في مكان تاني كان شاب جميل اسمه "أسر" عنده 27 سنة بيشتغل اتش ار في شركة كبيرة و معروفة و ليها مركزها و اسمها في البلد .. و بالنسبة ل وضعه المادي ف هو ميسور الحال الي حد كبير .. عايش مع والده "استاذ نبيل" و والدته "مدام مديحة" و عنده اخت واحدة اسمها "سمر" و دي متجوزة و عايشة مع جوزها في بلد خليجي و عندها ولد اسمه "انس" عنده 8 سنين .. كان أسر في اوضته بيجهز عشان يروح شغله و بعدين ضحك ضحكة رقيقة كده لما افتكرها و بعدين مسك تليفونه و قرر يكلمها عشان اول ما يتصل يسمع صوتها الملائكي..
فرح : الو
اسر : وحشتيني
فرح ب **وف : صباح الخير طيب
اسر ب ابتسامة انطباعها باين في نبرة صوته : صباح الورد و الجمال كله على احلى بنوته في العالم .. و برضه وحشتيني
فرح مبسوطة : اممم و انت كمان
اسر : و انا كمان ايه
فرح ب دلع : و انت كمان و خلاص
اسر : أيوة و انا كمان ايه ما انا مش فاهم
فرح بسرعة : وحشتني
اسر عامل نفسه مش سامع : ايه يا فرح بتقولي ايه ؟
فرح بتعيد الكلمة بس ب طريقة أوضح : بقولك وحشتني
اسر : لا مش سامع الصوت بيقطع
فرح : وحشتني .. بقولك وحشتني
اسر : الشبكة وحشة خالص عيدي اللي بتقوليه كده تاني
فرح فهمت أنه بيستهبل : والله !! طب انا هقفل بقى
اسر بيضحك : اعمل ايه طيب ما هي طالعة حلوة اوي منك
فرح ب خجل : والله انت رخم
اسر : و انتي قمر .. انتي قمري يا فرح .. اليوم اللي ببدأوا بيكي ببقى متأكد أنه هيكون احلى يوم هيعدي عليا و كل حاجة فيه هتكون متسهلة لي .. عقبال ما أبدأ يومي ب ضحكتك و نظرة عيونك الحلوين و احنا في بيتنا يارب
فرح وشها جاب الوان من كتر الإحراج : احم .. ايه الرومانسية دي كلها .. انت كنت بتحلم بيا حلم حلو ولا ايه
اسر : انا على طول بحلم بيكي احلام حلوة .. انا مبحلمش غير بيكي انتي اصلا .. و بعدين هو ده الرد المناسب يعني على كل اللي انا قولته .. مفيش اي كلمة حلوة كده خالص .. انا زعلان
فرح بتحاول تجمع كلامها : ما .. ما .. ربنا يخليك ليا
اسر بيضحك على طريقتها : ما ما .. هتمأمأيلي كمان .. للدرجة دي مش عارفة تقوليلي ايه .. بس ربنا يخليك ليا دي عندي ب الدنيا كلها على فكرة .. ربنا ميحرمنيش منك انتي يا فرحتي انا
فرح قلبها بيدق جامد من كتر ال**وف و من كتر الفرحة اللي هي فيها ب كل الكلام اللي بتسمعه من أسر : ولا يحرمني منك .. ممكن بقى تروح تكمل اللي كنت بتعمله عشان متتأخرش على شغلك .. عشان ب الطريقة دي انت هتترفد اصلا
اسر ب تذكر : اااه ده انا نسيت .. يا لهوي عليا ده انا عندي اجتماع في الشركة النهارده .. نستيني شغلي و حياتي كلها اعمل فيكي ايه بس .. ربنا يسامحك يا فرح يا بنت ام فرح و يجعلك من نصيبي يا قادر يا كريم
فرح بتضحك ب صوت عالي على كلامه و طريقته : لا مش قادرة خلاص هموت من الضحك .. بقولك ايه انا هقفل و كفاية كلام ياللا باي باي
اسر : باي باي يا ست الحسن و الجمال
اسر يبقى ابن خالة حسن و هنا .. عمره ما شاف هنا طبعا و لكن بيسمع عن وجودها لكن ميعرفش اي تفاصيل عن حياتها لأن كده كده خالته كاميليا مقاطعاهم و تقريبا مقاطعة اي عيلة داخلها شباب عشان ميكنش في مجال للكلام معاهم عن هنا .. لكن علاقته ب اسر نوعا ما كويسة .. كل فين و فين لما حد فيهم بيتصل ب التاني و لما حسن بينزل مصر اجازة بيروح يزورهم و بيخرجوا مع بعض مرة أو مرتين .. اسر اتعرف على فرح في كلية تجارة انجليزي .. اتعرفوا على بعض كان هو في سنة رابعة و هي كانت لسه في تانية .. حصل بينهم اعجاب بعد ما جمعهم ب بعض كذا موقف في الكلية و اخدوا ايميلات و ارقام بعض و بدأوا يتكلموا سوا و اتعلقوا ب بعض ل حد ما الموضوع و صل ل حب و ارتباط و بقالهم مع بعض 5 سنين .. اسر يقدر يتجوز تاني يوم لو حب و فرح كمان أهلها ناس كويسين و ظروفهم المادية كويسة و مفيش اي حاجة تخص الماديات ممكن تمنع جوازهم أو ارتباطهم ب بعض رسمي و باباه كمان موافق جدا و معندوش مانع لأنه شاف فرح قبل كده كذا مرة ب حكم أن اسر قريب جدا منه و بيحكيله كل أسراره ف عرفه على فرح و كانوا التلاتة أحيانا بيخرجوا مع بعض يروحوا النادي أو يتغدوا برة المهم كانوا بيقضوا وقت سوا و نبيل كان شايفها بنت جميلة و اخلاقها عالية و مناسبة جدا ل ابنه .. لكن المشكلة الوحيدة اللي كانت بتمنع ارتباطه ب فرح رسمي هي مامته "مدام مديحة" اخت كاميليا هانم .. و ده اللي هنعرفه بعد ما اسر يخرج من اوضته و يقعد يفطر معاهم قبل ما ينزل ..
اسر خرجلهم و كانوا قاعدين على السفرة عشان الفطار و كان مزاجه رايق أوي و مبسوط و مكانش عايز اي حاجة تعكرله مزاجه ده ..
اسر : يا صباح الفل
نبيل : صباح النور يا حبيب بابا .. اقعد ياللا افطر
مديحة : صباح الخير .. متأخر يعني النهارده
اسر ب هزار : متأخر كده على طول .. شايفة بيلي اول ما صبحت عليه قالي ايه و حضرتك يا نبع الحنان بدل ما تعملي زيه و تقوليلي اقعد افطر قبل ما تنزل تقوليلي اتأخرت ليه .. انا مش ابنك ولا ايه
مديحة : انا الدلع الماسخ ده مبحبهوش .. المفروض انك مبقيتش صغير و بقيت كبير كفاية انك تعرف مصلحتك و تخاف على شغلك عشان تعرف تطور من نفسك و تكون زي حسن ابن خالتك كده و في نفس مستواه .. مش تناملي و متحسش ب الدنيا و كمان قايم متأخر على شغلك و مستنيني اقولك اقعد افطر
نبيل : اييه يا مديحة كل الكلام اللي على الصبح للولد ده ..فيه ايه ده عمره ما أتأخر على شغله و ما شاء الله في تطور مستمر انتي ناسية هو كان بيشتغل ايه اول ما نزل الشركة و دلوقتي بقى ايه .. ابنك راجل و كبير و يعتمد عليه و قد المسئولية كمان .. ثم ده لسه بدري على شغله يعني قدامه وقت يفطر و يشرب قهوته و ينزل يروح شغله على اقل من مهله كمان
مديحة بتبص ل نبيل ب غيظ أنه بيقوي اسر عليها ب كلامه ده : محدش هيخليه فاشل غيرك انت ب كلامك ده .. لازم يعمل اكتر من اللي يقدر عليه ب عشر أضعاف عشان يوصل للمكانة اللي يستحقها ب اسرع ما يمكن انا محبش أن ابني يكون اقل من حد
اسر : انا مش اقل من حد .. انا احسن من ناس كتير في سني و مش متوفرلهم ربع الفرصة اللي اتوفرتلي من 6 سنين .. و مركزي كويس جدا و كل حاجة هوصل لها ب الصبر و طول ما انا شايف شغلي و مراعي ربنا فيه و في تصرفاتي و مببصش ل رزق حد أو ل حياة حد هعرف اعمل اكتر من اللي انا بسعى له .. اتطمني يا امي و كده كده انا مش جعان و هنزل دلوقتي
نبيل : ربنا يحميك ل شبابك و يكملك ب عقلك يابني .. مامتك دي خلاص خالتك و جوزها و ابنها عاملولها جنان
مديحة ب حسم : نبيل .. ركز في كلامك لو سمحت ايه جنان دي .. و بعدين انا مش غلطانة اني عايزة ابني يبقى زيهم و احسن منهم كمان هو مش ناقصه حاجة .. و كمان انا بقوله كل ده عشان لما حسن يرجع من السفر و يفاتحه في موضوع جوازه من أخته هنا يبقى حسن شايفه مناسب ليها و ليهم و يوافق عليه .. مش كفاية الست هانم بنتك اللي معرفتش ت**ب حسن و راحت اتجوزتلي واحد على مزاجها
اسر : دي حياتها و هي اللي تختار اللي يناسبها .. ثم حضرتك بتتكلمي عن جواز مين من مين دلوقتي !!
نبيل : ادينا جينا للكلام اللي مالوش لازمة بقى
مديحة متجاهلة كلام نبيل : جوازك من هنا بنت خالتك
اسر : مين هنا دي ! هو انا ليا بنت خالة اسمها هنا و انا معرفش ؟ هو انا عندي خالة اصلا ؟! انا عمري ما شوفت الناس اللي حضرتك بتتكلمي عنهم دول .. انا معرفش غير حسن بس .. لكن مين مامته و مين أخته انا معرفش .. حسن بالنسبالي واحد صحبي مش قريبي لأن انا معرفش ايه هي صلة القرابة اللي بيني و بينه اصلا .. ثم حضرتك على اي اساس قررتي أن فيه حاجة زي اللي قولتيها دي هتحصل
مديحة : بعيدا عن الأسلوب اللي بتتكلم بيه معايا .. لكن مش معنى ان خالتك بعيد عننا شوية هي و بنتها أن هي كده متبقاش خالتك لا عادي كل واحد ليه ظروفه
اسر : ظروف ايه و بعيد عننا شوية ايه .. طب انتي اخر مرة شوفتيها كانت امتى ؟ اخر مرة شوفتي بنتها اللي عايزة تجوزيهالي دي كانت امتى برضه ؟ كانت امتى ايه ! هو حضرتك شوفتيها اصلا عشان اقول اخر مرة كانت امتى ؟! ده احنا منعرفش حتى شكلها ايه انا لو شوفتها في مكان مش هعرفها .. دي ملهاش صورة واحدة على تليفون اخوها عشان يوريهالك حتى .. عايزة تجوزي ابنك ل واحدة متعرفيهاش .. ومين قالك أن الست اللي بتقولي عليها اختك دي هتوافق اصلا دي قاطعة نفسها من العالم كله عشان محدش يشوف بنتها و انا مش جايب الكلام ده من عندي ده كلام حسن ذات نفسه .. ولا حضرتك ايه رأيك يا بابا
نبيل : والله يابني انا تعبت من كتر كلامي معاها في الموضوع ده و هي اللي في دماغها في دماغها
مديحة : أيوة و هيفضل في دماغي لغاية ما يتنفذ .. انت عارف ثروة خالتك لوحدها قد ايه .. ده غير ثروة مسعود طبعا .. و كل ده في الاخر رايح ل مين ما هو ل ولادهم و وجودك وسطهم هيخليك يصيبك من الحب جانب .. و وقتها مش هتحتاج لوجع القلب اللي انت فيه ده كله عشان توصل .. لانك مش بعيد تصحى في يوم تلاقي نفسك صاحب شركة مرة واحدة ده لو مكانوش شركات كمان مش شركة واحدة
اسر : ماما .. اسمعيني كويس من فضلك .. الموضوع اللي حضرتك بتتكلمي فيه ده انسيه تماما عشان ده مش هيحصل لو انطبقت السما على الأرض ايا كانت الاغراءات اللي هتيجي من ورا الموضوع ده انسييي .. انا بحب بنت تانية و مفيش واحدة هتدخل حياتي و هتجوزها غيرها هي .. و ياريت تكوني فاهمه اني مش معنى ان انا مخدتش خطوة في العلاقة دي لغاية دلوقتي عشان خاطر حضرتك رافضة ف انا كده فقدت الامل و هسيبها .. ده استحالة انا راجل و قد اي كلمة انا وعدت بيها البنت دي و لو يحصل ايه مش هخيب ظنها بعد ما وثقت فيا و امنتني على نفسها و استحملت وضعي الغريب ده كل السنين اللي فاتت .. احترامي ليكي و اني مش عايز اعمل حاجة غصب عنك و من غير رضاكي عمره ما هيكون سبب في اني ا**ر قلبها .. دلوقتي أو بعدين هي هتكون ليا و معايا خليكي حاطه الموضوع ده في بالك كويس اوي .. انا نازل
خلص اسر كلامه و نزل من غير ما يستنى رد حد منهم عليه و نزل و هو مخنوق جدا بعد ما كان مقرر أن مفيش حاجة ممكن تخنقه أو تزاوله من بعد ما كلم فرح .. لكن مامته ما شاء الله عليها قدرت تلغي قراره ده في اقل من ثواني .. الطمع في قصتنا مش مقتصر على شهد و مديحة بس الطمع ده زي الوباء و بقى منتشر بين الناس ب طريقة تخض و مع كل موقف أو كل مكان هيتراح هنلاقي الطمع اللي متجسد في هيئة انسان ده واقف قدامنا ..