الفصل السابع

1885 Words
- طب تمام زي ما تحبّي، هكتبلك على خروج حالا، وتقدروا تروّحوا كمان نص ساعة لو عايزين، مع اني والله كنت عايزك تستريحي اطول فترة عشان تبقي كويسة.. على العموم مفيش داعي انبّه عليكي انك لازم ترتاحي على الاقل أسبوع.. مفيش داعي لأي مجهود الاسبوع ده خالص لغاية ما صحتك تتحسن.. استاذ ابرااااااهيم، لازم تساعدها في ده.. اكل مسلوق وعصاير طبيعي فريش على الاقل لمدة اسبوع.. عن اذنكم. وسابنا وقام خارج من الاوضة، وانا لقيت الدنيا ضلّمت فجأة في وشي بعد الكلام اللي قاله الدكتور ده.. اسبوووع!!!.. اسبوع كمان مش هلمسها فيه!!.. ليه كدة بس يا رب!!.. اشمعنى انا اللي يحصل فيا كدة!!.. ده انا بقيت حاسس اني مش طبيعي، ونفسي ارتاح من العذاب اللي انا فيه ده!!.. اسبوووووووع كمااااااان!!!.. المهم، ريهام اتحملت عليا عشان نروح البيت، وفعلا ركبت العربية جنبي وروحنا البيت وانا كاره نفسي وبلعن يوم جوازي منها، واليوم اللي شوفت فيه زميلي عمر.. نفسي اطفي النار اللي جوايا، وربنا انا حاسس ان من جوايا مولع نار ونفسي في ليلة خميس من بتاعة العرايس دي، واستحالة أقدر ا**د اسبوع كمان على العذاب ده، وفجأة لقيت مراتي بتسألني واحنا طالعين سلم العمارة : - هي ايه الهدية اللي جبتهالي يا إبراهيم قبل ما يغمى عليا!. = بيرفيوم.. ازازة بيرفيوم يا ريهام. خبطنا على شقة دكتور عمرو اللي معانا في نفس الدور، وخدنا العيال ودخلنا على شقتنا.. ولقيت ريهام بتحضنهم جاااامد، وبعدين دخلت على الأوضة بتاعتنا بعد ما اطمنت عليهم واتأكدت انهم أكلوا كويس عند جارتنا.. وقامت فاردة جسمها على السرير، وسحبت الهدية اللي كنت جايبهالها، وراحت فاتحاها بهدوء وهي بتبصّ في عينيا، وعينيها كانوا مليانين كلام كتيييير عايزة تقوله، والصراحة كنت بدأت أخاف لتكون عرفت اللي انا عملته فيها.. ففضلت ثااابت وعملت نفسي مش واخد بالي من نظراتها، وعشان أخلّيها تنسى أي حاجة قمت قايلها وانا بغيّر هدومي، وألبس قميص وبنطلون تانيين : - على فكرة.. ما تبقيش تنسي تكلمي صاحبتك مدام عبلة عشان جوزها عزمني في الشركة انهارده على فرح بنت اخوه.. هو عامله في البلد عنده في الصعيد، وكان عازمنا كلنا وانا كنت ناوي آخد العيال عشان نروح كلّنا سوا، بس خلاص هروح لوحدي بقى عشان انتي تعبانة. - يا خسااااارة.. طب ما تاخد العيال معاك وتسيبني هنا لوحدي!!.. دول بقالهم كتير ما اتفسّحوش ولا شمّوا هوا يا حرااام. - مش هينفع، هيفضلوا يزنّوا ويعيّطوا طول الطريق ويقولوا عايزين يروّحوا لماما.. انا اصلا مش عايز أروح، ما انتي عارفة ان مليش في جو الافراح ده وبيخنقني، بس مضطر أروح عشان هو المدير ومش عايز أزعّله.. المهم، أنا هروح لوحدي يوم الخميس وأحاول أرجع في نفس اليوم.. وهحاول أتحجّجله بأنك تعبانة، بس ما تنسيش تبقي تتصلي بالمدام بتاعته عشان تباركيلها وكدة خصوصاً انكم صحاب. كنت غيرت هدومي خلاص، ونقلت أغلب الحاجات من جيب بنطلوني اللي كنت لابسه لجيب البنطلون الجديد، ورحت ناحية الباب بتاع الأوضة عشان أخرج أجيب الدواء ليها، وأنا مش طايق نفسي خالص وعمّال أفكر إزاي أشبع غريزتي اللي ربنا حطّها فيا وفي كل الرجالة.. فلقيت ريهام بتكلمني بصوت هادي عامل زي الهمس كدة كإنها بتعاتبني، ونظرات الضعف في عينيها قادرة انها تقتلني : - على فكرة يا ابراهيم أنا مش هستخدم البيرفيوم ده خالص، هفضل محتفظة به وكل ما تزعلني أو تغيب عني هحطّ منه شوية عشان أفتكرك وأنسى زعلي منك. - بس أنا عمري ما زعلتك على فكرة، وما افتكرش مرة إني غبت عنك إلا غصب عني.. وبعدين استخدميه عادي ولما يخلص ابقي هاتي غيره عادي. - عارف إن دي أول مرة تجيبلي هدية من يوم ما اتجوزتني!!.. كنت على طول بستنّى تجيبلي معاك أي هدية وانت راجع من شغلك.. أي هدية والله يا ابراهيم وعمري ما كنت هزعل حتى لو كنت جبتلي معاك كيس مناديل.. والله يا ابراهيم كيس مناديل عندي بالدنيا، بس أحس إنك جايبهولي ليا انا.. اي حاجة مهما كانت صغيرة بس احس انك فاكرني. - ايه اللي انتي بتقوليه ده بس يا ريهام!!.. انا متأكد اني جبتلك هدايا كتير والله من يوم ما اتجوزنا، مش فاكرة السنة اللي فاتت لما قولتيلي انك نفسك في المانجة!!.. مش جيبتلك ساعتها قفص بحاله وانا راجع من الشـ,,,. - للبيييت يا إبراهيم.. جايبه للبيت مش ليا.. انا محتاجة هدية منك ليا انا بس، حاجة تحسسني إنك ليا أنا لوحدي.. والله لو كنت يومها جبتلي معاك مانجاية واحدة بس، وقولتلي انها ليا لوحدي كنت هبقى اسعد واحدة في الدنيا والله. - ما البيت مش ناقصه حاجة يا ريهام، وبعدين ما انا على طول سايبلك فلوس تكفيكي وزيادة في درج الكومودينو، انتي اللي مش بتحبي تصرفي وتجيبي أي حاجة لنفسك.. ثم إن عمرك ما طلبتي مني حاجة وانا اتأخرت، عمرك ما طلبتي أصلا يا ريهام.. أنا مش هشمّ على ضهر إيدي عشان أعرف انتي عايزة إيه. كنت بتكلم وأنا مخنوق الصراحة، ومستغرب ايه اللي هي بتقوله ده!!.. ايه الجحود اللي هي فيه ده!!.. اقسم بالله العظيم انا عمري ما خلّيتها عايزة حاجة، والصراحة أنا شايف إنها بتدّلع جدااا، ولو في حد مقصّر فيبقى هي اللي مقصّرة في حقي كتييييير وانا اللي مش عايز اتكلم.. دايما لما بحتاجها ألاقيها مشغولة بالبيت والعيال، وعمرها ما بتسأل فيا.. او عشان الحق يتقال، ريهام اتغيرت كتيييير اوي عن يوم ما اتجوزتها.. مش مهتمة بنفسها ولا بتعمل شعرها ولا بتحط (ميك أب) ولا بتدلّع عليا زي ما كل الستات بيعملوا مع جوازاتهم، ريهام اتغيرت كتييييير وبقت مش مهتمة بيا خالص.. فين ريهام اللي لما شوفتها أول مرة في النادي، كانت عاملة زي نجمات السينما!!.. فين ريهام اللي لو قعدت فوق سطوح عمارة من خمسين دور، كنت تشم ريحة بيرفيوم تجننك وانت واقف في الشارع!!.. فين ريهام العصفورة اللي كنت متجوزها من سنين!!!.. جاية تقولي اني مقصر واني مش بسأل فيها، رغم اني والله قايدلها صوابعي العشرة شمع.. ومحدش يقولي فلووووس، اقسم بالله العظيم انا سايبلها فلوس تكفيها وزيادة، وهي اللي مش بتصرف خالص عشان توفّر رغم ان الحمد لله معانا اللي يكفينا وزيااادة.. وفجأة لقيتها بتنزل دمعة من عينيها وهي مبتسمة وبتقولي بصوت رقيق جداااا كإنها مش عارفة تتكلم : - عشان الحب ما بيتطلبش يا ابراهيم.. انا ناقصني وجودك جنبي، ومحتاجة أحس اني حبيبة مش زوجة ولو يوم واحد في الأسبوع.. يوم واحد والله يا ابراهيم أحس فيه إني مش مجرد زوجة محتاجها يوم الخميس عشان تتبسط.. انا مش ناقصني حاجة يا ابراهيم، بس ناقصني انت.. انت اللي ناقصني يا ابراهيم.. مفيش واحدة هتقول لجوزها هاتلي هدية، هو اللي المفروض يحسّ بيها ويجيبلها من غير ما تطلب.. انت عمرك ما حسّيت بيا خالص يا ابراهيم صدقني، ولا عمرك قولتلي كلام حلو خارج من قلبك. - انا يا ريهاااام!!.. انا يا ريهام عمري ما حسيت بيكي!!.. انا عمري ما قولتلك كلام حلوووو!!.. يا شيخة حرااااام عليكي!!.. ده انا لسة قايلك إمبارح كلام حلو في المطبخ، وقبلها كنت قايلك قبل ما ننام كلام حلو هنا في الاوضة، والسرير ده يشهد.. ده أنا طول الوقت عمّال أقولك كلام حــ,,,,,. - عشان عايزني.. عشان محتاجني.. بتقولي كلام حلو عشان نفسك مش عشاني.. بتحايلني يا إبراهيم عشان عايز مني حاجة، مش بتقوله من قلبك.. انت عمرك حتى ما حضنتني إلا عشان عايزني.. قوللي مرة واحدة فيها بوستني او قولتلي كلام حلو عشان حاسس بيا وعايز تبسطني انا، مش تبسط نفسك!!.. صدقني يا إبراهيم والله ما حصل، وطول الوقت هاملني ومش بتسأل فيا غير عشان عايزني بس.. انت اتغيرت اوووي يا إبراهيم عن يوم ما حبيتك، انت مش إبراهيم اللي شوفته أول مرة. بجد حسبي الله ونعم الوكيل فيها.. هي مش شايفة نفسها ولا إيييييه!!.. انا مخنووووووق أوووووي وربنا وحده اللي يعلم، وكمان مضغوط من الشغل فوق ما اي حد يتخيل.. طلعان عيني وعين اللي جابوني عشان ما اخليهاش عايزة حاجة، ولا حد من العيال نفسه في حاجة، وهي تقولي ان انا اللي اتغيرت.. انا عمري في حياتي ما كنت متعصب زي ما انا متعصب دلوقتي، ولأول مرة في عمري ألاقي العصبية مش ظاهرة.. انا كنت بكلمها وانا مقهور وهي بتعيط.. بكلمها ومش عايزة تبص في عينيا عشان مش قادرة تواجهني.. بس طالما بقى هي اللي فتحت السيرة دي يبقى لازم آخد حقي.. لازم تعرف إنها متجوزة ملاك، وانا اللي كرهت حياتي بسببها وبسبب تقصيرها.. سحبت الكرسي اللي قدام التسريحة وقعدت عليه بعد ما حطيته جنب السرير، وكلمتها وأنا مخنوق وصوتي مش قادر يطلع من كتر الخنقة، وهي كانت لسة بتعيط : - لا يا ريهام، انا هو ابراهيم اللي عرفتيه.. انا هو ابراهيم اللي شوفتيه وحبتيه واتجوزتيه.. بس مش انتي ريهام اللي حبيتها، واتجوزتها من عشر سنين.. انا ما اتغيرتش خالص يا ريهام على فكرة، انتي اللي اتغيرتي.. انا على طول مهتم بنفسي عشان حابب تشوفيني جميل زي ما شوفتيني أول مرة.. تقدري انتي بقى تقوليلي اخر مرة رحتي فيها الكوافير كانت امتى!!.. جاية تقوليلي اني عمري ما جيبتلك هدايا، وانا لسة جايبلك قميص نوم الشهر اللي فات لو تفتكري.. طول الوقت قاعدة مع العيال وسايباني، ومش بتسألي فيا يا ريهام.. دايما همّك على بطني وأكلي، وعمرك ما حاولتي تسعديني.. حتى العلاقة يوم ما بنعملها بحسّ ان مفيهاش روووح خالص.. بحس اني مع واحدة ميتة غير اللي اتجوزتها.. واحدة بتعملها تقضية واجب مش عشان بتحب جوزها.. لا يا ريهام، صدقيني لو في حد مقصر فهو انتي مش أنا.. شغال زي الطور في الساقية عشان ماخليكومش عايزين حاجة، وكل ما بعوزك دايما الاقيكي يا في المطبخ يا في الحمام بتغسلي يا بتذاكري مع العيال.. بقيت حاسس اني متجوز شغّالة مش حبيبة.. بصي على شكلك في المراية وانتي هتفهميني كويس، احنا لما بننزل مع بعض الناس بتفتكرني أخوكي الصغير. - شكلك، شكلك، شكلك، شكلك!!!!.. انت ايييييييييييه يا إبراهيم، ما بتحسّش بيا خااااالص للدرجاااادي!!!.. كل همك العلاقة وبس!!.. حتى الهدية اللي جبتهالي جبتها عشان العلاقة.. هو انت مش بتفكر غير في نفسك وبس!!.. ايوة يا ابراهيم انا عارفة ان الموضوع ده بيجننك وعشان كدة قاصدة طول الوقت أبقى بالشكل ده عشان تحس بيا.. عشان تتغير وترجع إبراهيم اللي حبيته، مش إبراهيم اللي كل همه في الج*س وبس.. ده انا مش عارفة اتصرف في حاجة في بيتي غير بإذن أمك، طول الوقت حاشرة نفسها في حياتنا وانت على طول بتدافع عنها لغاية ما بقيت حاسة اني متجوزة امك مش متجوزاك انت.. تروح شغلك كل يوم، ترجع تتغدى، وتتف*ج على ماتش في التليفزيون، وبعدين تنزل على القهوة وترجع نص الليل، وتدخل تحايل فيا عشان عااااايز مني حاجة وبس.. سيبني بقاااااااا، سيبني في حاااااااااالي بقااااااا.. انا مبقتش حاسة معاك بالاماااااان.. ارجوووك سيبني في حاااااااالي بقاااااا.. انا عاااايزة ابقى لوحدي. كانت بتتكلم وهي مفطورة من العياط، وعمالة تصرخ بطريقة هستيرية زي العيال الصغيرين، لدرجة ان العيال اتفزعوا ولقيتهم واقفين قدام باب الاوضة فجأة.. وانا الحقيقة كنت بكرهها اوي يومها وكان نفسي ارمي عليها يمين الطلاق لأن فعلا ده انسب حل للعلاقة اللي بقت زي الزفت دي.. جاااااحدة، واناااانية جداااااا، ومش بتقدّر اي حاجة عملتها عشانها.. مش حاسة معايا بالأمان!!.. ده انا اللي بقيت مش حاسس معاها بالراحة خالص.. دي بقت حاجة تق*ف، والعيشة معاها تقصّر العمر.. خرجت من البيت كاره كل حاجة فيها، وكاره كل ذكرى جمعتني بيها في يوم من الأيام.. واقسم بالله لو اللي هعمله مع اشرف فيه موتي، هعمله برضو ومش هيهمني زعلها.. الانسان طاقة، وانا جبت آخر طاقتي معاها.. هخرج مع اشرف يوم الخميس الجاي، وهعمل بنصيحته ولو هيبقى آخر يوم في عمري.. وربنا أكيد هيسامحني عشان انا مغلطتش في حاجة، هي اللي بقت نكدية وزنّانة ومق*فة جدااااا.. بقى هي تقولي في وشي كدة انها كانت قاصدة تهمل في نفسها عشان تنرفزني!.. طب مااااااشي.. وعهد الله لأوريها النرفزة اللي على أصولها، وهخليها تسمع خيانتي ليها بودانها.. اقسم بالله العظيم لأرمي نفسي في حضن واحدة، واتصل بيكي يا ريهام عشان تسمعي صوتي وانا مع واحدة تانية غيرك.. هخليكي تسمعي صوت ضحكتها بتجلجل في طبلة ودنك يا ريهام.. مش حاسة معايا بالأمان، وبتطرديني من بيتي!!.. طب اقسم بالله العظيم لو فيها طلاقي، لأخليكي تسمعي صوت همساتها وهي بتبوسني وبتقلعني هدومي.. بقى انتي كنتي قاصدة كل العذاب اللي انا فيه ده، ومكنتيش سائلة فيا خالص وقاصدة تكرهيني في عيشتي!!.. ورحمة ابويا، لهسمّعك يوم الخميس اللي عمرك ما كنتي تتخيلي انك ممكن تسمعيه في يوم من الأيام.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD