آسر بإصرار : هيا تناولى طعامك الآن
مريم بتحدي : لا .... لن آكل ... والان اعد الي دميتي
دادة مهللة : الله اكبر حمداً لله لقد تحدثت .... مريم حبيبتي ... انتى بخير ؟ ... يا الله يا كريم سمعتها ياباشا أليس كذلك ؟ لقد تكلمت
آسر بغيظ : نعم سمعتها .. ت**ت لشهور و اول ما تنطق به هو هراء و تمرد .. فلتستمعى الي لست جليسة اطفال لأحضر كل يوم محاولاً اطعامك و رعايتك و تلبية طلباتك .. من الآن فصاعداً ستستمعين الى الدادة وتنفذين ما تقوله دون نقاش أفهمتى ؟
لتنظر لعينيه فى تحدي
مريم : أعد الي دميتي
آسر بذهول : ألم تستمعى لما قلته ؟
مريم بتحدي : ألم تستمع انت لما قلته ؟
آسر بغضب : انتِ كيف تتحدثين الي بهذا الاسلوب ؟
مريم : ولما لا افعل ؟ وبالمناسبة إسمي مريم وليس انتِ
آسر بحدة : استطيع مناداتك بما اشاء ..... و لا يمكنك التحدث الي بهذا الاسلوب لكونى اكبر منكِ سناً
مريم بثبات : واجب على الصغير احترام الكبير لرجاحة عقله لا لكونه يفوقه سناً
آسر بإبتسامة جانبية : اذن تتلاعبين بكلام اكبر منكِ
مريم : بل اتبع ما علمني اياه والداي
دادة بفرح : ما شاء الله كأننى ارى سعاد أمامي عقلها يفوق سنها بمراحل ..... حفظك الله من العين يا ابنتى ورحم والداكِ
آسر بغضب وصراخ : تشجعيها على كلامها هذا ...... لا تجعليني اعيد النظر فى توليكِ مسئوليتها .... ثم وجه حديثه لمريم ...... انتِ ..
مريم مقاطعة : مريم ... اسمي مريم
آسر متجاهلاً تعليقها : حالياً لن اهتم بسلوكك هذا ...... لكن من الان فصاعداً سيتغير كل شئ .. طريقة حديثك واسلوبك وسلوكك كل هذا سيتغير لن اقبل بمتمردة مثلك ببيتي
مريم مقاطعة : بيت العائلة
آسر بغيظ : انتِ
مريم ببراءة : انت قلت هذا بنفسك
نظر اليها بغيظ ثم لم يلبث وان اقترب منها كثيراً حتى اصبح لا يفصل بينهما سوى انشات قليلة واردف بصوت هادئ مخيف
آسر : طفلة مثلك لم تتعدى العاشرة لن تعلمنى ما اقوله وما لا اقوله فلتلزمى حدودك ان كنتى لا تريدين رؤية وجهى الاخر ... ما رأيته منى امس لا يُعد شيئاً مما استطيع فعله بك ان تكررت افعالك تلك ..... لذا احذري غضبي
فور انهاءه حديثه هذا وجد بعينيها نظرة ارضته كثيراً فقد كانت نظرة خوف اعتاد رؤيتها فى اعين جميع من حوله اعتدل فى وقفته والقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الغرفة و على وجهه ابتسامة رضا بما رآه منذ ثوانى قليلة
فى طريقه الى خارج المنزل اوقفه صوت والدته
صافي بخبث : لما هذا الصراخ فى بداية اليوم ؟ ماذا حدث ؟
رولا : لابد انه بسبب تلك المتسولة فمنذ قدومها للمنزل اصبحت معكر المزاج
آسر بسخرية : صافى هانم رداً على سؤالك فأنا متأكد من كونك استمعتى لصراخي وعلمتى سببه وان لم تفعلى فهناك وسائل عديدة تتبعينها لمعرفة ما يحدث بهذا المنزل لذا لن يصعب عليكي معرفة ماحدث بالتفصيل
اما ردا على كلام اختى العزيزة فتلك المتسولة لا تختلف عنك مطلقاً هى تحمل نفس اسم العائلة كما ان دماءكم واحدة ... فقط لولا ما حدث منها منذ قليل لقولت انها اكثر براءة منك لكن اسلوبها لا يبشر بذلك ... و بالمناسبة قبل ان انسى ... مزاجى معكر دائماً من الوجوه التي اراها بالمنزل حتى قبل قدومها اليه .. والان وداعاً فلقد تأخرت بالفعل على الشركة
ثم خرج مغادراً قبل ان تلتفت رولا الى والدتها فى غضب قائلة
رولا بغضب : انظري لحديثه هذا .. يشبهني انا بتلك الساقطة .. يقف بصفها ضدي انا .. شقيقته
صافى بحدة : ألم تستمعي لحديثه معى انا الاخرى ؟ ... لن يتغير ابداً ... نسخة مطابقة لعمه احمد .... هذا المتعجرف ... لم يكن يعجبه اي شيء مهما فعلنا .... كان دائم الانتقاد معللاً انه يقف دائما بجانب الحق
رولا : امي انا لا اطيق تلك الفتاة ، اشعر بالاختناق من كونها تعيش معى تحت سقف واحد .... جدى حلاً لهذا الوضع سريعاً ارجوكي
صافي بمكر : لا داعي للقلق ابداً اخاكي لن يتحملها لفترة طويلة ..اليوم سمعتها تجابهه بالكلام ... فرغم صغر سنها الا انها ذات ل**ن سليط كوالدتها تماماً لذا اما ان ي**رها فيكون امرها سهلاً لنا و اما ...
رولا بسرعة : وإما ماذا ؟
صافي : و إما ت**د هى امام افعال اخاكي و قسوته وحينها لن يتركها تبقى بالمنزل و لن يهتم حينها بإسم العائلة .
رولا بعدم اقتناع : لا اظنه يفعلها فهو لا اهتمام له سوى بشركته واسم البندراي
صافي : لا تنخدعي بالمظاهر انا اكثر من يعلم كيف يفكر ..... والا ماذا تظنين سبب **تى وعدم تفوهي بكلمة امام تهكمه وسخريته الدائمة منى ؟
رولا بدهشة : اتعنين .....؟
صافي بغيظ : نعم إن تفوهت بكلمة رداً على سخريته سيلقى بي بالشارع بكل سهولة ولن احظى بفلس واحد من اموال العائلة ...... هذا هو آسر .... هذا هو آسر البنداري ..... لاقلب و لا ضمير
رولا بسخرية : لا تتحدثين وكأنك تمتلكين اياً منهما
لتدخل صافى فى نوبة ضحك قبل ان تردف
صافى ساخرة : قلب ... ؟ ضمير .... ؟ كلاهما ان امتلكتهما لن اكون صافى البنهاوى
لتنظر كلا منهما للاخرى قبل ان ينفجرا ضاحكتين علي حديثهم هذا
دادة : فليرحمنا الله من شر هاتين الاثنتين ..... مريم صغيرتي حاولى تجنبهما قدر المستطاع ... اتفقنا ؟
قالت الدادة جملتها تلك اثناء اعدادها للطعام بمطبخ الفيلا تطالعها مريم بهدوء
لتومأ بعدها موافقة على حديثها
نظرت لها الدادة بإبتسامة واتجهت نحوها
دادة : والآن اخبريني لما رفضتى تناول الطعام؟ الا يعجبك ما اعدته لك؟
لتحرك الصغيرة رأسها يميناً ويساراً
مريم : اخبرتنى امي ان لا اعترض على اى طعام ... فهو نعمة رزقنا الله بها ... لا يجوز الاعتراض عليها
دادة بإبتسامة :حفظك الله من كل سوء ابنتى .... رحمة الله عليك يا سعاد ابليتي حسناً فى تربية ابنتك جعل الله هذا فى مثقال حسناتك
مريم بحماس : تعرفين امي اليس كذلك لقد سمعتك تتحدثين عنها اكثر من مرة ؟
دادة : والدتك واباكِ تربوا على يدي ... كنت المربية الخاصة بوالدك رحمه الله اما والدتك سعاد امها كانت زميلتى بالعمل هنا منذ زمن رحمها الله هى الاخري .... قطعت كلامها لتنظر للصغيرة فتجدها تحدق بها فى اهتمام ولهفة فأبتسمت لها فى سعادة واردفت ..... قبل الحديث عن والد*ك اخبرينى اولا سبب رفضك لتناول الطعام
تأففت مريم ومطت شفتيها للامام بطفولة
مريم : لسبب بسيط
دادة بتعجب : وما هو ؟
مريم ببراءة : انى لم آخذ حقنة الانسولين قبل الطعام
لتشهق الدادة بعتاب لنفسها وتردف
دادة : سامحنى الله على نسيانى مثل هذا الامر لكن لما لم تخبريني بشأن دواءك فأنا لم اعتاد على هذا بعد ؟
مريم بتذمر طفولى : لم ارغب بذكر ذلك امام دراكولا
دادة بإستغراب : كواكولا ؟ ؟ لم احضر اية مشروبات غازية وقتها
لتقلب عيناها بملل وتعيد حديثها
مريم : دراكووولااااااا مصاص الدماء الشهير الا تعرفينه؟
دادة : اللهم احفظنا ... مصاص دماء ماذا ؟ وماذا سيأتي به الى هنا ؟
مريم : اقصد هذا المتعجرف .. من اتى بي الى هنا
لتأخذ الدادة عدة ثوانى قبل ان تستوعب قصد تلك الصغيرة المشا**ة لتردف
دادة بضحك : سامحك الله يا مريم .... أجعلتى السيد آسر مصاص دماء ؟ .. لا والله والف لا ... اخطأتى بتشبيهك هذا فبرغم عصبيته هذه وصراخه الا انه افضل من يسكن بهذا المنزل ... هو دائما بجانب الحق ويقيم العدل فى كل امر يمر به .... هيا الان قد احضرت دواءك فلتأخذيه لتتناولى طعامك هيااا
اخذت دواءها وشرعت اخيراااااااً بتناول الطعام لتجده يصرخ بالدادة يطلب منها الامتثال امامه فتذهب مهرولة للخارج وتغيب للحظات ثم تعود مرة اخرى متجهمة الوجه قليلاً
مريم : ماذا هناك يادادة ؟ لما انتى غاضبة ؟
دادة : لست غاضبة لا تهتمي لي واكملى طعامك
**تت فترة وبدأت بإعداد قهوة قد طلبها منها منذ لحظات حتى توقفت قليلاً عن عملها وقالت موجهة حديثها لمريم
دادة : والله معكِ حق هو مصاص دماء بالفعل
لتضحك الصغيرة فى مرح وتهتف
مريم : دراكولااااا
.........................
يتبع .....................