لم يستطيع ليث ان يتحمل رؤيتها منهارة بهذا الشكل، فحاوط خلف عنقها و جذبها لص*ره بشدة ليضع كفه الغليظ على رأسها و هو مغمض عيناه يستمع لشهقات بكائها المتتالية، بطريقة جعلت قلبه يحترق من شدة الالم، قبّل رأسها يقول بهدوء و نبرة جعلها حانية:
ـ محدش يقدر يأذيكي و لا ييجي جنبك، و بعدين مين اللي يأذيكي يا عهد؟ أنا!! هو انا أقدر أأذي روحي!
أغمضت عيناها تبكي و قد بللت دمعاتها قميصه، لم تحاوط خصره بل كانا ذراعيها إلى جوارها، لتقول ببصوت مهزوز و هي لازالت تبكي بقوة:
ـ أومال .. أومال أنت كنت .. كنت هتعمل أيه دلوقتي
مسد على رأسها بحنان ثم أبعدها عنه يرفع ذقنها له يقول بحنان:
ـ مكنتش هعمل حاجة، أنا بس كنت بهددك عشان تلبسي و تيجي معايا، انما انا والله ما كنت هعمل فيكي حاجة
طالعته بخضرواتيها الباكية، تقول بألم شديد:
ـ لاء، مكنتش بتهددني بس
قال بحنو حقيقي و هو يقول بصدق:
ـ والله يا عهد كان مجرد تهديد و عمري ما كنت هعمل فيكي حاجة وحشة
نظرت أرضاً فأكمل بحنان:
ـ لو مش عايزة تيجي معايا النهاردة خلاص هسيبك على راحتك و هاجيلك بكرة
ثم أكمل لحزن صادق:
ـ لو لهتك مش أد لهفتي عليكي فـ دي حاجة مش هجبرك عليها لأنها بتبقى جاية من جواكي .. من قلبك، أنا مش قادر أستنى على أنك تبقى مراتي، بس لو دي حاجة تقدري أنتِ تستني عليها فـ أنا بردو مش هجبرك على حاجة
نظرت له بحزن، لتطالعه أعينه المتألمة و هو ينظر بعيداً فطالعت جانب و جهه تغرز أسنانها بشفتيها بندم، و عندما طال **تها، نظر لها بأبتسامة حزينة، ثم مال عليها يُقبل رأسها محاوطاً إحدى وجنتيها بحنان،قبلة طويلة دامت لدقيقة، ثم أبتعد عنها، وألتفت ليتجه نحو الباب، طالعته بحيرة، لتسرع تنادي عليه قائلة في محاولة لإيقافه:ـ
ـ ليث، أستنى!!
ألتفت لها بلهفة، يطالعها و الفرحة تتاقز من أعينه، لتقول هي بهدوء تفرك أناملها:
ـ هلبس الفستان، مش هتأخر
خفق قلبه بعنف، ثم أماء لها بسعادة ظهرت حتى في صوته:
ـ خدي راحتك
أبتسمت له بحنان فبادلها بأبتسامة جمعت بين أنواع السعادة بأكلمها، ثم تركها و خرج، فأسرعت تبدل ملابسها، لينقبض قلبها و هي ترى الكدمات لازالت مطبوعة على جسدها، فأمتلئت عيناها بالدمعات، لا تعلم كيف ستواجهه بتلك العلامات الزرقاء، لا تعلم حتى كيف ستكون ردة فعله، تن*دت بحيرة تصحبُها الألم الشديد، ثم ذهبت للثوب، وفتحت علافه، لتنصدم من مدى روعته و رقته، كان ثوب رقيق بسيط يلائمها، أبيض اللون بطبيعة الحال، على الص*ر وُضع عليه خرزاتٍ مضيئة تجذب الناظرين، بأكمام من القماش الداننتيل الرقيق، يصل لكعبيها لا بل أطول قليلاً، أخرجته تناظره بأبتسامة قد شقت ثغرها، أعينها قد لمعت بعدم تصديق وو هي تطالعه بعشق، له و لمن أنتقاه قبله، أرتدته على الفور ثم نظرت لنفسها بالمرآة بعد أن فردت خصلاتها البنية الناعمة، لتطالع جسدها الممشوق و الذي زاد الثوب جمالاً، و خصرها النحيف الذي كان مرتسماً ببراعة حقيقية، أبتسمت و أعينها تدمع بعدم أستيعاب، بأنها على مقربة لحظات من أقتران أسمها بأسمه، لحظات!!
أسرعت تضع بعض المساحيق التي لربما تخفي بهوت وجهها، قليل من أحمر الخدود و قليل من أحمر شفاه و ردي، و بعض من الماسكارا على أهدابها الكثيفة بالفعل،فخرجت مذهلة، دققت بملامحها عن قرب، ثم أبتسمت لتبتعد تنظر لنفسها، ثم أرتدت الحذاء الذي قد أتى مع الثوب، كان حذاء ذو كعب عالي أعطاها قوام أكثر شموقاً، طرقت بالكعب على الارضية ثم فتحت الباب، لتراه قد جلس على المقعد الذي كان في مواجهة الباب يعبث بهاتفه، و عندما أص*ر الباب صوتاً أثناء فتحُه نظر لها يرفع عيناه لهيئتها، و بعد أن كانت محياه عادية، أصبحت مصدومة بكتلة الجمال و حورية سقطت من الجنة أمامه مباشرةً متزينة له، خفق قلبه بعنف و هو ينظر لهيئتها و أبتسامتها الحنونة التي أرتسمت على شفتيها فور رؤية ردة فعله اللطيفة، نهض ليث من فوق المقعد، ثم أتجه لها ببطئ مأخوذاً بجمالها، لتتوقف الكلمات على أعتاب شفتيه و هو ينظر لملامحها الطفولية و الانثوية معاً بحنان، كم جميلة من بعيد و أجمل من قريب، تمنى لو أغرقها بأحضانه إلى غداً و لكن صبرا يا ليث هانت، صدقني هانت
مد كفه لها و كأنها أميرة يدعوها أمبرُها للرقص معه، فوضعت كفها بكفه بلطف ترفع طرفا الثوب عن قدميها فأتجها معاً إلى الباب و لكن أوقفتهما سنية التي طالعتهم بصدمة و أعجاب حقيقي:
ـ بسم الله الله اكبر ما شاء الله لا قوة إلا بالله، و الله عايزة أرقيكوا ربنا يحفظكوا من شرور العين يارب
أبتسمت لها عهد ثم أعطتها قبلة في الهواء لتبادلها سنية بقبله مثلها تماماً هي الاخرى وسط أبتسامة ليث، ليأخذها ذاهبين إلى خارج الشقة، طلب المصعد لينظر لها بأعجاب شديد، فناظرته ثم طالعت الارضية مبتسمة بخجل و حب، أتى المصعد فأنفتح الباب ليجعلها تدلف أولاً مشيراً لها بكفه، و بالفعل دلفت أولاً، و دلف هو بعدها ليضغط على الطابق الارضي، ليضم ذراعيه يناظرها بحنان، بينما هي كانت تطالع الارضية بهدوء، و عندما وصل المصعد للطابق أسرعت عهد تخرج منه بتوتر و تابعها هو بهدوء، نظر للدرجات الاخيرة قبل و صولها لباب البناية الرئيسي بتوتر ، لترفع ثوبها ثم نظرت للكعب العالي الذي كانت ترتديه بحيرة، فرأته يجاورها يقول بهدوء:
ـ هتعرفي تنزلي بالكعب، عارف أنك مش متعودة عليه
نظرت له بهدوء ثم أومأت تقول بثقة كاذبة:
ـ اه هعرف انزل عادي يعني زي بقية البنات
أبتسم لها بهدوء، ولم يقدم يداً للمساعدة تاركاً إياها تعتمد على حالها، و لكن كيف يخبرها أنها ليست كبقية الفتيات على الاطلاق، بل هي أستثنائية في جانب هكذا بمفردها، بينما هي نزلَت أول درجتين بنجاح و في الثالثة ألتوى كعبها و كادت أن تقع بعد فقدانها لتوازنها و لكنها قد وجدت ذراعين كالفولاذ تعلم ملمسهما جيداً قد حاوطا خصرها بسرعة شديدة، ليقربها من ص*ره فحاوطت عنقه بخوف و ص*رها يعلو ويهبط، أغمضت عيناها و كفيها يرتعدان و هي تحاوطه بشدة، فقربها منه مغمض عيناه يحمد بها انه قد لحقها قبل سقوطها، كان قريباً لدرجة أن شفتيه كانت جوار أذنها يستمع لأنفاسها العالية، أخذ نفساً عميقاً ثم قبّل خصلاتها يقول بحنان شديد:
ـ أنتِ كويسة يا حبيبتي، رجلك وجعاكي؟!!
ظلت باحضانه تنفي برأسها فقط و قلبها يخفق بعنف، فربت على ظهرها بحنان، و بعد قليل أبتعدت عنه لتنظر له فرأت عيناه قلقة عليها، أ[تسسمت داخلها لا بل تراقصت، يا الله على الحنان الذي رأته في عيناه!!
و جدته يمسك بكفها بهدوء يقول بحنان:
ـ يلا انزلي متخافيش انا جنبك
و بالفعل رفعت ثوبها ممسكة بكفه بقوة ثم همت بالنزول معه وبالفعل نزلت دون أن تتعثر حتى، و سارا معاً ممسكان بيد بعضهما، حتى وصلا لسيارته فتح لها الباب فصعدت بالسيارة، و لف هو حول السيارى مرة أخرى ثم صعد بمكانه جوارها، لينظر لها بنظرة أخيرة قبل أن يشعل محلرك السيارة و ينطلق بها بسرعةٍ هادئة، و يقسم أنه لولا وجودها لكانت السيارة تنافس الرياح بسرعتها
****
وصلا عند مكتب المأذون و كان ليث قد جلب صديقين مقربين له ليشهدا على هذا الحدث،و عندما أنتهت مراسم الزواج و أمضت عهد بأيدي ترتجف و مشى هو الاخر بثبات رغم تزعزع الداخلي يود لو ينهض الان و يحطم أضلعها بعناق قوي
و عندما أنتهت مراسم زواجها به و أصبحت شرعاً و قانوناً زوجته، مكتوبة على أسمه، جعله هذا يأخذ نفساً عميق، يشبه ذاك النفس الذي يأخذه الغارق عندما يضعوه على الشاطئ، خرجا من المكتب بعد أن أمسك بكفها و كأنه خائف من هروبها، خائف ان يكونا ما يمرا به ليس سوى حلم جميل للغاية سيستفيق منه بعد دقائق، خرج قابضاً على كفها، و هي تنظر له هي الاخرى بعدم تصديق، هل أصبحت له زوجة؟، هل ًأبح لها الحق في معانقته الان كما تشاء؟، هل لها الحق حقاً في ضمها له بقوة و أن تحاوط خصره لتنعم بدفئ تلك الاحضان؟
و كأنه سمعها، قرأ أفكارها، فـ فور نزولهم من مكتب المأذون و لم ينتظر حتى أن يصعددا بالسيارة، و لحظهم أن الشارع لا تمر به نملة، لذا و بدون مقدمات بغتةً كان يجذبها لأحضانه بقوة بالقرب من سيارة، ضمها في عناق جامح قوي أغمض به عيناه و دفن رأسه بأكلمها في خصلاتها، بينما هي صدمت للوهلة الاولى من جنونه الذي دفعه لعناقها في الشارع، ولكنهما فورما ذاقت دفئ أحضانه حتى تناست نفسها، تناست أنهما بالشارع و تناست وقفتهما في الطرقات لتحاوط خصره بقوة تريح رأسها على كتفه بهدوء تاركة إياه يستنشق عبق خصلاتها، و هو تاركها تشتّم رائحة عطره التي كانت تسكرها، ظلا في عناق ربما قد دام إلى خمسة عشر دقيقة، عناق متواصل لربع ساعة لم يمل منه كلاهما على الع** تمنوا لو يتوقف الزمن بهم بتلك اللحظة، لم تستطيع السيطرة على بكائها و لا أنهمار دمعاتها على الاطلاق، كم تمن تلك اللحظة، كم تمن عناق يحاوطها فيه بذراعيه الفولاذين بتلك الطريقة، كم تمنت أن يدفن وجهه في حنقها و تريح هي رأسها على كتفه هكذا، كم تمن ذلك الدفئ الذس يتسرب لها عندما يكن جوارها، و يبتعد عنها عندما يتركها هو، أرتجفت شفتيها و هي تدفن رأسها في ص*ره بينما هو يمسد على خصلاتها و ظهرها و رأسها أيضاً، يود لو يشبع من ذلك العناق ولكنه يعلم أنه لن يشبع و إن أقضى حياته بالكامل يعانقها لن يشبع منها أيضاً، بل سيزداد اشتياقه لها، عندما شعر بدمعاتها على قميصه شدد على عناقه لها أكثر يغمغم بصوته الرجولي الجذاب بطريقة لا تُحتمل:
ـ ششش أهدي، انا جنبك!
حاوطت عنقه بقوة بدلاً من خصره، تقول و هي تبكي برقة:
ـ مش مصدقة، مش مصدقة يا ليث أنك جنبي و الله ما مصدقة .. آآآه أخيراً
أبتسم بجاذبيته المعهودة ليضمها له أكثر محاوطاً خصرها، فتشبثت بقميصه بعنف و هي تقول:
ـ يعني .. يعني انا بقيت مراتك صح؟ بقيت مراتك يا ليث اخيراً
قال بحنان شديد:
ـ بقيتي مراتي يا حبيبتي، ومش بس مراتي دة أنتِ حتة مني، أحلى حاجة في حياتي، بقيتي ليا و انا بقيت ليكي
أبتسمت بعدم تصديق، لتبعد وجهها فقط عنه و هي لازالت في أحضانه تقول و هي تمسد على إحدى وجنتيه و كأنها تتأكد أنه حقيقي، ان الامر بات حقيقياً، تقول ببكاء يُطقع نياط قلبه:
ـ أنت .. أنت مش هتعرف تتخيل أنا أد أيه كنت مستنية اللحظة دي، اللحظة اللي أبقى مراتك فيها يا ليث