الفصل الرابع

2433 Words
ومسكت إيدها عشان أسحبها برّة الأوضة، ولقيتها بتزقّ إيدي وقامت مفلفصة منّي لدرجة إن القهوة كانت هتتدلق، وراحت قعدت جنب العيال ولا كإني بتكلم.. خدت بعضي وأنا شاااايط وحاسس إن عفاريت الدنيا بتتنطّط قدّام عيني، ورحت قاعد في البلاكونة عشان أشرب القهوة والسيجارة، ومش بفكر غير في كلام أشرف اللي قالهولي في القهوة عن أحمد مجدي اللي اسمه اتغير وبقى (أحمد I love you) .. معقول حاله اتعدل وبقى سعيد مع مراته بعد ما ابتدى يبصّ برّة!!.. طب أنا أعمل إيه معاها عشان تحسّ بيا وتفهم إني كراجل ليا متطلّبات لازم تتعمل وإلا هنفجر!!.. أكلم أشرف!!.. بس لو كلّمته واتفقنا نخرج نسهر يوم الخميس، هقول لمراتي إيه عشان ما تشكّش في حاجة!!.. مش هينفع أتحجّج بإن أمي عيّانة وهي كانت لسة عندنا وزي البومب.. طب أقولها إني عايز اشوف حتة أرض معروضة للبيع بسعر لقطة!!.. بس أرض إيه دي اللي تتشاف الساعة اتناشر بالليل ويوم خميس كمان!!.. الموضوع صعب ومقفول بالضبّة والمفتاح، وربنا ياخدك يا أشرف ياللي زغللت عيني، ويسامحك يا ريهام على اللي بتعمليه فيا ده. وبعد ساعتين من الوقوف في البلاكونة، دخلت لقيتها نايمة في السرير ورابطة راسها ومش هاين عليها حتى تعبّرني وتقوللي إنها خلّصت، وسايباني ونايمة رغم إنها عارفة إني متنيّل قاعد مستنّيها.. قرّبت منها وحاولت أهمس في ودنها، لقيتها بتردّ عليا بصوت تشخيرة زي ما تكون مركّبة زمّارة في مراخيرها.. فاضطريت استسلم، وقمت فارد جسمي ومغطي راسي بالمخدّة وبدعي ربنا إنه ياخدني عشان أرتاح من العذاب اللي أنا فيه ده.. والشيطان زي ما يكون مستقصدني ومقطوعلي وواخد أجازة مخصوص عشان يغويني أنا بس، لقيته بيهديني نفس الحلم إيّاه.. أربع جواري بيرقصوا حواليا، وأنا قاعد وسطهم بشرب حاجة غريبة في كأس معدن، وشوية وقعدوا جنبي عشان يأكلوني الفاكهة في بوقّي، ويلعبولي في لا مؤاخذة ضهري عشان يفكّ وأقدر أقوم أرقص معاهم. طبعا معرفتش أنام من كتر السخونية اللي كنت حاسس بيها، وقمت من النوم على أذان الفجر أو الاقامة تقريباً، الصراحة مش متأكد لأني مش متعود أصلّي بانتظام.. المهم، خدت دُش مية باردة عشان كنت حاسس إني مولّع نار من الحلم ده، وكالعادة عملت القهوة وقعدت أشربها قدّام التليفزيون، ولا إرادياً عقلي كان عمّال يصورلي نفسي وأنا بحضن سعاد حسني بدل أحمد رمزي.. هو كان فيلم أبيض وأ**د اللي كان شغّال ساعتها، ودي حركة نادراً ما التليفزيون المصري كان بيعملها لإنه دايماً كان بيشطّب بدري، بس على حظّي الم**ّل لقيته مشغّل فيلم السهرة لغاية الفجر.. ورحت واخد الخددية بتاعة الأنتريه في حضني، وقمت مستسلم في النعاس على الكنبة غصب عنّي، وشوفت في الحلم سعاد حسني بشحمها ولحمها، وكانت بتعشقني عشق وعمّالة تقولي (كدة برضو يا هيما يا خاين، تتجوز البومة دي وتسيبني أنا بعد كل الحب اللي حبيتهولك!!). ولسة جاي أردّ عليها وأقولها سامحيني يا سندريلا، لقيت هادمة اللذّات ومفرّقة ا****عات بتزعّق جنب ودني، وبتقول (ياللا يا عيال عشان هتتأخروا).. قمت مفزوع على صوتها، وهي قاعدة على كرسي الصالون وبتحضّر السندوتشات بتاعة المدرسة للولاد.. قمت من مكاني ودخلت الأوضة، غيّرت هدومي وغسلت وشّي على السريع، وكنت مستغرب جدااااا من برودها ده.. ازاي شايفاني نايم على الكنبة ومحاولتش تسألني عن السبب، كإن الطبيعي هو إني أنام على الكنبة!!.. ولا تكونش صدّقت كلامي اللي قولتهولها في المطبخ عن إني سيبتلها السرير عشان ترتاح وتعرف تاخد راحتها!!.. بس حتى لو مصدّقة يبقى على الأقل لازم تشكرني، مش تقعد كدة جنبي ولا كإني كرسي متحرك!!.. المهم، خدت العيال عشان أوصلهم للمدرسة في طريقي الأول، وللعلم بس يوم السبت مكانش لسة بقى أجازة رسمي ساعتها.. وفجأة وأنا بفتح الباب عشان أخرج، لقيتها بتنادي عليا فقولت بس بقى، هي عايزة تعتذرلي أو تشكرني مثلاً على المجهود الخرافي اللي بعمله ده، لكن الحقيقة لقيتها بتقولي : - ما تنساش تدّي كل واحد فيهم المصروف عشان معيش فكّة. في اللحظة دي كنت خلاص هنفجر حرفياً، إيه البرود اللي هي فيه ده!!.. دي حتى ما سألتنيش إذا كنت هتنيّل أفطر ولا لا.. رزعت الباب جامد من غير ما أرد عليها، عشان مكنتش طايقها ولا طايق عيشتي السودا دي معاها، أنا بطلب أبسط حقوقي كراجل على فكرة، يعني مش طالب منها تروح تفجّر نفسها في ميناء إيلات مثلاً، ليه بقى محسّساني إنها مسؤولة عن ملجأ فيه خمسين ألف يتيم مش بيت فيه تلات أطفال بس!!.. تحسّ بس إني عايزها، وألاقي الأعذار نازلة من بوقّها ولا مية المطر في ليالي أمشير.. المهم، ركبت عربيتي مع الولاد وعدّيت على المدرسة، ونزّلت العيال بسرعة عشان يلحقوا الطابور، وقمت مكمّل وطالع على شغلي في الجيزة. شركة (سيرمكو) للغزل والنسيج، مبنى ضخم جدااا وفيه حوالي ألفين موظف ويمكن أكتر، ووظيفة الموظّفين دول هي إنهم يحاولوا ما يخلّوش الخساير تزيد عن الطبيعي.. يعني هدفنا مش تحقيق الربح، هدفنا الحقيقي هو بس تحجيم الخساير، وأي حدّ فيكم شغّال في القطاع الحكومي هيبقى فاهم كلامي ده.. طلعت الدور السابع اللي فيه الأوضة بتاعتي، وده الدور الخاص بالحسابات والمراجعة، دور كامل شغّال فيه عشروميت محاسب بيحسبوا حجم الخساير بس، وبيحاولوا ما يخلّوهاش تزيد عن المسموح، وطبعا المسموح ده مش هقدر أقول عليه عشان دي أسرار ما ينفعش تطلع، بس الدولة متمثّلة في الحكومة هي اللي -كتّر الف خيرها- بتغطّي الخساير دي. دخلت المكتب وهو عبارة عن أوضة واسعة، مرصوص فيها تلات مكاتب، ليا فيهم واحد، ولزميلي واحد، والتالت فاضي مش عارفين صاحبه فين من ساعة ما اتعيّنت هنا في الشركة من سنين، ناس بتقول إنه واخد أجازة، وناس تانية بتقول إنه طلع إعارة، وناس بتقول إنه مات والشركة حالفة ما تقعّد حدّ مكانه، الله أعلم بقى إحنا مش هندّخل في الأسرار دي عشان المدير بيتضايق لما حد بيكلمه في السيرة دي بالذات... المهم، صبّحت على عمر زميلي في المكتب وأنا بطلب القهوة من الساعي.. وشوية ولقيت عمر بيسألني بعد ما الساعي خرج برة المكتب : - إيه يا عمّ، ناموسيتك كحلي!!.. دي الساعة داخلة على تسعة، ومالك قالب وشّك كدة ليه على الصبح!. - سيبني في حالي يا عمر دلوقتي، أنا جعان نوم وعايز ارتاح شوية هنا يمكن أفوق، وبالله عليك ما تعملش دوشة وابقى صحّيني على الساعة 11 أكون نمتلي ساعتين. كنت بكلّمه وأنا بجمّع الدوسيهات على المكتب، وبعمل منهم خددية أفرد راسي عليها عقبال ما القهوة تيجي، وأنا وحظّي بقى يا أشربها يا تترمي، وربنا يسامحني بقى.. شركة بتخسر ملايين، مش هتيجي على القهوة بتاعتي يعني.. ولسة عيني هتروح في النوم، لقيت عمر بيضحك وهو بيقول : - استنّى بس يا بني، انت منمتش في البيت ولا إيه!!.. شكل المدام كدة شبشبتلك بالجامد على الصبح. - وحياة أبوك يا أخي لتفتكرلنا سيرة غير دي.. تصدق بالله!!، أنا لو كنت متجوز راهب بوذي كان حسّ بيا وهي لا. - ليه بس يا صاحبي!!.. هي الأجازة كانت ناشفة ولا إيه!!. - هي ناشفة بعقل!!.. وحياتك إنت سيبتلها الأوضة وطلعت أنام برّة على الكنبة، أومّال أنا جاي أكمل نوم هنا ليه!!. - يا سااااااتر، طب ما تقولها تهتم بنفسها.. أقولك!!، هدّدها لو مهتمتش بنفسها إنك هتبدأ تبص برة. - يابني الموضوع مش كدة إنت مش فاهم.. هي أه صحيح وشّها يقطع الخميرة من البيض، بس أنا قا**ها وراضي بيها وهي كدة وربنا.. لكن المشكلة في إني متجوز واحدة باردة، أخر حاجة عندها السرير.. إنت مش فاهم!!. - الله يخرب بيت سنينك، طب ما قولتليش الموضوع ده ليه من بدري!!.. دواك عندي يا صاحبي، ما تحملش انت همّ. أنا سمعت الكلمة دي، واتنفضت من على كرسي المكتب بتاعي، والدوسيهات طارت في الهوا، وجريت عليه بسرعة 3000 عقدة في الدقيقة، وفي أقل من ثانية كنت جنبه عشان أسمع الحلّ بتاعه.. في الوقت ده كان الساعي داخل بالقهوة، وتقريبا سمعني وأنا بقول لعمر : - أبوس إيدك إلحقني به بسرعة، أنا تعبان والله يا صاحبي أووي، ومش قااااادر أستحمل أكتر من كدة. لقيت الساعي بيحطّ القهوة على المكتب، وهو عمال يستغفر ربنا ويبصّلي بق*ف وأنا مش فاهم إيه سبب البصّة دي الصراحة.. عمر اتنفض أول لما شاف الساعي بيتصرف كدة، وشدّ إيده من إيدي عشان كنت بحاول أبوسها تعبيرا عن شوقي للحل السحري اللي هو بيقول إنه عنده، وأول ما الساعي خرج لقيت عمر بيقولي وهو بيضحك : - يابني إيه اللي إنت بتقوله ده، زمان الساعي افتكرنا لا مؤاخذة أو ان انا بتاجر في الم**رات. اهدا شوية يا إبراهيم مش كدة، أنا حاسس بيك بس قولتلك خلاص ما تقلقش، أنا عالجت حالات أخطر من كدة بكتير. - يا عم سيبك منه دلوقتي وركز معايا أنا.. وقوللي بس الأول، إيه موضوع الحالات اللي انت عالجتها دي، إنت سيبت الحسابات واشتغلت دكتور ولا إييييه!!. - يابني أخوك أحسن من مليون دكتور وربنا، بس تقول إيه بقى!!.. حظّ.. المهم، عندي ليك حبّاية هتخليك حصان، هتاخدها وتدعيلي ومش هيبقى على ل**نك غير عمر عمر عمر عمر. - انت بتفهم منين ياعم إنت!!.. بقولك هي اللي باردة مش أنا.. أنا لو عليا، أقسم بالله أمسح إسم شمشون الجبار ده بأستيكة، بس يدوني فرصتي والله. - برضو طلبك موجود، كل أحلامك موجودة وهتتحقق في غمضة عين.. عارف!!.. لو عايز تحسّ إنك متجوز أربعة، هقولك طلبك موجود.. أنا الدكتور عمر ملك الطب الحديث، وكل اللي مضايقك هحلّهولك في لحظة. - أنا عايز من ده يا حزومبل، أنا عايز من ده.. إلحقني بسرعة والنبي يا دكتور بدل ما أقلعلكم هنا في الشركة وأمشي عريان وربنا. كنت بقولها وأنا برقص في المكتب فعليا الصراحة، ومكنتش مصدق نفسي من الفرحة الحقيقة.. كنت حاسس إن الدنيا مش سايعاني، وشايف إن أحلامي كلها بتتحقق فعلاً قدام عيني.. خلاص هعرف أستفرد بمراتي، وأقدر أعبّر عن نفسي أخيييرا.. يا ريتني عرفتك من زمان يا عمر، ده اللي كنت بقوله لنفسي وأنا بتنطط في المكتب زي اللي فرحه كمان ساعة.. المهم، لقيت عمر بيفتح درج المكتب بتاعه، وبيطلع منه علبة دواء شكلها غريب، وقام قايلي وهو بيديهاني : - الدوا ده لسة جايلي من برة وربنا، حبّاية منه هتخليها عاملة زي الفرخة الدايخة بين إيدك.. حبّايتين هتلاقيها بتجري وراك في الشقة وهي بتغنيلك (ما اقدرش ما احبّكش، وحياتك ما اقدرش).. تلاتة حبايات يخلوها تهجم عليك وهي بتغنيلك (أه منه الأسمراني، شبك قلبي بهواه). - حلو ده، خلاص أديها انهارده أربعة عشان تغنّيلي (توبة، توووبة إن كنت أحبك تاني تووووبة).. بس قوللي الأول، إنت شايله في المكتب هنا ليه!!. - يابني أتقفش لو خدت البلاوي دي معايا البيت، وساعتها مراتي هتعمل مناحة ومش بعيد تطلب الطلاق.. شايف الدرج ده!!، مليان من خيرات ربنا كل ما لذّ وطاب، وباخد اللي أنا عايزه من الدرج لما أكون ناوي أسهر سهرة حلوة من إياهم مع المدام. كان بيتكلم بفخر زي ما يكون شايف نفسه زاهي حواس مثلا وهو بيستعرض جهوده بعد اكتشاف مقبرة فرعونية، وأنا كنت ماسك علبة الدواء بإيدي عمّال أتفحّصها وكنت ناقص أبوس فيها من كتر الفرحة اللي كنت حاسس بيها ساعتها.. وبعد ثوانى لمحت عليها صورة غريبة؛ فقمت مكمّل كلامي وسألته: - بس إيه الصورة اللي مرسومة على العلبة دي!!.. زي ما يكون مرسوم عليها حصان تقريبا. - بص يا سيدي.. الدواء ده بيدّوه لإناث الخيول عشان يرفعوا من هرموناتها فتزيد القدرة الج*سية عندهم، ومش هتلاقيه غير في استراليا، فبطلبه من أخويا اللي عايش هناك، وهو بيبعتهولي كل ما بحتاج. - الله يخربيتك!.. عايزني أدّي لمراتي دواء معمول للبهايم يا بهيم إنت!!.. حد قالك إني متجوز بغلة!. - يابني إفهم!!.. والله مفيش خطورة منه، وأنا بدّيه لمراتي وعايشة حياتها ميت فل وعشرة وصحتها زي البومب.. حبّايتين تلاتة بيخلّوها تفرفر في إيدي وهي اللي بتطلب مني إني أقرّب منها. الصراحة كلامه أقنعني نوعاً ما خصوصاً إنه مجرّبه؛ وما دام بيوصفه عن تجربة يبقى مفيش مانع أجرّب.. قام من على كرسيه ولقيته وقف قدّامي في نص الأوضة، وكان عمال يكلمني بطريقة مليانة هيبة ووقار وتوحي بإنه دكتور بحق وحقيقي مش محاسب.. وقمت شايل العلبة في جيبي ورحت حاضنه من الفرحة عشان حسّيت بجد إنه أخويا، وقمت قايله : - بجد مش عارف أشكرك إزاي يا عمر والله، وربنا إنت رجولة وجميلك ده عمري ما هنساه.. ياااااه، إنت ريّحتني أووووي بعد ما كنت بقالي سنين تعباااان. في اللحظة دي كان الساعي بيدخل المكتب برضو، وشايفني وأنا بحضن عمر وبقوله الكلام ده، وكالعادة لقيته بيبصّلي بطريقة مق*فة كإنه عايز يجيب اللي في بطنه وبعدين لقيته بيستغفر ربنا وبيخبط كفّ على كفّ، وقام قايلي وهو بيحاول يتحاشى النظر ليا : - سيادة المدير عايزك يا أستاذ إبراهيم، أقوله إنك رايحله ولا أسيبكم تكملوا اللي بتعملوه على راحتكم!! - لا، قوله إني رايحله حالاً يا مسعد. والحقيقة أنا مكنتش فاهم الساعي كان قصده إيه بكلامه ده، يكونش سمعني وأنا بكلم زميلي عن الموضوع بتاعي!!.. ما علينا، أنا مش هدوش دماغي به أصلاً.. رحت على مكتبي وطلعت الدوسيه بتاع حسابات الشهر عشان أخلّي المدير يمضي عليه بالمرة، فلقيت عمر بيقرب منّي وأنا مشغول بترتيب الأوراق وبيقولي بصوت واطي : - وعايزك في إيه على الصبح ده كمان، مش عوايده أصلا إنه ييجي بدري!!. - أنا إيش عرفني!!.. أديني هروحله وأشوفه عايز إيه، وأهو بالمرة يمضيلي على الميزانية بتاعة الشهر. - طب ما تنساش تحطّ ورق الجرد بتاع مخازن حلوان في نص الدوسيه عشان يمضيه بالمرة، العربيات هتحمّل البضاعة يوم الخميس وعايزين نقفش المصلحة بتاعة كل أول شهر. - طب هات الفلوس يا حلو الأول!!.. أنا ليا خمس بواكي ما ينقصوش جنية واحد وربنا. - يا عم في إيه، هو أنا عمري أكلت عليك جنية!!.. العربيتين يخرجوا من المخزن بتاع حلوان على مخازن معلم صبّور، وهقفش منه المصلحة وأد*ك حقك على طول، بس إنت ما تنساش تحط ورق المراجعة بتاع الجرد في نص الدوسيه عشان المدير يمضيه في الزحمة من غير ما ياخد باله. - طب ما تقول لمعلم صبّور ده يبشبش إيده معانا شوية، مش معقول نروح في حديد عشان كام ملطوش لا راحوا ولا جم! - بس وطّي صوتك، هتودينا في داهية.. ما شافوهمش وهما بي**قوا شافوهم وهما بيتحاسبوا!!.. وبعدين إنت هتعملي فيها خطّ الصعيد ليه، ده لا قدر الله لو حصل حاجة والموضوع إتعرف كبيرها لفت نظر أو حرمان من الترقية.. وساعتها هيخ**وا من المرتب كام!!.. 200 جنية، 300 جنية، 500 حتى يا سيدي!!.. في دااااهية، هي دي فلوس!. كنت خلصت ترتيب الورق في الدوسيه، وأنا الصراحة كنت عارف الكلام اللي هو بيقوله ده، بس كنت عايز أفاصل معاه يمكن النسبة تزيد.. وعشان محدش يقول عليا حرامي، أحب أقولكم إن دي مش سرقة، بالع** خالص وربنا.. إحنا بنحمي عائلات كتير من إنهم ي**قوا بغشومية وساعتها يتحبسوا ويبقوا عالة على الدولة.. يعني إحنا يتعملنا تمثال والله، لأننا بنساهم في إننا نكفل أسر بسيطة ممكن تتشرد لو معملناش كدة.. حمولة العربيتين دول مش بيتقسموا عليا أنا وعمر بس، دول بيتقسموا على أكتر من عشرين واحد، ما بين عمّال توريد، وأمناء مخازن، وملاحظين، ومندوبين، وسو**ين، ليلة كبيرة أوووي وبيوت كتير مفتوحة وربنا من الموضوع ده، يعني تقدروا تقولوا باب رزق مفتوح وحرام إن إحنا نقفله، والصراحة أوقات كتير كنت بحسّ إني (روبين هود) العصر الحديث، بناخد من المال العام عشان ندّي الدعم لمستحقّيه، يعني إحنا بنسرّع عملية توزيع الثروات مش أكتر لإن الفلوس دي فلوس الناس أصلاً.. مش بقولكم المفروض يتعملنا تمثال!!.. إمتى بقى تقولوا عليا حرامي!!.. لما أكون بسرق وباخد الفلوس كلها لحسابي، أو لما بكون بسرق من مال خاص، لكن أنا والحمد لله اللي باخده بيتوزع على الكل، وباخد من أموال الدولة اللي هي أصلًا أموالنا.. عامل عايز يتجوز بالفلوس دي هيقدر، أمين مخزن عايز يجوّز إبنه شهرين تلاتة بالكتير وهيقدر، مندوب أو سوّاق عايز يجيب شقة بعد سنتين تلاتة هيعرف يحقق حلمه.. يعني الموضوع باختصار زي ما يكون جمعية وإحنا بنقبضها الاول مش أكتر، ولو حد فيكم هيقول علينا حرامية يبقى حسبي الله ونعم الوكيل فيه بصراحة. المهم، خدت بعضي بعد ما رتبت الأوراق في الدوسيه، وقمت واخد شفطة من فنجان القهوة، وخرجت من الأوضة عشان اشوف المدير عايزني في إيييييه.. .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD