امير شايل السجادة على كتفه و ماشي بيها في الشارع و لغاية ما وصل ل عربية ملاكي كبيرة بيستخدموها شركات الشحن ل نقل البضاعة و فتح شنطتها و حط فيها السجادة و ركب العربية و راح عشان يسلمها في نفس الوقت كان فيه ولد صغير من اولاد الشوارع ماسك شنطة حريمي و بيجري بيها عشان امير اول ما يشوفه يمسكه و يوقفه و يقول له
امير : تعالى هنا .. ايه اللي في ايدك دي ؟
الولد ب ارتباك و عمال يبص حواليه : دي شنطة لاقيتها في الشارع و رايح اسلمها في القسم
امير : بص لي كده .. انا لو شوفتك مرة تانية بتسرق اي حاجة انا اللي هسلمك للقسم ب نفسي .. سمعتني
الولد بيهز راسه ب خوف : حاضر
امير : مفيش سرقة بعد كده انت فاهم لازم عشان ت**ب فلوس تشتغل و تجيبها ب نفسك و ب مجهودك عشان ربنا يباركلك فيها
و فجأة ظهر راجل اسمه "مرزوق" و ضخم كده و وقف ورا امير و هو حس بيه ف قام من قدام الولد و لف له و وقف قدامه
مرزوق : هو انا بتدخل في اللي يخصك ؟
امير : بالله عليك انت مش م**وف من نفسك و انت بتخلي عيال في السن ده ي**قوا و يعملوا الق*ف اللي بتعلمه ليهم ده ؟!
مرزوق بيمسك امير من ياقة الچاكيت : بقولك ايه .. العيال دي انت مالكش دخل بيهم و مشوفكش مرة تانية بتقرب منهم .. انت فاهم ؟ .. اكيد فاهم عشان انت راجل مفتح و دماغك حلوة
و سابه و اخد الولد في أيديه و مشي و امير واقف متغاظ منه و راح شتمه و بعدين راح عند العربية هبد باب الشنطة ب نرفزة عشان يتقفل .. و في مؤسسة شركات ضخمة جدا كانت "اروى" موظفة مهمة جدا فيها بتتكلم في التليفون مع عاميلة و هي بتقول
العاميلة : مراد بيه شايف أن المتحف ده ده هو اكبر واقع عظيم على أرض البلد
اروى : اختياره للمشاركة مع فريق الترميم دي حاجة مشرفة جدا .. مراد بيه موصلش لكل اللي هو فيه ده ولا بقى أغنى راجل في البلد بسبب أعماله الخيرية بس
العاميلة : انا عندي مصادري اللي عرفت من خلالها أنه عنده اهتمامات تانية للمشروع ده
اروى : يبقى مصادرك غير موثوق منها حبيبتي .. مراد بيه بيعتبر المتحف الاثري ده هو المنقذ الوحيد للمدينة اللي احنا عايشين فيها دي و اللي من وجهة نظره أنه عطا له كل حاجة كان محتاجها
على سطح مبنى المؤسسة كانت فيه طيارة هليكوبتر وقفت عليه و نزل منها "مراد" صاحب المؤسسة و "رشدي" السكيرتير الخاص بيه كانت اروى طلعت ل استقباله
مراد أول ما شافها : صباح الخير
اروى : صباح الخير .. ايه اخبار رحلتك يا فندم ؟
مراد ب هزار : السكة كانت زحمة
اروى ب ضحكة و بتدي له الفايل اللي معاها : دي المواضيع اللي حضرتك هتناقشها مع وسائل الإعلام في المناقصة اللي داخلينها .. و باين عليهم ناويين يخلوا المناقصة حماسية و تنافسية في نفس الوقت و كأنها مسابقة
مراد : هايل .. ايه رأيك يا رشدي ؟ تفتكر هنقدر نفوز ب المسابقة دي ؟!
رشدي : ب كل تأكيد يا فندم
و راحوا كلهم على المناقصة و قابلوا الصحفيين اللي جروا على مراد أول ما شافوه عشان يعملوا معاه حوار
مراد : المناقصة دي اتعملت عشان تبين لنا أن الخيالات و المعجزات ممكن تتحول في يوم ل واقع و تكون حقيقة .. احنا بنجرب حظنا و لو وصلنا للي احنا عايزينه يبقى دي ض*بة الحظ اللي ب كل الثروة اللي انا كونتها خلال مسيرتي المهنية .. و دي مش مجرد تجارة لكن المساعدة في عملية ترميم متحف اثري عظيم زي ده ف دي حاجة في حد ذاتها شرف ليا وانا أتمنى أني انوله و بالمناسبة فيه مقولة شهيرة ل نابليون و اللي هي بتقول "لو كان العالم بلداً واحداً ف ستكون العا**ة اسطنبول"و انا هسمح ل نفسي اني اغير شوية حاجات في المقولة دي و اخليها "لو كان العالم إنساناً ف سيكون قلبه ب التأكيد ذلك المتحف العظيم"
الصحفيين : ميعاد المناقصة قرب جدا يا ترى ايه رأي حضرتك و يا ترى الأمور هتجري ب اي شكل ؟
مراد ل اروى : ايه هو رأينا يا اروى ؟ ياريت تكملي الحوار .. و سابهم و مشي هو و رشدي
مراد : 1500 سنة !! .. المكان ده موجود هنا بقاله 1500 سنة انت فاهم معنى المدة الكبيرة دي ايه
رشدي : اكيد يا فندم
مراد : محاربين عظماء كانوا في المكان ده كل واحد فيهم حارب و كل واحد فيهم كان حاكم لكن ايه اللي حصل وقتها ؟ ايه اللي اتبقى من كل ده ؟ اتبقى الصرح العظيم اللي انت شايفه
اروى خلصت حوارها مع الصحافة و راحت لهم و كان وقتها المنافس الوحيد ل مراد وصل و اللي يبقى اسمه "زاهر"
زاهر : صباح الخير يا مراد
مراد متفاجئ : زاهر الجوهري !
زاهر : مبسوط اني شوفتك هنا و شايف انك انت كمان متحمس للمناقصة
مراد : أيوة اعتقد كده برضه
زاهر : من المؤسف أن أنا و انت بنكون منافسين ل بعض دايما و المشكلة أن أنا واثق من فوزي كالعادة
مراد : مش عارف ارد اقولك ايه ! بس اكيد انا كمان بتمنى ل نفسي الافضل
زاهر ب ابتسامة باردة : يا خسارة هتتمنى بس
و مشي هو و رجالته و مراد و رشدي و اروى واقفين بيبصوا له ب كره و بص مراد ل رشدي باصة مش مفهومة لكن رشدي فهمها و اخد مراد اروى و اتحركوا و فضل رشدي واقف مكانه و هو بيبص على زاهر ب نفس النظرة .. نروح ل امير اللي وصل فندق كبير و دخل و هو شايل السجادة دي على كتفه و طلع غرفة رقم 228 و خبط و هو بيقول
امير : حد موجود .. انا جاي من محل التحف و الانتيكات
الباب اتفتح و كانت واقفة وراه بنت أجنبية جميلة شعرها اسود و بشرتها بيضا جدا و صوتها في منتهى الرقة و على وشها ابتسامة هادية و كان اسمها "اميلي" و بتتكلم عربي م**ر لكن احنا طبعا هنكتب الكلام ب وضوح
اميلي : هاي
امير : هاي
اميلي : شكرا جدا تعبتك معايا
امير ب استغراب : بتتكلمي عربي ؟!
اميلي : شوية .. مامتي اتولدت و عاشت هنا قبل ما تسافر نيويورك
امير : واو .. دي حاجة جميلة اوي .. اتفضلي
اميلي : انا فكراك على فكرة من اليوم اللي رحت فيه الجاليري بتاع باباك
امير ب ضحكة : فعلا
اميلي : ثواني هجيبلك الحساب .. و دخلت هي و امير واقف مستنيها و عينيه جات على الاوضة جوا و شافها في المراية و هي بتجيب الفلوس و لابسة لبس مكشوف جدا و بقى واقف مبحلق فيها و اول ما شافها جاية دور وشه و هي طلعت اديتله الفلوس اللي حطيتها في ظرف
اميلي : اتفضل
امير : شكرا .. انتي هتسافري ؟
اميلي ب ابتسامة : المفروض اتحرك من هنا خلال ساعتين .. و كان نفسي اعمل حاجة مختلفة قبل ما اسافر
امير ب خبث : حاجة زي ايه مثلا ؟!
اميلي و هي بتفتح الباب شوية : زي انك تدخل مثلا !