الفصل السادس

2876 Words
- ماااااشي يا إبراااااهيم، بس إبقى خليييييك فاكرهااااا.. روح لوحدك يا إبراهيم، أنا ما يشرفنيش أصلا أني أروح فرح معفن زي ده.. فاكر نفسه سلطان بروناي، وعازم الكل إلا أناااا.. روح لوحدك يا إبراهيم، وخليك فاااكر إنه هيطلع فرح زبالة زي وشّه، حاكم الناس المعفنة دي ما يطلعش منها غير كل نتانة يا ابرااااهيم. كان عمال يزعّق ويهلل قدام باب الأوضة، وأنا ماشي في الطرقة فطسان على نفسي من الضحك، ومش عايز أبص عليه عشان ما أضحكش زيادة، وطبعا زي ما قولتلكم المبني ضخم وعدد الأوض مهووول ويستحيل المدير يسمعه، ويستحيل حد من الموظفين أصلا يقولّه.. المهم، أخدت بعضي وطيران على الخزنة، ولحقتها فعلا قبل ما تقفل، وبعدها كنت بسابق الزمن عشان أروح على الجراچ، وخدت العربية وصااااروخ على البيت.. الساعة كانت داخلة على 12 وفقاً لأخر مرة بصيت فيها على الساعة اللي في إيدي قبل ما ادخل العمارة، وده معناه إن مش قدامي غير ساعتين ونص قبل ما العيال يرجعوا من المدرسة، غالباً أنا اللي بودّيهم المدرسة بتاعتهم في طريقي وانا رايح الشغل، بس هم اللي بيرجعوا لوحدهم على الساعة اتنين ونص تقريباً.. المهم، دخلت البيت وسمعت صوت حركة جاي من ناحية الحمام، قولت أكيد ريهام في الحمام وفرصتي جاتلي على الطبطاب، رحت ناحية الحمام من غير ما اعمل صوت عشان أفاجئها، لقيتها بتغسل هدوم في طبق بلاستيك، ومش فاهم ليه بتغسل على إيدها مع اني جايبلها غسالة أوتوماتيك. طفيت نور الحمام للحظة، وقمت مشغله تاني عشان أحسّسها بوجودي بطريقة جديدة، لقيتها اتخضّت جامد وفضلت تستعيذ بالله من الشيطان الرچيم كإني جنّ مثلا.. قعدت أضحك على منظرها وهي مخضوضة كدة، وهي فصلتني مرة واحدة وهي بتلوي بوذها وقالتلي : - حرام عليك اللي بتعمله فيا ده والله، أنا تعبت من حركاتك دي بجد. - طب خلاص ما تعيطيش، مكانش قصدي والله.. أنا كنت عايز أهزّر معاكي مش أكتر، بس مكنتش أعرف ان قلبك خفيف كدة. - بقالنا أكتر من 10 سنين متجوزين، ولسة مش عارف إني بتخض من أقل حاجة!!.. وبعدين إنت إيه اللي جابك دلوقتي، مش لسة ميعاد رجوعك من الشغل العصر!!. كانت بتدمع من الخضّة، والصراحة حسّيت إنها بتزوّدها جداااا، مالها قلبتها مناحة كدة ليه، هو أنا ض*بتها بالنار يعني!!.. ده انا طفيت النور ثانية عشان أفاجئها، والموضوع مش مستاهل العياط الأوڤر بتاعها ده أكيد.. واللي غاظني أكتر هو إني لما حاولت اقرّب منها عشان أخدها في حضني وأهدّيها، لقيتها بتتعصّب وبتتشنّج جامد كإني قتلت أخوها مثلاً.. الصراحة قولت أبعد عنها وأبطل أضحك عشان ما أستفزّهاش، خصوصا إنها نكدية زي كل الستات وما هتصدّق تقلب وشّها شهر على الحركة دي.. ورحت قايلها : - خلاص حصل خير بقى يا ريهام، حسّيت بتعب شوية وأنا في الشغل؛ فأخدت إذن عشان أروّح بدري إنهارده، دخلت البيت سمعت صوتك في الحمام ولما وقفت عند الباب هنا لقيتك سرحانة فكنت حابب أهزّر معاكي.. وعموما يا ستي أوعدك مش هتتكرر تاني، خلاص بقى. - ما إنت كل مرة بتقول كدة، وبرضو بترجع تعمل حركاتك دي وإنت عارف إني بخاف خصوصا وأنا قاعدة في البيت لوحدي.. فاكر السنة اللي فاتت لما فضلت تخبّط على باب الشقة جااااامد وإنت مغطّي العين السحرية بإيدك وأنا كنت هموت من الرعب. - خلاص يا ريهام، إنتي لسة فاكرة اللي حصل السنة اللي فاتت!!.. قولتلك خلاص مش هعملها تاني، بلاش بقى تتخانقي معايا بالعافية.. وبعدين انتي بتغسلي على إيدك ليه، ما الغسالة عندك ولا هي بايظة!. لقيتها لسة عاملة نفسها مقموصة، ومش راضية ترد عليا، قمت واخد بعضي ورحت على الأوضة عشان أغيّر هدومي.. بجد أنا عايش مع واحدة مستفزّة، بحكيلكم بس جزء من المعاناة اللي أنا فيها ليل نهار.. واحد بيهزّر مع مراته، وبيطفي النور عليها لثانية.. مش قصة يعني.. بس هي لازم تحوّل أي لحظة حلوة لعياط وخنقة، يا سااااااتر عليها.. غيرت هدومي، وحطيت شريط الدواء في جيبي، وطلعت برة عشان أشوفها فين لقيتها في المطبخ واقفة قدام البوتاجاز، وبتقلّب في الحلل اللي على النار.. قربت منها وحضنتها من ضهرها بهدوء زي أي راجل رومانسي، وكنت بعمل كدة عشان أصالحها طبعا، وكمان عشان عايز ألحق أستفرد بيها قبل ما العيال ترجع، فهمست في ودنها وأنا لافف إيديا الاتنين حوالين وسطها : - وحشتييييييني أووووي، وعايز أقولك كلام كتير في أوضتنا قبل ما العيال ترجع. - انت مش بتقول إنك رجعت من الشغل بدري عشان تعبان!!.. كلام إيه بقى اللي عايزني فيه وانت تعبان!!.. ادخل استريح عشان ألحق أخلص الغدا قبل ما العيال يرجعـ,,,. - شووششششششش.. أنا كنت تعبان لغاية ما شوفتك قدامي، تعب الدنيا كله بيروح أول ما ببص في عينيكي.. عمري ما بحس بالراحة غير وانتي جنبي يا أغلى ما ليا. - يا سلااااااام!!.. وده من إمتى بقى إن شاء الله!!.. ده أنا لما بطلب منك تجيب معاك حاجة من السوق أو السوبر ماركت وانت راجع من الشغل بتقولي على طول إنك يا تعبان يا نسيت. - بنسى عشان مش بفكر غير فيكي طول الوقت، ودايما تعبان عشان بعيد عن حضنك يا روحي.. أنا سمكة في بحر قلبك الكبير يا قلبي.. ياللا بقى على الأوضة عشان في كلام كتيييير عايز أحكيهولك قبل ما العيال ترجع. - الأكل هيتحرق يا ابراهيم، وبعدين العيال بيرجعوا مهدودين من المدرسة وبيبقوا جعانين.. ده غير إني هلكانة من الغسيل أصلا، ومنمتش كويس من امبارح. كده أنا بقى عملت اللي عليا معاها، ومفيش قدامي غير الحل الأخير.. وأفتكر إنكم شايفين أنا أد إيه راجل محترم ولارچ معاها، فيا ريت محدش فيكم يقول عليا نص كلمة.. وبطريقة رومانسية بوستها في رقبتها عشان أحمّسها، وبعدين رفعت إيدها وقمت بايسها كمان عشان ما تحسّش بحاجة، وقولتلها بكل هدوء والابتسامة مالية وشّي : - طب روحي شوفي أنا جايبلك إيه معايا من الشغل. - جايبلي إيه!!.. وفين أصلا، إنت إيدك كانت فاضية!. - مفاجأة يا ستي، هدية عشان أثبتلك أنا أد إيه حاسس ومقدّر تعبك عشاني.. محطوطة في جيب البنطلون من قدام. لقيتها لفّت وقامت بايساني على خدي وهي بتحضنّي جاااامد، ولسة هبوسها أنا كمان على شفايفها، لقيتها طارت من قدّامي وجريت على الأوضة.. طبعاً مكنتش جايبلها معايا حاجة، وكل همّي إنها تخرج من المطبخ بس، وفي سرعة البرق سحبت كاسين من المطبقية، وفتحت التلاجة ومسكت ازازة عصير مانجة اللي بتحب دايما تشربها، وقمت صابب العصير في الكاسين بسرعة.. بعدها، طلعت شريط الدواء من جيبي وقمت مخرّج 3 حبّايات وحاططهم في كاس العصير بتاعها، وفضلت أقلب بالمعلقة عشان يدوبوا كويس.. وأول ما خلصت لقيتها داخلة المطبخ، وهي مذهولة ومستغربة وبتقولي : - مفيش حاجة في جيب البنطلون، مفيش غير فلوس. - ازااااااي!!.. ده انا حاططها بإيدي في جيب البنطلون. - طب قوللي الأول إنت جايبلي إيه هدية!!. - لا، دي مفاجأة يا قطتي.. شكلي نسيتها في العربية، اشربي العصير ده الأول ولما نتغدى هبقى أنزل أجيبها. - لا، روح هاتها الأول عشان فرحاااااانة أووووي.. عارف!!. والله لو جايبلي معاك شوكلاتاية هبقى أسعد واحدة في الدنيا برضو، ياللا بقى روح هاتها بسرعة والنبي زي ما انت لابس كدة. - حاضر يا روحي، بس اشربي العصير الأول عشان شكلك تعبان جدااا. - وكمان عصير!!.. أنا حاسّة إني بحلم والله، خايفة أتعوّد على الدلع ده كله، وألاقيك رجعت لعادتك لما بترجع من الشغل.. تليفزيون وماتشات كورة لغاية ما تتغدى وبعدين تنزل على القهوة مع صحابك. - لا، خاااالص يا قطتي.. مش هبعد عنك تاني، وهفضل أدلع فيكي طول الوقت زي بنتي بالظبط. - طب بص، أنا هطفي على الأكل ونتغدى أي حاجة انهارده.. وعلى ما تجيب الهدية من العربية هكون أنا جهزت ومستنياك في أوضتنا عشان عايزة أحكيلك على مواضيع كتيييير. ده اللي هي قالته بعد ما شربت العصير كله بألف هنا وشفا، وأنا كنت في قمة سعادتي، وعمّال أتخيّل لقاء الجبابرة اللي هيحصل بيني وبينها كمان شوية.. شربت العصير وفضلت تشدّني من إيدي عشان أنزل أجيب الهدية من العربية، وقامت ساحبة المفاتيح من على البوفيه اللي في الصالة، وراحت زقّاني برة الشقة وهي بتضحك وأول ما الباب قفل سمعت صوت رجليها وهي بتجري زي ما تكون رايحة على أوضة النوم.. نزلت من العمارة وكنت لابس تيشيرت وبنطلون، عديت الشارع ناحية المحل اللي قصاد البيت، والراجل اللي واقف فيه كان عارفني عشان كنت متعود أركن عربيتي قدام محل الا**سوارات بتاعه.. طلبت منه ازازة بيرفيوم حريمي تكون كويسة، شمّيتها وعجبتني ريحتها جدا الصراحة، ورحت قايله يلفّها لفة هدايا، وإني هجيبله الفلوس بعدين عشان نسيت المحفظة في البيت.. طبعا كان شكلي مريب، واحد نازل بهدوم البيت عشان يجيب ازازة بيرفيوم حريمي من المحل اللي قصاده، وهو أصلا مش نازل بفلوس. أخدت الازازة منه وطلعت البيت تاني، وما اتاخرتش كتير عنده يعني، الموضوع كله حوالي ربع ساعة بالكتير.. وأول ما دخلت العمارة فضلت أسأل نفسي، هل من الأحسن إني أرجع للراجل وأطلب منه كارت معايدة كمان ولا لا، بس قولت مش مهم والموضوع مش مستاهل يعني.. طلعت البيت وفتحت الباب، ومكانش في صوت خاااااالص، قولت أكيد هي قاعدة مستنياني في أوضتنا بعد ما وضّبت نفسها وكدة.. فاتحركت ناحية الأوضة بتاعتنا، ولقيت الباب مقفول، ولما حاولت أفتحه اكتشفت انه كان مقفول بالمفتاح.. خبطت عليها كتيييير لغاية ما لقيت الباب بيتفتح ببطء شديد، وكنت منتظر أشوف أجمل عروسة في الدنيا، بس لقيتها زي ما سيبتها بالظبط، مفيش بس غير شوية (روچاچوو) خفيف على خدودها، والصراحة كانت مسخسخة ومدروخة على الأخر كإنها شاربة ازازة خمرة حالا.. قربت منها وحضنتها بالراحة وأنا باخدها على السرير، بس كنت مستغرب الصراحة من صوت أنفاسها.. كانت بتتنفس بصوت عالي زي ما تكون لسة بالعة علبة سمنة حالا، فأخدتها في حضني وفردت جسمها على السرير، ولسة جاي أبوسها لقيتها بتقول بصوت مكتوم وفيه حشرجة : - أنا.. تعبانة.. أوووي.. تعـ,,با,,نة أوووي يا إبراهيم... حا,,سة إني بتخــ,,نق ومش عارفة أخد نفـ,,سي. - ما تقلقيش يا روحي، انتي تلاقيكي بس مجهدة من الغسيل وشغل البيت، تعالي في حضني وانتي هتبقى كويسة دلوقتي. - طب.. ولع.. النـ,,ور.. او افتح الشبـ,,اك يا ابرا,,هيم، انا مش شايفة حـ,,اجة. - ما النور والع يا قلبي أهو، ومش هينفع أفتح الشباك عشان محدش يشوفنا. أنا قولت بما انها تعبانة تبقى الحبوب اشتغلت وهي دلوقتي هتموت عليا، وهتبتدي تغنيلي كل الاغاني اللي في الافلام العربي.. ومسكت إيدها والحقيقة كانت باردة شوية، بس قولت أكيد لسة غاسلاها ولا حاجة.. ولسة هبوسها وانا بحضنها، لقيتها قطعت النفس خالص وأغمى عليها، اتعدلت على السرير وخبطتها على خدودها ووشّها إبتدى يزرقّ شوية، وفاقدة الوعي تماااااما كإن عربية خبطتها، فضلت انادي عليها وبحاول أفوّقها بالتخبيط على خدودها بس مكانتش بتتجاوب خالص، وانفاسها كانت مضطربة زي ما تكون خلاص بتودّع الحياة.. جريت من الاوضة، وطلعت من الشقة وخبطت على الدكتور اللي في الشقة اللي قصادنا بس المدام قالتلي إنه مش موجود دلوقتي وهيرجع كمان شوية، جريت بسرعة عشان أشوف الدكتور اللي في العمارة اللي قصادنا، لقيت الدكتور اللي في الشقة اللي قصادنا داخل العمارة، فقولتله وانا ركبي بتخبّط في بعضها عشان كنت خايف ريهام تروح فيها وساعتها هبقى أنا اللي قتلتها : - الحقني يا دكتور عمرو، المدام وقعت مني فجأة ومش عارف مالها. والراجل الصراحة كان بيسابق الزمن وبيتنطط على السلالم عشان يطلع يشوف مالها بسرعة.. دخلته البيت وبعدها أوضة النوم، لقيته بيفتح الشنطة بتاعته بسرعة وبيقيس حاجات مش عارف إيه هي، خرّج جهاز فضل ينفخ فيه، وسماعة بيسمع بيها دقات قلبها أكيد، ولقيته بيتنفض من مكانه وقام مسك سماعة التليفون اللي على الكومدينو، وراح متصل بالاسعاف بسرعة وكان بيكلمهم بحزم شديد.. وانا الحقيقة مكنتش بفكر غير في حاجة واحدة، البوليس وهو بيقبض عليا وبيسألني قتلتها ليه؛ ففضلت أدعي ربنا في سري وأقول يا رب استرها عليا واسترها معايا المرة دي وهمشي كويس طول عمري، يا رب ما تفضحني عشان أعرف أربي الولاد، يا رب بحق جاه حبيبك النبي محمد تسترها معايا وهمشي طول عمري زي الألف وعمري ما هغضبك تاني.. ولقيت دكتور عمرو بيطلع حقنة من الشنطة، وبيحقن ريهام بيها في دراعها اليمين.. هنا بقى استجمعت شجاعتي وسألته وأنا قلبي مقبوض خصوصا إني شايف وشها بقى عامل زي ورقة الكربون من كتر ما هو بيزرقّ بسرعة : - مالها يا دكتور!!.. طمني عليها بالله عليك!. - ما تقلقش، ان شاء الله هتعدي على خير.. المدام جالها هبوط حاد في الدورة الد**ية وفي اشتباه ان يكون عندها حالة تسمم؛ فهننقلها على المستشفى بسرعة عشان نعملها غسيل معدة.. انا اديتها حقنة دلوقتي، وان شاء الله الاسعاف توصل بسرعة. وفعلا عشر دقايق والاسعاف كانت وصلت، وطبعا لو كان اللي متصل بيهم حد تاني مش شغال دكتور مكانوش جم في سنتهم أصلا، بس الحمد لله ان دكتور عمرو كان موجود.. اتنين مسعفين خدوها بسرعة، وعمرو كان عمال يقولهم كلام انا مش فاهمه لان اغلبه كان مصطلحات طبية، وبعد كدة وصفلهم عنوان المستشفى اللي شغال فيها، وانا نطيت في العربية وهو ركب جنبي وطيران على المستشفى.. وطول الطريق مفيش حاجة في خيالي غير منظر وكيل النيابة وهو بيحقق معايا، يا اما منظر القاضي وهو بيحكم عليا بالسجن المؤبد، وانا مش بقول في سري غير يا رب يا رب يا رب. وصلنا المستشفى، وريهام اتنقلت على اوضة العمليات او اوضة غريبة كدة منعوني من اني ادخلها، ففضلت واقف برة ادعي ان ربنا يسترها معايا وانها ما تموتش عشان ما اتسجنش ومستقبلي يضيع.. يا بدعي ان ربنا يسترها معايا، يا إما بدعي على عمر اللي بلاني بالدواء الشؤم ده، واقسم بالله لو ماتت أو جرالها حاجة لاعترف عليه عشان يتسجن معايا طول عمره.. فعلا كان المدير عنده حق لما قاللي ان عمر عينه وحشة، وحسود وبيبص للي في إيد غيره، اراهن إنه حسدني من قلبه عشان انا الناس كلها بتحبني وهو غير مرغوب فيه من ناس كتيييير.. المهم، فاتت ساعة ولقيتهم بينقلوها لأوضة تانية، والدكتور عمرو خارج من الاوضة وبيقوللي : - الحمد لله انها عدت على خير، اتكتب لها عمر جديد.. لو كنا اتاخرنا دقايق كمان كان زمانها في عداد المتوفيين. - الحمد لله يا دكتور.. طب هي عاملة إيه دلوقتي، ونقلتوها على فين!!. - ما تقلقش خالص، هي دلوقتي في العناية ونص ساعة وتقدر تشوفها وتطمن عليها.. وعلى بالليل بالكتير هتقدر تروح معاك إن شاء الله، بس انا عندي سؤال.. هي أكلت إيه بالظبط لإن كان عندها تسمم شديد وممكن نعملها تحليل عشان نعرف اللي سببلها التسمم ده لو انت عايز. - مش مستاهلة يا دكتور خالص، وكتر خيرك اوي على تعبك معانا ده.. هي شربت عصير مانجة بايظ تقريبا وكان بقاله شهور في التلاجة، هي دايما كدة بتاكل وبتشرب اي حاجة تلاقيها قصادها مع اني والله بجيبلها كل اللي بتحبه، بس تقول إيه بقى في الرمرمة بتاعتها دي!!. - طب الحمد لله إننا لحقناها، بس يا ريت تنبه عليها إن مش أي حاجة تاكلها وتشربها كدة، ولازم تتأكد من سلامة الحاجة اللي بتاكلها باستمرار.. وزي ما قولتلك نقدر نعملها تحليل عشان نعرف السبب لو انت حابب.. على العموم انا قاعد في مكتبي لو حصل أي حاجة هتلاقيني هنا في لحظة، عن إذنك. - اتفضل حضرتك يا دكتور، ومش عارف اشكرك ازاي والله، احنا متأسفين على الازعاج اللي سببناهولك ده، بس انا عايش مع ست عذااااب ودايما تاعباني معاها والله. - لا يا راجل مفيش تعب ولا حاجة، احنا جيران يعني والجيران لبعضها.. لو عوزت بس اي حاجة قول لأي ممرضة وهي هتبلغني على طول.. عن إذنك. وقام ماشي وسايبني لوحدي، وانا كنت عمال احمد ربنا واشكر فضله طول ما انا واقف.. وخرجت من المبني بسرعة عشان أجيب سجاير لاني كنت محتاج أدخن جداااا، وفعلا شربت سيجارتين تلاتة مع القهوة وطلعتلها فوق تاني عشان أشوفها وأطمن عليها، ودخلت الاوضة بعد ما سألت الممرضة، ولقيت ريهام فاردة جسمها على السرير وعينيها تعبانة وعاملة زي ما تكون محرجة مني، فقولتلها : - حمد الله على سلامتك يا قلبي، انا كنت هموت من قلقي عليكي. - الله يسلمك يا ابراهيم.. ربنا يخليك ليا وما اتحرمش منك أبدا.. مش عارفة حصلي إيه، فجأة لقيت روحي بتتسحب ومش شايفة حاجة خالص قصادي، بس الممرضة بتقولي ان انا كان عندي تسمم، ومش عارفة جالي منين.. والله يا إبراهيم ما اكلت ولا شربت حاجة غير اللي كلنا بناكل منها، اسفة بجد على كل البهدلة دي وحقكوا كلكوا عليا والله يا ابراهيم، امك عندها حق لما بتقول عليا ست مهملة. - حصل خير، بس ليه بتقولي كدة!. - عشان ما أكلتش ولا شربت أي حاجة من الصبح غير العصير اللي كان في التلاجة، يظهر كدة إنه كان بايظ وانا نسيت ارميه.. سامحني يا ابراهيم، والحمد لله انها جات فيا انا ومجاتش فيك ولا جات في حد من العيال.. العيااااااااال!!.. العيال فييييييين!!.. احنا داخلين على المغرب، وزمانهم رجعوا من المدرسة وملاقوش حد في البيت، وزمانهم هيموتوا من الجوع كمان. - اهدي بس، اكيد لما ملاقوش حد في البيت، خبطوا على حد من الجيران وقاعدين عندهم واتغدوا كمان.. اهدي بس وما تتحركيش. - لا، انا لازم اطمن على العيال.. روح اقعد معاهم وسيبني هنا لوحدي، وانا هبقى كويسة والله.. والنبي يا ابراهيم روح شوف العيال بسرعة، انا قلبي واكلني عليهم خصوصا انهم بيت**فوا من خيالهم ومش هيخبطوا على الجيران ومش هيقولوا لحد انهم جعانين. كانت بتتكلم في دخلة الدكتور عمرو جارنا، وطبعا رحّب بيها واطمن عليها، وفضل يقيس شوية حاجات نبض على ضغط، وبعدين لقيتها بتقولّه انها عايزة تخرج من المستشفى حالا عشان تلحق الولاد؛ فقالها هو بابتسامة هادية زي اغلب الدكاترة : - ما تقلقيش خالص يا مدام ريهام!!.. انا اتصلت بالمدام والعيال قاعدين هناك واتغدوا كمان. - ربنا يخليك والله يا دكتور عمرو، مش عارف اقول لحضرتك إيه والله.. انا عايزة بس أروّح دلوقتي ربنا يخليك، انا اصلا مش بطيق قعدة المستشفيات خصوصا اني بقيت كويسة والله. - طب تمام زي ما تحبي، هكتبلك على خروج حالا، وتقدروا تروّحوا كمان نص ساعة لو عايزين، مع اني والله كنت عايزك تستريحي اطول فترة عشان تبقي كويسة.. على العموم مفيش داعي انبه عليكي انك لازم ترتاحي على الاقل أسبوع.. مفيش داعي لأي مجهود الاسبوع ده خالص لغاية ما صحتك تتحسن.. استاذ ابرااااااهيم، لازم تساعدها في ده.. اكل مسلوق وعصاير طبيعي فريش على الاقل لمدة اسبوع.. عن اذنكم. وسابنا وقام خارج من الاوضة، وانا لقيت الدنيا ضلمت فجأة في وشي بعد الكلام اللي قاله ده.. اسبوووع!!!.. اسبوع كمان مش هلمسها فيه!!.. ليه كدة بس يا رب!!.. اشمعنى انا اللي يحصل فيا كدة!!.. ده انا بقيت حاسس اني مش طبيعي، ونفسي ارتاح من العذاب اللي انا فيه ده!!.. اسبوووووووع كمااااااان!!!.. المهم، ريهام اتحملت عليا عشان نروح البيت، وفعلا ركبت العربية جنبي وروحنا البيت وانا كاره نفسي وبلعن يوم جوازي منها، واليوم اللي شوفت فيه عمر.. نفسي اطفي النار اللي جوايا، وربنا انا حاسس ان من جوايا مولع ونفسي في ليلة خميس من بتاعة العرايس دي، واستحالة أقدر ا**د اسبوع كمان على العذاب ده، وفجأة,,,.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD