تقف فى ردهة الڤيلا الواسعة محاطة بثلاثة ازواج من العيون اثنان منهم يرغبون بقتلها بنظراتهم تلك واخرى تنظر لها بعطف وشفقة لم تلبث ان تقدمت اليها وهبطت لمستواها تردف بحنان
دادة : مرحباً بكِ بالمنزل حبيبتي انا دادة سهام يمكنك مناداتى دادة .. لت**ت قليلاً فور تذكرها عدم قدرة الصغيرة على الحديث وتكمل ... اممم حسناً لا تهتمي بشأن مناداتى سنجد حلاً لها بالتأكيد .. والآن هيا بنا سآخذك لغرفتك .
صافي مقاطعة : لا لن تفعلي ... اذهبي انتى لتحضير الغداء و سأتولى انا اخذها للغرفة .
دادة بقلق واضطراب : لكن ياهانم هذا لا يصح ... هذا عملي انا فلتستريحي وسآخذها سريعاً للغرفة واهبط فوراً لاكمال إعدادي للطعام .
صافي بحدة : هل تخبريني بما علي فعله ؟ ..... انتبهي لكلامك حتى لا تقعى بمأزق والآن اذهبي للمطبخ وباشري عملك دون اعتراض وإلا .......
دادة بخوف : عذراً يا هانم لم اقصد ... سامحيني رجاءاً ... اوامرك مطاعة سأعود فوراً الى المطبخ .
لتلقى نظرة اخيرة على الصغيرة محاولة بث الطمأنينة فى نفسها قبل ان تهرول مغادرة لمباشرة عملها .
تصحب صافى الصغيرة للاعلى وتعود بعد لحظات للاسفل فترى ابنتها تنظر لها بإستغراب وتطالعها كما تطالع شخصاً قد فقد عقله
رولا بإستغراب : تأخذيها بنفسك للأعلى ؟ أأنتى مريضة ام ماذا ؟
صافي : ألزمي حدودك فى الحديث ..لا تنسي كونى والدتك وعليكي احترامي
رولا بتهكم : امي فلتحفظى كلمات تلك الجملة لتلقيها على مسامع اخي بدلاً من ال**ت خوفا ورعباًً من افعاله ... و الآن اخبريني فيما تفكرين فأنا ادرك استحالة شعورك بالشفقة اتجاه تلك الطفلة؟
صافي : بالطبع لا أشعر بأيه مشاعر اتجاهها سوي البغض والكراهية
رولا : اذاً ما سر اهتمامك المفاجئ هذا ؟
صافي : فقط رافقتها بنفسي لأختار بأي غرفة ستبقى
رولا : و ؟
صافي بمكر : وقد اخترت الغرفة الاولى فى الجهة الشرقية
رولا بصدمة : امى اتمزحين ؟ هذه الغرفة ........
صافي مقاطعة بحدة : لقد فُرضت علينا واُرغمنا على العيش معها تحت سقف واحد اذاً فلتتحمل توابع ذلك
رولا وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة خبيثة : انتِ على حق لنرى الآن الى متى ستحتمل البقاء بتلك الغرفة .
فى مكان اخر تحديداً بشركة البندارى للاستيراد والتصدير نجده يرأس اجتماع يضم جميع مديري فروع الشركة بأنحاء البلاد يقاطع اندماجهم هذا دخول رنا سكرتيرة رئيس مجلس ادارة الشركة .. ترنو بخطوات رشيقة متناسقة الى الداخل تقف بجانبه تهمس له ببعض الكلمات لتنقبض ملامحه فى انزعاج فينهض مغادراً الغرفة الى مكتبه الخاص دون استئذان من الحضور
يتناول هاتفه مجيباً اتصال اتاه من المنزل
آسر بإنزعاج : والآن ... ماذا هناك ؟ ..... لست متفرغ لتلك التراهات .... لم اخبرك انها مسئوليتك لتأتى لي بعد ذلك و تعطلين عملى .. فلتجدي بنفسك حلاً لها
ليغلق الهاتف قبل ان يستمع رداً من محدثه ويعود سريعاً الى الاجتماع
دادة : مريم حبيبتي فقط اخبرينى ان كان لا يعجبك الطعام .. لا بأس سأعد لكي غيره ... اعلم انك لا ترتاحين بتلك الغرفة ... لقد حاولت اقناع الهانم ان تقيمي بغيرها لكن لا فائدة ... انظرى لقد نظفت الغرفة وجعلتها مناسبة للبقاء فيها لذا لا تحزنى.... فقط انظرى لي واشيري بما تريدينه
لا رد
دادة : ارى انك عنيدة كوالدتك .. لطالما جعلتنا نعانى بسبب عندها هذا ..... رحمها الله هى والباشا الصغير
اخذت الدادة تسترسل فى حديثها هذا عن سعاد و احمد حتى انها لم تلحظ تحديق الصغيرة بها ... بعد فترة من حديثها وجدت يد مريم تمسك بها ..تنظر لها فى رجاء وكأنها وجدت ملاذها اخيرا فهناك من يذكر والديها بالخير بل ويعرف الكثير عنهم وعن طباعهم
دادة هاتفة : مريم اتستمعين لي ؟ حمدا لله واخيرا انتبهتى لي ولحديثى والآن اخبريني بما ترغ*ين بتناوله وسأعده فوراً يجب ان تأخذي علاجك بإنتظام
اُحبطت الصغيرة من توقف الدادة عن الحديث عن والديها لتخفض يدها وتعاود النظر ارضاً
دادة : يا الله ماذا الآن ؟ ... لقد لفت انتباهك لفترة ثم سرعان ما تعود حالتك كالسابق
جاء الليل سريعاً وانتهى اليوم دون ان تتناول مريم طعامها ليعود آسر ليلاً فيجد الدادة فى انتظاره
دادة : مرحبا بعودتك ياباشا
ليطالعها هو بإهمال ويلقى السلام سريعاً فى طريقه لغرفته لكنها اوقفته بحديثها
دادة : ياباشا الفتاة لم تتناول اى شئ منذ قدومها صباحاً حاولت معها كثيرا لكن لا فائدة هى لا تستجيب لما اقوله ايا كان
آسر بتأفف : و ماذا افعل انا ؟ اخبرتك انها مسئوليتك ... فلتجدي حلاً
دادة : ياباشا انت تعلم معزة مريم عندي فهى ابنه الغالى لقد تربى على يدي هو وسعاد رحمهم الله بل انا من اتيت واخبرتك بوفاتهم وترجيتك لاحضارها هنا لذا لن اتأخر على الاهتمام بها .... لكن لقد فعلت ما بوسعى دون اى استجابة منها
آسر : حسنا سأرى بنفسي كيف لا تستجيب ارشديني بأية غرفة هى
صعدا معا لغرفتها وتملكه الغضب عند ادراكه بفعلة والدته وتركها بتلك الغرفة تحديدا فقد كانت غرفه عمه احمد والتى امر جده بتركها كما هى دون تنظيف او رعاية
دخل الغرفة وجدها تجلس ارضا بهدوء تلعب بدميتها فى **ت وقف مكانه واردف
آسر ببرود : انتِ
لم ترد فتقدم نحوها واعاد النداء
آسر بحدة : مريم
لم يلقى اى استجابة منها انحنى اليها واعاد النداء بحدة لكن لا نتيجة
امسك كتفاها بكلتا يديه ورفعها لتقف امامه فى حين لم ترفع هى عيناها عن الارض
آسر بصوت عالٍ : عندما اتحدث اليكي تنظرين الي اتفهمين ؟ لما ترفضين تناول الطعام..... لا اريد ان ابتلي بجثة ببيتي
لا رد
اخذ يهزها بين يديه فى عنف فى حين حاولت الدادة ايقافه لكنه طلب منها عدم التدخل
آسر : حسنا تختارين التجاهل اذن فلنرى من سيفوز بالنهاية
اخذها من يدها بعنف وسحبها معه الى الاسفل حتى توقف امام غرفة مغلقة وطلب من الدادة احضار مفتاحها فورا
فتحها لتجد ظلام حالك ... لا نافذة بالغرفة بل لاشئ بها نهائيا فقط غرفة ضيقة باردة لا يصلها ضوء
القاها بقسوة بالداخل ع الارض القاسية
آسر بغضب مخيف : تقيمين اضراب وتتوقفين عن تناول الطعام ... اذن فلنرى الى متى ستتحملين ؟
خرج من الغرفة تاركا اياها وحيدة واعاد غلق الباب خلفه ... حاولت الدادة تهدأته وترجيه ان يخرجها لكن لا فائدة فلقد قرر اى اسلوب سيتخذه معها
مر الليل سريعا ع الجميع ما عدا على تلك الطفلة يحوطها الظلام من كل جانب تكاد لا ترى اصابع يدها من شدة الظلمة .. الارض باردة وجو الغرفة خانق مخيف
اشرقت الشمس صباحا ولم تدرى الصغيرة بحلول النهار فلا مدخل للضوء بسجنها لكن لم يكن هذا السبب الوحيد بل انها قد غابت تماما عن هذا العالم .......
و اخيرا استيقظ من نومه وقد قام بروتينه اليومي المعتاد بكل برود لينزل للاسفل متجهاً لعمله فوجد فى طريقه الدادة تجلس امام الغرفة المحتجزة بها الصغيرة تبكى خوفاً وقلقاً عليها حتى لمحته فهرولت اليه
دادة برجاء : باشا ارجوك ارحمها هى صغيرة لم تقصد تجاهلك وعصيانك ارجوك ارحم هذه اليتيمة فهى مريضة لن تتحمل كل هذا ارجوك اخرجها من الغرفة وانا سأتولى مسئوليتها ولن اشكو اليك ابدا مرة اخرى
لم يعطيها اى رد بل اتجه مباشرة الى الغرفة و هم بفتحها لينظر بداخلها فيراها ملقاة على الارض فى هدوء فى بادئ الامر ظنها نائمة لكنه شك فى الامر حين لاحظ تنفسها البطئ فأسرع اليها يفحصها وادرك انها غائبة تماماً عن الوعى ليحملها سريعاً متجها بها الى الاعلى الى غرفته وطلب من الدادة استدعاء الطبيب بسرعة
بعد فحص الطبيب لها علم انها تعانى من فقر الدم بالاضافة الى انخفاض مستوى السكر بالدم مما سبب لها الاغماء
دلف الى غرفته ليجدها جالسة بهدوء على سريره فاتجه لها وجلس على طرف السرير
آسر ببرود : أرايتي ما حدث عندما تتجاهلين كلامي ؟ .... هذا ما ستحصلين عليه من عصيانك لى
لا رد مرة اخري لكنه تجاهلها ونادى على الدادة
آسر بجمود : دادة ... تذهبين الان فوراً وتعدين لها الطعام وانا من سيشرف بنفسي عليها حتى تنهيه كاملاً
دادة : فورا ياباشا فورا
لتعود اليهم سريعاً بصينية تحمل الكثير من الطعام المغذي فتضعها امامها
آسر : والان هيا فلتتناولى الطعام
لا رد فقط تنظر لدميتها بين يديها وتلعب بجدائلها فى شرود
فيسحب منها الدمية فى قسوة لتنتبه للطعام لكن بدلاً من ذلك رآها ترتفع بنظرها اليه حتى رأي بعينيها نظرها ظنها لوهلة نظرة تحدي
آسر بإصرار : هيا تناولى طعامك الآن
مريم بتحدي : لا .... لن آكل ... والان اعد الي دميتي
...............................
يتبع .......................