مسح على وجهه بحزن و هو ممسكاً بهاتفه و عيناه تقطر ألماً لتتجسد علامات الارهاق على وجهه، ليته يذهب الان إلى أقرب مأذون و يذهب ليختطفها عنوة ويتزوجها .. ولكن عليه بالصبر شهرين أخرين.. شهرين واليوم الذي يليهم ستكون زوجته .. في بيته وو قتها سيعوضها عن كل ألم تسسب أي شخص حتى لو كان هو به . سيعوضها عن هذا الفعل الا**ق الذي يفعله الان عندما قطع أتصالته بها ولكنه ليتها تعلم أنه يعلم أصغر تفاصيل يومها بل و يراقبها إن نزلت من البيت لظروق قارصة مثل مقابلة زميلتها أو شي من هذا القبيل فهو مشدد على سنية بألا تجعلها تذهب لأي مكان و إن ذهبت يكن السائق معها دون أن يتركها متر واحد..
قال بعد أن زفر بحنق حقيقي و هو يسمع من سنية تلك الكلمات .. فهو يكره بكائها وسقوط دمعة واخدة من عيناها .. يشعر وقتها بأنه سـ يجن:ـ
ـ حاولي تقعدي معاها يا سنية وتهديها و أنا هحاول أكلمها أنهاردة بليل ..
قالت سنية بلهفة :ـ
ـ ياريت يا ليث باشا صدقني حالتها هتتحسن أوي
سأل بهدوء:ـ
ـ هي بتعمل أيه دلوقتي
تشرقت بشفتيها بحزن:ـ
ـ دي يا حبة عيني زعلت أوي و قالتلي سيبيني يا خالتو عشان عايزة أنام و سيبتها ويادوب قفلت بس قبل مـ أتحرك لاقيتها بتفلهق من العياط و شكلها كدا نامت و الدمعة على خدها يا حبيبتي
طرق على المكتب بأظافره ثم قال بهدوء:ـ
ـ طيب أقفلي و أنا هروح أكلمها ..
صدمت سنية لتقول غير مصدقة :ـ
ـ بتتكلم جد يا ليث بيه .. سايق عليك النبي هتكلمها فعلاً
قال بضيق:ـ
ـ و أنا ههزر معاكي ليه يعني يا سنية
قالت سنية بأحراج:ـ
ـ متواخذنيش و الله يابيه مصدقتش بس من فرحتي أنك هتكلمها يعني أخيرا طيب خلاص همشي أنا ببقى و أنت كلمها طيب خاطرها بكلمتين دي غلبانة أوي و الله ومتستاهلش منك كدا
قال بهدوء:ـ
ـ ماشي يا سنية خلاص أقفلي
و بالفعل أغلق معه ثم نظر لأسم عهد الذي مسجلاً إياه على هاتفه.. نظر له مطولاً قبل أن يضغط عليه بعد تردد كثير ولكنه حسم أمره في الاخر .. رنّ مرة ، مرتان، ثلاث مرات رنين رتيب في أذنيه جعله يشتعل غضباً.. لأول مرة بتصل بأحد و لا يرد عليه.. تن*د بعصبية ليض*ب على المكتب بغضب.. عاود الأتصال بسنية يقول بأنفعال شديد:ـ
ـ فين عهد يا سنية؟؟!!!!! بتزفت أرن عليها و مبتردش.. معقولة نامت بالسرعة دي
قالت سنية بإحراج:ـ
ـ بصراحة يا ليث بيه هي صاحية .. ولما دخلت على أساس أني معرفش أنك بتتصل بيها يعني دخلت على رنة موبايلها و قولتلها مين اللي بيتصل و كدا فقالتلي أنه أنت .. و قالتلي يعني أنه .. أنها مش عايزة ترد
هدر بعصبية حقيقية و هو يض*ب على المكتب بأنفعال:ـ
ـ لا والله .. ماشي يا عهد قسماً بالله ما هعديهالك
ثم أغلق مع سنية و شدد على هاتفه بعصبية يقول بحدة :
ـ مش عايزة تردي يا عهد مش كدا
ثم أسرع يبعثت لها رسالة دموية، وبينما هي على الجانب الاخر كانت ما كتب ...مكتفة ذراعيها بحزن تنظر للهاتف جوارها الذي أص*ر صوتاً دليل على وصول رسالة .. أبتلعت ريقها بخوف ثم أمسكت بالهاتف واناملها ترتعش.. لتقرأ ما كتبه متخيلة صوته العصبي في الرسالة:ـ
ـ قسماً بربي يا عهد لو مرديتي دلوقتي متعرفيش هعمل فيكي أيه
أرتجفت خوفاً لتعض على شفتيها بتوتر لاسيما عندما وجدت رنين الهاتف يصدح مجدداً، فأستجمعت قواها في محاولة منها لكي تتجرأ و ترد .. وبالفعل ردت بعد أن أخذت نفس عميق تقول ببرود لم يدوم طويلاً:ـ
ـ نعم يا ليث؟!! عايز أيه.. في حاجة؟
تفاجأت به يصرخ بها بأنفعال شديد قائلاً بحدة:ـ
ـ مبتروديش ليه يا عهد .. و أيه الأسلوب اللي بتتكلمي معايا بيه دة؟؟
كانت مفاجأته أضعاف عندما وجدها تخلت عن برودها لتقول و قد أنفجرت به بطريقة لم تيوقعها .. أنفجار صاحبه بكاء و كلمات مزفته:ـ
ـ أسلوب؟؟؟!!! زعلان على الاسلوب اللي بكلمك بيه و أنت بقالك شهر مسألتش عليها و لارفع عليا حتى سماعة تليفون تطمن عليها فيها .. دة انت حتى مكلفتش نفسك تبعتلي مسدج واحدة تقولي فيها أخبارك .. تقولي فيها و حشتيني .. تقولي أي زفت مافيش و لا كأني كنت في حياتك أصلاً!!! و في الاخر جاي تكلمني و أنت بتزعق و كل دة ليه مش فاهمة .. هو أنا مطالب مني أرد عليك بعد ما غبت عني شهر كامل!!! أنت شايف أن هو دة العدل .. شهر متسألش عليا ولما تيجي ترن مرتين عايزني أرد عليك عادي منتهى البساطة أقولك عامل أيه يا ليث وحشتني مبتسألش ليه يا راجل مش كدا .. عايزني أحسن أسلوبة معاك و أنا أصلا مكنتش فارقة معاك و لا فكرت تكلمني دقيقة بس.. قعدت تقولي دة هو أسبوع و لو مكلمتنيش هكلمك أنا و حسستني أنك متقدرش تعيش من غيري مش كدا!!! ليه يا ليث رغم أنك عارف أني بمر بفترة صعبة اوي و مش طايقة فيها أي حد و عارف أن أنا مش كويسة عارف دة كله و مسألتش عليا .. بس تصدق .. مش عايزاك تسأل و لا حتى عايزاك تكلمني .. و همشي من الشقة دي و مش هتعرف عني حاجة و لا هتعرف توصلي يا ليث
صدم ليث مما قالته ليرسم دوائر وهمية على الطاولة يستمع لتبعثر أنفاسها العالية نن شدة المجهود الذي بذلته.. يعذُرها على كل ما قالت و رغم ذلك عاند معها و لم يعترف بخطئه و ظهر هذا عندما قال بهدوء لا يعلم من أين جلبه حتى:ـ
ـ عهد .. مش أنتِ اللي قولتيلي مش عايزاك تكلمني لحد مـ أنا أكلمك؟! ومش أنتِ اللي قولتيلي أنك عايزة تاخدي بريك؟ و بردو أنتِ اللي قولتيلي أنك محتاجة وقت تفكري و ترتبي أمورك؟ فـ الطبيعي اللي عملته أني سيبتك لوحد تفكري على مهلك ..مش فاهم أنتِ زعلانة ليه و دة كان طلبك أصلاً من الأول
أستفزها بروده أكثر، لتكوركفها تض*ب به الفراش قائلة بحدة:ـ
ـ يعني أنت بردو مش شايف نفسك غلطان صح؟ لو تفتكر لما قولتلك الكلام دة أنك رديت عليا وقولتلي أنك مش هتقبل بأكتر من أسبوع متسمعش فيه صوتي و ولو المدة طولت ساعتها هتتصل أنت بيا مش كدا .. بس الظاهر أنك نسي يا ليث .. مش نسيت كلامك دة بس دة أنت كمان نسيتني أنا شخصياً ، بس بسيطة يا ليث .. و دلوقتي أنا اللي بطلب منك متكلمنيش تاني .. و من بكرة هنزل أدور على شغل و هأجر شقة و همشي من شقتك دي عشان مش عايزة أقعد في حتة أنت كنت قاعد فيها