(امراة جمعت بين زوجين)
كانت وعد تشعر بوحده رهيبه وحده جعلتها تكره الحياه وما فيها ،ظلت فى البيت لا تذهب إلى المدرسه ، فقد فقدت شهيتها لكل شىء.. والحزن أوقف مؤشرات تركيزها، فلم تعد قادرة على استيعاب أى شى ..فكرت أن تذهب إلى عمها عماد لعله يتحدث معها فتجد لديه السلوى.
وعد بعد أن طرقت الباب وسمح لها عماد بالدخول: السلام عليكم
عماد وكان مرتبكا خلف مكتبه الذى يستذكر دروسه عليه..فاردف وكأنه على وشك طردها:
- عايزة حاجه
لاحظت وعد ارتباكه لكنها تغاضت عنه وقالت وهي تقترب منه:
-كنت زهقانه وجيتلك ندردش سوى
عماد وهو يفتح كتاب ويتصنع المذاكرة:
_ أنا مش فاضى ياوعد عندى مذاكرة ،وانتى مش في ثانويه عامه زيي ،متروحى تذاكرى بدال الرغى ال عايزة ترغيه.
- انا زهقانه ياعماد وحاسه انى مكتئبه من يوم ما يحيى ،وجنى، وعمو نبيل سابو البيت.
قالتها بصوت مختنق كأنها على وشك البكاء وبالرغم من ذلك رد عليها بجفاء قائلا:
- والله أحسن حاجه عاملوها يعنى يقعدو يعملو ايه فى البيت الفقري ده. ياريت أنا كمان أقدر امشى من هنا .
فزفر فى ضيق وقال بفظاظة: روحى ياوعد ذاكرى أحسن اهى حاجه تطلعك من ال انتى فيه.
- مالك ياعماد ..حاساك زي ال بيتككلم وهو كاره لحياته.
عماد بانفاس تملؤها الضيق والاكتئاب:
-وايه فى حياتى اخلينى احبها ...المفروض اذاكر واتعب.. وبعدين بابا هو مكتب تنسيق هو ال يختار الكليه ال عايزها هو ، مش ال عايزها انا..هى ال ادخلها والمفروض كمان اطلع الأول واتفوق فيها كأنى ألة يحركها بابا بزراير الظلم والجبروت بتاعه ...عايزانى احب الحياه ازاى بعد كده.
صدمت وعد بكلام عماد فها هو ضحيه اخرى لعبد الحميد زهران .. يبدو أن نهايتنا على يده ...لم تجد ماتقوله له لأول مرة ترى عماد كأنه كتله من الألم واليأس يسير فلا أحد يشعر به ..لا أحد يراه...تنفست وعد بألم فتركته وأغلقت الباب خلفه دون حتى القاء السلام عليه.
وما إن تركته حتى اغغلق الكتاب وأخرج ما أخفاه فى درج مكتبه ..هذه اللفافه الصغيرة التى تحتوى على مسحوق أبيض قاتل .واخذ يضع منه على يده ويستنشق منه بإحدى فتحتي منخاره ،فاستنشق وكتم باصباعه على جانب منخاره الآخر فى استمتاع زائف وبعد..أن أخذ جرعته من الهيروين..القى نفسه على فراشه مستسلما للضياع.
دخلت وعد حجرتها وهي مشغولة البال على عماد وأخذت تفكر ما الذى جعله مرتبك هكذا ..لوكان عمها نبيل موجود لكان اهتم بأمره..فظلت تبكي على فراق الثلاثه بكاء مرير..حتى قطع بكاءها صوت هاتفها فتوقفت عن البكاء وكفكفت دموعها والتقطت هاتفها ووضعته على اذنها
وعد : الو
مستر وليد والذى شعر بدوار لسماع صوتها. ثم حاول كتم لهفته عليها واشتياقه لها وقال بجديه تليق بمعلم :
_ازيك يا وعد عاملة ايه..انا مستر وليد
وعد وهى تبتسم اخيرا وجدت من يهتم لامرها يشعرها بوجودها حتى امها لا تهتم بها ولا تسمعها ولا تشعر بمحنتها فغياب احب ثلاثه الى قلبها رحلو وتركوها وحيده.
قالت له:
_ مستر وليد انت جبت نمرتى ازاى
مستر وليد:
_ مش صعبه يعنى إن اجيبها من اى واحده صحبتك ...المهم طمنينى عليكى وقوليلى مبتجيش المدرسه ليه؟؛
- كنت تعبانه شويه يا مستر
- الف سلامه عليكى..حتيجى بكرة المدرسه؟
وعد بحماس : أيوة إن شاء الله
- خلاص اوكى بس لو مجتيش حيبقالى كلام تانى معاكى فاهمه
- حاضر يامستر .
وبعد انتهاء المكالمه...ظلت تفكر فى مستر وليد...وظنت أنه الملجأ الذى أرسله لها الله
????
فى سوهاج..
.في الشقه الخاصه بيحيى
ظلت جنى تفرك فى يديها فى توتر والقلق بدأ يدمر اعصابها، فمنذ خروج يحيى ولم يعد والساعه تشير الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل..ظلت تتطلع من النافذه لعلها تجد شبحه يظهر من أول الشارع ...لكن دون جدوى طاح بها اليأس ..فماذا تفعل؟؛ وبمن تستعين به ليبحث عنه حتى هاتفه مغلق
مرت نصف ساعه أخرى ..حتى وجدت الباب يفتح ..وهو يدخل من الباب ..وبدخوله ارتمت على المقعد تدفن وجهها بين يديها وتشرع فى بكاء حار
عندما رآها شعر يحيى بأسف لأنه تسبب فى بكاءها وقلقها...اقترب منها وجلس على مسند المقعد الذى تجلس عليه ورفع رأسها وهو يقول لها بنبرة اعتذار:
_جنى ..انا آسف حقك عليا مكنتش اقصد والله اقلقك
قالت جنى بثورة لتفجر فى وجهه كم القلق الذي عاشته بسببه:
-مش عايزة اسمع منك حاجه عشان لانت عندك إحساس بيا ، ولا عملت لحساب قلقى عليك من ساعه ما مشيت لحد ما رجعت حرام عليك يا اخي كنت حموت من القلق عليك.
دموعها ونحيبها يمزقان قلبه ، ويجلد روحه ، ينظر لعينيها المحمرتان ويكفكهم بأصبعيه ويقول بصوت هامس حنون :
_ خلاص يبت قلتلك حقك عليا انا غلطان
قامت جنى تجرى إلى حجرتها بعد ان قالت:
- لا يحيى مش افضل ساعات قلقانه عليك، وعايز تمحى كل ده بكلمه واحده
ولكنه جذبها من مع**ها والصقها فى حضنه وهو يقول لها وهو ينظر فى عينيها :
_ مهو انتى لو تعرفى انا كنت فين حتعذرينى.
كادت أن تذوب بين ذراعيه فحاولت ان تتماسك ..وتكتم انهيارها فى حضنه فقالت بسخط:
_ مش عايزة أعرف منك حاجه وسبنى بقى عشان أنام.
يحيى وهو يشدد قبضته عليها ويلصقها أكثر فى حضنه حتى اصطدم انفه بانفها والصق جبهته بجبهتها وهمس:
_مش لما تصالحينى
- يا سلام انا ال اصالحك بردو.
- أيو عشان انتى ظالمتينى .
- ظلمتك ازاى بقى
قال وهو يمرر يده على ظهرها:
_ عشان أنا كنت عند محامى بسأله عن حل لمشكلتنا.
انسحبت جنى من بين يديه وهى تسأله بلهفه :
_بجد يا يحيى .
يحيى بحنان وحب :
_بجد يا روح وعقل وقلب يحيى
جنى متلهفة :طب قالك ايه؟؟؟؟؟؟
الحلقه الثامنه عشر
(امراءة جمعت بين زوجين)
قربه منه يحيى وادارها إليه من جديد وهمس :
_ يعني انتي عايزة تعرفي المحامي قال ايه؟؛
جنى بنفاذ صبر :
_ أيوة قول بقى يايحيى المحامى قالك ايه؟؟
يحيى وينبوع حنان تفجر في عينيه:
_ طب هاتي بوسه الأول
تخضب وجهه بحمرة الخجل وقالت وهى تعطيه ظهرها:
_يسلام عليك انت رخم قوي على فكرة ..الله.
ويضع يحيى يديه على كتفيها..ويديرها إليه مرة أخرى قائلاً باصرار:
_مهو أنا مش قايل حاجه غير لما تدينى بوسه
ف*نظر إلى أسفل قدميها وكادت أن تفقد وعيها من فرط الخجل :
- حرام يا يحيى ..
يحيى وهو يرفع ذقنها باصابعه:
-حراااام؟؛ ومش حرام ال بيتعمل فيا ده يبقى بين ايديا القمر ده والحلاوة دى ،وابقى محروم منه ابقى مع حبيبتى ,وروح قلبى وهى وانا, تحت سقف واحد وحلالى ومش قادر اقرب منها ، ابقى عطشااااان وبين ايديا الميه ومشربش والله حرااام يناس ..حراااام ال انا فيه دلوقت حرام بجد
دقات سريعه ومتتاليه أرسلها قلبها وهى ترى فيضان الحب الذى يطل من عينيه ..فكادت ان تغرق فيه فابتلعت ريقها بصعوبة تحاول أن تسيطر على ضعفها فتحاول الأبعاد عنه بقدر الأمكان ولكنه يتمسك بها ويحبسها في حضنه بين ذراعيه ويلتقط شفتيها رغما عنها ، وتجد نفسها مستلسملة له فانصهرت الشفاه فى قبله طويييييييييله .. يحاولان أن يقضيان بها على حرمان أرق قلبيهما ..يبغيان الأرتواء .. وانقطعت الانفاس ، ورفرفت القلوب فسحبت شفتيها من بين شفتيه بصعوبه..حتى تلتقط أنفاسها وتدخل الهواء الى رئتيها ..ولكى تفر من الخجل الذى اعتراها دفنت وجهها فى ص*ره..فضمها يحيى إلى ص*ره بقوة.. كأنه يقول لها اهربى حبيبتى فملاذك هو حضنى همس بمنتهى الشوق والحب. :
- بحبببببك ياجنى ..بحببببك اووووى وخايف..خايف لحد يخدك منى ،انتى روحى وقلبى لو خدوك منى حعيش ازاى من غيرك..لو بعدني عني حمووت.
اخرجت جنى نفسها من حضنه ورأت عينيه تدمعان فنقل عدوة البكاء الى عينيها همست له من بين دموعها :
-محدش حياخدنى منك ياحبيبى ،ياجوزى .. ياروح قلبي..أنا كمان يا يحيى مقدرش ابعد عنك، مقدرش اكون لحد غيرك، ولا أتصور نفسي مرآة حد تاني غير يحيى حبيبى.
أغمض عينيه متذوقا لطعم هذه الكلمة التي تقع على أذنه كأعذب لحن سمعه في حياته هامسا وهو يرددها باستمتاع:
-الله جوزززى...قوليها تانى قوليها بصوت عاااالى واثبيتيها للدنيا كلها إن أنا جوزك جوزك حبيبك ومش حد تانى.. جوزك يبت.
دموعها تثبت له حبها وعشقها له :
- أنا مينفعش أكون مراة حد تانى انت مش بس جوزى ..انت جوزى وحبيبى وصديقى وكل حاجة حلوة ليا فى الدنيا.
فضمها إليه بقوة أكبر ود لو خبأها فى ص*ره حتى لا يعثرعليها أحد ، وتباكت العيون والقلوب ..يعزفون سيمفونيه الخوف من الفراق
تسللت جنى من حضنه ومسحت دموعها .. ورفعت وجهه بيديها ومسحت دموعه باصابعها الرقيقه هامسة بأمل:
- إن شاء الله محدش حيفرقنا.
فابتسم لها
فقالت وهي تصطحبه نحو طاولة الطعام:
_ يلا يا حبيبى تعالى نتعشى ..عشان تقولى المحامى قالك إيه وسيب كل حاجة على ربنا.
فاطاعها كأنه ابنها وهى أمه
بعد انتهاء العشاء
جلس يحيى وجنى على الأريكة يحتسون الشاى فقالت له:
- هاه قولى بقى المحامى قالك ايه؟
-بعد ماسبتك ..نزلت قعدت على قهوة حسيت انى مخنوق قوووى ..فضلت أفكر طب نعمل ايه؟ ..عايزين حل يخرجنا من ال احنا فيه فجأه جه على بالى اني اروح أسأل محامى وأشوف حيقول المفروض نعمل ايه؟
اتصلت على مصطفى وسألته على محامي راح مديني عنوان واحد بيقول أنه شاكر وكويس قوي رحتله وبعد ما حكيتله قصتنا قالى:
- شوف انت كويس إنك جيت ،
دلوقت المفروض المدام تروح النيابه وتقدم طلب فسخ عقد الجواز وعدم صحته من المدعو حسام ،ولأثبات حسن نيتها لأنها لم تقصد الجمع بين زوجين ، وان العقد الآخر تم بدون علمها... لأن كان من الممكن إن يقدم زوجها الآخر المدعو حسام بلاغ ضدها ..يتهمها فيه الجمع بين زوجين..وكمان ممكن يرفع عليها قضيه ..ويطلبها فى بيت الطاعه .
أول ما قال كده حسيت ان قلبى حيقف من الخوف كلامه خوفنى .. فسألته طب وبعد لما تروح النيابه يحصل ايه؟
قالي:
-طبعا بعد ا٦جراءت وتقديم الأوراق القاضى حيخليها تختار زوج ,الذى تريد أن تعيش معه ,ويقضى بفسخ العقد الآخر وتقريبا العقد الأول ، هو العقد الصحيح وده حيبان من التواريخ.. وفضل يطمنى إن الأمر إن شاء الله حينتهى لصالحنا.
جنى بعد سماعها لهذا الكلام سيطر عليها الخوف وأخذت تبكي
ويحيى يخفي خوفه هو الآخر جذبها ليضمها إليه، يطمئها ويربت على ظهرها لعلها لتهدأ فهمس لها وهو يشدد من احتضانها:
_ وبعدين معاكي بقى قلتلك متخافيش أنتي مراتي يا بت ومحدش حيقدر ياخدك مني فاهمة.
هدية اليوم
#يحكى ان رجلاً خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وبينما هما يسيران في طريقهما، كُسرت ساق ا****ر في منتصف الطريق..
فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جراً،
فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان المسيرة ، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم،
فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
وهنا غضب الابن الصابر و قال لأبيه:
أهناك ما هو أعظم مما أصابنا ؟؟
وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها.
فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك..
لنحسن دائماً الظن بالله..فإن أعطانا ، فرحنا مرة ، وإن منعنا ، فرحنا عشر مرات..لأن العطاء والمنع اختيار الله
الى اللقاء غداً
سهير عدلي