الفصل العاشر

1065 Words
قال بثبات، فغادر أبيه الطابق، ف*نهد ليث لينظر إلى عهد التي كانت على حالها، وجهها شاحب و أعينها مغمضة و كأنها لا تريد أن تواجه نظرات احدهم، بينما عيناها تنزف دمعات حارقة تحرق قلبه هو، أتجه لها بخطوات هادئة ثم وقف أمامها، فشعرت بوجوده لتفتح أعينها الحمراء، رأته يطالعها بهدوء، نظرات فسرتها بشكل خاطئ، ظنت انه هو الاخر لربما يشعر بالضيق منها، فأحزنها ذلك أكثر، لتردف و هي ترتجف بحزن: ـ أنا عارفة أنك مش طايق وجودي دلوقتي، عارفة انك بتقول في نفسك أن انا السبب في كل اللي بيحصل دة أنا والله آآآآ دُهش من كلماتها، و بدون مقدمات كان يجذبها لأحضانه واضعاً كفه خلف عنقها فوق خصلاتها و الاخر يحاوط به خصرها مُقبلاً خصلاتها يدفن وجهه بهما، لا يعلم أهو المحتاج لذلك العناق أم هي، سمع همهمات بكائها و هي تحاوط خصره بقوة ساندة رأسها على ص*ره و هي تقول ببكاء: ـ والله ان اعايزاه يقوم بالسلامة وقلبي واجعني أوي عليه يا ليث حاسة أن فعلاً انا السبب في دة كله هتف يهدأها: ـ ششش أهدي أيه الكلام اللي بتقوليه دة، انتِ مش السبب في حاجة يا عهد متتعبيش نفسك بالكلام دة ربتت على ظهره لتبعد بوجهها فقط عنه فحاوط وجنتيها بحنو وسط خصلاتها المبعثرة حول وجهها، لتقول بحنان: ـ انا مش عايزاك تقلق ماشي؟، كل حاجة هتبقى تمام يا ليث متخافش بإذن الله هيقوملكوا بالسلامة وكله هيبقى تمام أبتسم لها، فربما كلماتها تراها هي بمنظور ضيق أنها مجرد كلمات عابرة مواسية له بشكلٍ سطحي، ولكنه رأها أعمق من هذا بكثير، رآها بمثابة تربيت على قلبه بحنان، أخذ نفس عميق ليقبل مقدمة رأسها بحنان، ثم عانقها مجدداً يتشبع من أحضانها الدافئة، و لكنه لا يتشبع منها على الاطلاق و هذا ما أكتشفه ***** بعد مرور عدة ساعات، خرج الطبيب في حضور ليث و عهد التي فورما أستفاقة نادية و جلوسها جوار ليث حتى أبتعدت هي عنهم، و حضور أبيه أيضا، كان الجميع جالساً حتى هي كانت جالسة على إحدى المقاعد و التي تبتعد عنهم مسافة ليست بالقليلة، و عند خروج الطبيب أنتفضوا جيمعاً متجهين ناحية الطبيب، عداها هي، و كان أولهم ليث الذي هتف بقلق شديد: ـ طمني يا دكتور، ادهم كويس صح؟ أخويا بخير مش كدا يا دكتور نظر له الطبيب بأسف و ملامح وجهه لا تبشر بالخير على الاطلاق ليقول بحزن على حالتهم: ـ انا أسف يا ليث بيه، حالة أخو سيادتك كانت خطيرة جداً، و هو نزف كتير و مفدرناش نسيطر على النزيف، دة غير ال**ور اللي في أنحاء جسمه، و للأسف أحنا أكتشفنا نسبة م**ر عالية و واضح أنه خدها قبل الحادثة، و دة زود الموضوع سوء، و انا بعتذرلكم مرة تانية بس دة قضاء ربنا، أدهم بيه أتوفى، البقاء لله!!! كلماته كانت كالصاعقة على جميعم، لتشهق والدته مصدومة، واضعة كفها على فمها لا تصدق ما حدث أبداً، لا تستوعب ما يقول على الاطلاق، لتنهار فجأة منفجرة في البكاء، بكاء قوي حاد للغاية، بينما أبيه جلس على المقعد مرتمياً عليه ممسكاً بقلبه الذي شعر بنغزات حادة به، و عهد التي وضعت كفها على فمها مصدومة بحق تشعر بقلبها يؤلمها بطريقة ليس لها مثيل، بينما ليث وقف مغمض عيناه يمسح على وجهه بعنف و هو يستمع لبكاء أمه الذي يمزق أحشاءه، أتجه لها لربما يستطيع أحتواءها و لكنه فور محاوطة إياها بذراعيه كانت تنفضهما بعيداً عنها بحدة و هي تقول لا بل تصرخ به بقوة شديدة أختلطت ببكاء متأصر، بكاء أم على فقدان صغيرها: ـ أبــــعــــد عــــنــــي!!! سـيـبـنـي يا ليث، أنت السبب في دة كله أنت اللي عملت في أخوك كدا أنت اللي قهرته و **رت قلبه أنت اللي خليته يعمل حادثة، حرام عليك يا ليث دة أخوك، ليه عملت فيه كدا لـــيـــه؟!!! نظر لها ليث بصدمة شديدة، مصعوقاً مما تقول، ليردف و هو يحاول إحتوائها رغم قلبه المهشم للغاية من كلماتها: ـ أهدي يا أمي!!! نظرت له بصدمة ممسكة بتلابيبه: ـ أهدى!!!! أهدى أزاي!!!!، أنت بتقولي أهدى و أخوك مات يا ليث، أدهم مات يا ليث!!! أدهم مش هيبقى موجود في حياتنا تاني، آآه قلبي واجعني أوي!!!! ثم تركته تلتفت حولها بغل تصرخ بأعين حمراء: ـ هـــي فــيـــن!!!! فين السبب في كل دة و اللي خربت بيتنا من أول ما دخلت رأتها تقف و هي تناظرها بحزن مشفقة على حالها، و لكن إرتعد قلبها عندما وجدتها تتجه نحوها على الفور، بخطوات سريعة جعلت قلبها يدق مسرعاٍ ليس خوفاً منها، بل خوفاً عليها من حالة الانهيارالتي كانت بها، و بالفعل أتجهت لها و لكن لم تكن تعلم و جود ليث الذي حاول سباقها في الركوض و بالفعل أخفى عهد خلف ظهره فتشبتثت بقميصه تحتمي به، صرخت نادية به تقول بعصبية شديدة: ـ أبعد عنها يا ليث أبعد خليني أخد حقي من خرابة البيوت دي، خليني أخد حق أخوك و أقتلها بإيدي زي ما قتلته، أبعد يا ليث قولتلك أبعد دلوقتي حالاًء وحدة تت نظر لها بهدور و ثبات ليمسك بذراع عهد و هي خلفه يقول بحسم: ـ عهد مخربتش بيت حد يا أمي، عهد معملتش حاجة أصلاً، لو سمحتي متلوميهاش على حاجة!!! طالعته بصدمة و هي تقول: ـ مالهاش ذنب!!! مالهاش ذنب أزاي و هو كان بيترجاها و بيتذلل لها عشان بس ترجعله و تديله فرصة تانية رغم كدا **رت بخاطرو قهرته و مرضيتش حتى تسامحه على اللي حصل، لاء و مش بس كدة دي جبروت توصل بيها البجاحة أنها تتجوز أخوه عشان تقهره أكتر و أكتر و أديه يا حبيبي مات بحسرته على نفسه و عليها، مات بسبب خبر جوازكم، أنت متخيل هي عملت أيه فينا؟!! متخيل كل اللي حصلنا بسببها هي!!! قال ليث بهدوء و هو يسمع همهمات عهد الباكية: ـ أولاً يا أمي حاولي منتكلمش في الموضوع دة أنا بجد مش ناقص و لا هي ناقصة، ثانياً الكلام دة مش وقته خالص صدقيني طالعته بحدة ثم صاحت به بقوة: ـ لو فعلاً مش عايز نتكلم في الموضوع دة يبقى تخليها تمشي من قدامي لأن انا قسماً بالله بشوفها العفاريت بتتنطت قدام عيني مة اشيها يا ليث حالاً مش عايزة أشوفها في أي مكان حواليا!!! تن*د بعمق ثم ألتفت إلى عهد التي اومأت له والدمعات تغرق وجهها، و من ثم تركته لتسيرعائدة للوراء وحدها تتجه ناحية المصعد، ف*نهد ليث بحزن حقيقي عليها و على ما حدث لأبيه، و لكنه لم يستطيع مقاومة رغبة م لاحقتها، لا يود أن تذهب بمفردها، و بالفعل عندما جلست أمه أسرع يلحق بها إلى الطايق الارضي و هو يشعر بجروح غارة في قلبه، فوجدها تجلس فوق إحدى المقاعد المتراصة بالمشفى بالطابق الارضي، تحاوط قدميها إلى ص*رها دافنة وجهها بركبتيها، فأشفق عليها عندما وجدها بتلك الحالة، لاسيما عندما أقترب منها ، و أستمع لبكائها الخافت للغاية، ليجلس جوارها، و عندما شعرت بحركة جوارها رفعت رأسها بخوف و لكنها أطمئنت عندما وجدته، فنظر هو لها، ثم قال بهدوء: ـ تعالي يا عهد أقعدي في العربية..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD