صباح جديد تستيقظ فيه من نومها على نداء الدادة لها
دادة : ميما هيا وقت الاستيقاظ كفاكِ نوماً هيا
مريم بنعاس : فقط اتركيني قليلاً لا اريد الذهاب للمدرسة اليوم
لتتوقف الدادة قليلاً عن الحديث متذكرة وجوب ذهاب مريم الى المدرسة فلقد انقطعت عنها فترة طويلة وقررت الحديث مع السيد آسر بهذا الامر
دادة : لا ذهاب للمدرسة بل يجب عليك الاستيقاظ لتناول الفطور واخذ العلاج هيا كفى **ل
لتعتدل مريم فى فراشها وتجلس بتثاقل وهى تفرك عيناها بضجر
مريم بعيون شبة مفتوحة : حسنا لقد استيقظت اين الطعام ؟
لتضحك الدادة على شكلها
دادة بضحك : استتناولين طعامك هنا بهذا الشكل هياااا اذهبي للحمام واغتسلى ثم اهبطى للاسفل وسيكون طعامك جاهز هيا
مريم : حسناً
غادرت الدادة سريعاً فى حين ان الاخرى نهضت من مضجعها بتثاقل نحو الحمام وفعلت مثلما طلبت منها الدادة وهى الان تهبط على السلالم بمرح وبسرعة متجهة الى الاسفل لتصطدم بجسم صلب وتقع الى الخلف على مؤخرتها بقسوة ... تألمت قليلاً وتبع ذلك رفعها لنظرها للاعلى لتجده مشرف عليها بطوله المهيب ينظر لها فى غضب لكن سرعان ما تجاهلها و اكمل طريقه وكأنه لم يحدث شيء مطلقاً لتنظر له فى غضب وغيظ وتردف هامسة ولكن بصوت كان مسموع له
مريم : مغرور ا**ق متعجرف اناني هذا الدراكولا
تسمر فى مكانه بعد سماعه لتلك الكلمات ثم لم يلبث ان استدار لها واتجه نحوها بخطوات واسعة حتى انحنى ليصل لمستواها
آسر بنظرات مرعبة : ماذا قلتي؟
مريم : ..........
آسر بصوت اعلى : اعيدي ما قلتيه الآن
مريم : مؤلم
آسر بغباء : ماذا؟
مريم بخوف : قلت مؤلم ... من تأثير سقوطى قولت مؤلم ... لقد تألمت
ليرفع احدى حاجبيه فى مكر ويردف
آسر : امتأكدة من هذا ؟
لتومأ هى سريعاً تحرك رأسها لاعلى وأسفل بقوة
فترتسم ابتسامة انتصار على ثغره فلقد استمع جيداً لما قالته فى بادئ الامر ولكن خوفها من تكرار ما نطقت به اشبع غروره تحرك .. سريعاً ليكمل طريقه وتركها جالسة تبتلع ريقها فى خوف
نهضت واكملت سيرها للاسفل حتى وجدت كلاً من صافى هانم ورولا تجل**ن بهدوء تتناولان افطاراهما اتجهت نحوهم وجلست بجانبهم على طاولة الافطار منتظرة طعامها ليأتى
رولا بتعجب : اين تظنين نفسك جالسة ؟
صافى بإستحقار : انتِ من اين اتيتي ؟
لترفع نظرها اليهم وتردف ببراءة
مريم : اجلس على طاولة الافطار انتظر طعامي
رولا : بالمطبخ
مريم : ماذا ؟
رولا موضحة : طعامك بالمطبخ ... مع الخدم
مريم : لكن لست خادمة
صافي : هل تجادليننا الان ؟
مريم : ولما لا اجادل ؟ انا لا افهم لما اتناول طعامي بالمطبخ مع الخدم وانا لست خادمة
رولا : لأن هذا مكانك ... معهم
مريم : لم يخبرنى دراكولا بهذا
صافي و رولا : ماذا ؟
مريم بتنحنح : اقصد لم يخبرنى السيد آسر بذلك
صافي بتأفف : ها انا اخبرك الان هيا اذهبى
مريم : لا اريد
صافى : ماذا ؟
لتهز مريم كتفاها قائلة
مريم : لا اريد الذهاب للمطبخ افضل الجلوس هنا
همت رولا وصافى بالحديث لكن قاطعهم نزول آسر ورؤيته متجهاً للعمل لذا آثروا ال**ت
آسر : انا ذاهب للعمل الان ... احرصوا على عدم دخول غرفة المكتب والعبث بالاوارق فمن ضمنها يوجد صفقة مهمة جداً ولتخبروا الدادة بهذا ايضاً .. وداعاً
انتصف النهار وهى تجلس وحيدة بغرفتها حتى اثار انتباهها صوت بالحديقة فسارعت لتنظر من شرفتها لتجد البستانى يرعى الزرع فى سعادة ويدندن ببعض الالحان فقررت النزول و مشاركته متعته تلك
و فى طريقها قابلت الدادة واعطتها مشروب بارد يحميها من حرارة الجو ف*ناولته فى سعادة
قبل خروجها من الفيلا مرت على غرفة مغلقة قادها فضولها الى التوجه نحوها وفتحها لتدلف الى الداخل وتستنتج مما تراه انها غرفة المكتب للمتعجرف آسر
وسرعان ما تذكرت قوله فى الصباح .. لتري مكتبه تفترشه الاوراق ارتسمت ابتسامة شيطانية على محياها لتدرك فوراً ما عليها فعله لكن هناك مشكلة
هى لا تدرى اى اوراق هى المهمة لديه لكنها قررت اعتبار كل الاوراق مهمة وبذلك سكبت كل محتوى مشروبها على المكتب وحرصت على ايصال السائل لكل ورقة على حدى ابتسمت بشر واسرعت الى خارج الغرفة واغلقتها كما كانت ثم اكملت طريقها للحديقة واستمتعت مع البستانى والذي علمت انه يأتى يوماً واحد بالاسبوع ليهتم بالحديقة وكل ما يخصها ثم مر باقى اليوم سريعاً حتى اتى الليل
دخل المنزل فى هدوء وطلب من الدادة تحضير الطعام
دادة : سيد آسر لدي امر هام اريد التحدث به
ليتوقف عن تناول الطعام للحظات وينظر لها باهتمام
آسر : ماذا هناك دادة ؟ تحدثي
دادة : مريم
آسر بإنزعاج : ما بها ؟ ماذا فعلت مجدداً ؟
دادة بارتباك : لا لم تفعل اى شيء ماشاء الله هى كالملاك
آسر بتأفف : اذاً ؟
دادة برجاء : انت تعلم هى فى العاشرة من عمرها و بسبب الظروف التى مرت بها امتنعت عن الذهاب للمدرسة لذا ارغب ان تعود مرة اخرى لاستكمال دراستها فكما تعلم اهمية هذا الامر لها مستقبلاً
لي**ت للحظات قبل ان يردف
آسر : حسنا لا بأس سأري ما يجب فعله لتعود للمدرسة مرة اخرى
دادة بفرح: شكرا لك ياباشا ادامك الله فوق رؤوسنا وكتب الله لك الخير فى كل خطوة تخطوها
آسر بجمود : تشكريني وكأنها فرداً من عائلتك تطلبين له امراً ..... تذكري كونها فرداً من عائلة البندارى و ما تحصل عليه الان ومستقبلاً هو حق لها
دادة بحرج : اعلم ياباشا هى ابنه السيد احمد وحفيدة الباشا الكبير.. العين لا تعلو عن الحاجب .. اعرف مكانتى ومنزلتها لا تقلق .. انا فقط اطلب منك هذا الامر كونك جعلتنى المسئولة عنها ولإنشغالك فى عملك وفقك الله به
ليومأ هو فى رضا عما سمعه وطلب منها الانصراف ليشرد هو فى امر ما
انتصف الليل والجميع نائم الا هو اخذ حماماً دافئاً وتناول قدحاً من القهوة ليساعده على التيقظ ومباشرة عمله بتلك الصفقة المهمة فلولاها ستقع الشركة فى ضائقة ليست بكبيرة لكنه يكره الخسارة
دلف الى مكتبه ليرى هذا المشهد المرعب بالنسبة له الاوراق على مكتبه شبه مبللة ومقطعة وعليها بعض من الحبر الازرق ( فهى عند سكبها للعصير اسقطت علبة الحبر من مكانها لتقع على بعضاً من الاوراق لتدمرها وعند رؤيتها لهذا يحدث لم تبدي اى رد فعل سوى ان ابتسامتها ازدادت اتساعاً )
تسمر امام هذا المشهد للحظات حاول استيعاب ما يراه امامه ومَن مِن الممكن ان يكون المتسبب فى هذا
امه >>>> لا تدخل تلك الغرفة ابداً بالاضافة لكونها بالخارج طوال اليوم
اخته >>>> ليس لديها الجرأة لفعلها
الدادة >>>> طلب منها عدم الدخول للغرفة ولم يسبق لها عصيانه
اذاً هى ................ ليصر على اسنانه فى غيظ ويردف
آسر : تلك الفأرة الصغيرة
تتحدانى وتعصي اوامري
يحركه الغضب والغيظ وتدفعه شياطينه باتجاه غرفتها ليفتحها بعنف ويقتحمها بسرعة متجهاً اليها ليراها تنام بعمق كالملاك
ليبتسم بسخرية ... شيطان يتلبس فتاة بوجه ملاك
آسر بصراخ : انتِ استيقظى
لا جواب
ليهزها بعنف ويعيد النداء بصوت اعلى
آسر : انتِ استيقظى الان
لتنهض بفزع من نومها على صراخه هذا
مريم : ماذا .. ماذا هناك؟
آسر بصراخ : كيف تجرؤين على هذا كيف اتتك الشجاعة للعبث بأشيائي هاااا اجيبيني؟
مريم : عما تتحدث ؟
آسر : تدعين الغباء ... غرفة المكتب وما فعلتيه بالاوراق
لتتسمر للحظات فى مكانها قبل ان تقول ببراءة
مريم ببلاهة : اه هذا الامر
آسر بغيظ : اه هذا الامر ؟ نعم هذا الامر والان اخبرينى سبب ما اراه امامى بالاسفل والا فستكون نهايتك
مريم : اردت الذهاب للحمام واضعت الطريق
آسر بغباء : ماذا ؟ وما دخل هذا بالمكتب وما حدث لاوراقي
مريم ببراءة : عند بحثى عن الحمام اضعت طريقي ودخلت غرفة المكتب واثناء دخولى تعثرت و العصير بيدي فسُكب على الاوراق .... هذا ما حدث
آسر : اتمزحين معي ؟
لتحرك رأسها يميناً ويساراً فى رفض وتردف
مريم : لست فى سني لأمزح معك ... لن اضع رأسي برأسك
آسر بجنون : اتقصدين اننى اضع رأسي برأسك واتعامل كالاطفال ؟
مريم : لا اعلم بشأنك لكننى بالتاكيد لست الطفلة هنا
ليتقدم منها وينظر لها بذهول
آسر : انتِ .... انتِ كم عمرك لتتحدثي بهذا الشكل ؟ ما هذه الشجاعة الا تخشين شيئاً
مريم بثبات : لا اخشى احدا سوى ربي
على غير العادة اعجب بجملتها تلك لتظهر ابتسامة صغيرة على محياه لم تلبث و اختفت فوراً
يستقيم بوقفته وبنظر لها لثبات
آسر : كفى حديثاً الان ونامى فغداً سيكون اول يوم لك بمدرستك الجديدة كفاكِ عبثاً حتى الان ... اه هذا لا يعنى بالتأكيد اننى لن اعاقبك لكن كل شئ فى وقته افضل والان تصبحين على خير
قالها وغادر الغرفة ليتركها تستوعب بعقلها الصغير ما القى به فى وجهها للتو
شمس يوم جديد .. تستيقظ بطلتنا من نومها وتتحرك ببطئ لتتجهز للمدرسة
بعد حمام دافئ وارتدائها لزيها المدرسي وتمشيطها لشعرها سريعاً لتتركه منسدلاً على كتفاها .. تهبط للاسفل فتجده جالساً على طاولة الافطار بجانب اخته ووالدته تلقى تحية الصباح عليهم وكالعادة لا تلقى رداً سوى منه ليلتفت لها فى ثبات ويحدثها قبل خروجها
آسر : ماذا قلت لك من قبل بشأن ملابسك تلك؟
لتنظر لملابسها سريعاً وترى زيها المدرسي ليس به شائبة
مريم بغباء مصطنع : ماذا به زيي ؟
آسر : الم اخبرك وجوب ارتداء تنورة طويلة بدلاً من تلك التى تردينها و ارتداء حجاب على رأسك ... لما لا تستمعين لما اقوله ؟!!
مريم : لسبب بسيط جداً وهو عدم اقتناعى بما تقول ... انا مازلت صغيرة على ذلك
آسر : مازلتى تعيدين الجملة ذاتها يومياً لكن اليوم لا خروج من المنزل الا بعد تنفيذ ما امرتك به... لستِ صغيرة على ارتدائك هذا الملابس لقد اتممت السابعة عشر الشهر الفائت
............................
يتبع .....................