عبير وصلت البيت و اول ما دخلت شافت فرح قاعدة في البلكونة و شكلها ميطمنش ف فهمت على طول ايه اللي حصل بينها و بين مامت اسر و عرفت أن كرامت بنتها اتجرحت ف قررت انها مسيبلهاش فرصة للزعل و القهرة و دخلت لها ..
عبير بيتقعد على الكرسي اللي قدامها : روحتي و معرفتينيش يعني
فرح م**ورة لكن في نفس الوقت كان عندها لهفة و فضول أنها تعرف ايه اللي حصل بين عبير و اسر
فرح بتحاول تداري حزنها : انا لسه داخلة البيت قبل ما حضرتك تيجي ب حاجة بسيطة و كنت هكلمك اشوفك فين و بتعملي ايه
عبير : اممم .. ماشي برأة يا ست فرح انا هقوم اجهز الغدا قبل ما باباكي يرجع من الشغل عشان ده على وصول خلاص و لو رجع و ملاقاش الغدا جاهز هيسمعنا محاضرة من محاضراته و هي مش ناقصة
فرح : طيب مش عايزة تقوليلي حاجة قبل ما تقومي ؟!
عبير عاملة نفسها مش فاهمة : حاجة زي ايه يا حبيبتي ؟
فرح : اي حاجة يا ماما يعني مشوار النهارده مشى ازاي و ايه اللي حصل و كده يعني ؟!
عبير : فرح حبيبتي .. لو انتي ام و عندك بنوتة رقيقة و جميلة و مفيهاش غلطة ملاك عايش معاكي على الأرض .. هترضي لها أن حد يقلل منها و خصوصا لما الحد يكون مش كويس اصلا ؟
فرح : ليه بتقولي كده يا ماما ؟ هو اسر قال حاجة زعلتك ؟!
عبير : ردي على سؤالي الاول ؟
فرح ب دموع محبوسة في عينيها : اكيد لأ يا ماما عمري ما اقبل ده و مش على بنتي بس انا عمري ما اقبل كده على اي حد .. اديني جاوبتك اهو ممكن تقوليلي ايه اللي حصل بينك و بين اسر خلاكي تسأليني سؤال زي ده ؟
عبير ب ابتسامة : محصلش اي حاجة خالص .. الولد جميل و محترم و مناسب جدا ليكي و بيحبك اوي كمان
فرح ارتاحت نوعا ما ب كلام مامتها : شوفتي بقى عشان حضرتك مكنتيش مصدقاني لما قولتلك أنه حد كويس جدا و انك هتعجبي بيه لما تتعرفي عليه
عبير : اعترف ب ده جدا
فرح : طيب الحمد لله ممكن بقى اعرف سبب كلامك الغريب ده ؟!
عبير : قومي بصي على نفسك في المرايا و انتي تعرفي انا قولتلك كده ليه
فرح : لا مش فاهمة !
عبير : تفتكري انا ليه مسألتكيش عملتي ايه في مقابلتك مع والدت اسر ؟
فرح : ليه ؟
عبير : برضه مش فاهمه ! طيب يا ستي انا مسألتكيش عشان الإجابة واضحة على وشك زي الشمس .. فرح بنتي اللي في قلبها دايما بيبقى طاغي عليها .. لما بتفرحي لازم الدنيا كلها تعرف انك فرحانة من كتر ضحكك و هزارك و تنطيطك في كل مكان و انك بتبقي عايزة فرحتك دي تبهت على كل اللي حواليكي و تتنقل لهم .. و لما بتكوني زعلانة و قلبك موجوع مهما حاولتي تداري و متحكيش عينيكي بيبقى باين فيها كل حاجة انتي مخبياها .. مامته جرحتك و رغم انها قعدت معاكي و شافتك و شافت جمالك و اسلوبك و ادبك و احترامك لكن ده برضه مغيرش حاجة من تفكيرها الاناني .. سمعتك كلام مش حلو و قللت منك و حسستك انك مش كفاية و متمليش العين و انك أقل من غيرك صح ؟!
فرح دموعها شلال على وشها لكن ب ملامح ثابتة : هو حضرتك عرفتي منين ؟
عبير : تاني يا فرح ؟ يعني كل اللي قولتهولك ده و بتسألي برضه .. م**مة انتي تشوفي مامتك عقلها صغير و مش فاهمة حاجة
فرح بتترمي في حضنها : وجعتني اوي يا ماما .. انا والله معملتش حاجة ولا قولت حاجة تقلل مني أو تحسسها أن أنا اختيار غلط ل اسر معرفش ليه عملت معايا كده دي مقالتش غير كلمتين بس و كانوا زي السكينة في قلبي و مقالتش بعدهم اي حاجة تاني
عبير : هي عملت معاكي كده عشان انتي كتيرة عليها و احسن منها و هتحسسيها ب نقصها طول الوقت .. لأن طبيعي يبقى عيب جدا لما بنت في سنك تبقى اعقل منها و تبقى عارفة الصح و الأصول اكتر منها و تبقى ست في سنها و تكون دي طريقة تفكيرها و نظرتها للحياة انتي فعلا مش مناسبة ليهم لانك مش شبههم ولا هما يستاهلوكي اساسا
فرح : بس باباه مش كده و اسر كمان مش كده .. محدش بيفكر ب الطريقة دي عندهم غيرها هي بس يبقى هما ذنبهم ايه و ليه ناخد حد ب ذنب حد تاني
عبير : ذنبهم أن دي مش واحدة صحبتهم أو واحدة قريبتهم دي ربة الأسرة دي الفرع الاساسي فيها و لو هو اتخلى عن أمه عشان خاطرك يبقى متأمنيش له مرة تانية لانه كده هيكون سهل عليه أنه يتخلى عنك انتي كمان و ب طريقة اسهل من كده . اللي خلى مامته تهون عليه و يخسرها عشان خاطر واحدة عايز يتجوزها يبقى عادي جدا لما يتخلى عنك انتي كمان عشان خاطر اي سبب في الدنيا .. و انتي المفروض تشجعيه على موقفه و تحترميه اكتر من الاول كمان .. و صدقيني لو ليكوا نصيب في بعض لو كل حاجة في الدنيا بتقول أن طريقك غير طريقه في الاخر هتلاقي نفسك عايشة معاه تحت سقف بيت واحد غصب عن مامته و الظروف و اي حاجة بتعارض علاقتكوا لكن لو مالكوش نصيب في بعض يبقى لو مامته دي بتموت في التراب اللي بتمشي عليه لو عيلته و عيلتك بيموتوا في بعض لو باقي على كتب كتابكوا خمس دقائق هتلاقي الموازين اتقلبت في لحظة و كل واحد فيكوا مبقاش طايق يبص في وش التاني و تسيبوا بعض في الاخر .. و في الحالتين كل حاجة في ايد ربنا و هو عمره ما يكتب لك حاجة فيها شر ليكي حتى لو إرادته هتعارض رغبتك لكن مع الوقت هتفهمي أن هو ده الصح و هو ده اللي كان لازم يحصل .. ف ياريت مشوفش الزعل ده عيونك مرة تانية و نسيب كل حاجة على ربنا و نبدأ نعيش حياتنا و نشوف مصلحتنا .. انتي كنتي عايزة تشتغلي يبقى تبدأ تشوفي و تدوري على حاجة مناسبة ليكي و تقدمي و إن شاء الله تتقبلي و لو مش عايزة تشتغلي عند حد يبقى انا و بابا نفتحلك مشروع صغير كده على قدك و انتي تديريه ب معرفتك و متحسسيش اي بني ادم للحظة واحدة ان حياتك واقفة او ممكن تقف عليه .. الحياة مش راجل يا فرح أن فهماني ؟!
فرح : فهماكي يا ماما .. ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك ابدا انتي و بابا أن بحبكم اوي
عبير بتضمها و بتبوس راسها : و احنا بنموت فيكي يا حبيبتي ..