الملاك السجين

"الملاك السجين" الجزء السادس

كاميليا كانت قاعدة عند الدكتور و معاها يسرية صاحبتها .. الدكتور بيقعد قدامهم على مكتبه و في ايديه إشاعة و نتيجة تحليل و نظرته مكانتش تطمن و بدأ يتكلم

الدكتور : مش هكدب عليكي .. الوضع اللي انا شايفه قدامي ده مينفعش فيه كدب خالص .. بس معلش عايز أسأل حضرتك سؤال الاول

كاميليا ب قلق : اتفضل ؟

الدكتور : هو حضرتك كنتي ماشية على العلاج اللي كنت بكتبلك عليه ؟

كاميليا : ايوة يا دكتور و كنت باخده في ميعاده ب الدقيقة والله

الدكتور ب استغراب : بس نتيجة التحليل بتقول ع** كده .. انتي علاجك ده كان المفروض يحسن حالتك مش يوصلها للدرجة دي

كاميليا خلاص مش قادرة تمسك أعصابها من الخوف : طب فيه ايه يا دكتور قولي ايه الموجود في الإشاعة و نتيجة التحليل تخليك تقول كده

الدكتور : حالة القلب عندك مش مستقرة .. عندك انسداد في كذا **ام في القلب ده غير الثقب اللي بيتمدد و اللي كان المفروض ان العلاج اللي انا كنت كاتبهولك بيحاول يحجم الثقب ده و بيساعد أن ال**امات عندك متتسدش انا مش فاهم ازاي العلاج مكانش بيعمل نتيجة و وصلتي ل كده .. انا مش عارف اقولك ايه غير انك احتمال كبير جدا و بنسبة 90% هتحتاجي تعملي عملية نقل و زراعة قلب

كاميليا كانت بتسمع كلام الدكتور و دموعها نازلة بس و من غير اي رد فعل نهائي .. و كانت يسرية صاحبتها قاعدة قدامها حاطة ايديها على بؤها من الصدمة و مش عارفة تقولي ايه هي كمان ..

نروح ل فرح و اسر اللي اتقابلوا بعد شغله و كانت فرح متضايقة جدا من مامتها و من أسر في نفس الوقت اللي وصلها أنها تسمع كلام زي اللي مامتها قالته ده بسببه .. و اسر كمان كان متضايق من مامته و من الوضع اللي هما محطوطين فيه و إنه لغاية دلوقتي مش قادر ياخد خطوة في علاقته ب فرح .. و برغم زعل اسر لكن لاحظ ملامح فرح اللي باين عليها الزعل و سألها

اسر : مالك يا فرح شكلك متضايقة ليه ؟ فيه حاجة حصلت

فرح : اسر انا كلمت ماما

اسر : كلمتي ماما في ايه ؟

فرح : حكيتلها عنك و عن علاقتنا ب بعض

اسر مستغرب : احنا مش كنا متفقين انك مش هتحكيلها حاجة غير بعد ما اقنع ماما و ابقى هاخد خطوة بجد

فرح اتضايقت اكتر : يعني ايه اللي انت بتقوله ده !! و هو انا المفروض افضل مخبية على اهلي أن فيه حد في حياتي عشان خاطر مامتك بس .. انت عارف احنا مع بعض بقالنا كام سنة و انا قابلة و مستحملة الوضع ده عشان خاطرك و عشان خاطر مامتك رغم انك عارف اني مبحبش اعمل حاجة من ورا اهلي أو ابقى مستخبية من حد .. يعني انت تبقى حاكي و معرف اهلك كل حاجة عنك و عن علاقتنا لكن انا اللي مطلوب مني ابقى كدابة و محكيش حاجة صح ؟ ده ايه الأنانية اللي انت فيها دي ؟!

اسر متفاجئ من فرح و أسلوبها و انها اول مرة تتكلم في الموضوع ده و ب الشكل ده : هو ايه اللي حصل خلاكي تقلبي عليا كده ؟ فيه حد متقدملك ؟

فرح : هو لازم يكون فيه حد متقدملي .. يعني مش الطبيعي أن أنا أتكلم في حقي غير لما يكون فيه حد تاني .. و يا سيدي اعتبر أن فيه حد متقدم و كالعادة انا هرفض .. انا بتسأل عن سبب رفضي ده كل مرة .. معنديش حجة أقولها .. دراستي و مخلصاها شغل بابا نفسه رافض مبدأ الشغل يعني مش هعرف اتحجج ب أن الراجل ممكن يعطلني عن طموحي و كاريري .. اي كلمة بقولها عشان أرفض بيها حد متقدملي مبتكنش مقنعة ب المرة لكن اهلي بيعدوها .. مش حابه يدخل جواهم شك من ناحيتي لأن انا عمري ما عملت حاجة غلط .. مش عايزة اخسر ثقتهم فيا بسبب مامتك و بسبب انانيتك انت كمان

اسر : فرح أنا مكذبتش عليكي في ظروفي و وضعي و انتي اكتر حد واثق و متأكد اني بحبك و عايز اتقدملك دلوقتي قبل كمان شوية بس انا هعمل ده ازاي و أمي رافضة انا مش عشان افرح نفسي اقهرها هي

فرح : تقهرها ! جوازك مني يقهرها !! ليه يا اسر هو انا وحشة اوي كده .. هي تعرفني اصلا عشان تقبلني أو ترفضني

اسر : انتي زي القمر من برة و من جوا و اي حد يشوفك يحبك من نظرة بس .. و امي لو شافتك و اتعاملت معاكي هتحبك اوي بس برضه موقفها مش هيتغير عشان هي عندها هدف معين عايزة توصل له و ده مالوش علاقة ب محبتها أو كرهها ليكي .. المشكلة في المبدأ نفسه

فرح : و لما هي موقفها مش هيتغير مهما حصل يبقى ايه هي لازمة وجودي في حياتك .. ولا انا هفضل موجودة كده و خلاص مقابلات و كلام و سهر على التليفونات ب الأربعة و عشرين ساعة و حب و رومانسية طالما مامتك مش هتقتنع و انت مش هتعمل حاجة غير ب رضاها .. مش شايفة أن فيه داعي بقى ل كل ده انا مش واحدة من الشارع هتقضي معاها وقت لحد ما تزهق و تروح تتجوز اللي مامتك تختارهالك في الاخر

اسر : فرح أنا محدش هيكمل معايا حياتي غيرك انتي تمام .. دلوقتي أو بعدين انا عندي امل و متمسك بيكي ل اخر وقت لكن اللي انا شايفه أن انتي اللي مش متمسكة بيا

فرح : بعد كل ده بتقولي انا مش متمسكة بيك .. المفروض كنت اعمل ايه اكتر من كده عشان تبقى شايف اني متمسكة بيك .. اجي انا اتقدملك !

اسر : فرح حاسبي على كلامك شوية .. انا راجل و قد كلمتي و اي وعد وعدتك بيه هوفيه و هنفذه لكن لازم احط امي قدامي برضه عشان ربنا يباركلي في حياتي .. و بعدين انا مش حاطط ايدي على خدي و قاعد مستنيها تيجي هي تاخدني و تقولي تعالى هخطبلك اللي بتحبها .. انا بسعى و بعمل اكتر من اللي اقدر عليه عشان اخليها توافق يعني انا مش مطنش و مش سايبها زي ما تيجي تيجي

فرح : طب تمام .. و انا مامتي عايزة تقابلك

كاميليا كانت قاعدة في العربية و سرحانة و قاطعها صوت يسرية

يسرية : هتفضلي سرحانة كده كتير

كاميليا : مش عارفة اعمل ايه .. انتي عارفة عملية زي دي انا صحتي و سني ميستحملوهاش و ممكن مخرجش منها و لو خرجت ممكن مكنش سليمة .. و انا لوحدي محدش هيقدر يباشر شغلي و يعمل كل حاجة ب النيابة عني .. انا في مصيبة

يسرية : متقوليش كده بعد الشر عليكي إن شاء الله تعمليها و تخرجي منها كويسة و احسن من الاول كمان .. بس في اسواء الظروف يا ستي لو مثلا بعد العملية قعدتي فترة لازم تستريحي و متعمليش حاجة بنتك جنبك و معاكي و اكيد انا كمان مش هسيبك لوحدك

كاميليا : بنتي ايه بس .. هي بنتي تعرف حاجة في الدنيا دي كلها غيري انا بس

يسرية : خديها الشركة معاكي و حاولي تفهميها الشغل ماشي ازاي و هي تمسكه مؤقتا لغاية ما تعملي عمليتك و تقفي على رجلك و بعدين انتي قولتيلي أنها خريجة كلية هندسة و معاها لغات يعني هتساعدك كتير يا كاميليا

كاميليا : انسي بنتي يا يسرية .. طلعيها من تفكيرك تماما عشان اللي بتقوليه ده مش هيحصل و ياريت نقفل الموضوع على كده

يسرية : زي ما تحبي .. اقف قدام الصيدلية الجاية دي يا عم رشدي

كاميليا : رايحة فين ؟

يسرية : هنزل اجيبلك علاجك

كاميليا : مالوش لازمة كده كده الدكتور قال إنه معملش نتيجة

يسرية : بس قالك برضه خليكي ماشية عليه عشان تستحملي لغاية ميعاد العملية

كاميليا : طب خليكي هنزل انا اجيبه انتي كل مرة اللي بتروحي تجيبيه بتعبك معايا

يسرية : بس والله هزعل منك انتي اختي و يهمني انك تكوني ب خير دايما يا كيمي

كاميليا : ربنا يخليكي ليا حبيبتي

و قفت العربية قدام الصيدلية و يسرية نزلت تجيب العلاج .. و اول ما دخلت حطت الروشتة بتاعت العلاج اللي الدكتور كتبها ل كاميليا في الشنطة و طلعت روشتة تانية من محفظتها و اديتها للدكتورة اللي كانت واقفة و اللي كانت مستغربة اللي مكتوب في الروشتة دي ..