الفصل الثامن عشر

1825 Words
خرجنا أنا وميرنا من العربية بعد ما وصلنا للعمارة اللي هي شاورت عليها.. ومش فاهم إحنا إزاي وصلنا للعمارة اللي هي ساكنة فيها، رغم إنها مقالتليش على العنوان ولا مرة طول الطريق.. أو جايز قالت وأنا مخدتش بالي.. أول ما خرجت من العربية لقيت ميرنا غريبة جدا زي ما تكون بنت أبالسة بتتشكّل في خمسين صورة كل دقيقة.. ميرنا مكانتش بنت خالص بعد ما خرجنا من العربية، هي طبعا نفس الملامح وكدة، لكن هيئتها غير اللي شوفتها عليها إمبارح خالص.. دلوقتي كانت أنثى مكتملة الأ***ة والنضج، وفي نفس الوقت مش سافلة زي رانيا صاحبتها.. ميرنا كانت إمرأة بالمعنى الحرفي للكلمة، حتى هدومها كانت بتأكد الانطباع ده.. هدومها اللي كانت قالعة جزء كبير منها ف العربية، ولبسته أول ما وصلنا.. والبيت كان شكله غريب، عبارة عن دورين ومش خارج منه صوت خالص زي ما يكون مهجور.. وطلعنا السلم سوا وهي حاضناني من وسطي، وأنا محاوط كتفها بدراعي. ميرنا فتحت باب الشقة وهي مش بتشيل عينها من عليا زي ما تكون فنانة بتشوف لوحة الموناليزا لأول مرة.. والشقة كانت غريييبة فوق ما أي حد يتخيل.. للوهلة الأولى تحسوا بنفور منها أول ما تشوفوها، إنما بعد دقايق قليلة هتبدءوا تحسوا براحة غريبة.. الحيطان كلها لونها أبيييض، والعفش قليييل جدااااا، وده كان مدّيها وسع كبيييير جدااا، ع** شقتي مثلا اللي العفش كان ماليها من أولها لآخرها لدرجة إني كنت ساعات بحسّ إني فرعون ناوي يندفن في تابوته مع مقتنياته.. بس مش فاهم ليه ساعتها لقيت نفسي بسأل روحي سؤال غريب، هو عفش شقتي كان ذوق مين!!.. ذوق ريهام ولا أمي!!.. الصراحة مش فاكر أوي، لكن اللي فاكره إن أمي كانت بتحاول تقنع ريهام دايما بإني بحب العفش الكتير عشان أرتاح باستمرار.. ما عدا أوضة النوم اللي غيّرناها بناء على طلب ريهام، والصراحة كانت الأوضة الجديدة (Simple) جداً.. ولقيت نفسي بقول لميرنا بعد ما وقفنا في وسط الصالة: - شقتك حلوة جداااا. - دي مش شقتي، لكن ذوقي أنا. - مدام سماح!!. - لا.. دي شقة واحد مليونير جابهالي هدية عشان ينول رضايا. وضع طبيعي إنها تلاقي راجل معاه فلوس وبيصرف بسخاء عليها.. والأمور بدأت توضح بالنسبالي بعد ما عرفت إنها مش صاحبة الشقة، وسألتها بعد ما سابتني وراحت ناحية ركنة صغيرة تعمل فيها كأسين (Chivas) من إزازة كان لونها أسود.. ولقيتها بتكمل كلامها وهي بتوطي عشان تملا الكاسين؛ فظهرت مؤخرتها نافرة وبارزة بطريقة مثيرة: - هتستغرب لو قولتلك إنه كان عايز يتجوزني!!.. ده طلب إيدي من مدام سماح وقالها (مستعد أجيبلها اللي هي تشاور عليه، بس هي توافق).. عرفت بقى إنكم لما بتعوزوا تشتروا مش بتدوروا على الغالي، إنتوا بس بتدوّروا على اللي يص*ر للناس إنكم مشتريين غالي.. ح*****ت. - الله يسامحك.. بس أنا عايز أقولك على حاجة مهمة.. أنا اشتريت غالي جدااااا، وجوازي من ريهام كان عن حب على فكرة. - هيسامحني، وعارفة إنك مشتري غالي.. بس ليه بتقول كان عن حب!!. ده السؤال اللي هي سألته بعد ما قربت مني وحطّت الكاس في إيدي، وأنفاسها كانت طالعة على وشي زي ما تكون دخان سيجارة حشيش أفغاني.. أنا كنت مسطول من سحر عيونها، وسكران من عذوبة صوتها، ودلوقتي أنفاسها طالعة على خدودي حاسس إني هغيب عن الوعي من دفء حرارتهم.. ورغم إني مش بشرب، إلا إني شربت بعد ما ض*بت الكاس بتاعها في الكاس بتاعي، وهي بتقولي (Cheers)، وأول ما بلعت الكاس مرة واحدة قولتلها: - إنتي تعرفي أشرف من إمتى!!. - بتسأل ليه!!. - أصلك بتقولي عارفة إني مشتري غالي، فحاسس إنك تعرفي عني حاجات كتير. - الست اللي تحول صاحبك للصورة اللي هو عليها دي تبقى غالية ويبقى أنت أكيد مشتري غالي جداااا. - حاسبي على كلامك، وما تنسيش إن الست دي تبقى مراتي. - بتغير عليها!!. ده السؤال اللي هي سألته بعد ما خدت الكاس من إيدي، وراحت تملاه تاني من الركنة اللي محطوطة في الزاوية الشرقية من الصالون.. المكان كان تحفة، والنجفة نورها هااااادي جدااا وفي نفس الوقت كان موضح كل تفاصيل المكان، وراحت ميرنا ساحبة علبة سجايرها من على الركنة، وقامت واخدة الكاسين ودخلت بيهم البلاكونة.. المنظر برة كان أجمل ما يمكن، الدنيا ضلمة والنجوم في السما بتتلألأ ومفيش صوت خالص غيرنا أنا وهي، ونسايم الهوا البارد بتداعب وشوشنا.. ولقيت ميرنا بتقولي بصوت ناعم مع ابتسامة مليانة أ***ة تغلب بيها (ڤينوس) واللي يتشدّدلها: - تعالى. قربت منها ودخلت البلاكونة ودوخت من جمال المنظر، وجايز أكون دوخت من الكاس اللي شربته، بس مش مهم.. أنا خلاص ناوي أخون ريهام ومش فارق معايا وقاري إطلاقاً، ولقيتها بتحط سيجارتين في بوقي، وبتولعهم بنفسها بعد ما حطت الكاسين في إيدي.. بعدها، سألتني تاني وأنا ملبوخ بالسيجارتين اللي في بوقي: - بتغير عليها!!. - أكيد طبعاً.. مفيش.. راجل.. مش.. بيغير.. على.. مراته.. وانتوا.. عارفين.. إن إحنا.. بنغير.. عليكم.. دايماً. كنت بتكلم بالعافية وأنا حاسس إني مخنوق ومحتاس لحسن السجاير تقع من بوقي، ده غير ان دخانهم كان طالع على عينيا عاميني، لدرجة إني كنت عمّال أبربش بجفوني كتيير وأضيّق فيهم جدا، ولقيت ميرنا ملامحها اتغيرت لجزء من الثانية وبقت شبه ريهام أول ما عرفتها أيام الجامعة.. بس التحول ده كان لجزء من الثانية عشان أنا لما فتحت عيني كويس لقيتها ميرنا، وراحت واخدة الكاس بتاعها من إيدي ومعاه سيجارتها، وقامت ساحبة الدخان اللي خارج من بوقي ومراخيري باستمتاع رهيب.. وبعدها، ض*بت الكاسين في بعض كتحية، وقالتلي وأنا بشرب: - بقيت تقول إحنا، مش هم. - عايز أقولك إن أشرف ده أوسخ إنسان أنا قابلته في حياتي، ولو فاكرة إننا ح*****ت فأشرف ده هو زعيم القبيلة عشان هو أكتر حيوان مسعور ممكن تقابليه في حياتك. - عارفة إنه حيوان.. بس أليف جداااااا.. لكن إنت بتكرهه كدة ليه!!.. عشان بيحب مراتك، ولا عشان كنت بتغير منه!!. - أنا مش بكرهه، أنا بوصفه وبقول الحقيقة مش أكتر. - والحقيقة إنه بيحب ريهام. الكلمة دي استفزتني فوق ما أي حد يتخيل، وكنت حاسس إن برج من دماغي هيطير من الغضب ساعتها.. ولقيت ميرنا رايحة ناحية ركنة تانية في البلاكونة وجابت منها إزازة صغيرة ومبطّطة في حجم كف الإيد، وعرفت بعد كدة إن بيتقال عليها (مشت بلاك).. ودي الصراحة طعمها غريب أكتر من إزازة الچيفاس السودا اللي شربنا منها من شوية.. ولقيت ميرنا بتحطها على بوقي زي ما أكون عيل صغير عطشان.. وراحت قايلة وهي بتسحبني على أوضة النوم بعد ما خلّتني أشرب الإزازة كلها على بوق واحد لدرجة إن الخمرة كانت بتنزل على دقني: - عصفوووري.. يا جميييل، يا جمييييييييييل.. هعلمك أنا حاجات كتيييييير. وصوتها كان عامل زي ما تكون بتغني، وأنا الصراحة كنت فاقد للوعي بنسبة كبيرة.. الخمرة كانت اشتغلت في نافوخي، وكنت بدأت أحس بإني سكران خاصة بعد ما رفعت مشت الـ(Black Label) على بوق واحد.. ولقيت نفسي مسحوب على أوضة النوم بتاعتها، والأوضة كانت هادية ورايقة جدااااا.. سرير قصير ارتفاعه عن الأرض مش كبير، ودولاب صغير مش باين تقريباً، والكومودينو بسيط جدا مفيش عليه غير أباچورة نورها كان أرقّ من ضوء الشمس ساعة الفجرية، وراحت ميرنا مستلقية على السرير بعد ما بدّلت هدومها بقميص نوم غريب.. أول مرة أشوف لون أ**د كدة، وعمري ما شوفت حرير بالنعومة دي، لدرجة إني كنت عايزها تفضل لابساه وماتقلعهوش أبداً.. كان شكلها في قميص النوم عامل زي الفرسة اللي من سلالة عربية أصيلة ونادرة.. ولقيت نفسي بترمي على وسطها من غير ما أقلع هدومي، وقولتلها بصوت مرهق: - أمي كانت دايما تغنّيلي الأغنية دي زمان وأنا صغير!!. ولقيتها بتلعب في شعري كإنها بتطبطب عليا، وإيدها التانية محاوطة رقبتي وحاسس إني مش عايز أخرج أبداً من الاحساس ده.. لو خيّروني ساعتها بين كنوز الدنيا والاحساس ده كنت هختار إني أفضل في حضن ميرنا لآخر يوم في عمري.. وراحت قايلالي بصوت رقيق مليان دلع بس من غير مياصة: - من أول ما شوفتك إمبارح في العربية، وأنا شوفت فيك اللي بتمناه من زمان. - شوفتي إيه خير اللهم أجعله خير!!.. ملاك نازل من السما بجناحين وحمامة بيضا مشقشقة. - قولتلك بطّل، كفاااية. ميرنا قالتهالي بحسم بس مش بعصبية، وقالتهالي وهي بتض*بني بالقلم على وشي.. القلم كان من إيدها مهين بس موجعنيش.. أنا مش راجل مازوخي بيحب الض*ب زي ياسين، بس طريقة تعنيفها ليا كان فيها حنّية رهيبة لدرجة إني حضنتها أكتر رغم إني مصدوم من تصرفها.. ولقيتها بتكمل كلامها بعد ما رجعت تلعب في شعري بإيدها الشمال وتمسح رقبتي بإيدها اليمين: - إيه اللي بقى مش عاجبك في ريهام!!. - عشان بقت زنانة ونكدية. - مفيش ست بتحب النكد أبداً، دي اشاعة انتوا بتطلّعوها علينا عشان تهربوا من الحقيقة. - وإيه هي الحقيقة!!.. إننا ح*****ت!!. - هو ده اللي عجبني فيك من أول ما شوفتك.. إنك مش حيوان. - إيدك حنيّنة أوي يا ميرنا، خسارة إنك مشتغلتيش ممرضة أو دكتورة. قولت الكلمة دي ورحت عادل نفسي بسرعة وبصّيت في عينها عشان ألحقها قبل ما تض*بني قلم تاني، والصراحة عينها كانت عاملة زي البحر في ليلة مفيهاش قمر، لونهم كان اسود وفيهم أ***ة بحنان مش طبيعيين.. وكملت كلامي بسرعة وبصوت خارج مني بصدق عجيب زي ما أكون بصارحها بحبي: - ومش بهزر على فكرة. كانت رفعت إيدها عشان تض*بني تاني على خدي، بس لما بصت في عيني وعرفت إني صادق مش بكذب، لقيتها بتحضني جااامد من رقبتي زي ما تكون بتعتذرلي على حاجة هي معملتهاش.. وراحت مكملة لعب في شعري وهي بتتكلم بصوت رقييق زي قميص النوم اللي لابساه: - مراتك بتعشقك على فكرة. - أشكّ. - اللي تكون بالقوة والشخصية دي وعارفة إن جوزها بي**نها طول الوقت، ولسة مكملة معاه تبقى بتعشقه.. ريهام قوية جدااا، ولو رافضة تكمل معاك هتمشي ومش هيهمّها العيال. - بتتكلمي عنها زي ما تكونوا صحاب. - نفسي أتعرف عليها ونكون صحاب، بس هي عمرها ما هتفتح قلبها ليا. - إشمعنى!!. - عشان أنا معايا اللي هي بتدوّر عليه طول الوقت، ومش عارفة توصلّه. أنا سكت بعد جملتها الأخيرة وحاولت أستنتج هي تقصد إيه بالكلام ده، لكن هي فضلت تداعب خصلات شعري وتمسح بصوابعها الرقيقة على خدودي، وأنا مش عايز أفوق من اللي كنت فيه أبداااا.. ورغم كدة لقيت نفسي بسألها وأنا برفع راسي من على بطنها عشان أبص في عينها المرسومة اللي أنا دمرتلها واحدة منهم إمبارح: - اللي هو ايه!!. - عصفوووري.. يا جميييل، يا جمييييييييييل.. هعلمك أنا حاجات كتيييييير. أول مرة أشوف عيون لما الواحد يبصلهم يبقى عايز يعيط، لدرجة إني بدأت أحس إنهم مش عيون.. دول كانوا عاملين زي المرايات، لما ببص فيهم بحس إني بشوف انعكاس الدنيا كلها جوّاهم.. ورحت قايلها وأنا بدمّع، وهي بتمسح تحت عيني: - إنتي ظهرتيلي منين!!. - إنت اللي ظهرتلي، مش أنا يا إبراهيم.. يا ريتني عرفتك قبل ما تشوف ريهام وتحبها الحب ده كله. - بتحبيني!!. - لا. - لا ليه!!. ضمتني على ص*رها أكتر وفضلت تكمل لعب في شعري وأنا مستمتع في وضع راسي على بطنها، وحاسس بأنفاسها بتوصلني فاحساسي بالأمان بدأ بيزيد.. ولقيتها بتقولي وهي زي ما تكون بتخبيني جوة حضنها: - عشان الحب مش كفاية لوصف احساسي ناحيتك دلوقتي.. أنا بعشقك يا إبراهيم، عارف يعني إيه بعشقك!!.. بس مش هينفع آخدك من ريهام. - يا ريتها كانت بتحبني زيّ ما إنتي بتحبيني، أو حتى نص ما بتحبيني. - ما هو ده السبب اللي مانعني من إني آخدك منها، ريهام بتحبك وبتعشقك أكتر مني مليون مرة صدقني.. إنت إزاي مش حاسس بحبها ليك ده كله!!.. جربت تقعد معاها لوحدكم!!. - وحياتك كتيييير، وهي الزن والنكد عندها غيّة. - ما تحلفش بحياتي تاني عشان دي غالية. - حاضر. كنت بتكلم وأنا مستسلم لها وفي نفس الوقت خايف من إنها تض*بني بالقلم.. وخوفي من القلم مكانش عشان مؤلم ولا عشان مهين، أنا مكنتش عايزها تزعل أو تضايق منّي، مش عايزها تزعل أو تضايق خالص أصلاً.. عايزها طول الوقت في قمة أنوثتها وسعادتها عشان.. عشان... مش عارف عشان إيه، بس أنا كنت عايز أحافظ عليها عشان.. عشااااان شكلي كدة بدأت أحبها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD