مسك وعنبر

6

لقد حصل على حساب مرضٍ ومرضٍ عنه . . كان شيفالييه هو الابن الثاني لرجل فرنسي نبيل من العقارات الكبيرة في فرنسا ، والذي كان قد توفي لعدة سنوات . . ترك عدة أبناء . . انتقلت ملكية الأسرة ، بالطبع ، إلى الأكبر ، ولكن إلى الأصغر سناً كان قد ورث ممتلكات كبيرة . . أقيم زواجنا بشكل خاص في الفيلا بحضور الكونت لويزا وأخي . . بعد فترة وجيزة من الأعراس ، تم حبس زوجي وأورلاندو في أفواجهم . . كانت عواطف أخي ثابتة الآن على لويزا بشكل غير قابل للتغيير ، لكن شعور الرقة والكرم ظل صامتًا . . كان يعتقد ، كما كان فقيرًا ، أن يلتمس يد لويزا ، سيكون بمثابة رد لطف العد بنكران الجميل . . لقد رأيت النضالات الداخلية في قلبه ، وقد نزفت قلبي من أجله . . حثني الكونت ولويزا بجدية على البقاء في الفيلا خلال الحملة ، حتى وافق زوجي مطولاً . . افترقنا ، يا - ! - اسمحوا لي أن أنسى تلك الفترة - ! - - لو رافقته ، كان كل شيء على ما يرام . . وقد أنقذتني سنوات الضيق الطويلة التي تلت ذلك . .

أطلق البوق الآن إشارة العشاء ، وقاطع رواية السيدة . . مسح مراقبوها الجميلون الدموع من عيونهم ، وبتردد شديد نزلوا إلى القاعة . . كان اليوم مشغولاً بالرفقة والاضطرابات ، ولم يكن قد عانوا من التقاعد حتى وقت متأخر من المساء . . سارعوا إلى السيدة فور إطلاق سراحهم . . ومهتمة جدًا بالنوم ، ومُلِحّة جدًا بحيث لا يمكن نبذها ، طلبت تكملة قصتها . . اعترضت على تأخر الساعة ، لكنها استسلمت مطولاً لتوسلاتهم . . رسموا كراسيهم بالقرب من كرسيها . . وكل حاسة يتم استيعابها في حاسة السمع المنفردة ، تبعها خلال مسار روايتها . .

'رحل أخي مرة أخرى دون أن يكشف عن مشاعره . . كان الجهد الذي كلفه إياه واضحًا ، لكن إحساسه بالشرف تجاوز كل اعتبار متعارض . . تراجعت لويزا مرة أخرى ، وتشتت حزنًا صامتًا . . لقد حزنت أيضًا على صديقي وأخي ؛ وقد اتهموا ألف مرة بأن هذه الحساسية زائفة ، مما منعهم من السعادة التي كانوا قد حصلوا عليها بسهولة وبراءة . . يبدو أن سلوك العد ، على الأقل من وجهة نظري ، يشير إلى الرضا الذي كان سيعطيه هذا الاتحاد . . كانت هذه الفترة هي التي رآها الماركيز مازيني لأول مرة وأصبح مغرمًا بلويزا . . كانت مقترحاته مُرضية للغاية ، لكن الكونت تحرم من ممارسة سلطة الأب التي لا داعي لها ؛ وتوقف عن الضغط على الاتصال ، عندما أدرك أن لويزا كانت تكرهها حقًا . . كانت لويزا عاقلة تجاه كرم سلوكه ، وبالكاد يمكنها رفض التحالف دون تنهيدة ، الأمر الذي قدمته امتنانها لطف والدها . .

لكن حدثًا حدث الآن أدى إلى تلاشي سعادتنا في الحال ، وجميع مخططاتنا المرسومة جواً من أجل المستقبل . . نشأ نزاع ، يبدو أنه نشأ في تافه ، لكنه سرعان ما زاد إلى درجة خطيرة ، بين شوفالييه دي مينون وأخي . . حُسم الأمر بالسيف ، وسقط أخي العزيز بيد زوجي . . سأمر على هذه الفترة من حياتي . . إنه مؤلم للغاية للتذكر . . كان تأثير هذا الحدث على لويزا كما يمكن تخيله . . أصبح العالم الآن غير مبالٍ بها ، ولأنها لم يكن لديها أمل في السعادة لنفسها ، لم تكن راغبة في حجبها عن الأب الذي يستحق الكثير منها . . بعد مرور بعض الوقت ، عندما جدد الماركيز عناوينه ، أعطته يدها . . شخصيات الماركيز وسيدة كانت بطبيعتها متعارضة للغاية لتكوين اتحاد سعيد . . من هذا كانت لويزا عاقلة قريبًا جدًا ؛ وعلى الرغم من أن حنونة شخصيتها جعلتها تخضع لسلطة زوجها غير المحسوسة ، إلا أن سلوكه غرق في أعماق قلبها ، وتشتقت في الخفاء . . كان من المستحيل عليها أن تتجنب معارضة شخصية الماركيز مع شخصية الماركيز التي كانت محبتها لها باعتزاز كبيرة وعادلة . . زادت المقارنة من معاناتها ، والتي سرعان ما كانت تتعدى على تكوينها ، وأثرت بشكل واضح على صحتها . . أثرت حالتها على العدّ بشدة ، واتحدت مع ضعفات السن لتقصير حياته . .

عند وفاته ، أودعت ابن عمي ، وغادرت صقلية إلى إيطاليا ، حيث توقعني شوفالييه دي مينون لبعض الوقت . . كان اجتماعنا مؤثرًا جدًا . . تلاشى استيائي تجاهه ، عندما لاحظت شحوب وجهه وتغيره ، وأدركت الكآبة التي تتغذى على قلبه . . لقد هربت كل حيوية متجددة من طريقته السابقة ، والتهمه الحزن والندم اللذان لا ينفعان . . لقد أعرب عن أسفه مع الحزن المستمر على الصديق الذي قتله ، وبدا وجودي وكأنه يفتح من جديد الجراح التي بدأ الوقت ينغلق فيها . . كان محنته ، متحدًا مع محنتي ، أكثر مما أستطيع دعمه ، لكن محكومًا عليّ أن أعاني ، وأن أتحمل أكثر من ذلك . . في خطبة لاحقة ، اندفع زوجي ، الذي سئم الوجود ، إلى خضم المعركة ، وحصل هناك على موت مشرف . . في ورقة تركها وراءه قال إنه كان ينوي الموت في تلك المعركة . . أنه كان يتمنى الموت منذ فترة طويلة ، وانتظر فرصة للحصول عليه دون أن يلوث شخصيته بجبن الانتحار ، أو يضايقني بفعل مجزرة . . لقد أعطى هذا الحدث اللمسة الأخيرة لمحنتي ؛ - مع ذلك اسمحوا لي أن أتراجع ؛ - كانت هناك مصيبة أخرى تنتظرني عندما لم أتوقع حدوثها على الأقل . . مات شوفالييه دي مينون بدون وصية ، ورفض إخوته التنازل عن ممتلكاته ، ما لم أتمكن من تقديم شاهد على زواجي . . عدت إلى صقلية ، وبسبب حزني الذي لا يوصف ، وجدت أن والدتك ماتت أثناء إقامتي في الخارج ، وأخشى أن تكون فريسة للحزن . . الكاهن الذي أجرى مراسم زواجي ، بعد أن هُدد بالعقاب على بعض الجرائم الكنسية ، غادر البلاد سراً ؛ وهكذا حُرمت من تلك الأدلة التي كانت ضرورية لتوثيق ادعاءاتي بممتلكات زوجي . . إخوته ، الذين كنت غريبًا تمامًا عنهم ، كانوا إما متحيزين للغاية بحيث لا يمكن تصديقهم أو تصديقهم ، كانوا غير شرفاء للغاية للاعتراف بعدالة ادعاءاتي . . لذلك هُجرت في الحال للحزن والفقر . . إرث صغير من كونت دي بيرنيني هو كل ما تبقى لي الآن . .

عندما تزوج الماركيز من ماريا دي فيلورنو ، في تلك الفترة تقريبًا ، **م على ترك مازيني في نابولي . . كان من المفترض أن يرافقه ابنه ، لكن كان ينوي أن يتركك ، وكلاهما صغير السن ، تحت رعاية شخص مؤهل للإشراف على تعليمك . . جعلت ظروفي المنصب مقبولاً ، وكانت صداقتي السابقة لوالدتك ترضيني . . كان الماركيز ، على ما أعتقد ، سعيدًا بتجنب عناء البحث عن المزيد مما كان يجد صعوبة في الحصول عليه حتى الآن - شخص يرتبط ميله وواجبه بمصلحته . .

توقفت المدام عن الكلام ، وبكى إميليا وجوليا على ذكرى الأم التي سجلت مصائبها في هذه القصة . . معاناة السيدة ، إلى جانب صداقتها السابقة للمسيرة الراحلة ، جعلتها محببة لدى تلاميذها ، الذين سعوا منذ هذه الفترة بكل نوع واهتمام دقيق لمحو آثار أحزانها . . كانت مدام عاقلة لهذه الرقة ، وكانت منتجة بدرجة ما من التأثير المطلوب . . لكن حدث موضوع بعد فترة وجيزة ، شد عقولهم من النظر في مصير والدتهم إلى موضوع أكثر روعة وإثارة للاهتمام . .

في إحدى الليالي التي تم فيها احتجاز إميليا وجوليا من قبل الشركة ، في احتفالية ضبط النفس ، في وقت متأخر عن المعتاد ، تم حثهما ، من خلال المحادثة السهلة مع السيدة ، والمتعة التي تنتجها العودة إلى الحرية بشكل طبيعي ، على تأجيل ساعة الراحة حتى كان الليل متقدمًا جدًا . . لقد انخرطوا في خطاب مثير للاهتمام ، عندما قاطعت السيدة ، التي كانت تتحدث حينها ، صوت أجوف منخفض ، نشأ من أسفل الشقة ، وبدا وكأنه يغلق بابًا . . ارتعشوا في **ت ، واستمعوا وسمعوه بوضوح يتكرر . . ازدحمت الأفكار القاتلة على خيالهم ، وألهمت الرعب الذي بالكاد سمح لهم بالتنفس . . استمر الضجيج للحظة فقط ، وسرعان ما ساد **ت عميق . . خفّت مشاعرهم مطولاً ، وعانقتهم للانتقال إلى شقة إميليا ، عندما سمعوا مرة أخرى نفس الأصوات . . وبسبب خوفهم تقريبًا ، اندفعوا إلى شقة السيدة ، حيث غرقت إميليا على السرير وأغمي عليها . . لقد كان وقتًا طويلاً قبل أن تذكرها جهود السيدة بالإحساس . . عندما كانوا هادئين مرة أخرى ، عملت كل مساعيها لتكوين معنويات الشابات ، وثنيهم عن إثارة القلق في القلعة . . كانت متورطة في شكوك مظلمة ومخيفة ، لكنها تحكمت بمشاعرها ، وسعت إلى الظهور بمظهر من الهدوء . . أقنعها سلوك الماركيز المتأخر بأنه كان على صلة تقريبًا بالغموض الذي يعلّق هذا الجزء من الصرح . . وكانت تخشى إثارة استيائها من خلال الإشارة مرة أخرى إلى الإنذارات ، والتي ربما كانت مثالية فقط ، والتي لم يكن لديها بالتأكيد أي وسيلة لإثبات حقيقتها . .

متأثرة بهذه الاعتبارات ، سعت إلى إقناع إميليا وجوليا بالانتظار في **ت بعض التأكيد على تكهناتهما ؛ لكن رعبهم جعل هذه المهمة صعبة للغاية . . لكنهم وافقوا حتى الآن على رغباتها ، حيث وافقوا على إخفاء الظروف السابقة عن كل شخص ما عدا شقيقهم ، الذي أعلنوا أنه من المستحيل تمامًا قضاء ليلة أخرى في الشقق بدون وجودهم الحامي . . لما تبقى من هذه الليلة قرروا أن يشاهدوا . . لإغواء مضجر الوقت الذي سعوا فيه للتحدث ، لكن عقول إميليا وجوليا تأثرت كثيرًا بالحدوث المتأخر للتجول بعيدًا عن الموضوع . . قارنوا هذا بالظرف السابق للشكل والنور الذي ظهر ؛ أشعلت خيالهم التخمينات الجامحة ، وقدموا آرائهم إلى السيدة ، وحثوها على إخبارهم بصدق ، عما إذا كانت تعتقد أن الأرواح غير المجسدة مسموح لها بزيارة هذه الأرض . .

قالت - : - `` أولادي ، لن أحاول إقناعكم بأن وجود مثل هذه الأرواح أمر مستحيل . . من يقول أن كل شيء مستحيل عند الله؟ نحن نعلم أنه قد خلقنا ، نحن الأرواح المتجسدة . . لذلك ، يمكنه أن يصنع أرواحًا غير جسدية . . إذا لم نتمكن من فهم كيفية وجود مثل هذه الأرواح ، فعلينا أن نأخذ في الاعتبار القوى المحدودة لعقولنا ، وأننا لا نستطيع فهم الكثير من الأشياء التي لا جدال فيها . . لا أحد يعرف بعد لماذا تشير الإبرة المغناطيسية إلى الشمال . . ومع ذلك ، فأنت ، الذي لم ترَ قط مغناطيسًا من قبل ، لا تتردد في الاعتقاد بأن لديه هذا الاتجاه ، لأنك كنت واثقًا منه جيدًا ، سواء من الكتب أو في المحادثة . . لذلك ، فنحن على يقين من أنه لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة لله ، وأن مثل هذه الكائنات قد تكون موجودة ، على الرغم من أننا لا نستطيع معرفة كيف ، يجب أن نفكر في الدليل الذي يدعم وجودهم . . لا أقول إن الأرواح قد ظهرت ؛ ولكن إذا أكد لي العديد من الأشخاص غير المتحيزين أنهم رأوا واحدًا ، فلا ينبغي أن أكون فخوراً أو جريئًا بما يكفي للرد - " هذا مستحيل " . . ومع ذلك ، لا تدع مثل هذه الاعتبارات تزعج عقلك . . لقد قلت الكثير ، لأنني لم أكن أرغب في فرض تفاهماتك ؛ إن دورك الآن هو ممارسة عقلك والحفاظ على الثقة الثابتة بالفضيلة . . إن مثل هذه الأرواح ، إذا ش*هدت بالفعل ، لا يمكن أن تظهر إلا بإذن صريح من الله ، ولأغراض فردية للغاية ؛ كن مطمئنًا أنه لا توجد كائنات تتصرف بشكل غير مرئي من قبله ؛ ولذلك ، لا يوجد أحد يمكن للبراءة أن تتضرر منه . .

لا مزيد من الأصوات أزعجتهم في ذلك الوقت ؛ وقبل بزوغ فجر اليوم تغلب الإرهاق على التخوف وأغرقهم في الراحة . .

عندما علم فرديناند بالظروف المتعلقة بالجانب الجنوبي من القلعة ، استحوذت خياله على كل مظهر من مظاهر الغموض ، وألهمه برغبة لا تُقاوم لاختراق أسرار الجزء المقفر من النسيج . . لقد وافق بسهولة جدًا على المشاهدة مع شقيقاته في شقة جوليا ؛ ولكن نظرًا لأن غرفته كانت في جزء بعيد من القلعة ، فقد يكون هناك بعض الصعوبة في المرور دون أن يلاحظها أحد . . ومع ذلك ، تم الاتفاق على أنه عندما يتم إسكات كل شيء ، يجب عليه القيام بالمحاولة . . بعد أن تحلوا بهذه الطريقة ، انتظرت إميليا وجوليا عودة الليل بفارغ الصبر والخوف . .