الفصل الثالث (الجزء الثاني)

1394 Words
الفصل الثالث (الجزء الثاني)... في الصباح خرج وليد من المرحاض جلس على احدى الكراسي في طاوله المطبخ و اعد القهوة لنفسه و شرب الكثير منها بسرعه و شراهة محاولاً اطفاء نار غضبه و ثورته و حزنه عندما فاق في اليوم التالي وتذكر زواجه كان بالأمس ! خرجت بعد دقائق ليلي من غرفتها لتتفاجا بـ وليد جالس أمامها في المطبخ , تنحنحت ليلي بهدوء وقالت: صباح الخير أجاب وليد دون النظر إليها: صباح النور .. لاحظت أن أمامه الكثير من اكواب القهوه الفراغ يشرب منها بشراسة لتقول بنيه طيبه: القهوه علي الصبح غلط لو تحب اعمل لك فطار نهض وليد فجاءه قائلاً بجمود: متشكر أبقي افطري انتي .. انا رايح الشغل و احتمال اجي على الساعه واحده بالليل شعرت ليلي بالضيق والاحراج من طريقة كلامه معها, واتسعت عينيها بصدمه وهتفت بحيره: هترجع الساعه واحده بالليل مش كفايه هتنزل ثاني يوم الصباحيه.. طب انا هاعمل ايه طول الليل لوحدي هز رأسه بعدم اهتمام: ما اعرفش لو حابه تنزلي المستشفى براحتك ..بس زي ما قلتلك ترجعي بمواعيدك ... خرج دون انتظار تعليق واحد اضافي منها, أما ليلي فـ اخفضت رأسها بحزن والدموع بدان تتساقط من عينيها بمرارة .. . ذهب وليد إلي المستشفي حتي يطمئنه علي أبنه عقد حاجبيه بدهشة وائل عندما رآه أمامه متسائلا: وليد انت بتعمل ايه ثاني يوم فرحك .. يا ابني هو عدو الراحه هز رأسه بعدم مبالاة وقال : مش هينفع اخد اجازه انت عارف اللي فيها .. المهم ايه اخبار سليم __________________________________ بالمستشفى لثم وليد رأسه سليم بحب شديد وجلس أمامه وقال بصوت حزين جدا .. = ازيك يا سليم يا حبيبي وحشتني اوي نفسي تفوق بقى ترجع لحضن ثاني .. بس انا متاكد ان اليوم ده قرب خلاص ! اوعي يا حبيبتي تزعل مني عشان اتجوزت وهاجيب اخر غيرك ؟ انا والله العظيم عملت كده بس عشان ترجعلي .. انا مانسيتكش يا سليم ولا انت ولا اخوك ولا ماما يا حبيبي ! بس اللي انا فيه والله غصبا عني .. ارجع لي انت بس انا مش هيبقى فيه .. في حياتي حد غيرك انت وبس !! __________________________________ جاء وليد بعد يومين حتي يأخذ ليلي ألي الطيبه لـ اجري عملية الحقن المجهري لكن تفاجأ بـ ترفض مما أغضبه بشده منه قائلاً: افندم يعني مش عايزه تروحي هو لعب عيال ولا ايه انتي هتلغي الاتفاق اللي ما بينا تنهـدت ليلي قبل أن تستطرد بهدوء وحذر: انا ما قلتش كده وما رجعتش في كلام ! بس انت ناسي حاجه مهمه العمليه دي لما تتعمل ونجحت انا هاكون في اقل من اسبوع حامل الناس هتقول إيه ساعتها عليا ؟ كفايه ساعه لما اتجوزنا في اسبوعين بس وكل حاجه مشيت بسرعه كانوا شكين أن في حاجه لما يعرفوا ان انا حامل بعد اسبوع جواز نبقى كده بينكلهم إني في حاجه فعلاً .. سارع يرد مبررًا بإصرار :اسمعني كويس أنا ما يهمنيش كلام الناس و إللي يتكلم يتكلم ! انا كل اللى فارق دلوقتى معايا عمليه ابني .. واذا كنتي خايفه قوي كده من كلام الناس ممكن منقللهمش دلوقتي خالص انك حامل .. وساعه الولاده يبقى يحلها ربنا واكنك ولدت في الشهر السابع بس انا مش عايز اضيع وقت .. كل وقت بيمر علي سليم في المستشفى في خطر عليه حاولت ليلي التحدث معه أن ينتظر علي الأقل شعر واحد لكن رفض بشده وأصر على إخضاعها للعمليه باسرع وقت وهي استسلمت لها في النهاية .. __________________________________ بعد اسبوع بالفعل خضعت ليلي لعملية حقن مجهري كان خائفه بشده حينها لأنها وحدها حتي وليد كأن بالخارج مع الطبيه يستفسر عن الاجراءت وحتي بعد خروجها لم يتحدث معها ولم يسألها عن صحتها حتي! وقالت الطبيبة النتيجة بعد اسبوع تظهر .. . مرت الايام و علاقة ليلي و وليد باردة تخلو من اي حب أم تفاهم مشاركه كأي زوجين ونفذت بالفعل ليلي طلبه ولم تتحدث معه اطلاقا ولا هو كأن الهدوء سيد الموقف دائما بينهما , يخرج من الصباح وليد للعمل ومنه إلي مستشفى ليطمئن على سليم ! ويأتي بالليل يكمل باقي عمله ترجمه الكتب, رغم اني دائما كانت دائما ليلي تراه ضوء غرفته مشعل يعمل بتركيز, وفكرت مره تعرض عليه تساعدوا لكن حاولت الابتعاد عنه حتى لا يهين كرامتها مره ثانيه .. . وهي كأنت تمر حياتها بهدوء بطيئ وملل جدا دائما لوحدها بداخل المنزل تذهب للعمل بالمستشفى وتعود علي طول مثل ما قال لها وليد ,أصبحت تكره ذلك المنزل الصامت طول الوقت الطعام لوحدها الجلوس لوحدها كل شي لم يشاركوا أحد معها ,حتي أصبحت احيانا تزور والدتها وتجلس معها تهون الايام عليها قليل .. . بعد اسبوع .. . هتفت وليد بلهفة شديد قائلاً بنفاذ صبر: ها يا دكتوره العمليه نجحت صح .. ليلي حامل ! نظرت الطبيه بأسف قائله بهدوء: للأسف لا العمليه منجحتش .. بس ما تقلقوش ممكن نجرب ثاني ! شهقـت هى بصدمة وحزن, أما هو كالصنـم يجلس وهو يطلع إلي الطبيه التى حطمـت أسارير أحلام في ثوانٍ معدودة، فكرة بأن العملية تنجح من أول مره ,هز رأسه بخبيه أمل في عقله يديره يمينًا ويسارًا حتي نهض بحده وسار متجهًا للخارج دون حديث , تن*دت ليلي بتعب تنهض خلفه .. . __________________________________ في منزل وليد كأن يسير بداخله اياها و ذاهبه بغضب شديد وألم يكاد يحطم من داخله, لا يعرف ماذا يفعل كلما حاول إيجاد حل يتعقد ولا يفلح في شئ ! يأخذ نفسًا عميقـــًا ليهدأ نفسه قليلاً، يعطى لنفسه هدنة من التفكـير العميق، وعطلة حاول أن يكون طويلة لعقله الذى يخطط دائمًا وابدًا، كانت ليلي تجلس أمامه تنظر إلى حالة بعطف ولا تعرف ماذا تفعل حاول تبدو ملامح طبيعية بعض الشيئ، تنهـدت وهى تعتـدل في جلستهـا، تقابلت نظراتهم سويًا، عيناه السوداء تحمـل عبئًا خافتًا لطالما حاول مداراتـه، ودفنتـه فى منتقـع عميق ولكنه دائمًا يتسلل للظهور مرة اخرى ..هتفـت هى بجـزع مشيرة لها : ممكن تهدي شويه اللي بتعمله مش هيحل حاجه ! ممكن نجرب ثاني زي قالت الدكتور نظر لها بسخرية مريره فتابع بصوت قاسٍ : ده علي اساس الموضوع سهل كده , انتي عارفه تكاليف العمليه كلفتني كام بس , وانتي بكل سهوله جايه تقولي لي ايه يعني نجربه تاني .. ما ليكي حق ما انتي مش شايله هم حاجه وانا اللي كله فوق دماغي, انا باكلم مين اصلا هي اللي زيك بتحس .. . جـرح أخـر يضـاف لجروحهـا الخالـدة، ولكن هذه المرة بنكهة مختلفة، جرح لم تكن لها يـد به،تجعل جسدها يتبلد اكثـر، ولكن ازدياد كلماته المهينة كالأنذار لتفيق لنتهض وتزمجر فيه غاضبة : ممكن لو سمحت كفايه, هو انت كل ما تشوف وشي لازم تقول لي كلام يجرحني وتهنى عادي, وبعدين انت بتحملني الذنب ليه وانا مالي انا عملت اللي عليا وزياده .. والعمليه كمان اللي انا عملتها ما كانتش سهله عليا انا تعبت برده و انا كنت على طول لوحدي , ده غير اهانتك ليا المره إللي فاتت و استحملتها وساكته ومقداره اللي انت فيها وقول معلش كفايه اللي هو فيه.. وبعد كل ده ولا حتى جيتلي تقولي كلمه شكر وأحد ولا حتي اطمنت عليا .. انا تعبت من اسلوبك دي انا بني ادم ازيك وبحس مش كل شويه تطلع غضبك في واسكت!! تطلعت فيه بقهر شديد والتفت لترحل إلي عرفتها لتسمع صوت قائلاً بخشونة : استني يا ليلي ! . ألتفت نظـرت لـ وليد بأعيـن حمراء كحمرة جمرة مشتعلة وتزداد اشتعالاً فقد طفح الكيل من أسلوبه معها دون مبرر : نعم خير في حاجه نسيت تقولها لي أغمض عينه بضيق شديد فـ كلماتها المتألمة حركت شيئً ما بداخله وقال بندم: انا اسف ما تزعليش مني بس أنا بجد تعبان مش عارف اتصرف ازاي كل ما أقول خلاص وافتكر الموضوع يتحل وابني هيقدر يفوق ولا يتعالج تطلعي لي حاجات تاني وتهد كل اللي عملته .. حاولي تقدري اللي انا فيه اللي انا فيه مش سهل عليا .. هزت راسها بيأس وقالت بحزن: والله يا وليد ما قدره وعارفه الله يكون في عونك .. وربنا يشفيهلك انا رغم أني معرفهوش بس صعبان عليا ونفسي والله يخف زيك ويرجعلك .. بس انا بيدي ايه اعمله استطـرد وليد بملامح حاول ألا تبدو واجمة : لا مش هضيع فلوسي تاني في كلام فارغ وعمليات انا مش ضامن النتيجه فيها .. انا الفلوس دي بجمعها بيطلع الروح مش هاجي اضيعه كده في غمضه عين عقدت حاجبيها يشكلا شكلاً جامدًا تعبر عن عدم فهمها تقول مستفهمه: طب امال هنعمل ايه ما احنا معدناش حل تاني غير العمليات المجهريه عشان ابقى حامل ! . قال بملامح باردة خالية من اى مشاعر : لا في حل تاني انك تحملي طبيعي !! حاولت تكذيب ما سمعته او انها اساءت الفهم لتقول بتلعثم: مـ آآ مـش فاهمه تقصدي إيه بكلامك فجأة تشنجـت ملامحه واشتـدت نظرات كأعيـن الصقر قائلاً : قصدي واضح يا ليلي انك تحملي عادي زي اي ست متجوزه ويحصل بنا علاقه ؟!.. __________________________________ يـتـبـع. اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق.لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله. لا إله إلا الله.❤️ عدد كلمات الفصل ... 5283
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD