الفصل الثامن

1238 Words
تحول خوفها فجأة إلى حب يزداد له يوماً بعد يوم، لترتجف شفتيها التي حانت عليها أبتسامة حقيقية، أبتسامة لكلماته التي طمأنتها، لرجولته التي لم ترى مثلها يوماً، أخذن نفس عميق لتحبه داخلها من أنفاسه القريبة منها و رائحته الجميلة، ليبتسم هو عندما رآها تتفحص ملامحه و كأنما تراه للمرة الاولى، و هي بالفعل كانت تنظر له بدقة كالطفلة التي تستفيق على وجه أبيها فتشرد به، نظرت لخصلاته الناعمة الحريرية و التي سقطت خصلة منهم على وجهه عندما مال عليها بتلك الطريقة، نزولاً لبشرته القمحية المائلة لسمار جذاب أختطف عقلها و قلبها، ثم عيناه .. و آه من تلك الأعين، مزيج بين الحنان و القوة غريب، مزيج بين البرودة و الدفئ، مزيج بين كل شئ و نقيضه، أعينه البنية القاتمة مائلة للسواد، و أهدابه الكثيفة التي تحاوط أعينه، و أنفه الحاد و بنهايته مرفوع بعنجهية كبيرة، شفتيه المتوسطتان و ذقنه، يا الله على ذقنه، ذقنه الثقيلة قد زادته وسامة فوق وسامته، رفعت اناملها الرقيقة لوجهه تطالع أبتسامته الجميلة، لتلتمس ذقنه و فكه العريض، تطالع عيناه بحُب و كأنها تخبره بحدقتيها أنها بالفعل قد أختارت أحن و أجملل رجل في عالمها، قد أختارت الصواب و عوض الله لها بكل تأكيد و وسط شرودها به، و أعينها البارقة، و أناملها البيضاء الرقيقة التي كانت تلتمسه ببراءة أمتزجت بحنان شديد، أنثنى عليها بحنان كبير، ثم قبّل طرف شفتيها الوردية برقة، و بطريقة جعلت فراشات تحلق بمعدتها، لتبتسم و هي تشعر بدغدغة بمعدتها، و عندما أبتعد يضع خصلة ثائرة من خصلاتها البنية خلف أذنها يقول بحنان: ـ أنتِ عارفة أني بحبك أوي صح؟ طالعته ببراءة متناهية لتومأ برأسها فأبتسم قائلاً بهدوء و بصوته الجذاب هذا: ـ طب كويس، كنت بتأكد بس! ثم قبّل أناملها اللطيفة ليبتعد عنها يقول بحنان: ـ نامي يا حبيبتي و انا هدخل أخد شاور و هاجي أنام أومأت له لتراقبه و هو يأخذ ملابسه ثم دلف إلى المرحاض، ورغم نعاسها إلا أنها ظلت مستفيقة لا تعلم لماذا لم تنام، و لكن كل ما تعلمه أنها تريد ان تنعم بأحضانه في نومها للمرة الاولى، تريده أن يطوقها بذراعيه ويناما لتكُن تلك أجمل نومة قد نامتها بحياتها بأكملها، ظلت بالفعل مستيقظة حتى خرج هو بعد أكثر من خمسة عشر دقيقة، و ليته لم يخرج، بلفل ليتها ماتت قبل خروجه من المرحاض، فهي وجدت منظر جعلها تصرخ شاهقة تضع كفها على فمها بعدم تصديق و قد حُبست أنفاسها، عندما وجدته والج الغرفة بعد أن أغلق باب المرحاض يلُف منشفة سوداء حول خصره و قطرات من المياه ساقطة على وجهه وص*ره من خصلاته الناعمة، لتهتز عيناها بخوف و هي تجد عضلات معدته السداسية، فنظر لها بدهشة تبعها لا مبالاة يقول بهدوء: ـ أنتِ لسة صاحية؟! قولتلك نامي مش بتسمعي الكلام ليه! أسرعت تدلف أسفل الغطاء و هي تقول بحدة أمتزجت بخجل كبير: ـ أيه المنظر اللي أنت طالع بيه دة يا ليث أنت بتهزر، و الله حرام عليك اللي بتعمله دة، روح بسرعة ألبس ضحك برجولية، ثم قال و هو يمشط خصلاته: ـ أنا طالع من حمامي في أوضتي أيه المشكلة حرام أيه، وبعدين أنتِ مراتي يا هبلة مش شاقطك قالت بحدة و هي تغلف نفسها بالغطاء: ـ لاء مينفعش بردو ألبس بسرعة أبتسم و هو يقول: ـ حاضر يا حبيبتي و أرتدى ملابسه بالفعل التي كانت مكونة من بنطال قطني اسود اللون بقماشة شتوية، و لأنه أعتاد على النوم عاري الجزع العلوي لم يرتدي شئ، ثم أغلق الانوار ليذهب تجاهها، وأستلقى على الفراش جوارهها ثم أبعد الغطاء عنها يقول و هو يضحك: ـ يا بنتي هتتخنقي أبعدت الغطاء و عندما وجدته عاري الص*ر شهقت لتعود تخفي وجهها تاركة إياه يضحك بقوة ثم قالت بغضب: ـ يا ليث قولتلك ألبس هدومي أسرع يبعد الغطاء عن وجهها أعتلاها يسند كفيه جوار وجهها فنظرت له بصدمة من فعلته، و وجدته يقول: ـ حبيبتي انا مبعرفش انام و انا لابس بلوفر أو أي حاجة من فوق، بنام ببنطلون بس، و لازم تتعودي على الموضوع دة نظرت له ببراءة و هي تقول: ـ طب ألبس بلوفر النهاؤدة عشان خاطري، و بعدين الجو برد جداً أزاي هتنام كدا قال بهدوء: ـ صدقيني و الله يا عهد مش بعرف أنام غير كدا، و بعدين أنا أصلاً مببردش فا عادي متقلقيش عليا نظرت لعيناه و هي تقول بتحذير: ـ يعني هتنام بأدبك؟ ضحك و هو يقول: ـ أيوا متخافيش مش هعمل حاجة ،هاخدك في حضني بس نظرت له بخجل، فأستلقى جوارها ليفتح ذراعيه لها، فناظرته بتردد، ثم دلفت بأحضانه تضم كفيها لص*رها فحاوطها بذرعيه تماماً كما تمنت، كان يحاوطها بقوة و حنان معاً يمسد على خصلاتها، لتدفن وجهها في تجويف عنقه تستنشق رائحته الرجولية، فمسد هو على خصلاتها يقبل رأسها بحنان حتى نامت، نامت أحلى نومة نعمت بها في حياتها بدون مبالغة، بينما ظل هو مستفيقاً يتأمل ملامحها الجميلة و التي كانت تجمع بين الانوثة الطاغية و البراءة الطفولية، أبتسم وهو يمسد على وجنتها ثم أغمض عيناه هو الاخر ونام **** كان جالس في غرفته كعادته في الفترة الاخيرة، يتفحص هاتفه بضياع، ينظر لصورها التي أصبح ينام و يستفيق عليها، رفع أعينه عندما وجد والدته تدلف به و وجهها شاحب عيناها شاردة، فناظرها بقلق عليها و هو يقول: ـ في أيه يا أمي؟ قالت نادية بنبرة مرتجفة غير مصدقة لما حدث: ـ ليث .. ليث و عهد أتجوزوا، أمبارح!!!! سقط الهاتف من يدُه، شعر أن الخبر سقط على قلبه **قوط قنبلة هيروشيما، كان يعلم أنه سيتزوجها، ولكن بتلك السرعة، دون أدنى أهتمام له و لا لمشاعره، أهتزت أعينه المحدقة بأمه بعدم تصديق، فرأها تكمل بشرود و أعين دامعة: ـ أتجوزها، أتجوزها من غير حتى ما يقولنا و لا ياخد برأينا، أتجوزها بالسرعة دي، دمر نفسه و أتجوزها نظر لها لتمتلئ عيناه بالدموع،أرتجفت شفتيه غير مصدقاً ما يحدث، و كيف القدر يسخر منه بتلك الطريقة، نهض من فوق الفراش ثم هم بالخروج يمر جوار أمه بشرود، و لكنها أمسكت به تلُفه لها تقول بخوف أموي فطري على أبنتها: ـ رايح فين يا أدهم، مش هتمشي من هنا يابني أنسى، و لا تزعل نفسك يا حبيبي و الله العظيم هجوزك ست ستها و لا تزعل يا ضنايا، هي لا أول و لا أخر بنت في الدنيا يعني، أنا عجيب العرايس تترص قدامك كدا و انت تنقي براحتك طالعها ساخراً، ليردف بأعين باكية و صوت مزق قلب أمه: ـ و لا عمري هلاقي زيها يا أمي، عهد مسخة واحدة و مافيش بنت شبهها أبداً نفت أمه برأسها بأستنكار و هي تقول بحقد: ـ لاء فيه يا أدهم دي مش أول و لا أخر بنت في الدنيا، هي عشان يعني حلوة شوية أنت بتقول كدا بس مسيرك هتلاقي أحلى منها ناظرها بدهشة، ليقول ساخراً: ـ أنتِ مش فاهماني يا أمي، مش فاهمة قصدي، أنا مبتكلمش في الجمال و لا أنها حلوة و لا لاء، انا بتكلم في طباعها، شخصيتها، حنيتها، طيبتها، كل الحاجات دي مش هلاقي في بنت غيرها، و انا اللي ضيعت دة كله من غيدي يا أمي عشان غ*ي، أنا جيت عليها أوي، ربنا يسامحني بقى على اللي عملته ثم أبتعد عن أمه و دمعاته تنهمر على وجنتيه ليخرج من القصر بأكمله يستقل سيارته، ليقودها بجنون حقيقي حاول تناسي ما يمر به، يحاول تناسيها، تناسي حياتهما البائسة معاً، يحلول تناسي كم كان قاسياً عليها ولكن لم يستطيع، أزدادت سرعة السيارة لدرجة جنونية مستغلاً الطريق الفارغ أمامه كفراغ حياته بعدها، يض*ب على المقود صارخاً بأعلى صوت له و هو يؤنب نفسه، و لكن فجأة جحظت عيناه بقوة، و توقف عقله عن التفكير عندما وجد سيارة نصف نقل كبيرة الحجم، تأتي في إتجاهه، تض*ب نوراً قوي في وجهه كان على وشك أن يعميه، و لسرعة سيارته الشديدة لم يستطيع ان يتخطاها أبداً لم يستطيع حتى ان يبعد بالسيارة عن مسارها، و مع أصوات الابواق العالية، و أتجاه السيارة له، و جد الظلام يحيطه من كل مكان، لتنقلب السيارة على أعقابها عدة مرات حتى أستقرت على سقفها على الارضية الاسفلتية يخرج منها أدخنة كثيفة ****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD