أستفزها بروده أكثر، لتكوركفها تض*ب به الفراش قائلة بحدة:ـ
ـ يعني أنت بردو مش شايف نفسك غلطان صح؟ لو تفتكر لما قولتلك الكلام دة أنك رديت عليا وقولتلي أنك مش هتقبل بأكتر من أسبوع متسمعش فيه صوتي و ولو المدة طولت ساعتها هتتصل أنت بيا مش كدا .. بس الظاهر أنك نسي يا ليث .. مش نسيت كلامك دة بس دة أنت كمان نسيتني أنا شخصياً ، بس بسيطة يا ليث .. و دلوقتي أنا اللي بطلب منك متكلمنيش تاني .. و من بكرة هنزل أدور على شغل و هأجر شقة و همشي من شقتك دي عشان مش عايزة أقعد في حتة أنت كنت قاعد فيها
هُنا فقد ليث صوابه ليض*ب على سطح المكتب بكفه هادراً بعنف حقيقي:ـ
ـ نعم!!! قولتي أيه؟! عيدي كدا اللي قولتيه دة تاني
أزدردت ريقها بخوف . ولكنها حاولت تزييف شجاعة هشّة و هي تقول ببرود:ـ
ـ زي ما سمعت كدا يا ليث
نهض ليث يقول بصوتٍ جهوري مستنداً على سطح مكتبه:ـ
ـ قسماً بالله يا عهد لو أتحركتي من مكانك و مشيتي من الشقة دي ولا حتى نزلتي من غير أذني و عملتي حركات العيال بتاعتك دي متعرفيش أنا هعمل أيه
غضبت أكثر.. فعوضها أن يرضيها يهددها بتلك الكلمات التي بعثت الخوف في قلبها مجدداً، فقالت بحدة شديدة:ـ
ـ لا والله؟؟ هتعمل أيه يعني يا ليث .. أنا مبتهددش على فكرة
وصل غضبه لمرحلة خطيرة لإاغمض عيناه يحاول ضبط نفسه قائلاً بهدوء .. هدوء يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة:ـ
ـ طب أقفلي يا عهد .. اقفلي عشان متهورش
أبتلعت ريقها لتفرك أناملها بتوتر وبالفعل أغلقت .. فزيادة الحديث معه و هو في تلك الحالة ربما سيصلهم لطريق مظلم و مسدود لا نهاية له من الغضب و العصبية .. أخذت نفس عميق لتنبعث الدمعات خارج عيناها تنظر ليدها قائلة بيأس حقيقي:ـ
ـ يارب .. يارب أنت عارف اللي جوايا
أغمضت عيناها ثم أستلقت على الفراش لتغفو بنوم عميق، فدلفت لها سنية لكي تطمئن عليها كما أمرها ليث، و عندما وجدتها نائمة أخبرته و هي تضع الهاتف على أذنها تقول له بصوت خافت:ـ
ـ نامت يابيه
قال بهدوء:ـ
ـ تمام غطيها كويس و أقفلي النور و اطلعي برا
قالت بهدوء و نبرة منصاعة:ـ
ـ حاضر يا بيه
ثم فعلت ما أمره بها عندما دثرتها جيداً و أغلقت لها جميع الأنوار و من ثم أغلقت الباب خلفها لتفول إلى ليث الذي كان متابع لكل ما يحدث، فأخبرته مستفسرة:ـ
ـ حاجة تانية يا بيه؟ أؤمرني
قال بهدوء:ـ
ـ خدي بالك منها كويس.. متخلهاش تخرجمن البيت الفترة دي و لو عايزة تاخد حاجة من صحابها ييجوا هما لكن هي متنزلش من البيت يا سنية كلامي مفهوم؟
قالت مسرعة :ـ
ـ مفهوم يا بيه حاضر
ثم هتفت بحزن:ـ
ـ طب هو أنت مش هتيجي تطمن عليها بنفسك يا ليث باشا .. بدل حالتها اللي تصعب على الكافر دي يعني، دة حضرتك لو جيت صدقني الموضوع هيفرق معاها أوي
هتف بعد تنهيدة طويلة:ـ
ـ هاجي يا سنية .. صدقيني هاجي بس مينفعش دلوقتي
قالت سنية بلُطف:ـ
ـ ماشي يا بيه اللي سيادتك تشوفه حضرتك أدرى بردو
أغلق معها ليضع هاتفه على المكتب ثم حاوط بأنامله رأسه الذي سيفتك الصداع بها مغمضاً عيناه يقول و صوته عبّر عن مدى حزنه:ـ
ـ هاجيلك يا عهد بس ساعتها هنروح على المأذون على طول.. لكن دلوقتي مينفعش لسة مش قادر أتخيل هقعد أزاي شهرين من غير ما أشوفك، من غير ما أكلمك و أسمع صوتك .. عارف أنك زعلانة مني أوي دلوقتي و مش طايقاني بس صدقيني يا حبيبتي هحاول أعوضك عن اللي حصل دة، بس هعوضكو أنتِ مراتي يا عهد
********
بعد مرور شهران كاملين.. اليوم الأول بعد أنتهاء العدة، كانت جالسة تحضر محاضرة على النت و تدون وراء ما يقول الدكتور ثم دون قصدٍ منها دونت أسمه .. ليث، صدمت عندما وجدت أسمه في جانب صفحتها ، لتبتلع ريقها و أغرورقت عيناها بالدموع، دموع متحجرة ناقمة على ما فعله بها، و هي التي ظنت أن ليث هو عوض الله لها، أكتشفت أن تلك الكلمة ذات معنى كبير للغاية و لا تطلق على أي شخص، نظرت إلى أسمه تبتسم بسخرية أليمة، عندما تذكرت منعها من الخروج لفترة كبيرة ، وبعث لها رسالة يخبرها أن هذا سيكون عقابها للطريقة التي تحدث بها معه وأنه لن يجعلها حتى ترى أصدقائها سوى بالبت.. حسناً هي موافقة، ولكن ماذا سيكون عقابها هي له؟ بماذا سيُعاقب على تركها تلك الفترة كالطفلة المنبوذة التي لا يودها أحد من عيلتها؟، ماذا سيكون عقابه على سوء معاملته لها و بروده معها في الحديث تلك المرة، كيف ستعاقبه على قلبه القاسي و ردوده الجامدة معها؟ عندما فكرت جدياً بالعقاب أختارت التجاهل.. تجاهله تماماً، لتجاهل في تلك الحالة سيكون ردّ لاذع على ما فعله؟، أبتسمت بحزن و هي تقول:ـ
ـ مين اللي بيتجاهل مين دلوقتي؟ دة حتى بعد المكالمة دي مكلمكيش يا عهد، فوقي لنفسك بقى وبلاش عبطك دة
نهضت لتغلق المحاضرة ثم دلفت المرحاض لكي تغتسل، و لفت حول جسدها ذو البشرة الحليبية منشفة كبيرة الحجم باللون الاسود عززت لون بشرتها، ثم أنتقت ما سترتديه و كالعادة كانت كنزة تغطي جسدها بالكامل دون رقبتها التي ذهبت علامات القسوة من عليها، و من ثم أرتدت بنطال جسد حجم ساقيها الرفيعتان، ثم أخذت تجفف خصلاتها الطويلة و التي أصبحت أطول بقليل، و مشطته جيداً لتتركه حرّ ربما يعوضها عن روحها المسجونة، و بعد أنتهائها ألقت نظرة طويلة على وجهها المتشرب بحمرة خفيفة، و عيناها الذابة بالإضافة إلى شفتيها الوردية، لتأخذ نفس عميق ثم أبتعدت عن المرآة، ليدُق قلبها بعنف عندما سمعت طرقات رتيبة على الباب، تيقنت عهد أن تلك ليسهت سنية، فسنية تتطرق بطريقة عشوائية و أيضاً تنادي عليها، أرتجف جسدها عندما أشتمت رائحة عطرة التي تسربت من أسفل الباب فبعثرت روحها، شُحب وجهها من تلك المواجهة، و أغمضت عيناها تحتبس دمعاتها عندما سمعت صوته الرجولي ينادي بأسمها:ـ
ـ عهد
و بعد نداءه وجدت الباب يفتح بهدوء فتراجعت للخلف برهبة عندما وجدته يظهر من خلف الباب بطوله الفارع و جسده الرياضي و ذقنه التي أزدادت كثافة أكثر، كل هذا جعلها ترتعب و هي تنظر له بأعين مصدومه، متسائلة ماالذي جلبك إلى هنا، كيف و من متى و لماذا أنت هنا، دلف ليث حاملاً فوق ذراعه جاكت بذلته، يطالع عهد بنظرات شوق صريحة لها، نظرات أمتلئت عشقاً حقيقياً،جعلتها تخفض أبصارها تنظر بعيداً عنه لاسيما عندما قال بصوته الجذاب:ـ
ـ عاملة أيه؟
خفق قلبها بعنف و شعرت بمشاعر كثيرة ما بين غضب و لوم و أشتياق، فررفعت عبناها و إن كان غلبها لاشتياق له، حاولت أظهار الجمود و البرود معه عندما قالت:ـ
ـ كويسة الحمدلله
أقترب منها فأسرعت تبتعد جالسة على الاريكة و هي تقول بتوتر:ـ
ـ جاي هنا ليه؟ و مين سمحلك تدخل أوضتي؟