في بيت فرح .. عبير دخلت عليها الاوضة عشان تلاقيها قاعدة باصة في تليفونها و بتعيط .. عبير دخلت قعدت جنبها ..
عبير : و بعدين يا حبيبتي ؟
فرح ب تواهان : و بعدين في ايه يا ماما ؟
عبير : على طول قاعدة لوحدك و بتتهربي يا ب النوم يا ب صحابك اللي بتكلميهم يا ب تتحججي ب اي حاجة و خلاص عشان متقعديش معايا
فرح : لا خالص يا ماما ليه بتقولي كده بس !!
عبير : لأن انتي خايفة .. خايفة لما اقعد معاكي و أسألك عن استاذ اسر بتاعك ده و متعرفيش تواجهيني و تردي عليا تقوليلي ايه عشان انتي قولتيله اني عايزة أقا**ه و هو رفض زي ما انا توقعت .. و انتي مش عايزاني اشوفه ب طريقة وحشة رغم أن هو خيب ظنك فيه .. صح كده ؟!
فرح : ايه كل ده بس .. لا مش صح طبعا انا اصلا اتحرجت اكلمه في الموضوع ده .. حضرتك جيبتي كل التخمينات دي منين !
عبير : جيبتها منك انتي .. من حالتك و من شكلك و من نظرت عينيكي اللي بمجرد ما ببصلهم بعرف منهم كل اللي جواكي .. انا ماما يا فرحتي و اكتر حد في الدنيا كلها فاهمك و حاسس بيكي و عارفك اكتر ما انتي تعرفي نفسك .. فكراني مش هلاحظ التغيير المفاجئ اللي حصلك في نفس اليوم اللي اتكلمنا فيه في الموضوع ده و كمان بعد ما قابلتيه
فرح : لا الموضوع مش كده يا ماما .. الحكاية كلها اني زهقت بس من قعدت البيت و اني طول الوقت مبعملش حاجة مفيدة كده خالص و انا محتاجة اعمل حاجة جديدة و اعمل ل نفسي كارير خاص بيا .. انا برضه مش صغيرة عشان افضل قاعدة في البيت كده زي قلتي .. حضرتك مبتشتغليش ب إرادتك و عشان اتجوزتي و خلفتيني و حبيتي متقصريش في حق حد فينا بسبب انشغالك .. لكن انا بطولي مفيش حد ولا حاجة في حياتي تجبرني اني افضل موافقة و قابلة الوضع ده .. حضرتك فهماني اكيد
عبير : اكيد طبعا .. و لو على الشغل يا ستي اعتبري نفسك خدتي الموافقة مني و من بابا كمان و أبدأي شوفي الشغل اللي يناسبك و احنا اول ناس هتدعمك في ده .. لكن مش ده برضه السبب اللي مزعلك كده
فرح : برضه يا ماما !
عبير : اه برضه يا روح ماما .. انتي ليه فكراني عيلة صغيرة ولا واحدة صحبتك من بعيد و مش هقدر استوعب حالتك و اعرف سببها
فرح : حضرتك بتقولي كده بس عشان انا حكيتلك موضوع اسر ف بقيتي شايفة أن أي حالة هكون فيها سواء كنت زعلانة أو مبسوطة هيبقى هو سببها و ده مش صح بلاش تخليني احس ان حضرتك بقيتي من نوعية الأمهات اللي بيربطوا كل حاجة بتحصل ل ولادهم ب سبب معين
عبير : انتي م**مة يعني على الكلام اللي بتقوليه ده ؟
فرح : أيوة م**مة و مفيش اي سبب تاني مضايقني غير اللي كلمتك فيه ده بس
عبير : اممم .. و لو قولتلك أن اسر بنفسه هو اللي قالي انك زعلانة عشان السبب اللي انا بقولك عليه ده .. برضه هتفضلي م**مة على موقفك
فرح ب شك : اسر اللي قالك !! ده ازاي بقى .. حضرتك بتحاولي توقعيني في الكلام يعني عشان اقولك اللي عايزة تسمعيه ؟! بس حتى لو كده ف انا موقفي زي ما هو لأن مفيش حاجة من اللي انتي خمنتيها دي صح اصلا
عبير بتفتح تليفونها على شات على الفيس بوك : طيب شوفي كده .. مش ده ايميل اسر برضه و دي صورته ولا ده واحد بيضحك عليا و منتحل شخصيته ؟!
فرح خ*فت التليفون من ايديها و برقت ل اسم الاكونت و الكلام اللي مبعوت فيه : ايه ده !!! ده اسر بجد !!!
عبير : اه يا ستي بجد .. و طلب يقابلني في الوقت المناسب ليا و كمان قالي أنه معندوش مشكلة يقابل باباكي لو انا احب يعني .. و المفروض ان ميعاد مقابلتنا بكرة
فرح : حضرتك بتهزري صح .. يعني اكيد ده مقلب .. ده مش اسر و انتي بتعملي فيا مقلب عشان اقولك أنه هو اللي مزعلني
عبير : يا سلام ياختي ده ايه الخيال الواسع ده .. لا مش عاملة فيكي مقلب ولا حاجة .. الراجل كلمني فعلا و طلب اننا نتقابل عشان يتعرف عليا و اتعرف عليه و يشرحلي ظروفه
فرح مقالتش حاجة كل اللي نزل عليها انها حضنت عبير و بقت تضحك و عينيها بتدمع من الفرحة أن اسر م**فهاش قدام مامتها و انه طلع بجد قد كلمته و أنه عنده استعداد يعمل اي حاجة في سبيل أنها بس متبعدش عنه .. عبير طبطبت عليها و طلعتها من حضنها و بصتلها ب خبث كده و قالتلها ..
عبير : لا واضح الحقيقة أن هو مش السبب خاالص .. الا قوليلي يا فروحة تحبي اكلم بابا في موضوع الشغل ده امتى !
فرح ب **وف : لا ما هو انا كنت ناسية و افتكرت أن اسر هو كمان مش عايزني اشتغل .. ف نأجل بقى الموضوع ده لغاية ما اقنعه
عبير ب تريقة : شوف ازاي .. في لحظة كده المبدأ اتغير في لحظة .. طب قوليلي بقى .. هتلبسي ايه و احنا رايحين نقا**ه ؟
فرح ب لهفة : مش عارفة انا هقوم اشوف في ايه في الدولاب حلو
عبير : ايييه .. حيلك حيلك كده هو ايه اللي هشوف حاجة في الدولاب و مش عارفة ايه .. انتي صدقتي انك هتيجي معايا بجد
فرح : اومال ايه
عبير : لا طبعا .. انا مش عايزة أقا**ه و انا تحت المراقبة .. انا عايزة اشوفه و اقعد معاه لوحدي عشان اقدر اشوف كل ردود أفعاله على طبيعتها من غير ما يكون قاعد مقلق أو متوتر أنه يقول كلمة مش على هواكي و ميبقاش ثابت على رأي و كلمة .. و برضه مش معنى اني هقا**ه يبقى انا كده وافقت و رحبت بيه .. لا يا قلبي .. انا لسه لما اشوفه و اشوف شكله و طريقته و أسلوبه و اشوف اذا كان بني ادم مناسب ولا لأ و اذا كنت هرتاحله ولا لأ وقتها بقى نبقى نقرر إذا كان ينفع أنه يدخل بيتنا و عيلتنا ولا لأ .. و كمان خليكي حاطة في بالك كويس اوي أن موقف مامته من العلاقة و طبيعة شخصيتها ممكن تكون عامل كبير جدا في سبب رفضي له حتى لو لاقيت أنه حد كويس .. انا بنتي متترفضش .. فاهمة ولا مش فاهمة
فرح : فاهمة طبعا .. ربنا يخليكي ليا يا اجمل ام في العالم كله .. بس ياريت تحاولي متشوفيش قدامك غير اسر و شخصيته بس .. اي حاجة تانية حاولي على قد ما تقدري انك متركزيش فيها .. اهم حاجة البني ادم اللي هيعش معاه يا ماما
عبير : لا كده بقى هتخليني اشك في ذكائك و طريقة تفكيرك .. انتي هتطلعي زي البنات اللي بتقعد تقول أنا هتجوزه هو مش هتجوز اهله .. لا يا حبيبتي .. ده انتي هتتجوزي اهله و قرايبه و عيلته كلها و شغله و صحابه كمان قبل ما تتجوزيه هو شخصيا .. لأن هما دول اللي بيحددولك شخصية و سلوك البني ادم اللي انتي مرتبطة بيه .. كل إناء ينضح بما فيه يا فرح .. يعني لو البيئة و الناس اللي هو متربي وسطهم و معاشرهم و بيتعامل معاهم طول حياته كويسين و محترمين و يعرفوا ربنا كويس يبقى هو كمان هيكون زيهم .. لكن اللي متربي وسط غلط و قلة اصل و ناس متعرفش يعني ايه ربنا يبقى هو كمان هيبقى نفس القطعية و وقتها لازم تقلقي منه .. اللي يقبل أنه يعيش وسط غلط و يعرف ناس غلط يبقى هو كمان شخص غلط و مش هيراعي ربنا فيكي ولا هيحافظ عليكي .. خليكي فاهمة معنى كلامي ده كويس و اوعي تتخدعي في المظاهر .. انتي ليكي جوهر و مضمون البني ادم .. لكن لو على الشكل و الكلام الحلو ف دول مفيش اسهل منهم .. اوعي تنسي ده .. اتفقنا ؟
فرح ب ابتسامة : اتفقنا يا ماما ..