الفصل الواحد والعشرون (21)

1602 Words
الجزء الثاني من بقايا موت ذهب مصطفى إلى عمله، وكعادته يترك زوجته تستيقظ وقتما تشاء. كانت وفاء تغط في نوم عميق، فأتى الصوت زاحفا نحو أذنيها، يصدح بصداه المخيف كأنه يص*ر من أعماق الرعب كأنه شيطان رجيم يوسوس لها في أذنها: -وفااااااااء..وفااااااااء..استيقظي وفاااااااء أعيديني. تفتح عيونها على هذا الصوت الذي يخلع القلوب كأنه نفخة البعث ، تص*ر صرخة رعب وتنزع عنها الغطاء بحركة عصبية فقالت بصوت مرتجف عالى: - من؟.. من؟؛ ثم تلتفت يمينا وشمالا بعيون جاحظة تملؤها الخوف، شعرها ثائر كأنه خائف معها، لم تجد أحد فأغمضت عيونها وهي تضع يدها على فمها تشعر بانفاسها التي تهب من داخلها مزعورة.. ثم قالت لنفسها: - ما هذااااا؟ هل كنت أحلم؟ مسحت الفزع من على وجهها تلهث كأنها كانت في سباق للركض تحاول أن تطمئن قلبها: -يبدو أن ما حدث لي أمس أتى لي على هيئة كابوس مخيف، آه ياربي ما هذا الذي يحدث لي. نفضت عن نفسها الفزع الذي حدث لها وقامت لتغتسل. بعد برهة خرجت من المرحاض وتوجهت صوب الخزانة لكي ترتدي ملابسها، وعندما همت أن تفتح الخزانة، صدح الصوت المخيف من جديد ..يأتي من كل صوب حولها وهذه المرة بقوة وأصرار كأنه يريد مبتغاه والا أزهق روحها : -وفااااااااء..وفاااااااااء ..أعيديني...أعيديني أعيديني..أعيديني. لم تحتمل وفاء ما يحدث لها أنها لا تتوهم، ذلك الصوت المخيف ، تسمعه أنه ي** أذانها، أصاب جسدها بالقشعريرة، وجعلت أطرافها ترتخي، واعصابها تضطرب، و أنفاسها ثقيلة ..تركت الخزانة وتركت الحجرة كلها وهى تصرخ ،وتصرخ خرجت الى الصالة، وانزوت فى ركنها تنكمش داخل نفسها تبكي وترتجف بشدة. قطع دموعها صوت ذلك الجرس الذي أرعبها هو الآخر، أصبح كل صوت يخيفها كل حركة ترعبها، وعندما أيقنت أنه صوت جرس الباب انشقت ابتسامة أمل من وسط دموعها وكأنها وجدت استغاثة، حاولت أن تنهض ولكن يبدو أن الرعب أبتلع قوتها، لكنها تماسكت ونهضت بالكاد.. تركض بساقين مرتجفتين لتفتح الباب. وجدته أخيها رشاد شاب في الثلاثينيات، طويل القامة وسيم بعض الشئ، و بتلقائية ارتمت في حضنه تبكي وترتعش بخوف، ليضمها بذراعي الدهشة ويسألها بانزعاج: -ماذا حدث؟ هل تشاجرت أنت ومصطفى؟ وهي تبكى بتشنج وتلوذ به أكثر، كأن أحد يريد أن يخ*فها، فتزيد حيرته ويتصاعد انزعاجه فيسألها: -تكلمي وفاء ما بك؟ هل حدث شئ؟ لتقول بصوت باكي وهي تتشبث به بهستريا: -أنا خائفة رشاد .. سأموت من الرعب -من أي شئ؟ والبكاء حبس الكلام بداخلها، فضمها رشاد اليه حتى تهدأ واصطحبها نحو الصالون. أحضر لها كوب ماء، بعد أن هدأت قليلا سألها من جديد: -ها احكي لي ماذا حدث؟ اخرجت زفيرا مليئ بالرعب وحكت له ما حدث لها. ضحك بصوت عالي كأنها تهذي ثم قال والكلمات مختلطة بانفاسه الضاحكة: - ما هذه الأفلام المرعبة التي تشاهدينها؟ صرخت وهى تهتف بثورة؟ وجهها شاحب كوجوه الموتى تقول وهي تلوح بيديها فى بصياح وكأنها على وشك الانهيار: - ألن يصدقني أحد؟ زوجى يكذبني ويسخر مني، وأخي يتهمني بالجنون فلمن اذهب وأحكي ياالله، من سيصدقني؟ من؟ من؟ وظلت تبكي وتلكم قدميها بغضب هادر. انقشعت الضحكة على فم رشاد، عندما رأى انفعالها الجارف، واقتربا حاجباه في تساؤل وقال لها بانزعاج: - اهدئي يا وفاء ..فكل ما تقوليه لا يصدقه أحد لم أقصد ازعاجك. ومازال الانفعال قابعا على وجهها، يقيد حركة كلامها تقول وكأنها تلفظ أنفاسها الاخيرة. -صدقني يا رشاد كل ما قلته لك حدث لي، أنا لا أهذي ولا أتخيل، حاولت أن أتغاضى عن الصوت الذي يلاحقني، ولكنه يرن في أذني بإلحاح مخيف، صوت مرعب كأنه يأتي من داخل القبور، وظلت تنتحب وشهقاتها كأنها زفرات موت. -حسنا ..حسنا أنا أصدقك وسوف نبحث عن حل لهذا باذن الله، ولكن اهدئي..اهدئي أختي. - كلماته بعثت بعض الأمان لها. ظل معها في الشقة حتى يؤنسها الى أن يأتي زوجها، يومان يقضيان وأخيها معها دون أي حدث مخيف، وظنت أن الأمر قد انقضى. الى اللقاء في بقية الفصة واليكم هدية اليوم نبذه عن سيف الله المسلول إن الإسلام أخرج للعالم أمثالا ليس لهم نظير، تربوا على أيدي النبي صلى الله عليه وسلم، نشئوا على طاعة الله ومحبة رسوله الكريم، وقدموا حياتهم بلا مقابل في سبيل الله لنشر دينه ببقاع الأرض، ومن أمثلتهم سيف الله المسلول “خالد بن الوليد”. من هو “خالد بن الوليد”؟، هو “خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي”, دخل الإسلام بعد صلح الحديبية, وهو قائد عسكري وصحابي مسلم, لقبه “الرسول صلى الله عليه وسلم” بسيف الله المسلول, وكان يُعرف بدهائه وحسن تصرفه في قيادة المعارك التي خاضها. نشأته: نشا “خالد بن الوليد” مع والده نشأة عربية أصيلة, فلقد علمه أصول الشجاعة, الرجولة, الفروسية, استخدام السيف, ركوب الخيل, رمي السهام والقوس, وكل فنون ومهارات القتال؛ فأصبح فارسا مغوارا لا يهاب الموت, مثل قبيلته بني مخزوم فهم من أمهر الفرسان في شبه الجزيرة العربية. أما بالنسبة إلى عبقريته وإستراتيجيته في الحروب والمعارك التي خاضها ” خالد بن الوليد”, فقد ظهرت أولا في غزوة ” أحد” عندما تخلف الرماة خلف جيش المسلمين, وتركوا مواقعهم وانشغلوا بجمع الغنائم؛ فأدرك “خالد بن الوليد” الخلل الذي حدث بجيش المسلمين فحاصرهم وهجم عليهم من الخلف ليهزم المسلمين بعد انتصارهم. بعد إسلام “خالد بن الوليد” في صلح الحديبية, كانت أول معركة يشارك فيها مع المسلمين “معركة مؤتة”, فقد ذهب “خالد بن الوليد” كجندي عادي إلى المعركة؛ فقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم على إمارة الجيش “زيد بن حارثة ” ،”عبد الله بن رواحه” و”جعفر بن أبي طالب”, وكان جيش المسلمين لا يتعدى ثلاثة آلاف مقاتل بينما كان جيش الروم يتعدى مائتي ألف مقاتل, ولكن جيش المسلمين أصر على خوض المعركة للاستشهاد في سبيل الله, فاستشهد القادة الثلاثة مما أدى إلى انتشار الفوضى في جيش المسلمين إذ أصبحوا بلا قائد, فأخذ الراية ” ثابت بن الأرقم ” وأعطى الراية إلى “خالد بن الوليد”، وقال له: “تولى القيادة” فاستجاب المسلمون لتولية “خالد” القيادة؛ وهنا تظهر عبقرية “خالد” في إدارة المعركة. عندما تولى “خالد” القيادة كان الجيش منهزما, ففكر أن يهاجم ويقلب توازن صفوف الروم, ولكنه رأى أن النصر لن يكون حليفه لتفوق أعداد جنود العدو، فقرر الانسحاب بجيش المسلمين, إذ قام بوضع خطة الانسحاب وهى نقل الميسرة إلى الميمنة, والميمنة إلى الميسرة, والمقدمة في الم***ة والع**, ووضع جنودا خلف الجيش يثيرون الغبار ليتمكن من خروج المسلمين من المعركة سالمين, واستقبلهم المسلمون و”الرسول صلى الله عليه وسلم “, ووصف المسلمين الجيش بالفرار, فقال “الرسول صلى الله عليه وسلم “, بل هم الكرار, وأطلق عليه الصلاة والسلام على “خالد” لقب “سيف الله المسلول”, وتوالت معاركه مثل: حروب الردة،وفتح العراق واليرموك، وغيرها الكثير لينتصر القائد العبقري الشجاع ويحقق النصر، ويرفع راية الإسلام. "لو رأيت لَصدّقت"..!! -لو رأيت خالد_بن_الوليد رضي الله عنه وهو في غزوة مؤتة وكان عددهم ثلاثة آلاف، وعدد الغسانين والروم مئتا ألف وهو يقول لقد ت**رت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف حتى ما بقي في يدي الا صفيحة يمنية لصدقت كم كانت شجاعة المسلمين بقلة عددهم أن يهزموا اكبر الجيوش وهم قلة لصدقت. -لو رأيت عمر بن الخطاب وهو يقول لا تولوا البراء_بن_مالك جيش ليهلكه، البراء بن مالك الذي بارز 100 رجل من الفرس مبارزة متتالية فقتلهم جميعاً الواحد تلو الاخر بشجاعة واقدام ليس لها مثيل من قبل، لصدقت.. -لو رأيت ضرار_بن_الأزور رضي الله عنه وهو ينغمس في جيش الروم عند فتح بصرى ويض*ب يمنة ويسرى حتى خلع درعه من الأزرد وخلع قميصه وقتل الكثير والكثير وقد خافوه الروم واطلقوا عليه الشيطان عاري الص*ر , لصدقت. لو رأيته يوم أجنادين وهو يقول لخالد اعط الامر بالهجوم فوالله لو بقينا هكذا لظن اعدائنا اننا نخشاهم فقال له خالد: ابدأ يا ضرار.. وذهب وسط السهام وهو لابس درعه يتقدم ليبارز قادة الروم الواحد تلو الاخر ويهزمهم لصدقت وقبل المعركة حينما هجم عليه 30 رجل حين كان يستكشف معسكرهم فقتل منهم 19 وحده = لصدّقت. -لو رأيت عكرمة بن أبي جهل في معركة اليرموك وخالد يقول له لا تفعل يا عكرمة فان مصابك عظيم عند المسلمين فيقول له عكرمة دعنى يا خالد فان لك سابقة مع رسول الله وانا والله لقد حاربته ولم تكن لي سابقة فان لم يكن اليوم فلا فينادي في المسلمين ويقول من يبايع على الموت فيخرج 400 رجل من خير الرجال فيبايعوه على الموت فيهجم على الروم فيقتلوا منهم الالاف المؤلفة من جيشهم ويقلبوا الهزيمة نصر ويستشهدوا جميعاً الا ضرار رضي الله عنه = لصدّقت -لو رأيت عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في موقعة سبيطلة مع عبد الله بن ابي السرح وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن زيد وعبدالرحمن بن ابي بكر واخوه عبد الله وهم 20 الف امام 120 الف ضد الروم بقيادة جرجريوس، ثم يخرج عبد الله بن الزبير ببعض الابطال الشجعان ويشق الصفوف شقاً فيهرب منه الملك جرجير فيلحقه عبد الله بن الزبير فيقتله ثم يقطع رأسه فيضعها على رمحه فتفر الروم كفرار الفأر، لصدقت. -لو رأيت خالد بن الوليد وهو يقول دعوا لي عقة بن أبي عقة فإنى أريده حي.. فيأمر بالهجوم ويتقاتل الجيشان وخالد ما زال في مكانه لم يتحرك بعد الا الجناحان فقط ثم ينقض مرة واحدة فيأتي به من بين حراسه وجيشه حياً ويهزمه = لصدقت ... -لو رأيت المسلمين في الولجة والحصيد والمسيخ والزميل والثني و أليس وكاظمة وما فعله خالد في الفرس بأقل الاعداد واباد امبراطورية تسمى الفرس كانت أقوى امبراطورية في عصرها بإقل الاعداد لصدقت.. لكن ضعيف الإيمان لن يصدق ولو تكلمت إلى الغد لأن الوهن قد اصاب قلبه، والذنوب قد ملئت قلبه، فأصبحت هذه البطولات خرافة بالنسبة له! قصة الظن : يقول رجل ﺿﺮﺑﻨﻲ ﺃﺣﺪهم ﺑﻌصا ﺃﺳﻔﻞ ﺭﺟﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺑﻴﻨﻤﺎ كنت ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭاﻟﺘﻔﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻷﺭﻯ .. ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ !! ﻭﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ .. ﺃﺗﺖ ﻣﻦ ﻋصا ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﻰ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻌﺼﺎﻩ ... ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺷﻔقة ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ .. ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻴﺮ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻒ !!! ﻛﻢ ﻇﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﺎسا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻨﺎﻩ !! ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﻻ ﺗﺘﺴﺮﻉ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ !!!

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD