فقط بذلك الفرح وايضا لم ترتدي فستان زفاف مجرد فستان بسيط جدا وجميله ولكنها رغم كل ذلك لا تنكر أن اليوم مميزه لها شعرت و كأنها اميره متوجه انه شعور غريب جداااا تشعر به اي فتاة يتقدم رجلاً لـ الزواج منها.. تشعر أخير بأنها انثى مرغوبة لها كيان و يتمنى احدهم ان يقضي حياته معها لكن بالحلال .. تعالت التبريكات و الزغاريط بفرح في منزل وليد بعد ان تم كتب الكتاب شعر وليد بغصه في قلبه و هو يقول موافقه على الزواج من ليلي! كيف له أن يفرح ويتزوج بعد موت الجميع ! .. فـ كان وليد الحزن يخيم على اجزاء وجهه كان من المفترض ان يكون هذا اليوم اجمل ايام حياته .. الزواج بشريكه تدخل حياته من جديده لكن علي الع** تماماً كأن أتعس يوم في حياته .. وقعت عيناه عليها كانت جلس صامتاً بدون تعبير وهو لم يستطيع حتى التظاهر بالفرح يا الله من تلك الأجواء الكئيبه .. حتي تقدم منه وائل بابتسامه: مبروك يا وليد وليد ابتسامه مصطنعه لاحت على شفتيه هاتف : الله يبارك فيك يا وائل .. تن*د وائل بشك: معاني لحد دلوقتي مش مصدق و مستغربك بصراحه كنت رافض فكره الجواز وفي ثانيه غيرتي رايك ! لا وكمان لقيت العروسه ! كل ده بصراحه يخليني اشك أن الموضوع في ان اشاح وجهه بعيد عنه بضيق شديد وقال : مش فاهم يعني في ايه في؟ في اللي انا عملته انا اتجوزت عادي زي اي واحد ! هتف وائل بجدية تامة: طب اتعرفت امتى على ليلى بس .. أنت ما كانش فيه ما بينك وما بينها سابق معرفه قبل كده خالص ! وبعدين هي تعرف سبب جوازك منها انك عاوز تتجوزها عشان تجيب اخ لـ ابنك ولا لاء ؟!.. وليد شعر فجأه بنوبه من الحزن تغزو قلبه وأمسك رأسه بألم حاد ليقول بنفاذ صبر: وائل انا الايام اللي فاتت ما كنتش بنام عشان عاوز الترتيب الفرح تخلص بسرعه ! ومش حمل اسئلتك دي ...انا اعرف ليلى من زمان هي كانت جارتي اصلا و ايوه يا سيدي هي تعرف موضوع ابني وكل حاجه !! - ماشي يا وليد زي ما تحب ! بس اتمنى ما تكونيش ظلمت نفسك و ظلمتها هي كمان معاك !! علي الجانب الآخر نهضت حنان متنهيـدة بابتسامة عريضة وهي تطلع فيها ابنتها بسعاده أخير تزوجت لتقول: مبروك يا حبيبتي كان نفسي تعملي فرح وافرح بيكي وسط الناس ما انا ما ليش غيرك .. بس باقول ايه حكمه ربنا بقى ما ينفعش نعمل فرح وجوزك ابن في المستشفى هتبقى شكلها وحش ! هزت راسها لها بالايجابي بابتسامة مصتنع لتكمل حديثها بأبتسامة: خلي بالك من جوزك اسمعي كلامه شكله طيب و هيصونك بادلتها ليلي الابتسامه بحزن ثم نظرت إلى ابنتها بحنان قائله بحب: خلي بالك من نفسك و من جوزك يا حبيبتي ربنا يسعدك و يفرحك يا بنتي ابتسمت ابتسامه باهته لها ليلي لتقول بحزن علي فراقها: ربنا يخليكي لي يا ماما و انتي كمان خلي بالك من نفسك و خدي الدوا فـ معاده .. اوعى تنسى بالله عليكي يا ماما وتتعبي انتي هتبقي لوحدك وانا يومين وهتلاقيني عندك بطل عليكي كل شويه قالت حنان مطمئنه إياها: متشغليش بالك يا حبيبتي بي انا هابقى بخير طول ما انتي كويسه ,انا هامشي بقى كفايه كده .. تقدمت حنان من وليد لتبارك لها لكن لاحظت حزن متسائلة باهتمام: مالك يا ابني في حاجه مضايقاك ؟. اغمض عينيه وليد بقوه ثم مسح دموعه بسرعه : لا ابدا يا طنط انا بس كان نفسي ان ابويه و امي يبقوا معانا وابني اللي في المستشفى حنان بحزن عليه : معلش يا حبيبي ربنا يرحمهم و يجمعك معاهم فالجنه ان شاء الله .. ويشفي لك ابنك يارب هز رأسه بصمت وشعر وليد بالاسى على حاله و بالحزن عند ذكر عائلته وفراقهم ... رحلت حنان بعد أن وصيت وليد علي ابنتها ورحل وائل أيضا وبعض الجيران الذي كأنوا يجلسون في الفرح , حتي رحل الجميع وبقي وليد وليلي وحدهم ! __________________________________ بعد رحيل الجميع كأن وليد و ليلي كان الصمت و الاحراج سيد الموقف لم تجرأ ليلي بالنطق بكلمه واحدة و جلست على المقعد بالصلون و هي تنظر لـ وليد الذي جلس على الاريكه الصغيره و هو شارده في عالم اخر ... حاولت تشجع نفسها واقتربت منه بتوتر و جلست بجانبه و هي تقول: و آآ وليد مش هتدخل تنام و تغيري هدومك .. لو جعان ممكن احط لك الاكل مامه جهزته بنفسها و... قـاطـعـها وليد عندما شعر بقربها نهض من مكانه بسرعه وغضب هاتفاً بحده: ابعد عني اوعى تقربي مني خالص .. إنتي هتصدقي نفسك انك مراتي بجد ولا ايه حدقـت به بذهول، ثم هتفت اتضطربت انفاسها وهى متساءلة بصوت مهزوز :امال انا ايه ؟!.. هتف ناظر إليها ببرود قائلاً بقسوة شديدة: لا يا هانم اوعى تفكري اني كتب الكتاب اللي حصل من شويه والهيصه دي معنى كده أنك مراتي ..لا انا قبلتك تكوني في حياتي لسبب واحد بس وانتي عارفه كويس ! هو انك تحملي وتجيبي طفل لـ ابنى عشان يتعالج وده كان اتفقنا .. وبعد كده كل واحد يروح لحاله واكثر من كده ما تحلميش .. أكمل حديثه غير مهتم بها وهو ينظـر لها بحـدة، نظرات إن اخترقتها ستذبحها وبمفعول أقوى من كلماته المميتة : انتي ما تعرفيش انا عماله اتملك اعصابي واجي على نفسي ازاي ولحد دلوقت مش مصدق ان انا اتجوزت واحده زيك وانا عارف كانت بشتغل إيه كويس تسارعت ضربات قلبهـا، خشت السقوط في شيئ لتسقط في الاسوء،شعـرت بعينـاها تزوغ رغمًا عنها لعينـاه السوداء الحـادة، ولكن بالرغم من قوتهما إلا انها لمست فيهم ال**ـرة، إبتلعـت ريقها تبتلع تلك الغصة المريرة التى اخرجها هو بها من كلماته القاسيه ، لتقول بمرارة : ولما انت شايفني وحشه أوي كده في نظرك كنت جيت وطلبتني للجواز ليه ؟؟ اخذت تبتلـع ريقها بإزدراء، أن ظلت تخبره من هنا حتى يومـان لن يصـدق أنها سوف تتحمل أكثر من ذلك من حديثه القاسيه، ظلت ناظرة للأرض تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها حتي تخلص من الإهانة ، جـز على اسنانـه بعنف، ورغمًا عنه خرج صوته متهكمًا: عشان للاسف ما قدامكش حل غيرك ! محتاج باسرع وقت اتجوز واجيب اخ لي أبني .. و لو دورت على واحده غيرك! موضوع زي ده ياخذ وقت طويل أوي ويا عالم كأنت هتوافق ولا لا, وانا ما عنديش وقت وما كانش قدامي غيرك ! وبعدين ما انتي مش بتعملي خدمه ببلاش ما انا قصدها عمل لك خدمه كبيره قوي ما كنتش تحلمي بيها اني اتجوزك واستر عليكي .. أكمل وهو يعـود برأسـه للخلف، بينما رمقمـها هو بنظرة كارهه حانقة، اللمعة البارقة تزيـد عينيه شراسة وخطورة، وقال بلهـجة آمـرة : قصر الكلام احنا هنا هنعيش مع بعض ذي الغرب مالناش علاقه بعض خالص ! وانتي بالذات ملكيش دعوه بيه نهائي اخرج ولا اجي وقت ما أنا عاوز.. اعمل اللي اعمله مالكيش دعوه بي خالص .. بس قدام الناس اسعد زوجين ! كاد أن يرحل لكن توقف وقال بصوت قاتم : اه حاجه أخير مش معني إني قلتلك ملناش علاقه ببعض انك ترجعي البيت في وقت متاخر ولا حسك عينك ترجعي لي شغلك القديم بتاعك , ولا انك تعملي حاجه حرام اوغلط من ورايا.. الخروج والدخول للبيت ده هيكون لي مواعيد محدده ولازم تحترميها.. لو شميت خبر انك بتعملي حاجه غلط من ورايا هتلاقي مني حاجه انتي مش بتحبيها خالص ! ولازم تحترمي الراجل اللي انتي على زمته دلوقت .. اتفضلي الاوضه دي بتاعتك ادخلي بيتي فيها وانا هاكون في الاوضه اللي قصادها .. اعتبرني نفسك عايشه في لو كانده وملناش علاقه ببعض دخل وليد غرفه و هو في قمة الغضب و اغلق الباب بقوة ورائه وحاول ان يهدئ قليلا ... نزلت من عينـاها لامعـة بدموعها قهرية، دموع لو سقطت لأحرقـت كل شخص حولها ,صرخة مكتومة بقهر لم تخرج ابدًا، لم تسعفها حبالها الصوتية، وجرح غائر فُتح من جديد ليكوى قلبًا ادمى, قبل الآمـه لهذا الجسد المنتهـك, ماذا فعلت فـ حياتها حتي تستحق ذلك منه هي لم تفعل له شئ ! لكن هذا حال الدنيا الجميع يحكم على غيره دون رحـمـه ولا أحد يأخذ بـ للأسباب ... تن*دت بيأس حتي دلفت الغرفه الذي قال عليها غيرت ليلي ملابسها و ارتدت بيجامة ورديه اللون و لفت الغطاء عليها و حاولت النوم لكن حزنها و تفكيرها منعها من ان تنام وهي تتذكر حديثه طول الليل ... __________________________________ يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD