جال المكان الضجيج كالعادة ،وهب الخدم يحومون حول أنفسهم كعفاريت مذعورة ،اليوم هو اليوم المنشود ،وصاحبة الشرف ليست هنا ! بدأن الوصيفات بالقلق : - بالتأكيد تركتها هنا ،كيف اختفت عن أعيننا بهذه السرعة . - لطالما تواجدت تحت الغطاء ،والآن حين أردنا منها النهوض ،لم نجدها . لكن لا أحد يعرف مكانها سواها ،حيث وقفت على حافة المنحدر ،بعيدا جدا عن القصر ،يلسع وجهها ال**بس ،هواء بارد ،ويداعب شعرها بحركة درامية نشيطة . نظرت أسفل المنحدر ،حيث نهر اقترب من الجفاف هناك ،وبعض الأحجار الحادة . أجل ،وصل بها الجنون ؛لتفكر بالانتحار ،قالت في نفسها سابقا : " إما أنا ... وإما هو ." لا مجال للتراجع ،رفعت السكين التي أحضرتها معها سلفا ،وعيناها متورمتان من كثرة البكاء ،تدلان على مدى التعب والارهاق واليأس الذي وصل حده معها ؛لتملك تلك الجرأة ،وتغرز السكين في معصمها ،لتقطر أوردتها وشرايينها ما تحمله من دماء . ه