الفصل التاسع عشر

1128 Words
فتاة ستوكهولم الفصل التاسع عشر قرات العنوان اللي على الجلدة لقيته غريب، وتقريبا سمعته قبل كدة بس مش فاكر فين!!!.. «العزيف» هو ده كان العنوان.. ومش مكتوب حاجة غيره، قلبت الجلدة لقيت مكتوب في الصفحة الأولى «شمس المعارف ولطائف العوارف».. برضو الاسم ده سمعته قبل كدة، وبيتهيألي ان دي كتب سحر، قلبت الصفحة لقيت اللي بعدها مكتوب فيها «سحر الكهان في تحضير الجان».. ايدي حرفيا كانت بتترعش، بس قولت عادي خاصّة ان الجلدة عاملة زي ما تكون جلد بني آدميين، أو هكذا كنت أعتقد.. الصفحة اللي بعدها كان مكتوب فيها «أخي الكاهن، أختي الكاهنة، دليلك لتسخير الجان بين يد*ك فاكتب العهد بدمك كما فعل أسلافك».. دمي!!.. وبعدين ايه اخي الكاهن واختي الكاهنة دي، هو أنا جاي أتبرّع لمستشفى!!. الكلام كان مكتوب بلون نبيتي غامق، وناشف كدة عامل زي ما يكون دم متجلّط.. وفجأة سمعت صوت فرقعة جاي من الحمام كإن في حد ض*ب نار، وفي خلال ثانية الدنيا ضلّمت وأنا بقيت واقف أعاني من نفس المشكلة اللي هي شوقي الشديد لدخول الحمام لأسباب قهرية.. المهم، انتوا عارفين طبعا يا جماعة ان الجري نص الجدعنة؛ فأنا الصراحة لقيت نفسي اتجدعنت جدعنة كاملة لغاية باب الشقّة.. بجد انا حرفياً كنت بسابق الريح، والعواصف، والزوابع، ورجلي مش بتلمس الأرض من كتر السرعة.. وجاي أفتح الباب ملاقيتش المقبض برضو، تقولوش الباب عنده عيب خِلقي!!.. فضلت زي المكفوفين أدوّر على أي أوكرة أفتحه بيها، بس للأسف ملاقيتش. شوية وسمعت صوت صرخة جاية من ناحية الحمام، ولو وداني لسّة سليمة فأعتقد إنها أمي لإنها هي الوحيدة اللي عندها الحنجرة الفولاذية دي.. لا تقولولي بقى جنّ، ولا أشباح، ولا حتئ إبليس بذات نفسه.. أمي صوتها قادر انه يحول طبلة ودن اللي قدامها إلى شوخشيخة بتاعة الأطفال.. فالتفت بضهري ولقيت جسمي بيترعش وخدت قرار اني أبقى راجل وأروح أنقذها، وكفاية أووي إني استندلت ونسيتها وكنت ناوي اهرب من البيت المسكون ده واسيبها.. وبدات أمشي بالراحة، والضلمة مغطية عينيا كإني ضرير، وحركتي البطيئة مكانتش بسبب الضلمة قد ما كانت ناتجة عن خوفي.. توتر وقلق واضطراب في نفسي لدرجة إني كنت قربت اقع من طولي. وبعد دقيقة كنت خلاص وصلت لمكان الحمام، فلقيت بابه موارب مش مقفول، والمية لسة شغالة من الدوش ونازلة في البانيو وصوت خريرها مسموع للأطرش.. خبّطت على الباب مرتين وبعدين قولت : - ماااماااا.. إنتي كويسة!!. فضلت أسأل مرتين أو تلاتة مش متأكد الصراحة.. وبعد ما لقيت مفيش اي استجابة، مسكت مقبض الباب بإيدي وبدأت أفتحه ببطء، ول**ني بيردد الادعية والمعوذتين في سرّي.. وبعد ما فتحته ودخلت لقيت المنظر غريب ومخيف لأقصى درجة ممكن تتخيلوها.. ويستحيل شيطان طبيعي يكون هو اللي عمل كدة، ده أكيد شيطان معقّد نفسياً ومش مظبوط واحتمال يكون هربان من السرايا الزرقا اللي هي اخت الصفرا بتاعتنا.. الحيطان غرقانة دمّ، ومكتوب عليها طلاسم وتعاويذ بالجير الأبيض، وشمعة على شكل رقم 6 والعة ومحطوطة على السيفون.. برضو الرقم ستة!!.. الموضوع مبقاش فيه هزار، وا****ة كدة اصابتني ولازم دي كلها اشارات بس انا اللي غ*ي. قرّبت من الشمعة، ومسكتها عشان اشوف باقي الحمام لقيت جثّة أمي متقطّعة ومحطوطة في الحوض والتويلت.. ولأول مرة يا جماعة مكانش ليا نفس أضحك أو أهزّر، وأقسم بالله لو إبليس نفسه هو اللي عمل فيها كدة لأحرق قلبه على أغلى إبليسة زي ما حرق قلبي على أمي.. والدموع بدأت تنزل من عيني، والعياط اشتغل ومفيش في بالي غير الانتقام.. مسكت الكشكول اللي حطيته في جيب البنطلون قبل ما النور يقطع وأحاول الهرب، وفتحته تاني على الصفحة اللي كان مكتوب فيها إني لازم أكتب العهد بدمي.. حطّيت الشمعة على السيفون تاني، ومسكت الموس بتاع الحلاقة وقمت جارح نفسي في كف ايدي، ورحت حاطط كفّي على الصفحة فلقيت روحي بتتسحي منّي حرفيا. مش مهم، وكله يهون في سبيل اني انتقم من الشيطان الرجيم اللي عمل كدة في أمي.. بعدها، بدأت الدنيا تلفّ بيا وأحسّ بدوخة وزغللة لدرجة إني شكّيت في إني أكون حامل.. وفجأة ظهرلي كلام جديد مكتوب في الكشكول، مكانش ظاهرلي قبل كدة.. رموز وعلامات واشارات مش مفهومة، فرفعت الشمعة وكنت واقف قدّام مراية الحوض وبدأت أقرأ : - آيلا، سمون، فاردس، زورووم سيراتيم، كليسموريزي.. إنطق بإسم أسيادك وقم بتلاوة صلاتك في كنفك النجس.. كن خبيثاً ولا تطلب رحمة إلا من سيدك عروزيل، ڤامسوغ، هيارا كوموس.. ںمآڈکيچارےٹں گژمڑۓس. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إيه الكلام الغريب ده!!.. سيدي مين، ورحمة إيه اللي مطلبهاش غير منه!!.. أنا أعصابي بقت خلاص على شعرة، ودموعي على أمي بدأت تنزل على صفحات الكشكول؛ فظهرتلي الرسالة اللي بعدها.. وكالعادة مش عارف أقراها، وفضلت أتلعثم فيها حوالي سبع أو تمن مرات عشان أعرف أقولها : - كيذرا، عيزبول، خيزااان، خيروم، برجيظد، بغنوسودي، بغنوسودي ڤي**ارا.. أنت الآن ملعون بأمر سيدك، وحرّمت عليك الرحمة إلا منه.. لن ترى النور سوى من عقله، واذ*ح الطائع حتى يكون قلبك طاهراً.. بذراك ڤيتياروسا، هيارا كوموس.. ںمآڈکيچارےٹں گژمڑۓس. أذ*ح الطائع!!.. طائع إيه اللي أذ*حه!!.. مستحيل أقتل.. ورفعت راسي عشان أبصّ قدّامي، لقيت إنعكاسي في المراية غريب.. كان حد شبهي تماما، بس مش أنا خالص.. أنا في الحقيقة أسمر عن كدة وهو أبيض جدااااا، بالاضافة الى إنه مكانش بيتحرّك تزامنا معايا.. انا اجيب وشّي يمين، وهو برضو باصصلي وبيضحك.. إتخضيت والشمعة كانت هتقع من إيدي، ولقيت نفسي بسأله : - انت مين!!. = أناااااااا................. قريييييينك. - سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم. = إنت الملعون الذي بُعِث لمعشر الشياطين؛ فليكن ظلامك سرمدياً ولتحلّ عليك آفة الجهل.. سيدرومكان عيذرا. - فين أمي!!.. انا عايز امي، والعنوني براحتكم وهعيش خدّامكم طول ما انا عايش. = ںمآڈکيچارےٹں گژمڑۓس أنت الآن ملعون بأمر سيدك، وحرّمت عليك الرحمة إلا منه.. لن ترى النور سوى من عقله، واذ*ح الطائع حتى يكون قلبك طاهراً.. بذراك ڤيتياروسا، هيارا كوموس هيارا كوموس. الدموع كانت مغرّقة وشّي وصوتي كان طالع بالعافية، وروحي عمّالة تتسحب منّي خاصة إن الريحة كانت وحشة، وجثة أمي اللي حوليا كان منظرها بشع.. وقبل ما أسأله يعني إيه أذ*ح الطائع، وايه المقصود بيها لقيته بيضحك وقام مصرّخ جااامد واختفى، ورجعت تاني لوحدي.. مسكت الكشكول بايدي الشمال والشمعة لسة في ايدي اليمين، وقمت مقلّب في صفحات فاضية لغاية ما وقعت عيني على ورقة صفراااااا، ومكتوب عليها بالأ**د «طقوس إحياء الموتى».. قرّبت عيني من الورقة أكتر، فنزلت دموعي عليها وظهر كلام جديد بالأحمر، ورموز وصور لتماثيل مخيفة؛ فقريت الكلام حوالي سبع مرِات عشان اعرف انطقه : - وليكن غرابا مذبوحاً كما علّم أسلافك الدفن منذ آلاف السنين.. طائعك بين يمينك، فاجعله نصب عينيك، ولا تشرب من دمه إلا غرفة واحدة.. كميزعن، عيزرون، بهطيش، فاجونتخ آيلي.. هيارا كوموس، ںمآڈکيچارےٹں گژمڑۓس هيارا كوموس. هو ده الكلام اللي ظهر وقريته، وكل مرة الاقي الصفحة مكتوب في نهايتها «هيارا كوموس» وتتكرر مرتين.. وقبل ما أفهم أي حاجة لقيت القط الأ**د داخل عليا الحمام، وبيصرّخ زي ما يكون ذئب بشري، وشعره طووويل ومقزّز، وعينيه حمرااا في دهبي، واللي أرعبني بجد هو منظر مشيته.. كان ماشي على رجليه الخلفية وديله مقطوع.. قربت منّه وأنا بعيّط بعد ما وضحت الرسالة كدة قدّام عيني، أنا بكرهه خاصّة إنه خربشني بس مش لدرجة إني أدبحه.. ولكن ما باليد حيلة، ويولع الف قطّ في سبيل أني أرجع أمّي تاني.. مسكت القطّ بإيدي الشمال بالراحة لغاية ما وثق فيا، وقمت حاطط الشمعة على حافة مراية الحمام، وقمت ماسك الموس بإيدي اليمين، ورحت حاطّه على رقبة القطّ ودموعي عاملة زي الحنفية، وفجأة..........................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD