الفصل الثاني (الجزء الثاني)

2671 Words
الفصل الثاني (الجزء الثاني)..... طـرقـت ليلي البـاب عدة مرات بهـدوء، تفــرك يدها بتوتر شديد فهي لم تذهب وتنظيف منزل ناس مجهوله الهوية قبل سابق ، ثوانٍ وفتح وليد البـاب، أُصيـب بالدهشة قليلاً لمعرفتها بأنها الفتاه الممرضه أمامه ..حـدقت ليلي بيه أمامـها بهيئتـه الرجولية الضخمة بصدمة دامـت لثوانى حتي تسأل بحده: انتي بتعملي ايه هنا ..؟!, نظرت بتثاقل ليلي بعينيها الزرقـاء الجذابـة، تشعر بجسدها يرتجف: انـ.. أنا شكلي اتلخبطت في العنوان ...انا كنت عاوزه شقه نمره ثلاثه حدقـه بقوة وبرقت عينـاه، وراح يسأله مرة اخرى بـشـك : ما هو ده بيتي نمره ثلاثه ! انتي كنتي جايه ليه ؟ هو انتي البنت اللي تنظف الشقه اللي بعتها عم محمد اومـأت ليلي مسرعة دون تفكيـر, لنجدة ما، ولكنه بأفعاله يدفعها بداخله اكثر واكثر، استدارت بسرعة لتسير بخطوات سريعة، ثم قالت مصطنعة الهدوء:شكلك مش عاوزني .. انا ماشية، هبقي ابعت لحضرتك حد غيرى ينظف الشقه - اسـتنـي مكانك ! . ألتفت إليها برتباك وظل هكذا يطالعها بأعيـن حادة كالصقـر، إلتمعت بوميض غامض وقال ببرود: ما فيش مشكله انتي او غيرك مش فارقه .. بس هو انتي ايه حكايتك بظبط مره ممريضه ومره بتنظفي في البيوت ومره تانيه .... شعرت كاد تختنـق من حديثه وتلميحه، وحاولت التقاط انفاسها بهدوء وهي تجيبـه بخجل حقيقي : انا باشتغل و متخرجه من التمريض ..بس والدتي تعبانه و هي المفروض تيجي مكاني بس انا رحت بدالها !! أخذ ينظر لها ثم تنحنح قائلاً بهدوء زادت من القلق الذى كان يتوغل بداخلها رويدًا رويدًا : تمام اتفضلي واقفة لية هنا .. ادخلي عشان تخلصي بسرعه ! . هزت راسها لها بالايجابي ليلي وخطت قدمها للداخـل و ترك وليد الباب مفتوح ولم يغلقه !! شرعت ليلي في تنظيف المنزل بالكامل وكان وليد بداخل غرفته والباب مفتوح يعمل في بعض ترجمت الكتب, بدأت ليلي في تنظيف الصلون حتي لاحظت بعض العديد من الصور الفوتوغرافيه معلقه بالحائط و صوره تجمع جميع العائله هو وسيده تبدو ولدته و ولدين في زاويه الصور أسفل وهو يضم فتاه شابه جميله الملامح, تذكرت أن قال عائله جميعها توفت في حادث ثم شردت و قالت في نفسها: يا ترى اللي في الصوره دي مراته اللي ميته ولا اتجوز واحده ثانيه ،بس شكلها حلوة اوي اللي زي ده لازم يتجوز .. واحده جميله وبنت ناس ! اكيد مش هيفضل عازب كل ده بس يا ترى هي فين ؟ بس شكله اولاده وعائلته شكلها جميل قوي .. يلا ربنا يرحمهم .. أفاقت من شردها علي صوته الرجوله متسائلا بجدية : بس انا ساكن هنا بقيلي فوق الـ 20 سنه عمري ما شفتك في شارعنا خالص .. انتي ساكنه هنا من امتى ؟؟ تنهـدت ليلي بقوة، ثم نظرت لها بهدوء، ومن ثم اجابتـه بنبرة حزينه: لا ما احنا ساكنين بقلنا ثلاث سنين انا وماما بس, بعد ما بابا مات.. الشقه اللي كنا ساكنين فيها الرجل صاحب البيت على الايجار علينا فطرنا أنا وماما نعزل ونشوف حته ثانيه .. ثم نهضت لتسير بخطوات سريعة، ثم قالت مصطنعة الهدوء: انا كده خلصت عايز مني حاجه تانيه قبل ما امشي .. نهض بهدوء وتوقف أمامها كاد أن يعطيها مبلغ حق تنظيفها المنزل لكن توقف حتي لا يحرجها وقال بصوت رجولى هامس: لا تقدري تروحي انتي وانا هبعتلك حسابك مع عم محمد ... هزت راسها لها بالايجابي لتقول بهدوء: ما فيش مشكله عند اذنك .. كادت أن ترحل لكن لا تعلم لماذا توقفت وتريد أخباره علي أول خطوة تخطها وإبتلعت ريقها بإزدراء، ثم قالت متلعثمة : آآ عـ على فكره انا آآ جابر جاءلي وحاول معايا يرجعني اشتغل تاني بس انا طرده ورفضت توقـف يسألها برزانـة : جابر مين ..؟!, تحدثت تحت انظاره وجهها يشحب شيئً فشيئ، لمعة عيناها، ثم نظـر في عينيه البنيه, ذاك البحر العميق، نظرات اذابـت تماسكها المتبقي في لمح البصـر، لتنغمس هى في عينيه السوداء، و قالت: جابر ده الشيطان اللي كان بيسرحني للرجاله ويقبض الثمن وهو كان معايا المره اللي فاتت لما انت نقذتني منها بس هو كنت قبض التمن ومشي .. انا فكرت في كلامك كويس وحسيت فعلا انت معاك حق انا اتسرعت ما كانش ينفع اعمل كده ؟ واستسلم بسهوله لي .. بس والله العظيم كان غصب عني هو جاء لي في أكتر وقت انا كنت محتاج الفلوس عشان ماما تعمل عمليه قلب .. بس برده انا غلطت .. وندمت علي انا عملته .. و مش هارجع للشغل ده ثاني مهما حثاغ رفـع حاجبـه الأيسـر، ثم نظر لها بنصف عين، يقول بجدية : تمام كلام جميل .. بس انا مالي بكل ده دي حياتك وانتي حره فيها اخفضت رأسها بيأس وإحباط شديدة لا تعلم مص*ره واستـدارت دون حديث أخري واتجهـت للخـارج، بالتعب والخمول بالكثير يسير جسدها وسماء ذهنها ممتلئة بشكل متعب، تحاول إعداد وجمع شتات نفسها لما هو قادم .. !! __________________________________ ركض ولـيـد مسرع في المستشفى بهلع فـ منذ قليل جاء إتصال من وائل أن يأتي إليه بأسرع وقت على الفور ! ركض وترك كل شئ بيده بخوف أن يكن حدث شئ لـ سليم أبنه ..فتح باب غرفه وائل بداخل المستشفي قائلاً بأنفاس الاهثه بلهفه : سليم .. سليم جرى له حاجه تفاجأ وائل بدهشة وتعجب وهتف مطمئنه: اهدي يا وليد ابنك بخير .. مفهوش حاجه ! تنفس الصعداء زافر بقوه و راحه وجلس أمامه وقال باهتمام: امال في ايه .. اتصلت بي وقلتلي عايزك في موضوع مهم يخص سليم إيه هو ؟!.. تحدث وائل مغمغم بهدوء : يا سيدي انا قلت لك لما تخلص شغلك برحتك والموضوع مش دلوقتي عشان اقلقك بشكل ده .. على العموم انا هدخل في الموضوع على طول عشان عارفك دماغك دلوقتي بتودي وتجيب .. عندي ليك اخبار كويسه ! صب كل حواسه واهتمامه إليه :خير ! . بينما قال وائل هو هادئ : سليم قدم لينا خطوه كبيره قوي انه فاق العلاج ابتدي يعمل مفعول كويس جدآ الحمد لله .. وانا ما سكتش وخذت الاشاعات الخاصه بـ سليم كلها ورحتلك لي اكبر دكتور عظام هو اللي مدرس لي وانا واثق في جدا .. قعدنا اكثر من خمس ساعات ندرس في الحاله و نشوف حل لي ممكن نوفر علينا نعمل العمليه هنا بدل ما يسافر بره كمان رسم ابتسامه سعاده غامره علي وجهه قائلاً بلهفه: بجد طب ايه الحل ؟!, ليكمل وائل بتراقب وحذر: في عمليه ممكن نعملها لي سليم بنشوف حد قريب من المريض يكون نفس چناته وده طبعا هنعرف لما نعمل تحاليل وفحوصات لو طلعت مطابقه و تنفع لي سليم عن طريق جزء منه بنخده من عضمه ... والعمليه امان جدآ على الشخص الثاني اللي هناخذ منه العيانه ما فيهاش اي اضرار عليه .. تنهـد وليد بقوة، ثم نظر له بابتسامة ومن ثم قال بنبرة تحمل اللهفة : طب مستني ايه انا قدامك اهو شوفنا و اعملي تحاليل حمحم وائل قائلاً باشفاق عليه بعد أن يعطي الامل هتف بتوضيح: هي غالبا التطابق بيكون اكثر من الاخوات او الام .. حدق به وليد بألم وقـال بريـبة : في ايه يا وائل انت بعد ما اديتني الامل هترجع تاخذه مني ثاني .. ما انت عارف ان ما لهوش ولا ام ولا اخوات ماتوا !! .. وانا قدامك اهو واعمل ما بدالك فيه ان شاء الله تاخد اعضاء جسمي كلها بس ابني يعيش هتف وائل بعدم ثقه: طب خلينا نجرب ونعمل فحوصات ليك ممكن ينفع __________________________________ بعد يومين طلعت اشاعه وليد صمت وائل ولم يعلم ماذا يجيب تقـوس فمه وليد بأبتسامة ساخرة، قد فهمت كل شيئ من نظراته فقط، قاطعتـه قائلاً بحزم : مش محتاج تقول حاجه النتيجه واضحه على وشك ! مش مطابقه صح ؟ على العموم انا ما كنتش مدى نفسي امل من ساعه كلامك معايا حسيت اني مش هينفع !! _ وليد ممكن تهدا وتعالي نفكر بهدوء .. ممكن ان شاء الله نلاقي حل تاني ارتسـم ثغره بأبتسامة باهتـة تعبر عن كم المخاوف التى تساوره، ثم تمتم بيأس : هو في حل للي انا فيه .. حتى يوم ما نلاقي طريقه للعلاج ما نلاقيش متبرع لي سليم عشان يتعالج .. وبعدين ما احنا هنلاقي مين ..ما لازم يكون حد من العيله و العيله كلها خلاص ماتت ومفضلش حد غير انا وهو بادله الابتسامـة الهادئة مردد : لا في حال ان شاء الله ! ايه رايك لو تتجوز وتخلف اخ أو أخت لسليم .. لو ما المتبرع حد من اخواته الفحوصات هتبقى مطابقه بنسبه كبيره يا وليد .. توقـف فمه كما هو بصدمه عندما طرقت جملة صعبة التصديق على اذنيـه : نعم ! انت شكلك اتجنن يا وائل عاوزني اتجوز ! . اتـاه صوته متساءلاً بخشونة : واللي يمنع بس حتي مش عشانك علاج ابنك و ليك كمان .. انت على طول لوحدك ومحتاج حد معاك وانت لسه قائل لي انك عزلت من شقه خالتك ورحت تسكن لوحدك .. تهدجـت انفاسـه المتلاحقة، قائلاً بانفعال: يا سيدي وانا كنت اشتكيت لك انا عاوز ابقى لوحدي ! جواز ايه وانا في الحاله اللي انا فيها دي ! انت مش شايفني ما عنديش حتى ساعه واحده عارف حتي اخد فيها نفسي .. انا طول الـ 24 ساعه في اليوم ما بين الثلاث شغلانات عشان اوفر حق العلاج لي ابني .. وانت تقول لي جواز ؟؟ تسأل بفهم قصده: قصدك يعني عشان الجواز عاوز مصاريف وكده زاد احمرار وجهه غضبًا، شعر ان خلاياه ستنفجر من الغضب: مش فلوس وبس يا وائل .. مش اللي هتتجوزني دي هتكون عاوزه واحد سند ليها و معها على طول ! بس انا مش هابقى موجود معها انا هابقى على طول ما بين اشغالي وسيبها في البيت و هقابلها بالصدفه .. مين اصلا هتوافق عليا وانا بالظروف دي؟ مين هتقدر تشيل الحمل معايا؟ دي هتشيل حملي و حمل ابني اللي في المستشفى غير العيل اللي عاوزني اخلفه تاني .. الموضوع كله على بعضه مرفوض ! فكره إني اتعلق بحد ويروح ثاني من بين يدي مش عاوزها ؟ عشان كده افضل ان اعيش لوحدي !! ليعقد وائل حاجبيـه متعجبًا : ممكن متعقدش الامور كده كل مشكله انت قلتها اكيد هنلاقي حل ليها .. وإذا كأن على اللي هستحملك و انت كده ؟ فا في كثير ستات بنات ناس وبنات اصول وهيصوني العشريه قولي لهم عاوزين يعيش وخلاص .. بس وافق انت واكيد هتلاقي غمغم بضيق واضح ولم ينظر له : مش هينفع يا وائل انا اخذت القرار ده من زمان مش هتتجوز ثاني ومش عاوز عيال تاني اصلا .. فغر فاهه بيأس منه :خلاص يبقى المشكله فيك انت مش في اللي هستحمللك و انت كده .. على العموم انا قلت لك الحل و انت اللي بايدك تنقذ ابنك دلوقتي زجـره بعينـاه وتابع بسخرية : انت يعني عاوز تشيلني الذنوب وخلاص ! انت عارف كويس اي حاجه فيها مصلحه ابني هعملها من غير تفكير ! بس اللي انت بتقوله صعب انا مش عاوز أظلم حد معايا تن*د وائل وتفوه قائلاً بجدية شديدة: وليد حاول تفكر بسرعه وبلاش انت اللي تظلم نفسك .. وما تنساش اني لسه هنستنى وقت بعد ما تتجوز وتخلف والولد يشد حيله و نقدر نعمل العمليه لي .. كل ده هيحتاج وقت اكيد كتير و هتضيع وقت اكتر و مش في صلحه ابنك .. حاول ت**ب وقت لي صالحك ! نـظر لـه مندهشًا وتكيل له الكلمات اطنانًا بغزه داخله، ولكنها صمت، جـزت على اسنانهـا بغـضب يكبـح دموعه بصعوبـة من شعور الـعـجز الذي يشعر به ، انشق ملامحه المذعورة، ليتشـدق بما اثار الرجفة في اوصاله وهو بتخيل رحيل أبنه! بسبب عدم مواقف علي الزواج فهو حقا لم يعد يفكر في ذلك مطلقه .. ينغر في جرحه بقوة لا ينسى تفاصيل الحادث ولا يريد أن بتعلق بأحد مره ثانيه و يرحل ، يشعر بالألم يتراكم ويتراكم حتى اصبح صعب عليه تجاوزه بينما نهض للخارج دون أجابه .. . __________________________________ كم كانت تمر الايام قاسيه جدآ عندما نشعر بالخوف او الخطر يهدد حياتنا ليهدمها ....... كـانت في الشرفه تجلس ليلي أعلي المقعد تكبـح دموعها بصعوبة تعلم هي وحدها مقدارها، تطـالعت بهيئتـه المرزية تلك متي وصلت لذلك , الى متى ستظل هكذا ترتعد، من كثرة خوفها لا تتذكر انها كانت هادئة سعيدة يومًا، يجتاحها الان شعور بالرغبة في الغثيـان عندما تتذكر لمسات الآخرين بشهوه إلي جسدها كم تكره نظراتهم والرغبة في أعينهم تلك، جملتـه التى حملت الرغبة في طياتهـا، كرهت كلمة " الرغبـة " بسبب ذاك ماضيها، دموعها على وشك الانهمار، لكن لابد أن تتماسك بعد الان .. ! نقطـة ومن بداية السطر .. ! كم تـعـد تكره نفسها بأنها خلقته جميله وحسناء الوجه من الأساس.. تذكرت حديثه وليد القاسي نعم كأن قاسي لكن افقها من حالتها الـمـزروعـه وشجعها علي خطوه البعد عن ذلك الطريق الذي لا نعرف لها نهايه ! أصبحت في حالة ندم قاتل شديدة هو محق أنها استسلمت و وافقت علي إقتراح جابر سريعه دون البحث عن فرصه أخري! لكن ما سوف يفيد ذلك الندم أضاعت فرصتها في الحياه لأجل تعيش والدتها بمال حرام,حتي فرصه أن تعيش مستوره تأسيس منزل مع زوج إنجاب اطفال حرمت نفسها منها لكن لا يهم ,هي الآن كل ما تريده الراحه والطمئنينه والستر يغمره قلبها فقط او الهـروب .. كلمة من اربـع حروف كلما تذكرتها يجتاحها شعور بالضـعف والخزى من نفسها، نعم .. تهرب وتخشي المواجهة من الجميع، تخشي الظهور امام اى شخص كان يعرفها أو قضي ليله معها يخترقها بنظراته فتنهـار، كالزهرة التي ان خرجت للشمس الحارة ستذبل .. وتموت !! اغلقـت اهدابهـا الكثيفـة السـوداء، تهدأ نفسها من كم المشاعر التى اجتاحتها وتجتاحها يوميًا بلا رحمة للراحة همست: يا رب .. يا رب سامحني وقويني وابعدنا عن الطريق ده مش عاوزه ارجع ثاني .. يا رب مش عاوزه منك غير الستر !! وفى الجانب الاخر كان وليد جالسا فى غرفته يسترجع ذكريارته المؤلمة التى لم تتركه بعد حتى بعد مضى سنوات ! حادث كان السبب في وخصر كل يملكه في غمضه عين وابنه راقد في المشفي لا يعلم مسيره بـعـد ! استمع لطرق على الباب اذان بالدخول دلفت اليه خالته كانت اتيه لتعد لها الطعام قبل أن ترحل لتراه حزينة للحالة التى وصل اليه لا تعرف كيف تخرجه من تلك الحالة التى اخذت منه السنوات الاخيرة جلست بجواره بقلب ام مفطورا قلبها على فلذات كبدها وقالت بحنو: انا جهزت لك الاكل يا حبيبي وحطيته في الثلاجه .. لما تعوز تاكل طلع وسخن بس اومأ برأسه بالايجاب دون النظر إليها لتتابع حديثها بحزن شديد : هتفضل لحد امتى كدة بتفكر فى الماضى انسى وعيش انت المتضر الوحيد ياحبيبى العمر بيجري بسرعه .. ياابنى الحياة ابسط من كدة بكثير وكل حاجه بإذن ان شاء الله هتتصلح كـانت الدموع متحجرة في عينه يكبحهـم بصعوبة شديدة، ويظهر جهاده في ذلك عن طريق تنفس الغير منتظـم قائلاً بمرارة: انا حاسس ان الدنيا وقفت من يوم الحادثه و ماليش نفس اعمل اي حاجه .. نفسي اللي بيحصل ده يكون كابوس ،ومش حقيقي ! ولا وها لاقيهم كلهم داخلين عليا في يوم .. كان نفسي يبقو معانا يا خالتي محتاج لهم قوي ..بس الحمد الله ده قضاء ربنا فايزه بصوت مخنوق: الحمد الله على كل حال مش عايزك تبقى ضعيف انت تقدر تعمل اي حاجه و ربنا ان شاء الله هيعوضك عن غيابهم ! لتتابع فايزه حديثها بحنان: ما تحاول يا ابني مع نفسك كده تفكر في كلام الدكتور و تشوف لك واحده وتتجوز وتحاول تمشي حياتك الدنيا مش بتقف يا ابني .. رفـع حاجبـه الأيسـر، ثم نظر لها بنصف عين قائلاً بنفاذ صبر: ثاني يا خالتي ما تخلينيش اندم اللي انا قلت لك هتفت فايزه علي اوتار الحساسه : طب مش ممكن يكون ربنا قصد كده عشان ما كنتش هتوافق انك تتجوزي غير بطريق غير كده .. طب انت عندك حل ثاني لي علاج ابنك جـز هو على اسنانـه بغيظ، ثم زمجر فيها بحدة : يا خالتي صدقني مش هاقدر ! حتى لو هتجوز بس عشان اجيب لسليم أخ و يتعالج هاحساسها صعبه عليا .. هاحس بالذنب اللي انا عايشه حياتي وبخلف ..و ابني في المستشفى وغير اللي ماتوا .. إزاي اشوف حياتي من بعضهم كده بسهولة هـز رأسهـا نافيـة بسرعة، هى تخشـي عليه من الوحده قد تجعله يموت بالبطيئ بفعل كلماتـه المميتة، ثم هتفت بعتاب : على فكره انت بتشيل ذنب نفسك بتعمله فيك ده .. عشان ربنا ما يرضاش بالظلم ومش معنى انك هتتجوز وتخلف يبقى انك بتيرتكب جريمه في حقهم ! بالع** هم مش مبسوطين وهم مش شايفين كده بيتعذب كل يوم واكتر .. وبعدين ما في النهايه بعد ما ابنك يخف ان شاء الله ما هو هيحتاج لست جنبك وانت... تقـوس فمه بأبتسامة ساخرة، قاطعتهـا قائلاً بحزم : طب نفرض ان انا اتجوزت تقدري تقولي لي كده مش هظلمها معايا .. الناس بتتجوز عشان تبني حياه وعائله مع اللي بيحبوهم وهتكون عاوزه تحسب براجل طول الوقت في حياتها .. بس انا مش هابقى موجود هابقى لسه باشتغل وبحاول اجمع فلوس ثاني لي ابنى عشان العمليه ... لمعة عيناها إنذار لأعلان بدأ اندلاع ثورة غاضبة منه قليلاً، ونهض فجأة يقول بجدية : انتم ليه مش قادرين تفهموا انا مش رافض فكره اجيب اخ عشان ياخذوا منى العينه وابن يتعالج انا منى عيني اغمض عين وافتح الاقي ابني قصادي بخير.. بس هي مين الست اللي هتقبل بشبه راجل في حياتها دي !! أقترب بجانب الشباك يسند رأسه بتعب وإرهاق شديدة بقله حيله لتقول فايزه بتشجيع: يا ابني ولاد الحلال كثير .. خليك صريح مع اللي هتتجوزها وممكن ترعى ظروفك وتوافق ... قبل أن يجيب عليها لاحظ ليلي في الشرفه في البنايه الاماميه تجلس وتمسح دموعها بحزن, تطلع فيها فجاه نظراتـه الغامضـة وكلماته خالته ترن نشرت التفكير في شئ ما اكثر بداخله، وكأنه كان في بحر عميق من التفكير و أخير وجد من يحتاج لنجدة !! __________________________________ يـتـبـع. اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق.لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله. لا إله إلا الله.❤️ عدد كلمات الفصل ... 7206 هو فين التفاعل ???? ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD