الفصل الثاني (الجزء الاول)

4729 Words
فووووووت كتير قبل القراء ♥️♥️ فصل بتاريخ :16/7/2021 #روايه #موت_علي_قيد_الحياة ⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد الفصل الثاني (الجزء الاول) _________________ ابعد وليد يده الشاب الممسك بالسكينة بحده ثم صعد إلى سيارته بهدوء دون حديث وإدار السياره ..ابتسم الشابين بانتصار تحت أنظار ليلي المصدمه لتصرخ ببكاء مريره وهي تشعر بأن الشابين يجذبونها بعنف الي داخل الغابه مره ثانيه ليرجعوا الي الجراچ .. شعرت ليلي بكامل جسدها يرتجف بعنف من شدة الذعر تراجعت برأسها بعيداً عن يده التى لازالت تمسك بها ثم تتحس شفتيها بشهوة وهى لازالت تتنحب بشدة ,شفتيها المرتجفه وعينيهم تلتمع بالشهوة ابتسم أحد منهم قائلاً: مش قلنالك يا حلوه ما حدش هيقدر ياخذك مننا .. كان لزومو ايه بقي الشو اللي عملتيه .. حتي الوحيد اللي وقف ليكي في الطريق طلع جبان وسابك ومشي ليقول الأخري الذي يحمل سكينه هاتف بنبرة حاده: هاتيجى معانا بزوق...و لا تحبى نخلص عليكى هنا..؟! تمتمت ليلي بصوت مرتجف محاوله السيطره على رغبتها فى الصراخ: لا ها...هاجى معاك... هاجي خلاص ابتسموا بانتصار الشابين ثم جذبها أحد متوجهاً بها نحو الجراچ إلي سيارته اخذت تتبعهم ليلي بخطوات بطيئه متهالكه وهى تشعر بروحها تكاد ان تغادر جسدها... لتقف فجاء وهم يطلعون إليها بشراسه ليقترب منها أحد منهم قائلاً بحده: وقفت ليه ثاني يلا مـ..... قبل أن يكمل جملته كأنت ليلي ترفع أحد رجلها لتضربه في تحت الحزام ليصرخ بقوة متألماً قامت ليلي بدفعه الأخري بقوه نحو جزع شجره ليرتطم جسده به بحدة مما جعله يصيح بشراسه وهو يسب و يلعن اياها الأخري: يا بنت الكلب ....و دينى ما هرحمك..هموتك يا الـ***......... لكن ليلي لم تنتظر سماع باقى جملته ركضت سريعاً نحو الطريق تجر ساقها المصابه و هى تلهث بالم لكنها تجاهلت هذا الألم ألتفتت ليلي تنظر خلفها لتراه بأنهم يحاول النهوض بصعوبة وحاده وركض أحد منهم خلفها سريعاً والاخري أيضا نهض هو يصيح بالم... لتشعر بروحها سوف تغادر جسدها وهم علي وشك الامساك بها و قريبن منهم وقفت علي أول الطريق تشهق شهقاتها حاده وبياس ناظر في السماء تدعي ربها أن تنجي منهم .... نظرت حولها لعلي تراه أحد ينفذها منهم وهو علي بعض أمتار قليلة منها .. لتحرك جسدها تركض مره أخري بألم حتي ظهرت أمامها سياره لتجد نفس الشاب الذي أوقعت عليه القهوة في المستشفى والذي تركها ورحل ! اتسعت عينيها بصدمه من وجودوا مره ثانيه ماذا يفعل حتي صاح بها بقوه: انتي لسه هتصدمي اركبي بسرعه ابتسمت ليلي بسعاده وهو يفتح باب السيارة لها هزت راسها لها بالايجابي بلهفة وصاعدة الى سيارته لينطلق بها بسرعة مبتعدة عن ذلك الشابين الذى كان لايزال يركضون ليقع واحد ارض يتعب شديد واجهاد ويصيح الأخري بغضب شديد أن يوقف السياره .. لكن وليد لم يرد عليها ظل يقود السيارة بسرعة حتي أبتعد عنهم .... __________________________________ بعد نصف ساعة مزال وليد يسوق سيارته حتي أبتعد اطلاقا عن ذلك الشابين نهاء وهى تجلس جانبه تنتحب بشدة حتى اصبحت الرؤية امامها ضبابيه من كثر البكاء هتف وليد بعصبية مفرطة: ما بطلي عياط بقي صدعتي دماغي .. دلوقتي بس فاكره تعيطي و زعلانه ! كان اللى ود*ك لهم من الاول كانت ليلي جالسه تنتحب بجسد مرتجف ولم تجيب ليكمل بقسوة ناظر بطرف عينه منها بعينين تلتمع بوحشية: مش محتاجه رد يبقى كلامهم كان صح وانتي كنتي جايه من الاول بمزاجك معهم ! بس يا ترى بقى اللي خلاكي ترجعي في كلامك إيه؟؟ ما عجبتنيش الفلوس دفعهالك ولا هما ذات نفسهم ما عجبكيش ؟؟. ليلي تمتم بصوت متقطع ضعيف من بين شهقات بكائها: ليك حق تقول اكثر من كده كمان ! ما هو اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار .. ابتسم وليد بمرارة وهتف ساخره بشده: ايه هتقولي الاسطوانه اللي دائره اليومين دول .. أنا بصرف على اخواتي وامي تعبانه مش لاقي حق العلاج وابويا طلقها راح اتجوز واحده ضحكت عليه وخلص فلوسه كلها عليها ..مش كده ما هي أي واحده تغلط وما تلاقيش مبرر لنفسها؟؟ لازم تقول كده وتطلع نفسها هي الصح واللي حواليه ذئاب بشريه !! ابتلعت ريقها بضعف وتجاهل ذاك الجالس بجانبها يراقبها بعينين تلتمع بالقسوة بينما الاشمئزاز يرتسم فوق وجهه قائله: انا ما قلتش ان اللي حواليها هما السبب في اللي انا فيه بس ساعات الظروف بتجبرك تعمل حاجات انت مش عاوزها .. قال وليد بحده و وجه محتقن بالغضب والقسوة: ظروفي اللي بتخليكي تشتغلي شغلانه ذي دي وتبيعي نفسك وتخلي اتنين زباله زي دول يبيعوا ويشتروا فيكي .. ما فيش حاجه اسمها الظروف اللي بتخليني اعمل كده احنا اللي بنعمل كده في نفسنا .. شعرت ليلي بكلماته تلك كخنجر حاد ينغرز فى قلبها يدميه بقسوة خاصة عندما رأت احتقاره لها يلتمع في عينيه بوضوح.... هتفت بان**ار و خوف: انا مش مبسوطه من اللي انا فيه و نفسي ابعد بس مش عارفه .. لما لقيتني بجري منهم ما اعرفش فجاه كرهت نفسي وكرهتهم و ما بقتش عاوزه اعمل كده ثاني , مع اني عارفه و متاكده في حاجه هتجيبرني هاعمل كده ثاني .. معاني والله العظيم ما عاوزه أبقي كده ؟!! قال وليد بنبره بارده كالصاعيق ارسلت رجفه بداخلها: لو ندمانه فعلا عاوزه تتوبي هتلاقي 100 حل .. بس اللي زيك للاسف مش بيدوروا غير على الطريق السهل وبس .. مش عاوزين يتعبوا ... أوقف السيارة فجاه واخفضت ليلي رأسها بخجل شاعره بالاهانه من كلماته القاسيه ليكمل و هو يراقب بعيون حاده وجهها الذى شحب كشحوب الاموات :اظن كفايه لحد هنا انا بعدت بيكي كثير عن المكان اللي انتي كنت فيه وما حدش هيعرف يوصل .. اتفضلي انزلي انا كده عملت اللي عليا وخلصت ضميري همست ليلي بصوت مرتجف ضعيف: شكرا .. نزلت من السيارة ببطء شديد من ألم قدمها لتلفت قائله بدهشة متسائله بفضول :هو انت رجعتي لي بعد ما مشيت ؟!, أدار وليد سيارته بجمود ولم يجيب عليها .. تن*دت ليلي بتعب شديد وإرهاق لتسير بهدوء إلي منزلها !! __________________________________ بــعـــد اســبــوعـيـن .. . وضعت ليلي المفتاح في الباب تقول بصوت عالي: ماما.. ماما إنتي فين انا جيت ؟؟.. - انا هنا يا حبيبتي في اوضه الضيوف ..! ابتسمت ليلي عندما سمعت صوتها لتتقدم الي غرفه الضيوف لتتفاجا بـ شاب في سنه الثلاثين ومعه امراه بيدو عليها ولدته إبتسمت حنان تقول: تعالى يا حبيبتي ما تت**فيش ما حدش غريب .. دي ام ابراهيم جارتنا اللي ساكنه فوق عارفاها طبعا ! وده ابنها ابراهيم هزت راسها لهم بصمت لتقول أم محمد بابتسامة عريضة: ما تقربي تقعدي معنا يا عروسه م**وفه ولا ايه ! شهقت مدوية أطلقتهـا من بين شفتيها المرتعشتين بهلـع وصدمه, اخترق الحديث اذنيهـا كالطـبول الصاعقـة، رغم أنه ليس عريس يتقدم إليها وترفض كعاده حتي لا ينكشف أمرها ,ارتجفت شفتها بذهول تهمس بتلعثم: عروسه ! نظرت إلى ولدتها بحده لتحمحم أمها قائله بتوتر توضح: اصل الست أم إبراهيم هي وابنها كانوا جايين عشان يطلبوا ايد*ك مني ! وانا قلتلهم نتشرف بيكم طبعا بس اخذ رايك الاول ولو وافقت ه‍ـ.... قاطعتها تشنـج وجهها وهي تجيبهـا بخفـوت : مش محتاجه اخذ وقت عشان افكر انا ممكن اقول لكم رأيي من دلوقتي .. انا اسفه مش بفكر في الجواز ولا دلوقتي خالص ولا بعدين عن اذنكم .... رحلت ليلي إلي الداخل دون انتظار تعليق من أحد تحت انظرهم المصدومه باستنكار واخفضت رأسها حنان بخجل وارتباك من الموقف الذي وضعتها في ابنتها !! في الـداخـل هوت لـيلي علي الكرسي بثقل جسدها حتي اص*ر صوتًا، نظراتها مثبتة علي اتجه باب غرفتها وهي تسمع تأسف ولدتها بشده إلي أهل العريس، كأنت صامت لكن بداخلها تقول الف كلمة واولهم الي متي ستظهـر القوة وبداخلها يتآكل كالصدئ في الحديد، الي متي ستتحمل نظرات الجميع الموجهة نحوها بأتهـام شنيـع، وكأنها عليها وصمة عـار ابديـة، إلي متي سوف تظل هكذا تخفي عارها, بتمزق قلبها بخوف بأن سوف يأتي يوم و ينكشف المستور .. __________________________________ دلف وليد غرفه خالته ليجدها تجلس أعلى الفراش تحمل ما بين يدها مصحف وتقراء منه بصوت منخفض بعض الآيات ! تن*د وليد ليخرج ليسمع صوتها تصدق وتنده عليه: خير يا وليد كنت عاوزني في حاجه يا ابني ؟. ألتفت إليها وليد بابتسامة خفيفه قائلاً: اه يا خالتي .. انا بكره ان شاء الله هنقل لبيتي القديم شهقت فايزه بقوه ونهضت بقلق بالغ: ليه يا ابني كده انا كنت عملت حاجه زعلتك مني ما انت قاعد معي ومونسنى ! هز رأسه برفض قائلاً بهدوء: خالص يا خالتي ما عملتش حاجه ضايقتني ! بس كفايه بقى انا بقيلي هنا خمس سنين معاكي و عاوز اروح بيتي افضل فايزه برتباك شديد: يا ابني ما هو اصل عقد حاجبيه متسائلاً بإستغراب: في ايه يا خالتي في حاجه ؟!, ضغطت على شفتيها باساه قائله بخوف: بصراحه كده يا ابني انا خايفه لما تبقى هناك لوحدك تعمل في نفسك حاجه ! لا وكمان هتروح البيت اللي كلكم كنتم ساكنين فيه مع بعض وكل ذكرياتك معهم فيها .. هتستحمل تقعد لوحدك هناك ازاي بس ! مـ ممكن تنتحر ولا حاجه .. بلاش يا أبني تقعد لوحدك خليك معايا يا اضمن ابتسم وليد بمرارة وهتف قائلاً ساخر: انتحر مره واحده ! لا ما تقلقش يا خالتي انا عمري ما فكرت في كده ولا الموضوع ده جاء في دماغي اصلا .. ممكن لو سليم ما كانش لسه عايش في المستشفى كان ممكن فكرت فيها في لحظه ياس .. وبعدين بالعقل كده لما اعمل حاجه في نفسي مين اللي هياخد باله من ابني ويجمع الفلوس العمليه ويسافروا بره يتعالج بس .. زمـت شفتيهـا بعدم رضـا، تعترض وبشدة علي هذه القرار: طب خليك يا حبيبي معايا .. بلاش تروح البيت لوحدك ممكن متستحملش ويجرى لك حاجه وانت هناك لوحدك وما حدش ياخذ باله منك نظـرت لعينيها السوداء التي **ـها الآلام حتي اعطها لمعة ملتهبة زاد من سوادها المظلـم كحلكة الليل، ثم استطردت قائلاً بجدية: خالتي ممكن ما تضغطش عليا .. انا خلاص قررت هارجع بيتي ! __________________________________ تنـام ليلي علي فراشهـا الوتـير بشكل عشوائى، في غرفتها الصغيرة، شعرها الأسـود الحريرى يتناثـر علي الوسـادة بجوارها كأنها رسمة علي ورق فنيه، فـ هي حقه تمتلك جمال جذاب ومميز , ورموشهـا الكثيفـة تغطي جفن عينيها الزرقـاء كـ لون السماء الصافية التي يملؤوها اليأس والحزن دائما،و ذات جسـد ممشوق متوسط، ملامحها البريئة تجذب كل من يراها من اول وهلة، بشرتها ناصعة البياض، حتي استيقظت ليلي نهضت فى تمام الساعة السابعة حتى تلحق بالمرحاض ولا وتتاخر عن العمل حيث عملها يبدا فى تمام الساعة الثامنة والمدير يتجاوز عن التاخير وهي لا تمتلك عمل غيره وتريد الحفاظ عليه جيداً حتي تفكر في عمل أخري جانبه لتصرف علي علاج ولدتها المصابه بالقلب ! ولا تريد الرجوع الى العمل السابق التي تشتمئزاز منه كثير ومن نفسها .. اتجهت نحو المرحاض فتحت الصنبور المياه الساخنة حتى تشعر بالاسترخاء لتعب جسمها منذ وإصابتها يوم هروبها من الشابين وجاء ينفذها ذلك الشاب الذي لا تعرف إسم حتي الآن ! لكن اعتبرت هروبها ونجها في ذلك اليوم فرصه جديده لها.. ظلت قرابة نصف ساعة تحت الصنبور حتى انتهيت خرجت من المرحاض تجفف شعرها و وجهها انتبهت إلي ولدتها بالجلوس على الأريكة أمامها ثم اشاحت وجهها بعيد بضيق شديد منها لتفهم ليلي السبب وتقترب منها بابتسامة: صباح الخير يا ماما .. لم تجيب عليها لتقول ليلي بتوتر: طب فطرتي اخدتيه الدواء عشان ما تتعبيش نظـرت لعينيها التي بها لمعة عتاب،ثم استطردت بلـوم : وانتي فارقه معاكي قوي صحتي ولا ايه اللي بيتعبني ؟ اول مره احس ان انا ما عرفتش ارابيك كويس شحب وجهها كشحوب الاموات **ـتها الدموع قائله بحزن: ليه كده بس يا ماما نهضت حنان وقالت بغضب : ولسه بتسال ليه بعد اللي عملتيه امبارح ؟ دي عامله تعمليها فيا ! تحرجني قدام الناس اللي جايين يتقدموا ليكي وتقولي لهم مش هتجوز. و في وشهم وتمشي وتسيبيني معاهم وانا وشي في الارض ومن ال**وف ومش عارفه اتصرف معهم ازاي تنحنحت ليلي قبل ان تمتم برتباك: يا ماما هو الجواز بالعافيه ؟ انا قلت لك بدل المره الف مش هتجوز تقدري تقولي لي مين هيتحمل مسؤوليتي و مسؤوليتك .. ما إللي أنا بعد الجواز برضه لازم اصرف عليكي انتي ناسيه مصاريف الدواء بتاعك عضـت حنان علي شفتهـا السفلية بحـزن، ابنتهـا وزهرتهـا المتفتحة تراها تذبل كل يومًا عن ذى قبل، الي متي ستظل هكذا حتي تراها ذبلت كليًا وتصبح جسـد يزجـه القدر بلا روح ولا هدف لتقول بنبرة حادة مقصودة : بطلي تعملني لي حجتك كل شويه ! ده ثالث عريس ترفضي في نفس الشهر هتفضل لحد امتى ما تعنسي جنبي .. يا بنتي انا وانتي لوحدنا وانا بيني وبين القبر خطوه واحده ممكن في اي يوم تصحي متلاقنيش معاكي .. ساعتها الناس مش هترحمك وانتي لوحدك .. ما هما من البدايه اصلا بيتكلموا علينا من ساعه ما جئنا واسكنه انا وانتي من غير راجل .. امال وانا مش موجوده معاكي اللي هيحصل كـان هدوءها عبارة عن قشـرة رقيقـة، من مجرد لمسها ينزاح ليظهر مدى الألم والصـراخ المكبـوت بداخلها، صراخ لو خرج منها لأصـاب اذن كل من سمعه من شدته، هـزت رأسها نافيـة ولم تنظـر لوالدتها، اكتفـت بالهمس المسموع بصعوبة: ممكن بلاش الكلام اللي يعصب ده على الصبح .. انتي عارفه انا باحبك قد ايه وما ليش غيرك ومش هستحمل حاجه تحصل لك ... تن*دت حنان بيأس هاتفاً بقله حيله: لو بتحبني فعلا اتجوزي نفسي اشوف لك عيل قبل ما اموت ... __________________________________ كان وليد كعاده في المستشفى بداخل غرفه أبنه يطمنه عليه وعلي أمل أن يفوق ولكنه من الواضح ان فترته كالسراب لا نهاية لها ابدًا !!قال بصوت اشبـه للهمس : اخبار ايه النهارده .. لسه ما فيش جديد وكان الطبيب وائل يكشف علي أبنه يقف جانبه قال بهدوء: لا يا وليد الحاله زي ! بس تقلقش قريب ان شاء الله تسمع اخبار كويسه استطـاعت بمهـارة انتشـال الألم من خلجات وجهه، ليرسـم السخرية التي بات معتـادة عليها، وغمغمت بتهكم : امتى بقى اليوم ده شكلها كده خلاص ما فيش امل .. ألتفت وائل إليه ناظر بعـتاب وقال: ايه يا وليد التشاؤم ده .. انا مش متعود عليك كده أنت طول عمرك عندك امل ان ممكن قريب قوي يفوق ويبقى كويس تن*د تنهيدة طويلة حارة يحمل بطياتها الكثير والكثير من الألم وقال بيأس حقيقي :عشان تعبت يا وائل بقيلي خمس سنين مستني الأمل ده ومش بيجي .. ليقول وائل بجديـة :استغفر ربنا وخلي عندك امل كبير في يا وليد ؟!, استغفر ربنا كثير بندم لا يعلم تأثيـره عليه وائل الندم انتقل اليه في صـورة **رة وألم، يعذبـه بكلماته كل مرة دون أن يشعر، يريد أن أمل يربطوا بالحياه أن أبنه سوف يستيقظ قال بهدوء يع** ما يكمن بداخله : يارب .. ليسمعوا صوت طرقات علي باب ليسمح وائل بالدخول دلفت ليلي قبل ان تتحدث انعقد لسانها وكأنها تجاهد للحصول على الكلمات من الصدمه، ظـلت عينيها مصدومه لدقيقتـان تحـاول السيطـرة علي حالة الهلع التـى سيطـرت عليها حتى لا ينفضح أمرها .. تسألت بذعر نفسها ماذا يفعل هنأ أيضا؟ منقذها من ذلك الوحوش البشريه هل اتات إلي هنأ ليكشف أمرها ! هل تحدث في أمر مع أحد في المستشفى وانفضح امرها وانتـهـاء .. ولاحت ليلي بعينـاه وليد سحابـة غامضـة، قبل ان يتحدث وائل بابتسامة خفيفه: خير يا ليلي كنتي عاوزه حاجه ؟؟ هزت راسها لها بالايجابي لتقول بتلعثم: آه المدير كان عاوز حضرتك في مكتب حالا عقد حاجبيـه بعدم فهم ونظـر لها مستفهمًا: ما لكيش عاوزني في ايه؟. هـزت راسها نـافياً وكل خلية من جسـدها ترتعـش ليستطـرد وائل بجديـة قائلاً موجه حديثه لها: طب تعالى ادي الحقنه للمريض سليم عقبال ما اشوف المدير عاوز ايه .. معلش يا وليد دقيقتين ومش هتاخر عليك كـان يقف وليد بهدوء مفتعـل هاتفاً: ولا يـهمك. رحل وائل للخارج بهدوء معطي الابره إلي ليلي الذي أقتربت بخطوات بطيئة من سريره المريض تحقن الابره ..تطلعت بنظرها في كأن يقف بقوامـه العريض يعطيه مظهر رجولى جذاب، بجوار ملامحـه التي باتت كالطريق المسحور تسحر كل من يسير ويدقق فيها، عينـاه البنيـة تخفي وميض ألم يصعب علي عالم في قراءة العيون معرفته, قائلاً ببرود قاتل: هتفضلي تبوصيلي كثير .. لو خلصتي شغل يا ريت تفضلي ظهـرت اشباح الخوف علي قسمَات وجههـا الأبيض، ومن ثم غمغمت بضيق متردد : هـ هو انت قلت حاجه لي دكتور وائل او اي حد هنا في المستشفى يطالعها بهيئتـه ساخرة، ثم جلي الجمود في نبراتـه : حاجه زي ايه ؟؟ حديثـه يخنقهـا رويدًا رويدًا بعينيه نظـراته يفترض أن تؤلمهم، زفـرت بضيق قائله بنبرة متوتره وخجوله : حاجه يعني زي يعني آآ اللي انت شوفته لما انقذتني مـ... أختـفي بريـق عينـاه اللامـع الـغـامـض ليجتاحها نظرات مشتعلة بفعل كلماتهـا قائلاً بنبرة الحادة: لا ! انا جاي هنا عشان ابني اللي راقد على السرير قصدك تعبان مش جاي احكي مع الناس تنفست الصعداء براحه متحدثه بأشفاق تنظر بأسف إلي الطفل الراقد أعلي الفراش بهدوء دون حركه لا حول ولا قوه: ربنا يشفيهلك .. لم يـعلـق علي حديثها كادت أن ترحل لكن إلتفتت له متقدمه وراح تترجـاه وهي محدقه به : طـ طب مش هتقول لاحد حاجه مين اللي شفتها من اسبوعين عني صح .. تطلع فيه بحده وأقتـرب منها متعمدًا بخطوات سريعة وإنتفاضة جسدهـا كالثعبان الذى لدغهـا من قربه، ثم قال بهمسـات حاده حطمت جديتها لأشـلاء صغيرة : هو انتي اللي زيك جنسه إيه ما عندكيش دم مش بتخافي من ربنا كل اللي همك منظرك قدام الناس بس .. طب ما فكرتيش في اخرتك هتكون إيه من الشغل المقرفي اللي انتي شغال فيه .. واحده رخيصه بتبيع نفسها للرجاله واللي يدفع اكثر تروح معه ! الصبح ممرضه شريفه و بتساعد الناس .. وبالليل واحده فاجِرة تُتَاجِر بجسمها للرجاله !! وكل اللي يهمك من كل ده منظرك قلت لاحد ولا لاء .. ونسيتي ربنا اللي شايفك وانتي بتعملي كده ؟؟ كأنت كلماتـه تجـرح فيها بشده دون قصد من جديـد هي ليس عادته تجريح الناس لكن أصبح الفتره الاخيره منذ فراق الجميع ومرض أبنه لا يهتم!، اصبحت تشعر ان قواهـا خارت، تكفيها للعيش فقط .. أعلنت قسمـات وجهها ما يدور بخواطـرها بألم حاد يفتك قلبها, اختفـت الدماء هربًا من وجههـا، وتمنت الهرب كحبـات الدماء بسرعة، تحاملت علي نفسها وهى تقول بصوت مرتجف : لا باخاف من ربنا وبترعب منه كمان ,حتى ما بقتش اصلي زي زمان من كثر ما انا بخاف اقف قصده ,بس بلاش تبص عليا وتحكم من غير ما تعرف اللي جوايا ما فيش واحده بتشتغل اللي انا باشتغل له وما نفسهاش تبقى بنتي كويسه زي كل البنات مبسوطه و مرتاحه مش طول الوقت خايفه .. بس ارجع واقول لك انت مش مكاني ولا حاسس باللي أنا في ولا تعرف انا ايه اللى جابرنى على كده .. الحوجه وحشه أوي يا استاذ ! . انا امي كانت ما بين الحياه والموت وكانت محتاجه تعمل عمليه قلب مفتوح في اسرع وقت .. تقـوس فمـه بأبتسامة ساخرة مريره من حديثها، ثم اومأ بتهكم : لا فعلا مش حاسس ولا مكانك ولا اعرف الحوجه وحشه قد ايه بالفعل استنفذت كل الفـرص لديـه، خطواتـه شبه الراكضة نحوها عبرت عن غضبـه الجامح الذى اجتاحـه، شعرت كما لو انه ثـور هائـج يركض باتجاهها، قبضتـه القوية علي ذراعها الأبيض جعلتها تتأوه بألم في لمح البصر يمسـك بذراعها التي ارتعشت من مسكتـه وشعر هو بتقززة كالوبـاء موجه جسدها نحو فراش أبنه متسائلا بجمود: ايه ده ؟؟ انتفضت ليلي بخضه بعدم فهم ونظـر له برتباك: انت لسه قائل انه ابنك ..؟!, لم يتركـها وانما ظل يضغط اكثـر، كلماتها التي من المفترض ان تهدأ من روعـه تجعله يثور ويثور اكثر،زمجـر فيها بغضب وحدة ورغم ألمها إلا انه لم يعبـروا عن ولو ربع ما يجيش بصـدره من عواصف : بظبط ابني عارفه بقي عنده ايه؟ ولا ايه اللي وصله لهنا ؟ اومأت برأسها نافياً بخوف حقيقي من تحوله فجأة سمعت فقط صـوت انفاسـه اللاهثـة، تعلم بمقـدار جهده للسيطرة علي نفسـه حتى لا يرتكب جريمـة: انا كان عندي ولد ثاني غيره وكان عنده امي ومراتي كمان عارفه كل دول راحوا فين ماتوا في حادثه مابقوش في حياتي موجودين وما نجيش من الحادثه دي غيري انا وابني اللي قدامك ده ..عنده مشاكل في العمود الفقري بسبب الحادثه ومش بس كده لا كمان عنده سرطان في الدم !! إبتعـد عنها ولـيـد بغضب جاحد واتسعت عيني ليلي بذهول مما تسمعوا منه وتطلعت إليه بصدمه كبيرة واشفاق عليه بشده, لينظر لهيئتها المبعثرة بجمود يتشبعـه بجدارة : مطلوب يعمل عمليه بره مصر و انا موظف على قدي ! انا حاليا بشتغل 3 شغلانات في اليوم الواحد عشان اقدر اسافر ابني يتعالج بره .. بشوف الزل من الناس و اسوء معامله ممكن تتخيليها عشان اعرف اجيب القرش و اجمع الفلوس إلي أسفر بيها ابن بره مصر .. إبتلعـت ريقهـا الذى جف، وحاولت جمـع شتـاتها التي بعثـرت بفعل ريـاح حديثه لا تصدق ما تسمعه كيف علي انسانه مثله يتحمل كل ذلك ليكمل بقسوة ناظر إليها بغضب: انتي بقى اللي ما تحكميش على الكتاب من عنوانه طالما مش عارفه الناس بتعاني ازاي من جوه ! وفي ناس ظروفها اصعب منك بكثير ومع ذلك عارفين يفروا لقمه حلال .. وعندك أنا , انا بشتغل في مصلحه الضرائب اكثر مكان ممكن يتعرض عليا عشرين مره رشوه وفي اليوم .. في اكتر وقت انا بكون في محتاج للفلوس وممكن بكل بساطه اقبلها ما انا عندي عذر بقى ! بس مش بعمل كده وبرفض عارفه ليه ؟ نفس السبب اللي خلاني ارجعوا انقذك .. عشان مش عاوز ابني يتعالج بفلوس حرام ولا عاوز أبني يشيل ذنب عملته في يوم بدون قصد .. هربت الحروف من لسانها وصممـت الاخـري بعجـز يتملكها، لا تعرف بماذا تجيب من الأساس, شـدة غضبـه، تطـايرت شرارات سوداء غاضبة مشتعلة من عينيه وهمس بنبرة اشبه لفحيح الافعـي : عرفت بقى يعني ايه حوجه الفلوس اللي على حق ؟. ما تحاوليش تلاقي لنفسك أعذار تافهه , في ناس مكانك واكثر وبنات كمان عندهم أنهم ياشحته في الشوارع ويقطعوا نفسهم شغل ليل ونهار ولا انهم يعملوا حاجه حرام .... تنفس الصعداء زافر بقوه كأنه يبحث عن كالقشة في كومة قمح، بينما يريد أحد اعطـاه مجرد أمل طفيف حتي لو اخر امل ! تطلع فيها باشئمزاز ثم استـدار وغادر على عقبيـه ... لكن هي كأنت مهما تبنى جدار امام جدار أمل تبعد نفسها عن ذلك الشيطان ، بثقب الخبثـه ولؤمـه وينهي على الفـور .. اقبل عليه وائل بإستغراب: رايح فين انا جئت اهو خلاص .. هـز رأسه نافيـة ولم ينظـر إليه حتى لا يلاحظ احمرار عينه من الألم اكتفـت بالهمس المسموع بصعوبة : لا خلاص هحاول اعدي بالليل مره ثانيه لو عندي وقت ! بس عندي شغل دلوقتي لازم اروح هتف وائل بتفهم: ربنا معاك ويقويك.. في الداخل سمعت ليلي اصـدر انينًا خافتًا، لا تعلم من أي اتاتي حتي سمعت الصوت مره ثانيه لتعلم أن يأتي من المريض سليم وقال بصوت اشبـه للهمس : آآه بـ.. بابا قبل أن يرحل وليد سمع جاءت إليهم ليلي شبه تركض بلهفة قائله مسرعه: دكتور وائل المريض فاق واتكلم ..؟!، نظروا إليهم باعين متسعه بصدمه وعدم تصديق ليدلف كلا من وليد و وائل ليكشف علي سليم باهتمام فال وليد متمتماً بصوت ملهوف وسعاده: انتي بتتكلمي بجد متاكده ان فاق شوفتي بعينك قـال وائل بتحذيـر: ليلي انتي متاكده ؟.. اومأت برأسها بالايجابيه دون تفكير: ايوه والله العظيم متاكده فاق وبصلي واتكلم كمان .. نظـر لها وليد بطـرف عينيـه، ثم أقترب منها أمسـك يدها بقبضتَه السمراء دون قصد تسللت الأبتسامة له، وانف*ج ثغـره بابتسامة مشرقة: بجد اتكلم ؟ طب قال ايه ارتجف جسدها من لمست يده وكانـت دقـات قلبها تتسـارع من تحول هيئته عن قبل سابق كأن لا يطيقها ولا يطيق النظر لها وكانت يثور عليها، تشنجـت قسمـات وجهـها قبل أن تجيبه بصوت هامس :هو ما قالش غير بابا ... وبعد كده غمض عيني ثاني أبتعد عنها وأقترب جالس على ركبتيه أرضا ونظر وليد له بحـزن قبل ان يهمس بألم تجسـد في نبرتها :يا حبيبي يا ريتني كنت موجود جانبك وسمعتك انا هنا جنبك مش هاسيبك ابدا .. طب هو ساكت دلوقتي مش بيتحرك ليه ابتسم وائل قائلاً باشفاق وابتسامه مطمئنه: اهدا يا وليد ما تقلقش ده رد فعل طبيعي ! سليم في غيبوبه من خمس سنين وان فتح عينيه النهارده واتكلم ده شيء كويس و خطوه كويسه في العلاج ... __________________________________ في المساء .. سمعت ليلي صوت جرس منزلها لتنهض فـ ولدتها بالخارج تشتري اشياء خاصه بالمنزل! تجمدت بمكانها فور ان فتحت الباب و رأت جابر يقف امام باب شقتها اخذت ترفرف بعينيها عدة مرات من الصدمه تقدم منها بخطوات بطيئه متمهله قائلاً بسخريه لاذعه: ايه مفاجاه مش كده ؟ متوقعتيشن تشوفيني هنا صح .. انا سبق وقلت لك يا ليلي انا مش بهوش ولو متعدلتيش معايا هاجي واعرف أمك كل حاجه تنحنحت ليلي قبل ان تمتم بحده بعد ان فاقت من صدمة وجوده امامها: انت ...انت بتعمل ايه هنا...؟! اجابها جابر ببرود مثل الثلج: جاي اشوف الهانم اللي هربت وسابتنا أنا البس الليله لوحدي .. انا مش كنت سايبك تشوف شغلك هناك اللي انا سمعت منهم ده .. ضربتيهم وطلعتي تجري وركبتي مع واحد العربيه و من البيه ده كمان .. بتشتغلي من ورايا ولا ايه؟؟ لو بتعملي كل ده عشان عاوزه فلوس زياده نتفق وماله تذكرت حديثه وليد معها وكل معاناه لتهتف بغضب شديد: باقول لك ايه اسمعني كويس يا بني ادم انت ! انا مش هيشتغل الشغل الزباله والوسخ*** دي ثاني .. ومش عاوز اشوف وشك ولا هنا ولا في المستشفى ولا في اي حته ...ولا حتى نمرتك تيجي على تليفوني ثاني ؟؟ جابر وهو يتمتم بحده وعينيه تلتمع بقسوة بثت الرعب بداخلها: ده القوه إللي نزلت عليكي مره واحده دي ؟؟ يا ترى الهانم مش خايفه لما امها تعرف أن بنتها بتشتغلي لمزاج الرجاله ؟؟ شعرت ليلي بالدماء تغادر جسدها فور ادراكها حديثه! لكن هي اخذت عهد علي نفسها لم ترجع لذلك العمل مره ثانيه واعتبرت أنقذها تلك الليلة الماضية من ذلك الشابين فرصه لم تعوض ,جزت علي أسنانها بعنف هاتفاً بحده: انت اوطى واحقر واحد شفته في حياتي ! ولا يا جابر مش خايفه منك ؟؟ عارف ليه ؟؟ عشان انت لو عملت كده فعلا وقلت لماما ! انا كمان مش هاسكت و هاروح اقول لي مراتك وعيالك .. ومش بس كده لو وصلت بي إني اسافر لامك وابوك البلد وقل لهم ابنكم بيسرح البنات و يشغلهم في ايه هعملها .. ما هي فضيحه بفضيحة بقي ! . اتسعت عيني جابر بغضب شديد وقال بعصبية: انتي بتهدديني يابت*** نسيتي نفسك ولا ايه ؟؟ ده لولا انا جبتلك الشغل ده كان زمان امك ميته ومش عارفه تتبري ليها فلوس العمليه هتفت ليلي بمرارة وهي تتذكر ذلك الأيام الصعبه احتياجاتها للمال لتقول بقوه شديد لا تفرف من أين اتات لها قائلة بقسوة : اه لما قعدت تزن عليا ذي الشيطان في اكثر وقت انت عارفه انا كنت محتاجه الفلوس قد ايه ؟؟ وللاسف استسلمت وافقت ! اقسم بالله لو فكرت تقول لماما حاجه او مابعدتش عني مش هترضى ثانيه واحده وما عملهاش جابر واعرف اهلك حياتك الوسخ*** !! شعر جابر بخوف وأن حديثها جده لا مزح متمتم بارتباك وقد التمع العرق البارد فوق جبينه: انا هعتبر نفسي ما سمعتش حاجه ! واسيبك يومين لحد ما اعصابك تهدا .. وانتي بنفسك اللي هترجعي تدوري عليا لما تحتاجي الفلوس هزت راسها برفض قوه بنبرة حادة مقصودة: انت بتحلم يا جابر خلاص ! انا لو هاموت من الجوع ولا أن شاء الله اشحت مش هارجع لي الشغل ده ثاني __________________________________ بعد يومين وصل وليد امام البنايـة التي بها منزلـه المتوسط، الذي كأن يسكن به هو و عائلته ترجـل من سيارتـه السوداء ثم أبعد النظارة عن عينيه السـودا، لتظهر تلك الجوفتين العميقتين الغامضتيـن يحاول كتم دموعه، ينظران نحو ملجأه الوحيد .. سار بخطوات حتى دلف من باب البنايـة وهو يسحب حقيبته ثم إتجـه إليه أحد جيران القدام الذى يجـلس على احدى الكراسي الخشبية أمامه محل "الفاكهه" وهب منتصبًا حين رأه، وقال بابتسامة عريضة : يااهلاً اهلاً يا استاذ وليد عاش من شافك اخبارك ايه بادله الابتسامه وليد باصـتنع: الحمد لله كويس .. هتف متسائلا بفضول: اللي إيه اخبار الامور الصغير إبنك تنهـد بقـوة قبل أن يتابع بنبرة **ـاها الألم والعذاب: ما فيش اخبار جديده ..لسه في المستشفي حـدق الراجل به بصدمـة، ثم اردف بحزن :يا حول ولا قوه الا بالله ربنا يتمم شفاها على خير يرجعوا لك بالسلامه يا رب اومـأ وليد بلامبالاة مصتنع، ثم استـدار وغادر علي عقبيـه، توقف للحظة وإلتفت له يطالعه بنصف عيـن قائلاً متسائلا: باقول لك ايه يا عم محمد ما تعرفش حد يجي ينضف الشقة وياخذ اللي في النصيب .. اصل الشقه متبهدله أوي انا بقى لي فوق الخمس سنين مش بقعد فيها , وكنت باجي اطلع عليها وامشي على طول .. نظـر الرجل إليها ثم حك ذقنـه بطرف يده، يفكـر في شخص ياتي لتنظيف المنزل إليه نظر له مرة اخرى واجابه بهدوء : طب اطلع انت يا استاذ وليد وانا هابعتلك حد حالا ... __________________________________ طرق بسيطه علي الباب المنزل، وبعد ثوانى فتحت والدة ليلي وعلى رأسها حجابها الصغير، لتسأله في بهدوء : ايوة يا عم محمد خير ؟ اجابـها بهدوء مماثل، محمحم ببعض الأسـف : خير ان شاء الله يا ام ليلى ! انتي مش كنتي زمان بتنظف البيوت قبل ما تعمل لي العمليه القلب وتاخذي اللي فيه النصيب .. لو لسه بتعملي كده في وأحد صاحب الشقة الي قصادك في الدور الثالث عايز حد يطلع ينضف له الشقة .. هتروحي ولا اشوف حد غيرك ؟!, اخفضت رأسهـا بتفكر بتردد فـ أبنتها أن عرفت أنها رجعت لذلك العمل مره ثانيه سوف ترفض لكن هي لاحظت أن هذه الأيام المال قد قصر مع ابنتها قليلا عن سابق وهي لا تريد تزايد الحمل عليها , تمتمت بنـبرة حملـت الحزن قائله بهدوء مصتنع: طب يا عم محمد روح إنت وانا هروح أنظف له الشـقه هز رأسه بهدوء ورحل ودلـفـت حنان ترتدي عباءه سودا و وضعت وشاح أعلي رأسها وذهبت لأبنتـها ليلي لتجـدها تجلس على الفراش ثعبث في هاتفها بتركيز تبحث بالانترنت عن عمل أضـافـه لها نظرت لها بتوتر، ثم هتفت بهدوء اصطنعته : ليلي ! انـا طالعة انضف الشقة اللي قصدنا اظاهر سكنها لسة جايين ! هاجي على طول يا حبيبتي مش هتاخر رفعـت ليلي ناظريها لها تطالعهـا بدهشة وسرعان ما نهضـت مسرعة، ظهـر بريـق لامع في عينيها الزرقـاء مقتربه منها قالت بجدية تلقائيـة : لا طبعًا، انتي عارفة إن انا سبق واتكلمت معاكي في الموضوع ده مش هتنظف في بيوت حد ! انتي ناسي ان عندك القلب مش هتستحملي ! ده انتي لما بتعملى مجهود جامد هنا في البيت بتتعبي .. قالت حنان متنهيـدة تنهيدا حـارة تحمل الكثير والكثـير، ثم اردفـت بقلة حيلة : انا كويسه يا ليلي ما تخافيش على يا حبيبتي, وبعدين انتي عارفه ان احنا الايام دي محتاجين كل قرش وانتي بتعملي اللي عليكي و زياده ومينفعش اقف اتف*ج عليكي وماساعدش شعـرت ليلي بقلبها يتمـزق بمجرد ذكر انها لم تعد **ب المال مثل سابق, فاستطـردت حنان بتصميم : سيبيني اطلع يا حبيبتي لو حسيت بمجهود انا هاستاذن الناس وامشي على طول .. وبعدين ما ينفعش اتاخر اكثر من كده انا اديت الناس كلمه خلاص نظرت ليلي لها تمتمت بنـبرة حملـت الحزن والأسف والألم معًا في طياتهـا : طب خلاص انا اللي هاروح انظف الشقه .. __________________________________ يتبع.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD