و بعد نداءه وجدت الباب يفتح بهدوء فتراجعت للخلف برهبة عندما وجدته يظهر من خلف الباب بطوله الفارع و جسده الرياضي و ذقنه التي أزدادت كثافة أكثر، كل هذا جعلها ترتعب و هي تنظر له بأعين مصدومه، متسائلة ماالذي جلبك إلى هنا، كيف و من متى و لماذا أنت هنا، دلف ليث حاملاً فوق ذراعه جاكت بذلته، يطالع عهد بنظرات شوق صريحة لها، نظرات أمتلئت عشقاً حقيقياً،جعلتها تخفض أبصارها تنظر بعيداً عنه لاسيما عندما قال بصوته الجذاب:ـ
ـ عاملة أيه؟
خفق قلبها بعنف و شعرت بمشاعر كثيرة ما بين غضب و لوم و أشتياق، فررفعت عبناها و إن كان غلبها لاشتياق له، حاولت أظهار الجمود و البرود معه عندما قالت:ـ
ـ كويسة الحمدلله
أقترب منها فأسرعت تبتعد جالسة على الاريكة و هي تقول بتوتر:ـ
ـ جاي هنا ليه؟ و مين سمحلك تدخل أوضتي؟
قال و كأنه لم ينتبه أصلاً لطريقتها، فالشوق من غلب الأن ولا شئ يفوق الشوق، قال بنرة حنونة، نبرة أفتقدتها منه و هو يقول بصوته الذي يبعثر كيانها:ـ
ـ وحشتيني
كلمة ، كلمة واحدة بسيطة كان لها تأثير عظيم عليها، تأثير جعلها ترفع أعينها له، غير مصدقه أعترافه الصريح لها، ولكنها قالت بعناد شديد:ـ
ـ اممم فعلاً؟ غريبة أنت موحشتنيش
أبتسم قائلاً:ـ
ـ بلاش كدب يا عهد، باين في عينك أني وحشتك زي مـ أنتِ وحشتيني
نفت برأسها تقول بضيق:ـ
ـ لاء مين قالك كدا
ثم تابعت تشير له لكي يخرج:ـ
ـ و لو سمحت أطلع برا الأوضة وجودك هنا مينفعش بأي شكل من الأشكال
قال بحنان حقيقي:ـ
ـ عندك حق، طيب لو سمحتي تعالي نطلع نتكلم برا
قالت بعناد أقوى:ـ
ـ ومين قالك أني عايزة أتكلم معاك أصلاً في أي حاجة، لو سمحت يا ليث أمشي
تن*د قائلاً بجدية:ـ
ـ مش همشي يا عهد غير لما نتكلم
قالت بحدة تنهض لتقف أمامه متقدمه منه و هي تقول بعصبية:ـ
ـ قولتلك يا ليث أني مش عايزة أتكلم معاك في حاجة لو سمحت بقى أطلع و سيبني لوحدي بعد أذنك أمشي من هنا
قالبهدوء وصوت حنون:ـ
ـ لاء يا عهد هنتكلم.. لوسمحتي في حاجات كتير لازم تفهميها
وضعت كفيها على أذنها لتقول و هي على مشارف البكاء:ـ
ـ قولتلك مش عايزة أفهم حاجة مش عايزة
حاول تهدأتها يناظرها بقلق شديد ليمسك بذراعيها يبعدها عن رأسها يقول بقلق ظهر في صوته:ـ
ـ عهد أهدي و أسمعيني الاول
قالت بحدة تنفض يداه عن ذراعيها:ـ
ـ أسمع..!! أسمع أيه يا ليث؟؟ أنا عارفة كويس أنت هتقولي أيه
قال بأستغراب.ـ
ـ هقول أيه؟
قالت بحدة و عيناها أمتلئت بالدمعات.ـ
ـ هتقولي أنك مش بتحبني.. و أنك فكرت و قررت أنك مش عايزني تاني في حياتك، وأن اللي عملته دة كان عشان تعودني عليا غيابك و عشان متعلقش بيك أكتر، و أن في الفترة دي أكتشفت أنك مكنش و لا هيكون في بينا حاجة ولا هينفع أصلاً يبقى في بينا حاجة
صدم مما قالت لتتوسع عيناه، فأكملت ببكاء حقيقي:ـ
ـ و في الأخر دة قرارك و أنت حر فيه يا ليث، وفرت عليك كلام كتير أوي كنت مش عارف تقوله صح؟ تقدر تمشي يا ليث، و من بكرة هفضي الشقة دي و همشي من هنا
أقترب منها ليرفع ذقنها له يقول وهو ينظر بعيناها الدامعة بحنان قائلاً برفق :ـ
ـ ششش بس يا عهد أهدي، ممكن أفهم أيه الهبل اللي قولتيه دة؟ بقى أنا مش عايزك في حياتي يا عهد؟ دة أنا بعِد الايام بتوع العدة يخلصوا عشان أتجوزك، و أنتي في الاخر جاية تقوليلي أني مش عايز أتجوزك؟
نظرت له بصدمة أمتزجت بحزن برئ تقول.ـ
ـ أومال ليه عملت معايا كدا؟ ليه كل الغياب دة؟ عايز توصلّي أيه يا ليث
قال بهدوء:ـ
ـ مـ هو عشان كدا بقولك تعالي نتكلم برا و أنا هفهمك كل حاجة
ليتابع بحنان ينظر لأعيناها التي تذرف الدموع.ـ
ـ يلا أمسحي دموعك مش عايز أشوفهم، هطلع برا و هستناكي
أومأت له و هي تكفكف دموعها ببراءة، ليعيطها أبتسامة قبل أن يغادر خارج الغرفة فنظرت لنفسها بالمرآة لتبتسم عندما وجدت أنفها وردي كالأطفال، لتتن*د بعمق ثم غادرت الغرفة، لتخرج له فوجدته يجلس على الاريكة و سنية تضع له كوب قهوة أمامه، وعندما وجد ليث عهد قد خرجت له قال لسنية بهدوء و أسلوب راقي:ـ
ـ سنية روحي أعمليلنا أحلى غدا من إيدك
أبسمت له سنية لتقول:ـ
ـ حاضر يا بيه عنيا
ثم غادرت لتنظر عهد له ثم جلست أمامه على المقعد المقابل له لتقول بحزن:ـ
ـ قول يا ليث.. كنت عايز تتكلم في أيه
أبتسم لها بحنان ثم قال بلُطف:ـ
ـ أول حاجة، مش قادر أقولك وحشتيني أد أيه
رفعت عيناها له و أبتسمت رغماً عنها ولكنها عادت تخفي أبتسامتها، ثم نظرت لأناملها تستمع له يكمل:ـ
ـ بصي يا عهد، في حاجات كتير يمكن أنتِ متعرفيهاش، بس أنا هعرفهالك لكن مش دلوقتي، فـ كل اللي عايزك تعرفيه دلوقتي إني .. بحبك، بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا، عايزك تتأكدي من دة، و أتأكدي أني فعلاً عمري ما هسيبك، عمري ما هتخلى عنك، والفترة اللي بعدت فيها عنك كانت صعب عليا أكتر ما كانت صعبة عليكي، و سبب البعد دة هتعرفيه بس مش دلوقتي، عايزك تثقي فيا و تبقي عارفة أني عمري ما هسيبك مهما حصل، و دلوقتي هتقومي تلبسي الفستان اللي جايبهولك دة عشان هنروح دلوقتي للمأذون و أكتب عليكي
كانت كلماته صدمة ليس لها مثيل، الجزء الأول من حديثه عندما أعترف لها بحبه بتلك الطريقة، بطريقة خفق لها قلبها بجنون، و وعده لها أنه لن يتركها أبداً، و الصدمة الأكبر عندما أشار لها على ثوب كان موضوع على المقعد جواره مغلف لا تستطيع أن تراه، ليخبرها أن ترتديه لكي يذهبوا للمأون، مما جعلها ترتعش و هي تقول بعدم تصديق:ـ
ـ أيــــه؟!!! أنت .. أنت بتتكلم بجد
قال بهدوء:ـ
ـ مافيش هزار في الحاجات دي يا عهد
نفت مسرعة قائلة بحزن:ـ
ـ بس مش هينفع
قطب حاجبيه يقول بدهشة:ـ
ـ يعني أيه مش هينفع؟
أسبلت عيناها تفكر فيما سيحدث عندما يتزوجها، تفكر في تلك الكدمات التي كلما أتت لكي تتقدم خطوة في حياتها تتراجع عندما تذكرت ما كانت تآسيه ، فقالت بحزن أكبر:ـ
ـ مش حاسة أني جاهزة يا ليث
نهض ليث الذي أعتقد أنها لازلت حزينه منه ليتقدم منها يقول بنبرة حنونة:ـ
ـ ليه يا حبيبتي؟ لسة زعلانة مني؟؟
نظرت له بضعف لترجوه قائلة:ـ
ـ مش عايزة يا ليث دلوقتي، حاسة أني مش جاهزة
تن*د بصبر قائلاً:ـ
ـ طب قوليلي يا حبيبتي أيه اللي مزعلك؟
ثم هتف بضيق:ـ
ـ يا عهد دة أنا مـ صدقت
نفت برأسها تقول بهيستيرية:ـ
ـ مش هينفع صدقني مش هينفع
أنفلتت حبال صبره ليهدر بها بعنف جعلها تنتفض بحزن:ـ
ـ هو أيه اللي مش هينفع يا عهد، بقولك مـ صدقت الـ 3 شهور خلصوا عشان تبقي مراتي، وبقالي سنتين بتعذب من غيرك و يوم ما ييجي اليوم اللي تبقي مراتي فيه تقوليلي مش هينفع و مش عايزة و مش جاهزة
قالت تحاول تهدأته و هي تبكي:ـ
ـ يا ليث أصبر أنا .. أنا خايفة تندم
هنا صرخ بها بقوة قائلاً بحدة شديدة:ـ
ـ أندم!!! أنتِ مجنونة يا عهد أندم ليه و أزاي قولتلك خلي عندك ثقة فيا أنتِ عارفة أني مستحيل أندم أني أتجوزتك، و عارفة أني بحبك و أنا عارف أنك بتحبيني يبقى أيه لازمته دة كلُه مش فاهم؟!!!
أسبلت عيناها تفكر فيما سيحدث عندما يتزوجها، تفكر في تلك الكدمات التي كلما أتت لكي تتقدم خطوة في حياتها تتراجع عندما تذكرت ما كانت تآسيه ، فقالت بحزن أكبر:ـ
ـ مش حاسة أني جاهزة يا ليث
نهض ليث الذي أعتقد أنها لازلت حزينه منه ليتقدم منها يقول بنبرة حنونة:ـ
ـ ليه يا حبيبتي؟ لسة زعلانة مني؟؟
نظرت له بضعف لترجوه قائلة:ـ
ـ مش عايزة يا ليث دلوقتي، حاسة أني مش جاهزة
تن*د بصبر قائلاً:ـ
ـ طب قوليلي يا حبيبتي أيه اللي مزعلك؟
ثم هتف بضيق:ـ
ـ يا عهد دة أنا مـ صدقت
نفت برأسها تقول بهيستيرية:ـ
ـ مش هينفع صدقني مش هينفع
أنفلتت حبال صبره ليهدر بها بعنف جعلها تنتفض بحزن:ـ
ـ هو أيه اللي مش هينفع يا عهد، بقولك مـ صدقت الـ 3 شهور خلصوا عشان تبقي مراتي، وبقالي سنتين بتعذب من غيرك و يوم ما ييجي اليوم اللي تبقي مراتي فيه تقوليلي مش هينفع و مش عايزة و مش جاهزة
قالت تحاول تهدأته و هي تبكي:ـ
ـ يا ليث أصبر أنا .. أنا خايفة تندم
هنا صرخ بها بقوة قائلاً بحدة شديدة:ـ
ـ أندم!!! أنتِ مجنونة يا عهد أندم ليه و أزاي قولتلك خلي عندك ثقة فيا أنتِ عارفة أني مستحيل أندم أني أتجوزتك، و عارفة أني بحبك و أنا عارف أنك بتحبيني يبقى أيه لازمته دة كلُه مش فاهم؟!!!
أستطردت بعصبية خرجت و هي تبكي بحرقة:
ـ أنا عايزة أفهم هو انت فاكر أن بعد طول الغيبة دي و انك حتى مفكرتش ترفع عليا سماعة تليفون تقولي أخبارك و لا عاملة أيه بعد كل ده تيجي دلوقتي تقولي يلا البسي عشان هنروح للمأذون، يعني يا ليث انت فاكر اني معنديش كرامة!! انا مستحيل بعد اللي عملته دة أروح معاك في حتة أصلاً
مسح على وجهه بعنف ليحك جانب أنفه، ثم رفع عيناه الناريتان لها يقول بضيق حقيقي:
ـ عهد أنتِ متعرفيش حاجة، و انا عاذرك، بس انا هفهمك كل حاجة بعد ما نتجوز
نفت برأسها تضم ذراعيها معاً، ثو رفعت ذنها مشيحة بوجهها عنه تقول بغرور:
ـ لاء .. عايزة افهم دلوقتي
تقدم نحوها في رمشة أعين تقدم كقدوم الرعد بالضبط، و رغم أهتزازها بعنف بداخلها لأقترابه بتلك الدرجة و رائحة أنفاسه أصبحت تدلف لرئتيها لتنعش قلبها بصدق، و لكنها ظلت ثابته مكانها لم تتزعزع، لدرجة انها حدقت بعيناه بتحدي لن ينكر أنه أعجبه، ولكنه شرع في القول بحدة:
ـ عهد، قسماً بربي لو ما دخلتي ولبستي الزفت دة ومشيتي قدامي، هلبسهولك انا و هشيلك لحد العربية
قال مشيراً بسبابته في وجهها، فطالعته بضيق شديد تقول و قد أهتزت نبرتها خوفاً من ان يفعل ما هدد به:ـ
ـ لاء، قولت لاء يا ليث
ـ متأكده؟!
سألها يحذرها بنظراته، فأرتعت قليلاً من تحذيره الجدي، و عيناه السوداوية، لتعبد خضرواتيه عنه ثم قالت بثقة ظاهرية فقط:ـ
ـ أيوا، متأكدة
طالعها بهدوء، و فجأوة وجدت قبضة زلزلتها قبضت على رسغها، و يليها جذبه لها بقوة ناحية الغرفة، فجحظت عيناه ابعدم تصديق هل سينفذ تهديده حقاً، أرتجفت يداها و هي تقول بجزع:ـ
ـ أنت .. أنت موديني على فين، ليث!! ليث سيبني متهزرش
و لكن قد فات الاوان عندما دخلا بالفعل لغرفتها، ليرتجف جسدها منتفضاً عندما نادى سنية بأعلى صوت له:ـ
ـ ســــنــــيـــة
أتت سنية ركضاً تقول بخوف:ـ
ـ في أيه يا ليث باشا اؤمرني
قال بحدة و أعين غير قابلة للنقاش و هو لازال قابضاً على رسغها بينما هي تنظرله مصدومة و لم تتحرك و كأنها قد شُلت:
ـ هاتي الفستان من برا بسرعة يا سنية، يــلا
في ثانيتان كانت قد جلبت الثوب، فنظر لعهد نظرات جعلتها ترتعد و هو يقول بهدوء يضاهي هدوء ما قبل العاصفة:
ـ حُطيه على السرير، و أطلعي برا و أقفلي الباب وراكي .. أقفليه كويس
هُنا شعرت بناقوس الخطر يدق برأسها، لتطالعه مصدومة، و أنتفض جسدها بأكمله عندما أُغلق الباب على الفور، لإارتجفت شفتيهها و هي تناظره بعدم تصديق، لترتد للخلف عندما ترك رسغها و مد أنامله ممسكاً بالبلوفر الشتوي الخاص بها، أمتلئت عيناها بالدموع و هي تبتعد عنه تقول مصدومة و صوت على مشارف البكاء:
ـ انت .. أنت هتعمل أيه!!!
نظر جواره بضيق ليمد كفه مجدداً ثم أمسك بذراعها بقوة ليجذبها له مجدداً حتى أنها أرتطمت بص*ره القوي، فطالعته بخضرواتيها الدامعتان، ليرتجف جسدها عندما طالعها بغضب حقيقي، يقول بحدة:
ـ انا حذرتك
نفت برأسها تقول و دمعاتها قد انهمرت منها،ظناً منها أنه سيفعل بها السوء كما فعل أخيه:
ـ لاء، لاء متعملش فيا كدا يا ليث
نعم هو أراد إيخافها و لكن ليس لتلك الدرجة! ليس لدرجة أرتجافها بين ذراعيه، ليس لدرجة بكائها، و ليس لدرجة تلك البرودة التي غلفت جسدها، ناظرها قد ولانت أعينه، ليقول بهدوء:
ـ عهد أهدي
نفت برأسها بقوة و هي تحاول إبعاد قبضته عن مرمى ذراعها تقول مترجية إياه بحرقة شديدة:
ـ أرجوك يا ليث متعملش فيا كدا هسمع كلامك بس سيبني
يا الله، أين الفتاة القوية التي ككانت تناطحه رأساً برأس بالخارج، أكانت تختبئ خلفها تلك الفتاة الباكية؟، هدأها بقلق عليها من حالتها يمسد على خصلاتها و هو يقول بعد أن ترك ذراعها:ـ
ـ ششش أهدي يا بابا أهدي في أيه، مش هعمل فيكي حاجة يا عهد أهدي
نفت بهيستيرية تقول ببكاء قوي قابضة على جفونها بقوة:
ـ لاء لاء انت هتأذيني انا عارفة، كلكوا بتحاولوا تأذوني، كلكوا مش سايبني في حالي، ليه ليه طيب انا معملتش فيكوا حاجة وحشة معملتش لحد حاجة وحشة
لم يستطيع ليث ان يتحمل رؤيتها منهارة بهذا الشكل، فحاوط خلف عنقها و جذبها لص*ره بشدة ليضع كفه الغليظ على رأسها و هو مغمض عيناه يستمع لشهقات بكائها المتتالية، بطريقة جعلت قلبه يحترق من شدة الالم، قبّل رأسها يقول بهدوء و نبرة جعلها حانية:
ـ محدش يقدر يأذيكي و لا ييجي جنبك، و بعدين مين اللي يأذيكي يا عهد؟ أنا!! هو انا أقدر أأذي روحي!