الفصل الخامس

2500 Words
كنت خلصت ترتيب الورق في الدوسيه، وأنا الصراحة كنت عارف الكلام اللي هو بيقوله ده، بس كنت عايز أفاصل معاه يمكن النسبة تزيد.. وعشان محدش يقول عليا حرامي، أحب أقولكم إن دي مش سرقة، بالع** خالص وربنا.. إحنا بنحمي عائلات كتير من إنهم ي**قوا بغشومية وساعتها يتحبسوا ويبقوا عالة على الدولة.. يعني إحنا يتعملنا تمثال والله، لأننا بنساهم في إننا نكفل أسر بسيطة ممكن تتشرد لو معملناش كدة.. حمولة العربيتين دول مش بيتقسموا عليا أنا وعمر بس، دول بيتقسموا على أكتر من عشرين واحد، ما بين عمّال توريد، وأمناء مخازن، وملاحظين، ومندوبين، وسو**ين، ليلة كبيرة أوووي وبيوت كتير مفتوحة وربنا من الموضوع ده، يعني تقدروا تقولوا باب رزق مفتوح وحرام إن إحنا نقفله، والصراحة أوقات كتير كنت بحسّ إني (روبين هود) العصر الحديث، بناخد من المال العام عشان ندّي الدعم لمستحقّيه، يعني إحنا بنسرّع عملية توزيع الثروات مش أكتر لإن الفلوس دي فلوس الناس أصلاً.. مش بقولكم المفروض يتعملنا تمثال!!.. إمتى بقى تقولوا عليا حرامي!!.. لما أكون بسرق وباخد الفلوس كلها لحسابي، أو لما أكون بسرق من مال خاص، لكن أنا والحمد لله اللي باخده بيتوزع على الكل، وباخد من أموال الدولة اللي هي أصلًا أموالنا.. عامل عايز يتجوز بالفلوس دي هيقدر، أمين مخزن عايز يجوّز إبنه شهرين تلاتة بالكتير وهيقدر، مندوب أو سوّاق عايز يجيب شقة بعد سنتين تلاتة هيعرف يحقق حلمه.. يعني الموضوع باختصار زي ما يكون جمعية وإحنا بنقبضها الاول مش أكتر، ولو حد فيكم هيقول علينا حرامية يبقى حسبي الله ونعم الوكيل فيه بصراحة. المهم، خدت بعضي بعد ما رتبت الأوراق في الدوسيه، وقمت واخد شفطة من فنجان القهوة، وخرجت من الأوضة عشان اشوف المدير عايزني في إيييييه.. والدور فيه حوالي خمسة وعشرين أوضة، المدير مكتبه بيكون في آخر الدور خالص، تحسوا كدة إنكم محتاجين تا**ي عشان توصلوا له.. وطبعا الاوضة بتاعته لازم تكون أكبر أوضة في الدور كله، حاجة كدة على مساحة 5000 فدان زراعي وشوية قراريط.. دخلت الاوضة ولقيته قاعد على الكرسي بتاعه وراء المكتب، عامل بالظبط زي الد*ك الشر**ي.. فنطاس دهن لابس قميص وصديري، وقالع الچاكيت بتاعه وحاطّه على ضهر الكرسي اللي هو قاعد عليه، وأراهن بعمري إنه قالع الجزمة ولابس شبشب عشان ياخد راحته في القعدة.. المهم، أول ما دخلت عليه كان شكله مركّز في الورق اللي قدّامه ولابس نضارة عدساتها عاملة زي قعر الكوبّاية؛ فقمت مصبّح عليه بطريقتي وقايله : - معالي الباشا، مسعد بلّغني إن جنابك عايزني، قولت أكيد أمي داعيالي إنهارده عشان نصطبح بوشّ معاليك. قولتها باسلوب مبالغ فيه، وأنا رايح ناحية الشباك بتاع الأوضة عشان أفتح الستارة والنور يدخل.. بعدها، لقيته بيضحك ضحكته المستفزة اللي قادرة على استفزاز الأعمى والأ** مع بعض وفي وقت واحد.. ضحكة كدة تحسّوه بيجيبها من بطنه، والمفروض إنها كدة خارجة من قلبه.. انا الصراحة مش بطيقه، بس الكلمة الطيبة صدقة؛ فقولت أتصدق بكلمتين على الصبح عشان ربنا يكرمنا.. ثانيتين وقام قايلي : - يا واد انت مش هتبطّل البَكَش بتاعك ده!!. - والله يا ريس من قلبي، واللي بيخرج من القلب يوصل للقلب وسيادتك سيد العارفين.. طب تصدق معاليك إني موصّي رسام محترف يرسم صورة بورتريه لفخامتك عشان تتعلق في وش الأسانسير فيشوفها كل اللي داخل واللي خارج، وساعتها تحصلنا البركة. - يا واد كفاية بكش بقى، وخليني أقولك أنا كنت عايزك في إيه.. أقعد يا ابراهيم. كان بيتكلم وهو مستمر في الضحكة المستفزة بتاعته اللي بترجرج كرشه زي ما يكون حد بيزغزغه.. كائن ثقيييييل لأقصى الحدود وعامل نفسه فاهم في كل حاجة، بالظبط زي الكاتب اللي بيكتب القصة دي.. وأنا موتي وسمّي إني أقعد مع الناس دي، بس أكل العيش بقى له أحكامه.. المهم، عملت نفسي بتنفض وبندهش قبل ما أقعد ورحت قايله باستغراب شديييد : - ما يصحّش والله يا ريس!. - هو إيه يابني اللي ما يصحّش!. - إني أقعد كدة قدّام معاليك.. أنا أمي الصراحة كانت داعيالي الصبح، بس مش معقول دعاها اتحقق بالسرعة دي. - يا واد أقعد، وسيبك من أمك دي دلوقتي.. خليني أقولك أنا كنت عايزك في إيه. - تؤمرني أمر سيادتك. ورحت قاعد على الكرسي اللي قدام المكتب، ولقيته سكت ثانيتين وبعدين فضل باصص ليا كام ثانية من غير ما يتكلم، وراح باصص في الورق اللي قدامه زي ما يكون بيقرا حاجة مهمة لا تحتمل التأخير.. وكنوع من المجاملة، و**را لل**ت مش أكتر، رحت عامل نفسي مندهش جااامد وأنا باصص عليه ومبرّق بعينيا جامد عشان ألفت انتباهه ويركّز معايا ويسيبه من الورق اللي قدامه ده، وقمت قايله : - سبحان الله!!.. مش ممكن!!.. مستحيييييل!. - ايه يا إبراهيم في إيه!!.. هو إيه اللي مش ممكن، ومش مستحيل!!.. - الحلم، الحلم اللي حلمته من كام يوم وكنت مش لاقي له تفسير، دلوقتي بس فهمته. - حلم إيه يا واد خضّتني، اتكلم بسرعة شوفت إيه!!. - ملااااااك، ملااااك أبيييض بجناحين وعمّال يشعّ نوووور شدييييييد أووي.. كان لابس قميص أبيض زي اللي سعادتك لابسه كدة، وعليه صديري رمادي مقلّم زي ده بالظبط.. وكان على وشّه ابتسامة صافية زي اللي على وش معاليك دي.. ولسة جاي أكلمه، لقيته قام مطبطب عليا وراح فارد جناحاته وطاير بعيد مع الملايكة. - وده معناه إييييه، حاجة حلوة ولا وحشة يعني عشان ابتديت أقلق كدة!!. - حلوة طبعا يا جلالة الملك.. مية المية معاليك هتترقّي.. مفيش كفاءة تفوق كفاءة سيادتك، وأكيد مش هيلاقوا حد يصلح إنه يكون مدير عام إلا حضرتك طبعا. - مدير عام مرة واحدة!!!، ربنا يطمنك ويبشرك بالخير دايما.. المهم، قوللي وشك تعبان كدة ليه!!.. شكلك زي ما تكون ما نمتش بقالك سنة!.. أوعي تكون بتتعاطى حاجة. الصراحة أكره ما عليا إني ألاقي حد بيتطفّل عليا وبيتدخل في اللي ملهوش فيه، إنت مالك إنت إذا كنت بتنيل أتعاطى ولا لا، مالك إنت إذا كان وشي شكله مرهق ولا مليان صحة!!.. هو أنا كنت اشتكيتلك!!.. ما علينااااا.. طبعا مش هينفع أحرجه ولازم أدور على رد مناسب وفي نفس الوقت يسعده ويبسطه، ومرة واحدة لقيت الكلام خارج لوحده من بوقي زي ما يكون عارف طريقه ومش محتاج عقل يوجّهه : - والله من ضغوطات الشغل معاليك، سيادتك علّمتنا من أول يوم جينا فيه الشركة هنا إننا لازم نقدم طاقتنا كلها للشغل.. ده غير إن حضرتك قدوتي، وعلى طول بتدّي طاقتك ووقتك كله للشغل؛ فلازم نسير على نهج عظمتك عشان نستحق المكان اللي إحنا محطوطين فيه.. إحنا ترس صغير في دماغ جنابك، ولازم الترس يقدم أفضل ما عنده عشان دماغك الكومبيوتر دي تستريح شوية. - عفارم عليك يا ابراهيم، تلميذي النجيب.. تعرف!!.. أنا من أول يوم شوفتك فيه وأنا متأكد إنك هتكون خليفتي في يوم من الأيام.. بس لازم تعرف إن الشركة هنا مش كل حاجة، ومينفعش تهمل في نفسك وصحتك كدة، لازم تدي لكل حاجة وقتها وحقها الطبيعي برضو!. - الله!!.. الله على الحِكم اللي جنابك بتقولها دي يا أستاذنا.. طب والله يا سيادة الريس، الكلمتين دول المفروض يدّرسوا كمناهج تعليمية في السربون وكامبريدچ.. تؤمرني معاليك، وأوعدك إني أحاول أرتاح عشان خاطر سيادتك بس والله.. رغم إني كل ما أتعب بتخيل صورة فخامتك دي قدامي، فبلاقي التعب كله راح وأحس إني بقيت زي الحصان. ورحت ماسك صورته اللي على المكتب، وفضلت أمسح في الإزاز والبرواز بتاعها بكم القميص، وأنا مبيّن علامات التأثر على وشي على أدّ ما أقدر.. أنا عارف إنكوا دلوقتي بتحلفوا إني منافق، وأغلبكم كمان شايفني مطبّلاتي، بس صدقوني بجد أنا بحاول أسعده على أد ما أقدر، تقدروا تقولوا إني بساهم في رسم البهجة والفرحة على وشه لعلّ وعسى ربنا يجعله في ميزان حسناتي.. أي إنسان بيحب يسمع كلمة كويسة، فأنا بسمّعه اللي ودانه عايزة ومشتاقة تسمعه.. المهم، رحت حاطط الصورة تاني على المكتب، وقمت قايم من مكاني وماشي لغاية الكرسي اللي هو قاعد عليه، وعامل فيها إني متأثر جداااا بكلامه عشان محرجهوش، وقمت حاطط الدوسيه اللي في إيدي قدامه فوق الورق اللي كان بيقرا فيه من شوية، ورحت قايله : - طب تصدق بالله يا ريس!!.. الميزانية دي خدتها معايا البيت وفضلت سهران عليها طول الإجازة عشان ألحق أقدّمها لسعادتك.. هتلاقي فيها أذونات الصرف، وأوامر التوريد، والحساب الختامي زي ما سعادتك شايف كدة.. والله.. والله يا أستاذنا مش قادر أوصفلك أنا تعبت فيها أد إيييه، بنتي كانت سخنة وعمّالة تكحّ وحرارتها كانت فوق الأربعين، وأنا فضلت مكمّل على الميزانية عشان ألحق أخلصها. - والله يا إبراهيم لو كل الموظفين بيشتغلوا بذمة وضمير زيك كدة، كنا بقينا أحسن من سويسرا وألمانيا.. إنت كل يوم بتثبتلي إنك تلميذي، وتأكد إن كل التقارير السرية اللي بتتكتب فيك ممتازة ودايما لصالحك. - والله يا ريس ما عايزين حاجة غير رضا معاليك علينا، وإن جنابك تفضل دايما فخور بيا مش أكتر.. والله يا فندم إحنا بخير طول ما جنابك بخير وراضي عنا وفي الصدارة دايما يا ريييس. هنا بقى كان المدير سلّط نظراته على الدوسيه، وهو ماسك القلم بإيده اليمين، والنضارة هتقع من على مراخيره، وبدأ يمضي الورق كله وهو عامل نفسه إنه بيراجع بتركيز وكدة.. ماكينة توقيعات شغّالة، وكل لحظة يقوم هازز برأسه كدة كإنه منبهر باللي موجود في الورق ومش مصدق نفسه إن الميزانية مظبوطة أوووي كدة.. المهم، خلص الإمضاءات اللي أنا عايزه يمضيها، وقمت عامل نفسي حريص على وقت الشغل؛ فقولتله بعد ما برمت الدوسيه كويس واتحركت بعيد عن مكتبه : - تؤمرني بأي خدمة تانية معاليك!!. - لا، خلاص تقدر تروح دلوقتي على مكتبك، وما تنساش اللي قولتلك عليه.. لااااااازم ترتاح ضروووري، ما ينفعش كدة.. صحتك أهم، ومحدش هينفعك لو تعبت أو جرالك حاجة لا قدر الله. - اعتبره حصل يا استاذنا، وإن شاء الله هحاول اهتم بصحتي طالما سيادتك اللي بتنصحني. وقمت مقرّب من باب الأوضة عشان أمشي، وكنت مبسوط جدااا إني مضيت الميزانية اللي فيها الورقة إياها، وكمان معايا الدواء اللي عمر ادهّولي، وهعمل انهارده أحلى شغل.. إيه اليوم الجميييييل ده!!.. ده يوم سعدي أكيييييد يا جماعة.. مديت إيدي عشان أفتح الباب، ولسة جاي أسحب المقبض، لقيت الد*ك الشر**ي اللي عامل زي قنصل الوزّ بيندهني فجأة وهو بيضحك نفس الضحكة المستفزة بتاعته، وقام قايلي : - ابراااااهييييم، الله يجاااازي شيطانك!!.. نسّتني كنت عايزك في إيه، شوية الألاباندا والهمبكة بتوعك دول بيسحلوني والله.. المهم، الخميس الجاي فرح هبة بنت أخويا، ولازم تيجي ضرووووري.. الفرح هيبقى عندنا في البلد، وأخويا العمدة عامل ليلة كبيرة ولااازم تيجي. - يا خبر أبييض يا فندم، طب ده اسمه كلام برضو!!.. هتعزمني على فرح أختي الصغيرة!!، ده انا هكون هناك أول واحد أصلا. - يابني هو إنت تعرفها، ولا عمرك شوفتها حتى!. - يا ريييييت، طب والله يا ريت كنت أشوفها من زمان يا فندم عشان كان يحصلي عظيم الشرف.. ما تقلقش سيادتك، هكون موجود أول واحد إن شاء الله، والزملاء كلهم هيكونوا هناك من العصر أكيييد. - لااااا، أنا مش عازم إلا ناس قليلة عشان الزحمة وكدة، وبعدين في ناس الصراحة بيني وبينك مش بينزلولي من زور، فمش عايزهم يعرفوا عشان دمهم تقيل على قلبي.. أنا عازمك إنت وكام واحد من الإدارة هنا، ومنبّه عليهم كلهم محدش يجيب سيرة للباقي.. ابقى تعالى إنت وهات معاك المدام والولاد، بس أوعى تقول للواد عمر اللي معاك في المكتب.. الواد ده عينيه وحشة ودايما يبصّ للي في إيد غيره، وأنا الصراحة مش بحب قعدته. - يا خبر أبيييض يا فندم، ده أنا مش هجيب سيرة لأي ج*س مخلوق خصوصاً عمر ده.. أنا بتخنق منه أنا كمان الصراحة، بس هعمل إيه!!.. عملي الرضي ولازق لي في المكتب، تقولش طلع في قُرعتي!!.. صباحك بيضحك يا ريس. قولتها وأنا بخرج من الأوضة بسرعة قبل ما يفضل يرغي معايا كتير، وطبعا كرشه كان بيهتز من الضحك وبوقّه منشكح في ابتسامة تحتاج لخطّاط محترف عشان يجيب آخرها.. وقبل ما أقفل الباب خالص، قمت مواربه خفيف كدة ورحت قايله : - معلش يا ريس، طلب أخير من سعادتك.. ينفع بس أسلّم الميزانية للخزنة، وبعدين أمضي إذن إني أروح بدري إنهارده!!.. حاسس فعلا إني تعبااااان، ومش هقدر أكمل باقي اليوم الحقيقة!. - يا خبر!!.. فوووورا، سلم الميزانية للخزنة، وأنا همضيلك الإذن حالاً وهبعته للاستعلامات عشان تروّح على طول. - ربنا يخلّيلنا سعادتك، وما يحرمناش من كرم أفضالك علينا. وخدت بعضي، وطيران على مكتبي زي ما أكون عصفور أخيراً قدر يهرب برة القفص اللي كان محبوس فيه لسنين.. رتّبت الورق اللي كان جوا الدوسيه، وضفت عليه كام ورقة من درج مكتبي، ولقيت عمر ناطط ناحيتي أول ما دخلت المكتب، وفي لمح البصر قام قافل الباب بسرعة، ومقرب مني وأنا مشغول بتنظيم الملف اللي في ايدي، وراح قايلي : - ايه يا بني، مالك في إيييييه!!.. إوعى تقولي إننا إنكشفنا!!.. قالك حاجة!. - يابني انت بتتعامل مع اقوى جهاز مخابرات، تقولي انكشفنا!!.. الورق إتمضى وهروح أسلمه للخزنة عشان أتّكل على الله وأروّح بسرعة. - اووووف، سيّبت مفاصلي إلهي يسيّب مفاصلك.. داخل المكتب زي ما تكون ظابط جاي يقبض عليا.. بس الحمد لله إن الورق إتمضى، إلحق بقى سلّمه حالا للخزنة قبل ما تقفل يا حلو، وعلى ما تكون سلمته أكون أنا كلمت المعلم صبّور عشان يجهّز نفسه.. بس قوللي الأول، هو المدير كان عايزك في إييييه! - فرح بنت خالته يوم الخميس الجاي، وكان بيعزمني عشان أروح أحضر الفرح. - حلووووووو ده يا معلم، هنروح أنا وإنت وهنخربها حريم هناك. - لا يا معلم هروح لوحدي، عشان هو عازمني أنا وكام واحد من الشركة بس.. ومنبّه عليا ما أجيبش سيرة ليك خاااااالص. - ولييييه ده بقى إن شاء الله!!.. هو أنا كنت جوز أمه، ولا ماشي مع أخته في الحرام مثلا!!.. إشمعنى يعزمك إنت وما يعزمنيش أنا يعني!!. - الصراحة يا صاحبي، المدير مش بيطيقك، وبيقول عليك إن عينك وحشة وبتبص للي في إيد غيرك، ده غير إن دمك تقيل على قلبه، وبيتهيألي كدة إنه يطيق ا***ى ولا يطيقك.. وبصراااااحة بقى هو معاه حق، وضيف على كدة إنك بخيل وطمّاع لغاية ما تزوّد حصّتي في السبّوبة بتاعة كل أول شهر.. ساعتها بس هرضى عنك، وهدعيلك إن ربنا يبتليك بعمود نور عريان يدفّيك في ليالي أمشير. الصراحة كنت بتكلم وأنا فطسان على نفسي من الضحك، والحقيقة كنت بجد لذّة غريبة في الغلاسة على عمر مش عارف ليه.. أنا عارف إن أغلبكم هيقول عليا دلوقتي إني فتّان وإني بنقل الكلام وكدة، بس أنا مش هرد عليكم غير بجملة واحدة (حسبي الله ونعم الوكيل).. فتّان إيه، ونقّال كلام إيييه اللي بتوصفوني بيها!!.. أنا واحد بمنع بلوى وكارثة وف*نة حقيقية إنها تحصل، لإن بالتصرف بتاعي ده عمر هيتحاشى ويتجنب المدير، وساعتها المدير هو كمان هيتحاشى عمر زيادة.. عمر صاحبي وواجب عليا إني أنبهه إنه إنسان غير مرغوب فيه، وساعتها هيبعد وما يحرجش نفسه أكتر مع المدير، وبالتالي المدير مش هيعمل معاه مشاكل بل بالع** ده يمكن يبتدي يحبه والله لما يلاقيه إبتدى يتغير.. المهم، إني قاصد خير والله، أنا كنت بحاول أبعد البنزين عن النار مش أكتر.. خلصت ضحك، وانتهيت من ترتيب الورق بتاعي، فشيلت الدوسيه تحت باطي، وقمت رايح ناحية باب الأوضة عشان أمشي وعمر ماشي في ضهري، فقمت فاتح الباب وقايله وأنا بخبطه بالراحة على ص*ره قبل ما أتحرك : - عن إذنك ياخويا، عايز أروح ألحق الخزنة قبل ما تقفل.. وبعدها، أروّح البيت بسرعة عشان ألحق أقعد مع المدام قبل ما العيال يرجعوا البيت.. عشان بالليل ألحق أجهز شنطتي عشان احتمال أبات ليلتين عنده في البلد.. أصله عامل فرح كبير، وجايب أكل كتيييير وهتبقى ليلة ولا ألف ليلة وليلة.. عن إذنك يا خويا ده يوم الخميس ما فاضلش عليه غير كام يوم، وأنا لسة عايز ألحق أجهز حاكم الصعيد ده عليه شوية غوااااااازي إنما إييييييييه. - ماااااشي يا إبراااااهيم، بس إبقى خليييييك فاكرهااااا.. روح لوحدك يا إبراهيم، أنا ما يشرفنيش أصلا أني أروح فرح معفن زي ده.. فاكر نفسه سلطان بروناي، وعازم الكل إلا أناااا.. روح لوحدك يا إبراهيم، وخليك فاااكر إنه هيطلع فرح زبالة زي وشّه، حاكم الناس المعفنة دي ما يطلعش منها غير كل نتانة يا ابرااااهيم. كان عمال يزعّق ويهلل قدام باب الأوضة، وأنا ماشي في الطرقة فطسان على نفسي من الضحك، ومش عايز أبص عليه عشان ما أضحكش زيادة، وطبعا زي ما قولتلكم المبني ضخم وعدد الأوض مهووول ويستحيل المدير يسمعه، ويستحيل حد من الموظفين أصلا يقوله.. المهم، خدت بعضي وطيران على الخزنة، ولحقتها فعلا قبل ما تقفل، وبعدها كنت بسابق الزمن عشان أروح على الجراچ، وخدت العربية وصااااروخ على البيت. .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD