في جناح الفارس ،يجلس على كرسي فاخر من الذهب المرصع بالجواهر ،بمحاذاة طاولة دائرية مذهبة ،ومزخرفة بطريقة فنية جميلة .
خاطبه أحد مساعديه :
- إذاً سموك ،ما رأيك في الأمر ؟
ترك القلم الذي في حوزته ،واتكئ بوجهه المقنع على يديه المعقودتين على بعضهما ،بالطريقة التي تدل على التفكير العميق ،ثم خرج صوته العذب :
- أليس ! كم مرة علي تذكيرك بأن جناحي ليس للرسميات .
- خالص اعتذاري .
- وما زلت تتحدث برسمية .
فصمت بتردد ،بينما قال المساعد الآخر -الملقب بالمارد الأزرق- ،ساخراً :
- ها ! ... لا فائدة ترجى منك أليس ،أهكذا تخاطب صديق طفولتك ؟
- لم أقصد ...
فقال الفارس بنبرة يشوبها الحزن :
- لا عليك ،فليس خطأك أن والدي ترك الطبقية الصارمة رثاء وفاته .
فأجابه أليس :
- لكن ... إنه ... أعني ،صاحب الجلالة .. لم يكن ... ليضع ..
لكن ضحِك الفارس الخافت ،جعله يتوقف وينظر إليه بدهشة .
- رباه أليس ! ... ما زلت متحفظاً اتجاهه ،لا عليك ،لقد تخطيت الأمر بالفعل .
فأخفض أليس رأسه بندم ،بينما قال المارد الأزرق :
- بالمناسبة ،ما الذي دفعك لفعل ذلك البارحة ؟
- أردت اختبارها .
فهتفا بدهشة :
- اختبارهـــــــــــــا !!
- أجل ،ألا يحق لي ذلك .
فسأل أليس :
- إذاً ،هل حصلت على رضاك ؟
أخذ يفكر لبرهة ،فعلق المارد الأزرق :
- ليس عليك أن تستعجل الأمر ،فهناك الكثير من الاختبارات التي يمكنك أن تخضعها لها .
~ ماركوس !
نهره أليس ،فعلق الفارس :
- وما هو ؟
- البوابة ! ... إذا خرجت من البلاد التي لم تخرج منها فتاة واحدة ،فيمكنك أن تقر بها .
فعلق أليس :
- لكن إن لم تستطع عبور البوابة ،فتموت .
- نحن لن تلزمنا فتاة تموت خلال العبور ،أليس كذلك ؟
- يا للقسوة !
ثم استطرد ماركوس –ألا وهو المارد الأزرق- :
- يمكن أن نستغل عدم الثقة التي في داخلها الآن ،أرجح أنها ما زالت تريد العودة لوطنها ،لذلك فهي فرصة لا تقدر بثمن .
- أنتَ تقول أن تستغل مشاعرها .
علق أليس في ضيق ،فأجابه ماركوس ببساطة :
- أجل .
ثم خاطب الفارس :
- ما رأيك آرمن ؟
~ ماركوس !
- لا عليك أليس ،هذا ما أريده بالضبط .
فنظر ماركوس نحو أليس بانتصار .
***