الفصل الثاني عشر

1046 Words
ومش هنكر أبداً إن نظرات ميرنا اللي كانت بتشبه نظرات مراتي إلى حد كبير بسطتني نوعا ما.. إحساسها بالذل والضعف وقلة الحيلة كانوا بيرووا غريزتي تلقائياً.. نظرات الان**ار كانت بتديني ايحاء بإني نجحت في الانتقام، وفضلت أحاول أتصل بريهام وأنا بتمسح في رقبة ميرنا عشان أطلّع صوتها أول ما ريهام ترد.. وبعد دقيقة سمعت صوت ريهام وهي بتردّ بنبرات متقطعة، وتقول: - ألو.. ألوو. ده اللي هي قالته بس في المكالمة، والحقيقة ان صوتها كان مخنوووق جدااا.. لكن اللي مش قادر افهمه خالص هو إنها سكتت لنص دقيقة تقريباً.. انا متأكد اني ماتكلمتش خالص، ومتأكد إن ميرنا كمان مافتحتش بوقها تماما، يبقى ليه ريهام بدأت تعيط بعد ما فضلت تقول ألو ألو أكتر من مرة ومحدش رد!!.. والغريب في الموضوع هي طريقة عياطها، كنت سامع صوت نشيجها وهي بتبكي من غير صوت.. طريقة عياطها ساعتها كانت بتوحي لي إنها زي ما تكون شايفاني.. ولولا إن الأحداث دي حصلت في ٢٠٠١ كنت قولت إن الكاميرا فتحت بالغلط مثلا، لكن موبايل ياسين كان من غير كاميرا امامية ولا خلفية. مش هنكر إني حسيت بحاجة غريبة جوايا بعد ما سمعتها بتعيط، كنت حاسس إن ريهام عايزة تقوللي (خلّصت خلاص!!).. وفضلت أكتر من مرة أبص على شاشة الموبايل عشان أتأكد إن المكالمة لسة شغالة، وكنت مندهش جدا هي ليه ما قفلتش المكالمة حتى الآن، وحتى يومنا هذا مش فاهم هي ازاي كانت بتسمع المكالمة زي ما تكون شايفاني.. للدرجادي هي وصلت لدرجة عالية من النقاء والشفافية عشان تحس بيا من غير حتى ما اتكلم!!.. والصراحة كنت هموت واصرخ فيها وأقولها (مش بتتكلمي ليييييه!!).. كان نفسي أزعق فيها عشان مكنتش قادر استحمل **تها الرهيب ده.. كنت حاسس إنها بتقتلني بسكوتها الفظيع اللي مش باين منه غير صوت مراخيرها وهي بتعيط.. عصرت رقبة ميرنا بإيدي وحضنتها بعنف فأخرجت تأوّهات من الألم، واستنيت ريهام تنطق أو حتى تقفل لكن للأسف هي فضلت ساكتة.. المكالمة زادت عن دقيقتين وهي برضه ساكتة.. صوت عياطها كان قريب جدا من السماعة يعني هي أكيد حاطّاها على ودنها، يبقى ليه ما حاولتش تدافع عن نفسها!!.. ليه ما حاولتش تلومني طالما هي متأكدة إن أنا اللي بتصل!!.. وأنا ليه ما اتكلمتش أصلا!!.. ليه كنت خايف أواجهها بصراحة طالما أنا متأكد من سلامة موقفي!!.. ما دمت شايف نفسي مش غلطان يبقى ليه كنت خايف أتكلم وأسمّعها صوتي.. هو أنا كنت عايز أوجعها بس خايف عليها ولا خايف منها!!.. كنت عايز أوجعها مجرد وجع خفيف زي قرصة ودن كدة، ولا أخلّص عليها تماما!!. قفلت المكالمة وحسيت إن خدودي مبلولة، والظاهر كدة إني كنت بعيّط أثناء المكالمة، بس أقسم بالله ما فاكر خالص.. قمت من فوق ميرنا، وعدلت هدومي وأنا بمسح دموعي، ورحت لابس الچاكيت بسرعة وأنا بحاول أفك الحزام من إيدها، وبرضه هي كانت مستسلمة تماماً ومش بتتكلم خالص غير بنظراتها القاتلة اللي مليانة توسّل وعتاب.. وكنت برضه عايز أصرخ فيها وأقوّلها بتبصّيلي كدة ليييييه إنتي كمان!!.. مش اللي حصل ده كان اتفاق ضمني المراد منه اني اتبسط!!.. خرجت من الأوضة وسيبتها لوحدها عريانة، وطلعت برة عشان أروّح من الڤيلا دي.. وكالعادة لقيت أشرف غطسان في اغماءة عنيفة بسبب الم**رات فكنت ناوي أمشي من غيره.. بس سبب إلهي هو اللي خلّاني أروح ناحيته بالذات بعد ما لقيته بيتشنّج ثانية وجسمه يرتاح تاني، بالظبط زي ما يكون فرخة بتفرفر.. ولما قربت منه لقيته مغمى عليه فعلا، بس وشه كان واخد وضعية غريبة زي ما يكون كان بيعيط وأنفاسه مضطربة كإن الرئة بتودّع الحياة. أنا يمكن أكون ندل، وعارف إن أغلبكم شايفني شخصية زبالة، لكن أنا والله جدع جدا.. وعشان كدة شيلت أشرف، وأخدت مفاتيح العربية بتاعة ياسين، ومشيت عشان أروّحه وألحقه.. ومش هكدب عليكم، أنا جايز أكون عملت كدة عشان أبات عنده الليلادي، لإني مكنتش طايق بيت أمي، ولا طايق بيتي اللي قاعدة فيه ريهام.. وكنت مطمن إن ياسين مش هيتكلم أبداً لما يعرف إني أخدت العربية من غير ما أقولّه، معتقدش أصلا إنه هيفتح بوقه معايا تاني مهما أعمل فيه.. ركبت العربية بعد ما نيّمت أشرف على الكنبة ورا، وطيران على بيته اللي زي ما قولتلكم هو قريب جدا من بيتي بتاع ابويا.. الطريق كان ضلمة، والدنيا بتمطّر وأنا سايق العربية ومش بفكر غير في ريهام وتصرفها الغريب بتاع المكالمة. وصلت لبيت أشرف، ركنت العربية قدام البوابة.. وناديت ع البواب عشان يشيله معايا نطلّعه فوق.. الصراحة رغم قلقي عليه إلا إني كنت شايف إن حالته لا تستدعي الدكتور، وعشان أنا جدع هبات عنده وأخليه تحت ملاحظتي ورعايتي طول الليل.. شيلناه أنا والبواب، ودخّلته أوضة النوم بتاعته، وغسلت وشّي في الحمام، وطلعت أنام برة على الكنبة لغاية ما الصبح يطلع، وساعتها أعدّي على البيت آخد مفاتيح العربية من غير ما أمي تصحى، وبعدها أطلع على شغلي طوّالي. لكن لما فردت جسمي على الكنبة، فضلت سرحان ومبحلق في السقف اللي كان مضلّم تماما، وعمّال أسترجع شريط حياتي من أول ما عرفت ريهام لما كنا في الجامعة.. كنت بعيد حساباتي مش عشان أثبت لنفسي إن الغلط من عندها، لا.. كنت بعيدها عشان أعرف هي ليه غلطت أصلا وإمتى تحديداً!!.. وعيني راحت في النوم قرب الفجر، وهي ساعة زمن بالظبط وقلقت على ضوء الشمس وهو داخل من الشبّاك اللي فتحته قبل ما أنام عشان ريحة الشقة كانت لا تطاق.. وعشان أوصفهالكم، هي شقة أوضتين وصالة بتاعة أبو أشرف وأمه الله يرحمهم جميعا، وبعد كدة تحولت لشقة عزوبية؛ فتلاقوا العفش قديم ومتهالك لكن مش مستعمل ولا عفش بتاع واحد أعزب.. ده عفش أبوه وأمه، بس راحت عليه وتحسوا كدة إنه جاب أخره وعايز يترمي في الزبالة. المهم، قمت من الكنبة وقفلت الشباك، ودخلت أطّمّن على أشرف قبل ما أنزل؛ فلقيته يا عيني بيتكتك من البرد.. كان عمال يترعش من السقعة يعني، ففتحت الدولاب عشان أجيبله حاجة يتغطّى بيها لكن اللي شوفته صدمني وحبس الكلام في عقلي وقلبي.. أول ما فتحت الدولاب لقيت صورة لريهام متعلقة فيه من جوة وحجمها حوالي متر، وصورة تانية على الضلفة من جوة، ودوسيهات كتير مرصوصة فوق بعضها وعليها ورق أصفر كدة.. فتحت الدوسيهات لقيت اللي فيها ورق آشعة طبية مش مفهوم منها حاجة، ولما قريت الورق اللي كان فوقها بدأت الصورة توضح ليا.. دي كانت شهادات طبية بتأكد إن أشرف بيعاني من العجز الج*سي.. بس إيه اللي جاب صور مراتي في دولابه!!.. حاولت أفتش في الدرج فوقعت بطانية قديمة على الأرض ولقيت تحتها كمية رهيبة من الجوابات اللي بيكون مرسوم حواليها خطوط أزرق في أحمر.. كانت جوابات كتييييير يمكن حوالي خمسين جواب، فتحت واحد منهم لقيت مكتوب فيه كلام عاطفي لريهام.. فتحت واحد تاني، لقيته برضه جواب عاطفي لواحدة اسمها ريهام.. جسمي بدأ يترعش، واعصابي كانت هتتحرق تماما، وفضلت أفتش في الدولاب زي المجنون لدرجة إني قلبت كل اللي فيه على الأرض.. وفجأة سمعت صوت أشرف جاي من ورايا وبيقول: ..............
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD