الفصل الاخيره (الجزء الاول)

5175 Words
فووووووت كتير قبل القراء ♥️♥️ فصل بتاريخ : 26/7/2021 #روايه #موت_علي_قيد_الحياة ⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد الفصل الاخيره (الجزء الاول) _________________ بــعــد مــرور ثلاث ســـنـــوات .. . فتحت عينيها ببطء ونظرت حولها لعله أن تجده جانبها في يوم كانت تحلم بفارسها الذى يحملها بين ذراعيه و يسمعها كلمات الغزل التي اعتادت سماعها في كان و ما زال حلمها فقط.. يراوضها منذ أربع سنوات كم تتمني أن يتحقق فقد إشتقت إليه كثير لكن تعرف أن رغم عنه.. نهضت من مكانها واتجه الى غرفة بنتها الصغيرة مريم ....ليكشف عن نسخة مصغرة من تلك الحورية النائمة ولدتها عدا لون عينيها الزرقـاء أخذت عيون ولدها ..كانت نائم قبلتها بحنان قائله بحب: يلا يا حبيبه ماما اصحي عشان ما تتاخرش على اخوكي تحركت الصغيره أعلي الفراش منزعجة تهمهم بصوت مازال به أثار النوم مما جعل ليلي لتبتسم عليها مالت عليها تحملها وتجهيزها للذهاب معها الي المستشفي .. ما ان انتهت من ارتداء ملابسها الواسعه و اخذت حجابها لكي تحجب شعرها به بطريقة شبابية رقيقة , فهي الفتره الماضيه تغيرت من طريقه ملابسها و تحجبت .. نزلت ليلي من المنزل بعد أن تأكدت من اغلق الباب جيده و واقفت تا**ي وساق بها إلي المستشفي.. حتي وصلت ليلي إلي المستشفي وهي تحمل بنتها ودلفت الغرفه كان يوجد بها طفل في سن الـ 14 سنه من عمره جالسا على كرسي متحرك والذي ما ان رأها حتى هتف بسعاده: ابله ليلى .. مريم ابتسمت ليلي له و أنزلت الطفله من فوق كتفها وركضت نحوه بلهفة ليضمها سليم إليه ويشدد من إحتضانها لها قائلاً بحب: وحشتيني قوي يا مريم .. تقدمت منه ليلي تحضنه بيدها حول كتفه وهو استقبالها بحب لتقول متسائلة باهتمام: كنت بتعمل ايه يا حبيبي ليجيبه سليم عليها واضع مريم بين احضانه : كنت بذاكر دروسي ما انتي عارفه امتحاناتي قربت يا ابله ليلى.... هزت راسها ليلي بتذكر وهي تقبل جبينه بحنان : ربنا يوفقك يا حبيبي .. وان شاء الله تنجح بامتياز وهتبقى دكتور قد الدنيا زي ما انت عاوز قال سليم بزعل وضيق: يا رب يا ابله ليلي.. بس هو في دكتور على كرسي عجل برضه نظرت ليلي له بعتاب وهي تقول بجدية: وبعدين يا سليم مش كنا خلصنا من الكلام الوحش ده ... مش انا وعدتك يا حبيبي وقلتلك خليك مطمئن مع التمارين وجلسات العلاج هتمشي زي الاول واحسن كمان هز رأسه بهدوء وقال متسائلا: هو ما فيش اخبار عن بابا انه راجع مصر قريب ولا حاجه حمحمت ليلي قائله بابتسامة مصتنع: لا لسه يا حبيبي.. بس ما تقلقش كلها يوم وهيجي وبعدين هو مسافر وماتغرب بره ليه ؟؟ مش عشان يشتغل بسرعه ويجمع لك فلوس للعلاج... وحشك صح هز رأسه بعدم مبالاه ثم بدأت يقبل يده اخته مريم بحب .... تن*دت ليلي وهي تنهض واقفه لتقول: انا هاروح الشغل بقي عشان متتاخرش .. خلي مريم أختك معاك لحد ما اجي ...اتفقنا اومأ سليم برأسه ليضمه الطفله بسرعة وهو يهتف بسعادة : ماشي .. ما تقلقيش عليها يا ابله مريم دي في عيني لتبتسم ليلي عليه وعلي مريم ابنتها كيف منسجمين مع بعض.. فـ سليم أحب مريم أخته بشده وهي ايضا مريم تعلقت بيه كثير .. . __________________________________ خرجت ليلي من غرفه سليم تسير في الممرات المستشفى حتي بدأ عيون الأطباء والممرضات عليها باستنكار و اشئيمزاز كأنهم يقولوا لها كيف لها عين تاتي إلي هنأ بكل وقاحه بعد ما حدث قبل سنتين ...حاول ليلي التماسك وعدم إظهار ضعفها و دموعها المتحجرة في عينيها ... حتي توقفت عندما سمعت صوت أحد ينده باسمها ألتفت إليه لتقول بهدوء مصتنع: دكتور وائل ازيك .. أخبارك ايه ؟.. بادلها الابتسامه وهتف بسعاده: انا كويس جدا وعندي اخبار هتفرحك أوي .. انا كنت لسه باشوف تحاليل سليم.. خلاص خف من السرطان ويقدر كمان يخرج من بكره ابتسمت ليلي بفرحه كبيره ولم تستطع أن تتماسك أكثر لتتساقط دموعها ليقول وائل بإستغراب: انتي بتعيطي يا ليلي ده انا قلت هافرحلك كفكفت ليلي دموعها وقالت بنبرة متحشرجة : دي دموع الفرحه يا دكتور وائل .. مش مصدقي أن سليم خف الحمد لله أخير خلاص ! اصلك متعرفش أنا الثلاث سنين اللي فاتوا اتعلقت بيه اد ايه كأنه ابني بالضبط كنت زعلانه عليه قوي وانا شايفه قدامي تعبان .. ابتسم وائل قائلاً باشفاق: لا عارف يا ليلي ومتأكد من كده .. ده بعد سفر وليد بشهر واحد السعوديه انتي كنتي تقريباً كل يوم هنا من الاول ما فاق ! وانا شايفك بتعملي ازاي و اهتمامك بيه كانك زي والدته بالضبط .. حتي هو كمان اتعلق بيكي أوي و حبك أجابت من بين دموعها : وليد هيفرح أوي لو سمع الخبر ده ... ده كان مستني الخبر ده من سنين لازم اقول له !! __________________________________ في السعوديه داخل مكتب في أحد الشركات كان وليد يتابع عمله في مكتبه الخاص في المصنع الذي عمل في منذ ثلاث سنوات حاول بكل جهد إثبات نفسه حتي ي**ب المال وكان يرسلوا الى ليلي حتي تصرف على نفسها وعلى أولاد وبالطبع علاج وعمليات سليم... لم يكن سهل عليه السفر خارج البلاد وترك الجميع لكن ليس كأن أمامه حل أخري لـ **ب المال سريعا ! أضطر إلي ذلك وحرمان نفسه من أولاد وكان كل يوم يتصل على ليلي يطمن منها علي أبنه سليم وهي وابنته مريم ... تن*د وليد بتعب ترك مابيده وهو شارد الذهن بحزن بما حدث قبل ثلاث ســـنـــوات ... بعد اسبوع من ولاده ليلي فتحت عينيها بجهد نظرت حولها لتتفاجا بـ وليد مقترب لها بلهفة: ليلي.. ليلي انتي سامعاني.. رد عليا لو سمعاني !! ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة لتقول بتعب: انا فين ؟!.. ابتسم وليد لها بحنان يرجع بانامله خصلات شعرها الى خلف اذنيها لتستكين يده فوق وجنتها للحظات يتمتع بنعومتها تحت انامله قائلا بصوت اجش: خلاص يا ليلي عديت مرحله الخطر .. الحمدلله ولدت وجبت بنوته زي القمر شبهك .. بس الظاهر كنت عاوزه تعرفي غلاوتك عندي. قد ايه.. وجعت قلبي لما الدكتوره قالتلي دخلتي في غيبوبه .. خفت انتي كمان تفضلي في الغيبوبه زي سليم وتسيبيني !! حاولت التركيز في حديثه وهي تسمع همسه بحنان ليتنظر الى عينيه بشغف ويكمل: بس الحمد لله الدكتوره قالتلي لو فوقتي النهارده يبقى خلاص مرحله الخطر عديت وبقيت كويسه ... ابتسمت ليلي بخفه بضعف لتقول: عايزه اشوف بنتي يا وليد ابتسم وليد ينهض قائلاً: حاضر هجيبها لك دلوقت تشوفيها .. ليلي بخجل وتلعثم: وليد ! هـ آآ هو انت قرات اللي في السلسله حمحم وليد قائلاً بهدوء مصتنع: لا ما قراتهاش .. انا نسيت اصلا كنت مشغول فيكي انتي وبنتك .. و ما بين شغلي وسليم تن*دت ليلي براحه لتقول بتوتر: طب ابقى هاتيهالي عاوزاها .. هز رأسه بهدوء الايجابيه خارج ولا يعرف لماذا كذب عليها ... وبعد اسبوعين خرجت ليلي من المستشفى وبدأت تستعد صحتها من ثانيه بمساعد وليد بالطبع ...حتي جاء في يوم بوجه غاضب جدا والدموع تجمعت في عينيه اتسعت عيني ليلي بحضنه : مالك يا وليد انت كويس ؟!. جلس على الكرسي بأهمال وقائلا بحزن: أظهر كده عمري ما هابقى كويس .. كل ما احاول اخرج من مشكله تطلع لي مشكله ثانيه تقدمت منه تجلس جانبه قائله بخوف: هو اللي حصل ؟؟ أغمض عينه بألم وبياس وقال: النهارده كنت في المستشفى بطمئن على سليم وكالعاده لسه زي ما هو في غيبوبه .. كنت باتكلم مع وائل والكلام جاب بعضه وسالته بعد ما يعمل العمليه ظهره هيرجع زي الاول و يفوق .. قاللي هو الاكيد العمليه هتنجح و هيفوق باذن الله .. بس عشان اكون صريح معاك ممكن ما يرجعش يمشي على رجليه على طول عاوز قرص علاج ثاني .. نظرت إلى بدهشة و حزن: لا حول ولا قوه الا بالله .. استغفر الله العظيم .. معلش يا وليد ان شاء الله ما علاج هيبقى كويس المهم بس العمليه تعدي على خير = انا مش فارقلي يا ليلي .. بس حاولت اسال كورسات العلاج دي بتاخد وقت اد ايه و مصاريفها كمان بتتكلف قد ايه... لقيت نفسي هرجع في دوامه بجمع فلوس لي ثاني ما بين ثلاثه شغلانات !! قالها وليد بإحباط وضيق ثم تحدث قائلاً بتردد: هو في حل ثانى واحد صاحبي قاللي عليه من اسبوعين .. ممكن يجيبلي شغل بره في السعوديه في شركه كويس المرتب حلو وكبير بس انتم هاعمل فيكم ايه ؟!.. عشان كده رفضت !! هزت ليلي راسها بتفهم واخذت نفس عميق لتقول بهدوء مصتنع: خلاص يا وليد لو عاوز تسافر وتسيبنا ما تشيلش هم.. سافر و ان شاء الله هقدر اخلي بالي من ولادك ... تطلع وليد فيها بصدمه من حديثها لتهز برأسها بالايجابيه بصمت بابتسامه هادئه تشجيع .. بادلها الابتسامه بإعجاب كبير بموقفها معه ... !! وبالفعل سافر وليد إلي السعوديه وبدأ في العمل علي الفور وكأن يجمع المال ويرسله ألي ليلي ..وتوالت الايام تفاجات ليلي أستيقظ سليم أخير من الغيبوبه فرحت بشده لكن تفاجات بأنه فاقد الذاكره ولم يتذكر احد من عائلته حتي وليد مما احزن ليلي واشفقت علي سليم و وليد .. لكن الطبيب وائل طمنها ان ذلك وضع طبيعي فهو في غيبوبه منذ سنوات طويله لكن سوف ترجعله باقرب فرصه .. ولم يكن امامها حل سوى أن تتقرب من سليم وتقص عليه بعض الامور التي تعرفها عنه وعن وليد .. الذي رفضت اخبار وليد أن سليم فاق حتى ترجع له الذاكره أولا ..فهي لا تريد ان يحزن وهو بالخارج ...و وفقها الراي وائل .. وليلي هي من شالت الحمل بالكامل لوحدها كان صعب عليها بشده وكم واجهه صعوبات كثيره في حياتها .. لكن هي ظلت تكمل لأجل أولادها .. وبعد مرور سنتين نجحت عمليه سليم في زرع نخاع عظمي في ظهره الذي أخذه من أخته وبدأ سليم أمور تسير معه بهدوء وتعلق سليم بـ ليلي بشده هي و اخته مريم .. وأخبرت ليلي بنجاح العمليه وسعد بشده !! وكأنوا الآن ينتظرون شفاؤه من السرطان ! قاطعه شرود رنين هاتف وليد الذي حمله على الفور وأجاب بلهفة : ايوه يا ليلي انتم كويسين حد حصل لي حاجه منكم .. اجابت ليلي بأبتسامة سعيده : جري إيه يا وليد هو انا كل ما اتصل بيك تتخض كده .. احنا كويسين يا سيدي كلنا ما فيش حد جرى له حاجه وحشه .. تنفس الصعداء زافر براحه, تنحنحت ليلي ثم قالت بتردد : هو انت مش ناوي ترجع بقى يا وليد .. وحشتنـ... آآ قصدي وحشتنا كلنا ومحتاجلك قوي ابتسم وليد فقد فهم أن تقصد نفسها ليقول : ما تقلقيش يا ليلي هحاول ارتب اموري هنا و كلها اسبوعين بالكتير وهتلاقيني عندك .. - يارب !! هتفت ليلي بنبره اشتياق ثم قالت بسعاده : انا كنت عاوزه اقول لك خبر هيفرحك قوي .. سليم خلاص خف من السرطان !! اتسعت عيني بعدم استوعب وصدمه وثم التمعت عينه بفرحه كبيره.. __________________________________ ذهبت ليلي الى منزلها القديم إلي ولدتها حيث أنها تعمل معها وتساعدها ولدتها في عمل تجهز وجبات طعام منزليه وتبعها ..دلفت ليلي لتجد ولدتها أعلي المقعد الطاوله أمامها مجموع من الطعام تفرز بيه ابتسمت حنان قائله : ليلى ! انتي جئتي يا حبيبتي تعالي واقفي عندك ليه بادلتها الابتسامه ليلي بخفه قائله: ايوه يا ماما لسه واصله .. كنت عند سليم في المستشفى سبت له مريم يسلوا بعض وجئت عشان اكمل معاكي الشغل هزت راسها لها بالايجابي لتقول باشفاق: ربنا يخليهم لبعض مش اخوات في النهاية.. شيله يا بنتي الهم على طول ! مره انا لما كنت عيانه ومره جوزك وعياله .. هقول ايه ربنا يعينك هزت ليلي رأسها نفيا وأجابت وهي تشعر برغبة عارمة في البكاء: انا مش متضايقه يا ماما والحمد لله راضي بنصيبي .. بس يارب سليم يقوم بالسلامه .. و وليد يرجع نظرت إليها حنان بعطف وقالت: ان شاء الله يا حبيبتي يرجعلي بالسلامه وربنا هيعوضك خير على اللي بتعملي معاه ! . __________________________________ بعد مرور يومين .. . كان وليد يجلس بأحد الشوارع بشرود وحزن شديد علي فراق عائله تذكر الجميع.. الموتى قبل الحي .. لكن إلي متي سوف يظل هكذا .. جلس علي مقعد بالشارع في دوامه افكار الكثير ومنهم ليلي الذي لم تفرق عقله و لو ثانيه .. يفكر بأن سليم تم شفاوه بحمد الله وإذا رجع إلي مصر من الممكن تطلب ليلي منه الانفصال .. كأن يظن أول ما أحضرها وتزوجها أنها ستكون عن كـغيرها من النساء, في بادئ الأمر كأن يريد فقط أن يجلب طفل منها لعلاج أبنه ويطلقها .. لكن تفاجأ بـ ع** ذلك هي فتاه غير غيرها رغم أن يعرف ماضيها جيدا لكن لم ينظر لها بقرف أو اشئيمزاز ! من الممكن هي من غيرت الفكره ذلك عنه بسبب تصرفاتها دون قصد ! هي بالفعل تريد الستر والعفة وحياه هادئه .. تريد أن تنسي ماضيها ,تريد أن تكون كـ زوجه صالحه ترضيه هو و أولاد .. وفوق كل ذلك هي تحبه تذكر أمر الجواب الذي قراءه ولم يقول لها.. ولولا فتح الجواب لم كأنت تقول لها.. هي تحتاج بالفعل فرصه جديده بشده ! لكن هل سوف يعطيها هو فرصه ثانيه في حياته .. زفر بقوه وحيره هو لا يعلم الجواب حقا ؟. اوقات بريدها معه و أوقات ثانيه عندما يتذكر عملها القديمه يكرهه الفكر ولا يريد أن يورط نفسه أو يندم على أعطها الفرصة او هي تضيعها ! لكن صراحه لم يلاحظ عليها انها تفعل شيء يسير شكوك حولها اطلاقا .. أوقفت ذلك العمل تماماً ولم تعد إليه ! أقترب من ربها وبدأت تحافظ على صلاتها وهو شاهد علي ذلك ! كأنت معه نعمه الزوجه الصالحه ! ساعدته في عمله .. حافظت وما زالت تحافظ على بيته واولاده في غيابه .. راعت أبنه سليم المريض بشده ..وكان يعمل ذلك من صديق وائل الذي دائما يتحدث معه ان يعطيه لبعض فرصه ولا يطلقها .. وهو واثق أنها بالفعل تريد التوبه ..أي مختل يترك مراه كامله مثلها وفعلت معه كل ذلك.. ولكن !! رجع مره ثانيه في نفس نقطه الحيره ! حاول صلاه استخاره لكن لم يفلح الامر معه ! يريد اثبات اكثر , يريد ان يتحدث مع أحد حتى يشيروا الى الطريق الصحيح ؟. لكن من ؟. هو من المستحيل يتحدث مع أحد علي ماضيها .. هذه لن يفضح أمرها .. لكن يريد حل وسطاً وبشده .. حتي لمح من بعيد جامع وهو يفكر في شئ عازم على فعله ؟!.. دلف وليد المسجد أقام الصلاه ثم نظر إلى الشيخ ألذي كأن يجلس أرضا يردد تلاوه القرآن الكريم ...حتي أقترب منه وليد بتردد وجلس أمامه نظر الشيخ بطرف عينه لاحظ وجود ثم صدق وقال: خير يا ابني عاوز مني حاجه ؟!.. حممم وليد بإحراج وقال: بصراحه اه ! انا تائه ومحتاجه اخذ مشرتك في حاجه مهم قوي بالنسبه لي.. والرايي اللي انت هتقوليه لي واقتنع به هنفذها على طول من غير تفكير .. ابتسم الشيخ ببشاشه قائلاً: للدرجه دي.. طب اتفضل يا ابني احكي اللي انت عاوزه وانا لو في ايدي اسعدك مش هتاخر عليك .. صمت قليلا وليد ولا يعرف بماذا يبدأ حتي حسم الأمر وقال: انا كنت متجوز وعندي ولدين ! وفي يوم ابني الكبير تعب أوي ورحت به انا واهلي للدكتور وعرفت ان هو عنده سرطان .. طبعا الدنيا اسودت في وشي انا واهلي وانا كنت مروح بيهم وانا شيبه مش شايفه قدامي من الصدمه ! وعملت حادثه وكلهم ماتوا والدتي و مراتي وابني الصغير.. ما عدا انا وابني الكبير بس اللي عشنا ... ما كانش قدامي تفكير ولا وقت اقعد احزن عليهم , ابني دخل غيبوبه و ما استحملش عشان كان سنه صغير ! وغير المرض اللي عنده كان محتاج يعمل عمليه بره .. العمليه كانت مصاريفها كثير عليا .. بس انا مسكتش و كنت بشتغل في يوم ثلاث شغلانات عشانه ! لحد ما وصلت للحل الاخير اني لازم اتجوز واجيب لي اخ ياخدوا منه عينه عشان يخف .. قال الشيخ بعطف: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يشفيهلك يا ابني .. ما تعرفش أراد ربنا كانت ايه ساعتها قول الحمد لله و ارضي ... و لو محتاج فلوس حق العمليه ممكن نلملك هنا من بعض في الجامع ونسعدك باللي نقدر عليه هتف وليد بحزن: والله العظيم رضيت يا شيخ وحمده ربنا ... بس انا مش مشكلتي دلوقت ابني ! انا ابني خف من السرطان والعمليه بتاع ضهر نجحت الحمد لله .. الشيخ بإستغراب: امال ايه مشكلتك دلوقت ؟!.. تن*د وليد بقوه قائلاً بتردد : ليلي ! قصدي اللي انا اتجوزتها عشان اخلف منها طفل يسعد ابني في العلاج .. انا كنت متفق معها بعد ما ابني يخف هنتطلق وهي كانت موافقه على كده ! هي الامانه الله ساعدتني كثير وأنا دلوقتي كنت مسافر ثلاث سنين .. وهي في الثلاث سنين دول في مصر بتروعي ابني سليم وبنتي اللي خلفتها منها .. وانا دلوقتي محتار اسيبها على ذمتي ولا طلقها ؟!.. كاد أن يتحدث الشيخ لكن قاطعه وليد قائلاً بإحراج: قبل ما تجاوب في حاجه لازم تعرفها عنها ؟. هي كانت بتشتغل آآ مش عارف اقولهالك ازاي ! كانت بتشتغل شغل مش كويس يعني بتبيع نفسها عشان ت**ب فلوس وتعالج والدتها اللي مريضه بالقلب .. كانت محتاجه عمليه ضروري وهي للاسف ما لقتش حل ولا الطريق تجمع الفلوس غير كده بيه ! بس هي الشهاده لله تابت بطلت الشغل ده من زمان .. هي كانت نفسها حد ياخذ بيديها ويسعد تبعد عن المعاصي والذنوب يصدقها أنها عاوزه تبقى انسانه كويسه بجد .. وكأنت ندمانه قوي ان هي عملت كده وانا اشاهد بصراحه على توبتها وندمها ده .. انا بصراحه فكرت اسيبها على ذمتي واكمل معها باقى حياتي ! بس موضوع شغلها ده اللي قفلني من الموضوع كل ما افكر ارجع ارفض واتردد ثاني !! صمت قليلا الشيخ ناظر إليه قال وليد متسائلا بتراقب: ساكت ليه يا شيخ .. ؟؟. ابتسم الشيخ بخفه قائلاً : ابدا بسمع منك ! وبشوف حكمه ربنا في كل خطوه ومشكله وقعت فيها .. بس يا بختك .. عقد حاجبيه بدهشة متسائلا: يا بختي على ايه .. هو انا اللي فيه ده حد يحسبني عليه ؟؟. = عشان ربنا لما بيحب عبده بيبتليه ! بيختبر صبره و قوه تحمله على كل موقف بيمر عليه سواء صعب ولا سهل .. وانت مريت مره ..بمرض ابنك ..ومره بموت اهلك كلهم .. وابنك اللي كان ما بين الحياه والموت ولسه قايم وصحته اترددله من قريب .. لا وكمان باعتلك واحده تكون انت السبب في توبتها شوف بقى انت فزت بقد ايه حسنات عند ربك .. عشان كده باقول لك يا بختك .. نجحت في الاختبار وصبرت علي كل محني عديت بيها .. ابتسم وليد بمرارة وهتف: الكلام حلو يا شيخ .. بس يا ترى الناس هتكون نظرتها لي ايه لو حد عرف في يوم مراتي كأنت بتشتغل إيه قبل ما تتجوزني ؟!... = رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لاتترك ! عارف انت اول ما حكيت لي حكايتك جاء في دماغي كده حكايه قديمه .. عن سيدنا عيسى رضي الله عنه ، انه جاءت له في يوم امرأة قد وقعت في الزنى ، بصوا الناس بصيت لها نظرات حانقة واشمئزاز ، و لما شاف سيدنا عيسى النظرة العلوية دي منهم ، قال لهم منتقدا فعلهم (من كان منكم بلا خطيئة ، فليرمها بحجر) ما حدش يقدر يتحرك من مكانه ؟!. فـ مفيش داعي اذن نتفاخر بشيء ما نملكهوش اصلا ، لان العصمة من الله ، وانما الحافظ هو الله وحده ، وهو القائل سبحانه (كذلك كنتم من قبل ، فمنّ الله عليكم) ، فلنتق الله في بناتنا وأبنائنا ، فلا نقسو عليهم ولا نعيرهم باخطائهم ، وكيف بالله نستحل ذلك وصاحب الحق سبحانه قد تسامح في حقه وعفا فاخبرنا بأن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فلا داعي للتجني والمبالغة والمزايدة بعد ذلك ، ومن كان بيده فسيلة فليزرعها ، او اتركوا الخلق للخالق ؟!. نظر له وليد باهتمام كبير وأكمل الشيخ حديثه قائلاً: وانت تقول لي كلام الناس .. كلام الناس امراض النفس والمجتمع اللي مش بيشوفوا من الخطأ الا فداحته بس ، ولا من صاحب الخطأ الا خبثه وسوء طويته ، ده بيجوا عاملين زي الي لاقوا فرصة للتسلية والتفكه في المجالس والتلذذ بالتشهير لإشباع رغبات النفس في التعالي ومدح النفس وتزكيتها بالطرق الع**ية .. بينما يفترض بالمؤمن الحق ان ينظر لهذا العاصي او الخاطئ كمثل نظرته لمن سقط في حفرة او من قد التوت قدمه وهو يمشي سواء بسواء ، فيقف بجانبه ويمسك بيده ويسمي عليه ويحمد الله له ان المصيبة لم تكن أعظم ، وفي داخل نفسه ان**ار لما رأى فيحمد الله أن عافاه مما ابتلي به هذا المصاب ، فالسقوط متوقع من كل احد لولا فضل الله ورحمته ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.. ومن منا بلا خطيئة؟! من منا الذي لا ينعم إلا بستر الله = طب هاسالك سؤال ؟. وانا متاكد من الاجابه هل لاحظت علي مراتك اي سلوك وحش ! هز رأسه برفض دون تفكير وقال: بصراحه لا ! هز الشيخ رأسه هاتفاً بجدية: لو كنت لاحظت ما كنتش جئتلي كنت طلقتها على طول بدون تفكير .. وللأسف في مجتمعنا دلوقت الإنسان غالبا ما يتسارع الأيدي والألسن لنهش لحم أي شخص يخطئ أو تص*ر حوله مجرد شائعة تص*ر منه.. زلة ويستسهل الكلام عنه لكلمة أو مقالة أو مقولة .. المضحك في الموضوع أن البعض ممن يهاجمون ويقذفون مليء بالأخطاء والذنوب كانه فيهم المنزه المثالي. نحن بني آدم جبلنا على الخطأ والتوبة والاستغفار ... !!! تركزت حواس وليد بشده إلي حديث الشيخ وكل كلمه ! كم كان يحتاج إلى ذلك الراحه والطمئنينه تغمره داخله ! الوصول إلي حل يأخذه دون رجعه ! حل يكون مقتنع بيه 100٪ ... __________________________________ بعد مرور يومين .. توقفت سيارة أجرة ونزل منها وليد امام منزله ... نعم فقد عاد مصر أخير بعد سفر إستمر ثلاث ســـنـــوات هبط منها واتجه نحو الباب العماره بشوق وحنين كبير ... تأمل وليد المكان بعينين غائمتين وأخذ الذكريات تتدفق إليه ... ذكريات عاشته في هذا المنزل ... اغلبها مرة حزن وفرح وفراق الأحباء ... فحتى تلك اللحظات السعيدة التي عاشها لم تكن كاملة دوما كان هناك ما يعكرها ... لكن هو عازم أن يعيش لحظات كلها سعيد من الآن وسوف ينسي الماضي !! كان وليد صاعد على السلم فى اللحظة اللى فتحت فيها ليلي الباب شقته و خارج منها شخص بيعدل هدومه وهو نازل السلالم ... وكان مصدوم من اللى رآه ولا يصدق هل يعقل حصل بينهم علاقة ! تسأل هل ليلي رجعت لذلك العمل مره ثانيه وكنت طول السنين ذلك بتستغفله !! تفاجأ الشخص وهو نازل السلالم بـ وليد أمامه ليبتسم له بمجامله و رمي عليه السلام بهدوء و مشي من جانبه للخارج.. وقف وليد يتطلع إليه بصدمه وحزن وغضب شديد يحاول التماسك قبل أن ينقد علي ذلك الشخص يضربه حد الموت ... افاقت من شرودها وأفكاره ليتقدم ويطرق على باب منزل فتحت ليلي باب المنزل تفاجأ بـ وليد أمامها ليرميها بنظرات نارية لكن لم تلاحظ ذلك من سعادتها الكبيرة لتقول بأبتسامة وعدم تصديق: وليد ..وليد انت رجعت أخير لتتقدم منه تريد تحضنه بشده فقد إشتقت إليه لكن أوقفها بيده بجمود لي اضطرت رجعت خطوات إلي الخلف بإحباط وحزن وهو تجاهلها ودلف الى الداخل ... ليدخل وليد بهدوء منزل يمر جانبها ووجهه لا ترتسم عليه اي مشاعر او تعبيرات لتدلف خلفه ليلي يسلط نظراته عليها تمر فوقها ببطء لتبادله ايها بحب ظاهر ترتسم فى عينيها لكنها بداخلها كانت ترتعد باستغراب مع استمراره بالنظر اليها بتلك الطريقة فهدوئه هذا غامض جدا .. هتفت ليلي بأبتسامة سعيده: حمد لله على سلامتك يا وليد سليم هيفرح قوي لما يشوفك .. بس انا كنت لسه باكلمك امبارح ليه ما قلتليش انك جي ! تطلع فيها بخبيه أمل قد توقع أن ترتد أن تعرف معاد مجئ حتي تامن نفسها ولاتعرف بما رأيي عنها.. تضيق كثير من نفسه هو كان يخطط أن يعطيها فرصه أخري وهي... وليد بعدم اكتراث: هو انا المفروض بعد كده هاخد اذنك لما اجي بيتي ولا ايه ؟!. استغربت ليلي لغه حديثه لتقول بتوضيح: لا مش قصدي كده طبعا ده بيتك و تشرف في اي وقت .. بس عشان كنت اعمل حسابي اخذ اجازه من الشغل تقدم وليد إليها بخطوات بطيئة تتابعه عينيها برهبة وتوجس حتى توقف امامها ليقف عدة دقائق يبادلها النظرات بصمت وملامح مغلقة حتى اخفضت عينيها امامه لاتقوى على مبادتلته ايها تسمعه قائلا بهدوء : مش هتفرق كثير يا ليلي .. ما إنتي كده اوكده مش محتاجه اجازه مش احنا هنطلق و كل واحد يروح لحاله خلاص ! . نظرت اليه ليلي بصدمة وهى تراه يقف أمامها ي**ر كبرياءها يلقى بكلماته هذة لتعصف بها ضربات قلبها لعنيفة وهى تسمعه يكمل بقسوه : اظن دلوقت ما فيش حاجه تخليني ناخر الطلاق .. سليم خف و مهمتك لحد هنا خلصت كثر خيرك لحد هنأ تطلعت إليه بمرارة وعدم تصديق أن بكل سهوله يستغنى عنها بعد كل ما فعلت معه ومع أبنه..لتحاول كتم صوت شهقاتها تنهمر الدموع من عينيها بالم.. فاخذ يتنفس هو ببطء محاولا تهدئة فورة المشاعر بداخله وهو يراه دموعها لايعلم لما تأثر بها قبل يفقد كل سيطرة له عليها... همت ليلي بالاعتراض تفتح فمها ليرفع عاصم سبابته بتحذير قائلا بجمود مصتنع : مش عاوزه اسمع ولا كلمه اتفضلي يلا أدخلي لم هدومك عشان تمشي من هنا ؟!.. تطلعت إليه ليلي بسخرية مريره لتقول بثباب: حاضر يا استاذ وليد .. دقائق ومش هتلاقيني لي اثر في شقتك احس قلبه دقاته تضرب بانفعال قوه ويعتصر بألم فـ هو كأن لا يريد ذلك لكن لكن شاهده بعينه حقيقتها.. قبل أن يتحدث سمع صوت خلفه : انتي فين يا ليلي وسيباني لوحدي جوه و.... ألتفت وليد خلفه بدهشه ليتفاجا بـ سيده كبير في عمره السابع والأربعين لتصمت السيده عندما لاحظت وجوده وليد هاتفاً بإحراج: لا مؤاخذه ما كنتش اعرف انك معاك حد يا ليلي ... خلاص يا بنتي خذي راحتك وانا هاكمل الشغل في بيتي مسحت دموعها سريعا وقال بصوت هادئه مصتنع : لا استني يا أم عمار ..ده جوزي وليد ما فيش حد غريب ثواني وهاجي اكمل معاكي الشغل أنا بنفسي ابتسمت السيده بسعاده: بجد ده جوزك هو رجع من السفر حمد لله على سلامتك يا استاذ وليد.. خلاص يا حبيبتي خليكي معه وانا اكمل في شقتي مش هيجري حاجه عقد حاجبيه بدهشة وتعجب أي عمل هذا يتحدثون عنه وماذا تفعل هذه السيده هنا وإذا كان حدث شئ بينها وبين الشخص الذي كان خارج من منزل كيف ومتي ؟!. و هذه السيده موجوده ليقول بفضول: هو انتم بتتكلموا على شغل اي لتقول السيده بابتسامة: بنجهز وجبات اكل ونوزعها على المحلات والبيوت و أهو الفلوس اللي تطلعلنا بنوزعها عليا انا وليلى وابني عمار بيشتغل سواق تا**ي وهو بيساعدنا نوزع على البيوت... وساعات ام ليلى بتساعدنا برضه صمت قليلا يفكر ولاحظ الحالة التى عليها وجهها لتشتعل عينيه حزن من قسوه يهمس بتراقب وحذر: هو عمار ابنك ده اللي كان لسه خارج من الشقه .. أنا شفته و... ابتسمت السيده هتفت بضحك: ايوه ابن عمار كان هنا من شويه بيدينا فلوس الطلبيه.. بس ههههه ليلى الله يجازيها خير لما عرفت أن عمال يلف يوزع الطلبات على لحم بطنه و كان تعبان من اللف .. صممت تعمل له فطار وانا دخلت اعملله كوبايه ..بس ليلي وقعت عليه كوبايه الشاي سخنه غصب عنها .. ههه عشان كده طلع يجري وهو مش مستحمل الهدوم اللي عليه .. انا هامشي انا بقى يا ليلي سلام عليكم رحلت السيده و يسودها الهدوء في المنزل بينهما كل واحد يقف في دوامه افكار وقد فهم وليد أن اساء فهم ولم يحدث بينهم شي كان مجرد عمل والدليل السيده ولم تكن ليلي وحدها معه وفهم لماذا كأن يخرج يعدل ملابسه ..التمعت عين بغضب شديد وندم من نفسه وتسرعه ..وكيف سوف يحل الوضع الان بعد أن بلغها منذ قليل بطلب الإنفصال ... حاول وليد اخراج صوته متسائلا وليد باستنكار: وجبات اكل ايه ده يا ليلي ! هو انتي سبتي شغلك اللي في المستشفى .. رفعت عينيها اليه بغضب تهتف بجمود: وانت مالك .. دي حاجه متخصكش أنا لوحدي من هنا ورايح حاول وليد الهدوء في هو يعرف أنها تريد رد اعتبار و رد كرامتها لي نفسها ليقول بحده: هو إيه إللي ما يخصنيش انتي مراتي يا ليلي ولا نسيتي ... فغرت فمها بصدمة مصتنع تهمس دهشة ساخره: بجد مراتك .. طب باماره ايه .. بيتهيالي انت اللي ناسي مش انا ؟؟.. ليتجه وليد منها ليقف امامها يجذب ليلي إليه محتضنا لها بين ذراعيه يبتسم لتلك المرءاة بغلظة ليصير بينهم حديث بين الاعين عنيف النظرات.. فـ منذ وصوله كان يريد أن يفعل ذلك بشده...إتسعت عيني ليلي بذهول ضمها اليه ليشدد من احتضانه لها يهمس : وحشتيني اوي على فكره أبتعد يمد انامله يتلمس خصلة من شعرها هاربة امام عينيها يرجعها الى مكانها برقة قائلا : انتي عمرك ما غيبتي عن بالي لحظه ولا نسيتك يا ليلي .. طب انساك ازاي بس وانا طول التلات سنين غربتي مش مفكر غير فيكي .. إنتي و اولادنا أحست بانفعال قويه داخلها من كلماته و دقات قلبها فاخدت تحاول تهدئة ضربات قلبها وتنفسها السريع حتى لا ينكشف امرها امامه لكنه لم يتوقف كثيرا لتقول بحزن: دلوقتي بس بقيت مراتك مش كنت من شويه هتطلقني .. و كنت شاكك اني بخونك بس ما عدتش تفرق هي يعني جت عليك ادرك وليد غلظة وشده كلماته لها لينظر اليها فى محاولة منه للاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق خدها الناعم لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها فى كل مرة ليقول بأسف : ليلى انا اسف عارفه ان انا طول الوقت كنت بقاسي عليكي وطول الوقت بزعلك منه و برجع اتاسف... بس والله العظيم ما كنت بقصد انا السنين اللي فاتت عشتها معاكي عرفتك على حقيقتك بجد .. عرفت طبيه قلبك وانك بجد احسن انسانه قابلتها في حياتي... وانتي اللي تستاهلي بجد امانك على شرفي و ولادي وانا مغمض عينه ومش قلقانه عليهم لتخفض راسها قائلة بضعف : بس انا لو كملت معاك ابقي بعذب نفسي ... انت ما لكش امان يا وليد ممكن تكون محتار مش عارف لحد دلوقتي تاخد قرار .. والدليل على كده اللي حصل من شويه.. في ثانيه من غير حتى ما تسالني ولا تستنى ادافع عن نفسي حكمت عليا و قررت زي غيرك ؟!.. ليرفع انامله يتلمس خصلات شعرها بانبهار لأول كأنه يلاحظ جمالها قائلا بعد صمت طويل اخذ يحاول الحديث فيه اكثر من مرة ليقول اخيرا بجديه: انا اخذت القرار ده وانا متاكد منه مئه في المئه وعمري ما هندم عليه .. بالع** هندم لو سبت واحده زيك يا ليلي .. مش هكذب عليكي.. ممكن اكون في الاول كنت محتار ومش عارفه الصح والغلط فين ؟. ولا أي القرار اللي ممكن اخذه في الحل لي.. بس في النهايه وصلت للحل ان انا عاوز اكمل معاكي يا ليلي نظرت ليلي بحدة له ضاغطا على شفتيها ترفع احدى حاجبيها بسخرية قهر: بجد تصدق ده كرم كبير قوي منك هي واحده زي تطول فرصه زي دي .. المفروض افراح دلوقت واحمد ربنا انك اخيرا هتحن عليا وتسيبني على ذمتك ..مش كده زفر وليد بقوة بينما كفه الموضوعة فوق يدها تقربها منه دون شعور اليه قائلا بندم: ليلى بلاش الكلام ده .. انا مش عاوزك بالغصب معايا انا عاوزك برضاكي ! ليلي احنا الاثنين مرني ب*روف صعبه جدا واحنا الاثنين كنا محتاجين بعض وكل واحد فينا لاقي الحاجه اللي ناقصه في الثاني .. ولسه هنكمل بعض لما توافقي انك تفضلي في حياتي اتسعت عين ليلي من كلماته ليقفا ينظران الى بعضهم لدقائق عيناه تجوب وجهها شغف هامسا : هنا مكانك معايا ومع ولادنا ...و اوعي مره تبصي لنفسك بصه وحشه ولا على انك رخيصه ومش مستاهله .. بالع** انتي غاليه قوي لشهقة باكية منها يسمعها تتمتم بصوت مرتجف بين طيات ألمها: بلاش يا وليد انت السكينه سرقاك دلوقت .. بس مع اول مشكله هتحصل هتنسي كل ده.. لو حد بالصدفه قال لك كلمه وحش عليا .. ولا عن شغلي القديم هتجيلي في ثانيه وتهدي كل ده من غير ما تسمعني ... انت قلت الحل من اول ما دخلت من بره احنا لازم ننفصل ... انا هاروح اجهز نفسي عشان امشي بس الاول اجيب مريم من عند سليم من المستشفى اتسعت عين وليد من رؤيته تدلف الي الداخل تلم شنطه ملابسها يلعن نفسه الف مرة انه لم يستمع اليها أو يسألها لكن شك فيها وعقبها بالانفصال علي الفور.. دلف خلفها تنحنح بخشونة: ليلى انا مش عيل صغير وعرفت كويس أوي انا عاوز يو باعمل ايه .. ممكن انتي معاكي حق ان غلطت وما سالتيش عن الشخص اللي خارج من الشقه ده من الاول .. بس ممكن ربنا قاصد كده عشان يفوقني من حاجه أن ممكن يحصل سوء تفاهم زي كده لازم المره الجايه هتتصرف بعقل لم تجيب عليه أكملت لم ملابسها وملابس ابنتها وذهبت تضع الحجاب علي رأسها عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بسعاده: هو انتي اتحجبتي؟؟. هزت راسها لها بالايجابي لتقول ببرود: أيوه ! . قالت وليد بابتسامة عريضة: مبروك بجد فرحت لك عليه .. ابتلع وليد ل**به بصعوبة عندما رآها انتهت من حجابها وحملت حقيبتها ليسرع يأخذها منها قائلاً بضيق شديد: ليلي انا قلت لك مش هطلقك و مش هتمشي انتي ليه مصممه تمشي اللي في دماغك .. عارفه ان انا غلطت وقلت لك اسف , بس انتي مش راضيه تسامحيني اعمل لك اكثر من كده ؟؟. ليلى إنتي مراتي و ممكن اغصبك على القعده هنأ.. بس انا عاوز يكون كل حاجه من البدايه بردانه احنا الاثنين خلينا نتفق بهدوء !! _____'______________'________ يتبع.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD