الفصل الثاني عشر

2038 Words
فتاة ستوكهولم الفصل الثاني عشر . - ٢ - في صباح مُلَثَّم غابت عنه الشمس طويلاً، نهضت ”ريحانة“ من نومها في وقتٍ متأخر؛ دامعة إثر حلم راودها عن نفسها.. وبكامل ملابسها، وقفت أسفل فتحات الـ«دُشّ».. سطل ماء بارد كان هو العلاج الأمثل لروحها المعذّبة.. في فتور خلعت الدِبلة، ثم بَكَت قليلاً.. ربما كانت تعيد الذكرى، التي رأتها في الحلم!!.. ذكرى شهيّة عقلياً، جمعتها بـ”يوسف“ في يوم مطير بغزارة.. وعلى الرغم من برودة الطقس بالخارج؛ إلا إنها وقفت مكانها دون أن ترتعش.. بعدها، ترنَّحَت بطيئة وثقيلة بجسدها الرشيق وروحها البالية نحو غرفتها.. بدَّلَت الملابس، التي كانت مبلّلة بأخرى جافة.. فستان بنفسجي فاتح بأكمام قصيرة، ثم إتجهت قسراً للمطبخ حاملة تليفون «Samsung»، كان في غلاوة ذراعها اليمين : — أيوة يا ”بيري“، جوزك عندك؟!!. هكذا إستهَلَّت حديثها لـ”بريهان“.. صديقة بإمكانك رؤيتها في أي وقت من اليوم، داخل ثلاثة «مولات» ضخمة دفعة واحدة.. المكياچ والملابس الداخلية، كانوا بمثابة أُ**چين حياتها.. تقتنع تماماً بأن أ***ة المرأة تكمن في أنها وعاءٌ للج*س فقط.. تنتهي أخيراً من شراء الـ«كونتور، لوس باودر، سكراب، كونسيلر»؛ فتكتشف أن اللون الصابوني من الـ«مانيكير» أو الـ«ليب جلوس» تنقصها إحدى درجاته.. صديقة عن طريق المحسوبية، عملت أخيراً في إحدى المجلّات الحكومية المرموقة : — أصل ”يوسف“ خرج يا حبيبي عشان يجيب نتيجته؛ فقولت أتصل أرغي معاكي شوية عقبال ما ييجي!!. على طرقعة الحِلل، أكملت حديثها ذا الإيقاع الطنيني.. ثبّتَت تليفونها بين رأسها وكتفها الأيمن، ثم حشرت الأواني داخل غسّالة الأطباق : — إسكتي يا ”بيرو“، مش أنا حلمت بـ”چوو“ إنهارده!!.. أه والله زيّ ما بقولك.. وقمت لقيت نفسي معيّطة، مش عارفة ليه!!. أخرجت مرادفات الغداء من الثلاجة، ووضعتها على رُخامة ”بيستاچ“ قبل أن تردف : — لسّة بحبه!!.. إنتي ع**طة يا بنتي!.. ده كان إبني!!.. في واحدة عاقلة هتبَطَّل تحبّ إبنها!!. تحدّثت بدمعة أو ربما إثنتين، وهي تخرج للصالة.. سريعاً خلعت التليفون من محبسه عندما رأت ”إبراهيم“ أمامها : — طب إقفلي إنتي دلوقتي!.. باي.. باااي. توجه فُنطاس الماء نحوها وأحكم كتفيها بيديه، ثم شهقت بسبب رقصة التنّورة التي قامت بها معه : — تا تا تا تا.. ألف مب**ك يا رووحي!!. قالها مُخرِجاً لمفتاح برّاق من داخل أحد جيوب بذلته الزيتي؛ فتدلّى المفتاح من بين أنامله ككريستال نَجَفَة ذهبية، كانت تراهم لحظتها من أعلى.. وبابتسامة شتوية لا تكشف عن سعادة حقيقية، إلتقطته ”ريحانة“ بعقلٍ شارد في سؤال جوهري.. {إيه اللي سمعه من كلامي مع ”بيريهان“}؟!. — أوووووه!!.. الله يبارك فيك يا «Baby»!. كبَّدتها تلك العبارة خسائر فادحة على الصعيد الشخصي؛ قُبلتان وحُضناً لم تستطع الفكاك من براثنه بسهولة.. وبنظراتها المنقوشة على محيّاها بعناية، ودَّعته قبل أن يستقر جسده أخيراً على سرير غرفتهما، ثم عادت إلى مطبخها ثانيةً لتكمل رحلة التتبيل التي بدأتها منذ قليل.. عصفت بها نصف ساعة ثقيلة قبل أن تصطَكّ أسنانها البيضاء، عندما سمعت دَقّة فرحة على باب الشقة.. ركضاً بقدمين سابقا الريح، وصلت إلى هناك، ثم عصرت ”يوسف“ إبنها بين يديها حتى كاد أن يختنق.. حمداً لله سيرتحل للمرحلة الإعدادية بعد نجاحٍ ساحق في سابقتها الإبتدائية؛ تخطّى حاجر الـ ٩٠%. سربٌ من القبلات الطائرة إستطاع الفتك بخلايا وجه ”يوسف“ إبنها قبل أن تنصهر عظامه بسبب الحضن الأُمُومي.. تحرك بعدها إلى غرفته بعد أن حصل على إفراج صحّي، مختوم بقُبلة من شفتيها فوق جبهته ولم يصل.. على الإضاءة الرتيبة المنبعثة من الكُلُوبّ المعلَّق بسقف الرواق، وجد شفاه «ملظلظة» وكِرشاً بحجم الكرة الأرضية، يسألاه : — ها!.. جبت كام؟!. — جبت ٩٢ %. دعكت أصابع الكفتة أرنبة أنف مُفلطحة، قبل أن يُكمل صاحبهما : — ومالك فرحان أووي كده!!.. هو إنت كنت عاوز تجيب أقلّ من كده كمان!!.. ده أنت بتاخد دروس خصوصية خربت بيتي!!.. قال ٩٢ وفرحان!!!. أنهى ”إبراهيم“ الحديث، وإعتكف في دورة المياه لدقيقة.. وكعادته، قرّر تحرير خزّان المياه البولية وقوفاً أمام المرحاض.. بعدها، تشنَّج وقاسى الأمرَّين، إلى أن فُتح الهَويس.. ربما كانت الدمعة الهاربة من مُقلتيه بسبب آلام البروستاتا!!.. وقد يكون سمع حديث ”ريحانة“ لصديقتها!!.. على أيّ حال.. لا أعتقد أنه تمنّى الرسوب لإبنه ”يوسف“.. تدريجياً إزدادت تأوّهاته وتشنّجاته، حين وقعت عينيه على دِبلة ذهبية مُهملة فوق حافة البانيو الرُخامية.. عسى أن تكون هي سبب تلك الدَمعة الخجولة، التي تحدّثت بها عينيه منذ قليل!!. . . *** . - ٣ - على ضوءٍ واهن يخرج من شمس أقسمت على نفسها بتأخير الربيع، إصطفّت جُموع الموظفين أمام باب المجلة، حاملين لافتات قماشية وأخرى كرتونية.. في مقدمتهم ”ربيع“ مرفوع من قِبَل إثنان، إستشرى الوَهَن فيهما بسبب ثِقَل وزنه؛ فهَتَف بحنجرة باهتة بسبب أكوام اللِبّ سابقاً : — {قوم يا موظف ساكت لـيـــــــه!!.. عاجبك حالك ولّا إييييييه!!}. بعضهم رددّها خلفه، وبعضهم آثر ال**ت وإكتفوا بإشهار اليافطات.. قهراً لعن من يحملاه فكرة الإضراب بسبب وزنه الباهظ؛ فأنزلوه بعدما تراءت له من أعلى خطوات زميله ”كريم“ تلوح في الأفق.. تحرّك نحوه وتقدّم إليه باعاً؛ فتقدّم ”كريم“ إليه ذراعاً إلى أن تقابلا في المنتصف.. ومن وسط تردّدات هتافية **رت حاجز الصوت، نطق البدين باندهاش ممزوج بالفرحة : — ”كريم“!!.. كويّس إنك جيت.. كنت متأكّد إنّك هتيجي!!. ضيَّق ”كريم“ عينيه وبلع ريقه بصعوبة إمتحان فيزياء وضعه «نيوتن»، ثم مسح بيمينه على شعره قبل أن يرتجل بل**نه الثقيل من قِلّة الحركة : — آجي فين يا إبني إنت!!.. أنا عايز أخشّ المجلة عشان أشوف شغلي.. وإيه اللي إنتوا عاملينه ده!!. حرَّك ذلك السؤال ل**ن ”ربيع“ بعد أن عَبَث بكيمياء مُخُّه، فحمى وجهه من رُزمة تراب منتظمة، كادت أن تخسف بعينيه قبل أن يردّ في حَسْم : — ”كريييييم“، الموضوع دخل في الجَدّ.. خلّيك معانا، وبلاش السلبية اللي إنت فيها دي بقى!!. زفر ”كريم“ الصعداء قبل أن يجذبه بعيداً عن الحشد أكثر، ثم دَحرَج إليه عبارات طاعنة، ليُنهي حديثه بلمس أكتاف : — سلبية إيه يابني؟!!.. أنا مش فااااااهمكم والله!!.. ما رئيس مجلس الإدارة وافق على المكافآت خلاص.. عايزين إيه تااااني!!. حمل الغُبار ذلك السؤال إلى أُذن ”ربيع“، وكادت أن تصيبه بالرَمَد ال*قلي؛ فأشاح بيديه هوائياً على شكل دوائر قبل أن يردّ بغيظ : — يابني فوق بقى، إنت مش فاهم حاجة.. لو رجعنا شُغلنا هيستفردوا بينا.. وقرارات الرفت والفصل، هتنزل علينا واحد ورا التاني زيّ المَطرة.. صدّقني!!. تحرّك ”كريم“ نحو باب المجلة، مُتملِّصاً من يدّ صديقه العريضة التي أحاطت قوياً بمرفقه، ثم طأطأ برأسه أولاً وأردف في جهالة : — يعني إنتوا عااااايزين إيييييه دلوقتي!!!. فعل ذلك السؤال مفعول الوقود في عقل ”ربيع العربي“؛ فأجهش بالردّ تلقائياً صوب مسامع صديقه : — عايزين نشيله من منصبه!!.. يمشي.. يستقيل.. يرحل.. صدّقني لو ده حصل؛ اللي هييجي بعد كده هيحترمنا وهيحترم كرامتنا!!. — يابني إنت ع**ط!!.. إيه الهبل اللي إنت بتقوله ده!!.. إنتوا عايزين تمشّوا رئيس مجلس الإدارة مرّة واحدة!!.. يا راجل طب إحترموا حتى سنّه، وراعوا أنه زيّ أبوكم!!!. — وربنا يا ”كريم“ اللي بنعمله ده عشانك، وعشان باقي الموظفين قبل ما يبقى عشانّا إحنا.. خلّيك معانا وكفاية اللي ضاع!!. كانت الشمس لا تزال تُلقي بضوءها الخافت عليهم من بين طبقات السحاب الكثيفة.. في خِفّة أفلت ”كريم“ من يدّ صديقه، ثم ترك له عبارة جاهدت في إقتحام أذنه اليمنى؛ فأخرجها سريعاً من اليسرى : — بقولك إيه والنبي يا ”ربيع“، أنا مش حِمل بهدلة ووجع دماغ.. سيبني علي راحتي الله لا يسيئك، معلشّ!!. ألقاها وإنصرف صاعداً سلالم الشركة.. دخل مكتبه بعد ملاحظته أن الطابق الثاني، قد أصبح تقريباً خاوياً على عروشه.. اللهم إلا من بعض الفوضى الناتجة من غوغائية السعاه.. بعضهم فضَّل «الأنتَخة» وعدم التنظيف، ومنهم من أفرط في الفوضى وإستخدم مكاتب الموظّفين كموائد للإفطار. الفوضى.. تلك الثمرة الشيطانية والأولى للجهل.. ثمرة تُسقى من حَميم الروتين؛ الذي لطالما جثم طويلاً فوق الصدور.. ثمرة سمادها الإستكانة وإستساغة الفساد. إستلّ ”كريم“ منديلاً ورقياً مسح به كرسيه قبل أن يجلس خلف مكتبه.. عبثاً سحب سيجارة، إكتسبت صلابة الخشب الزان من علبته المصرية قبل أن يلهبها.. بعدها، سَرَت الرجفة في أوصاله منادياً على الساعي طمعاً في القهوة؛ فحضرت المحبوبة ومعها ”بيريهان“.. في غَنَج تجلَّت أمامه بِطلَّتها الغارقة في المكياچ قبل أن تهمس : — إيه ده، مش معقووول!!.. إنت قاعد هنا!!.. أنا قولت أكيد هتكون مع صاحبك تحت!!. تكَهَّن ”كريم“ ضيقها من الغبار الدخاني؛ فقتل سيجارته ممتعضاً ثم أسند ظهره إلى الوراء، عارضاً قهوته عليها قبل أن ينطق : — أولاً ”ربيع“ مش صاحبي ولا حاجة، ده مجرّد زميل مكتب عادي!!!.. ثانياً أنا بعمل اللي أنا شايفه صح ومليش دعوة بغيري!. — تعجبني!!. قالتها بعد أن رفعت كوعها على سطح المكتب، ثم أسندت رأسها على راحة يدها، ناظرة إليه بنظرة جانبية متفجِّرة الأ***ة : — أفندم!!. — قصدي كويس إن ليك شخصية مُستقلّة وكده.. الله يكون في عون خطيبتك.. هي أخبارها إيه صحيح!!.. من ساعة ما خلّيتها تسيب الشغل هنا والندلة لا بتتصل ولا بتسأل!!.. لعلمك أنا كنت مديرة «spor» معاها عالأخر!!. ضحكت ”بيريهان“ بعدها كخُنفساء ضامرة، قبل أن تُكمل حديثها مشعلة سيجارة أنثوية رفيعة بالنعناع : — كنت هتنسّيني صحيح أنا جايّة ليه!!.. أُونكل ”حُسني“ كان عايزك في مكتبه، وقاللي أبلَّغك أول ما تيجي!. قبل أن يستأذن منصرفاً، خسفها ”كريم“ بنظرة أصلُها ثابت وفرعُها إلى ص*رها النافر خلف ملابسها الضيقة، ثم حاملاً لدوسيه أخضر يحوي قرارات تعيين وهمية، طرق أخيراً باب مديره.. متحدثاً في تليفون ذو سلك حلزوني، أشار له ذو الأنف المدبّب بالجلوس كالعادة : — يا باشا أنا مش عايزك تقلق خالص.. دول شويّة عيال، هيزهقوا ويروّحوا على طول لما يحِسّوا إن مفيش فايدة من اللعب بتاعهم ده!!. متحدثاً في تليفونه باضطراب، صبغ عدة أوراق بإمضاءاته الثمينة، ثم إستطرد : — لأ يا باشا، مفيش الكلام ده معاليك!!.. أنا مُسيطر على الموقف كويّس.. مع ألف سلامة سيادتك!.. في حفظ الله.. في حفظ الله. أنهى حديثه التليفوني وكَبَّ السمَّاعة بقوة لمثواها الأخير، ثم زاغت عيناه بعدها بنظرات تطوف حول ”كريم“ من خلف نظَّارة، كادت أن تسقط من على أنفه اليوناني.. بُرهة **ت عبَّقَت هواء المكتب قبل أن يتفوَّه : — إزيك يا ”كريم“، عامل إيه؟!. — بخير سعادتك!.. إتفضل حضرتك.. ده الملف اللي حضرتك كنت كلـــــ,,,, . خالعاً عويناته سريعاً، قاطعه المدير وهو يُزيح الملف جانباً، ثم أخرج حاوية زجاج من أحد أدراج مكتبه الواسع : — إتفضّل الأول.. دي شيكولاتة «سويسري» هتعجبك أووي!. منحه واحدة قبل أن يعيد العِلبة لمرقدها ثانيةً.. وعلى النفايات الضوئية؛ التي ألقت بها نافذة «ألوميتال» مستطيلة تشكَّل كوّة في الجدار الجانبي للمكتب، أكمل : — طبعاً أنت عارف يا ”كريم“ أنا بعِزَّك أدّ إيه!!.. وبعاملك زي ولادي والله ويمكن أكتر. — ربنا يخلّيهم لسعادتك، ويخلّيك لينا!.. والله أنا مش عــــــــ,,,,, . — لأ بجد، دي شهادة حَقّ لازم أقولها.. أنت بجَدّ موظّف كُفء؛ وهيبقالك منصب كبير هنا في المجلّة قريّب جداً. — والله إحنا دايماً بنتعلّم من سعادتك!.. حضرتك بمثـــــــ,,, . قاطعه ”حُسني“ ضاغطاً على الزرّ الصغير المُعلَّق أسفل حافة مكتبه.. مرَّت ثانيتين أو أقل قبل أن يدلُف الساعي الخصوصي للمدير، ثم إمتداداً لوصلة الضيافة، أردف : — تشرب إيه!!!. — ألف شكر سعادتك!!.. لِسّة شارب قهوة قبـــــــــ,,,,, . — هات يابني إتنين قهوة مظبوط، وبَلَّغ ”هند“ ما تدخَّلش حَدّ علينا، ولا تحوّل لي أيّ مكالمات. إنغلق الباب عليهما بعد أن خرج ساعي مُنمَّش الوجه قليلاً.. بعدها، نهض ”حُسني“ من على عرشه الوثير ساكناً مؤخرته الباردة على الكرسي المقابل لمكتبه، ثم إعتدل في جلسته المقابلة تماماً لكرسي ”كريم“ وبدأ : — بقى ينفع اللي صاحبك بيعمله ده؟!.. لامم شويّة عيال حواليه وعامل فيها زعيم!!.. ده لِسّة الوزير بنفسه قافل معايا حاااالاً، ومش عاجبه اللي بيحصل ده.. عايزك تعقّل صاحبك شوية!.. المجلّة مش ناقصة!!. إعتدل ”كريم“ في كرسيه وقاراً لمدير، يتساهل معه في الحديث كثيراً.. كان يوَدُّ لحظتها لو بإمكانه إشعال سيجارة عقيمة من علبته لتنظيم الدورة الد**ية في مُخِّه؛ ولكن هيبة المدير تمنعه.. وفي أدب القرود، رَبَّع يديه متلعثماً : — والله سعادتك أنا لِسّة مكَلِّمه وأنا داخل المجلّة.. بسّ هو دماغه ناشفة زيّ ما سعادتك عــــــــــ,,, . دخلت القهوة برائحتها البرازيلية، وإتخذت الطاولة الضئيلة الفاصلة بين كرسيهما مسكناً لها.. رشف المدير أولاً من فنجانه، ثم سمح لـ”كريم“ ثانياً قبل أن يرتجل : — لا ناشفة ولا حاجة!!.. إنتوا كلّكم والله زيّ ولادي.. أنا بسّ عايزك تكون وسطهم.. تنقل لي الأخبار بإستمرار.. عايزك تشوف ناقصهم إيه ومطالبهم إيه!!!.. عايزك توصّلهم أنا طيّب معاكوا أدّ إيه.. أد*ك شايف، كام يوم إضراب عملوا فوضى إزّاي في المجلة!!.. هما عايزينها إييييييييييه!!.. عايزينها فوضى!!. إقتناعاً وإنبثاقاً من ضمير مرتاح، وافق ”كريم“ أن يكون عصفوراً رشيقاً.. وافق بعدما لمس الصدق في حديث مديره.. وافق وعزم على التنفيذ بإرادته الحُرّة، وخوفاً من المزيد من الفوضى.. ما هي الحرية!!.. متى يتمّ وصف الفعل على أنه نتاج إرادة حرّة؟!.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD