أصوات الأطباق تثير صداً عالياً ،مع سكون المكان ،لتفاجئ سايانا بالثلاجة ،وقالت باستنكار : - أمي ! .. لا تخبريني أنكِ لم تأكلي طوال هذه المدة . فقالت الوالدة ،وهي تتكئ بوجهها على يدها التي تتكئ بدورها على الطاولة : - كيف آكل وابنتي بعيدة عني ،ليست أمامي تعدُ لي طعامي . - أمي ! فنهضت ،لتقترب من ابنتها ،وتفاجئها بعناق حنون ،جعلها تغوص في أعماق والدتها ،وكأنها تتمسك بها بشدة ؛كي لا تبتعد عنها . خرج صوتها ضعيفاً ،يائساً ،حزيناً : - لا أريدكِ أن تتركيني مجدداً ،فمن سيعتني بي يا عزيزتي ؟! شعرت بقلبها يتمزق ،وبعينيها ترتجف ،لتتلألأ بالدموع ،وتستسلم في حضن والدتها ،وصوت داخلي يخاطبها : " إنها أمي ،كيف يمكنني تركها في النهاية ؟" ثم رفعت يديها ،لتجاري والدتها في عناقها العاطفي ،المليء بالمشاعر الجياشة ،وهمس الصوت الداخلي أيضاً : "هنا لا أشعر إلا بالأمان " لكن صورته في تلك اللحظة أشعت في كي