فُزع وهو يسمع صوت صراخ شديد يلاحقه بكاء يقطع القلوب !
ارتدى سريعا بنطال فقد ثم خرج من المرحاض مسرعا .
نظر بصدمة لها وهي تقف امامه والدم محيط بيدها كلها وبعض منه تناثر على الارض
اقترب منها سريعا ليمسك يدها بحذر .
كانت شهقاتها مازالت موجوده بل ارتفعت قليلا .
اشفق عليها فهذه الزجاجه التي بيدها انغمست داخل يدها بشكل كبير ..
اخيرا انطلق صوته وهو يقول برقة شديده ..
- ششش اهدي مافيش حاجه ، انا هطلعهالك تمام ؟
للحظة وقف بكائها و وقفت شهقاتها واظن ايضا ان العالم بأكمله توقف امامها وهي تراه يتحدث معها برقة شديدة جعلتها على وشك الذوبان !!
ولكنها اجابت سريعا بتوجس عندما نطق اخر جمله !
- لاء ، ارجوك متشلهاش انت ارجوك ..
ثم انطلقت بعدها مرة ثانية بالبكاء كـ الاطفال
قهقه هو بخفوت فهي حقا مثل الاطفال ..
اجابها وهو يحاول ان يسيطر على ضحكاته ..
- متخافيش مش هتحسي بحاجه صدقيني !
هزت رأسها رافضه وبشده حديثه المزيف
- ارجوك لاء ، انا عارفه انك ما صدقت تلاقي فرصه عشان توجعني ارجوك بلاش .
صُدم من حديثها عنه ، فهو لم يفكر ابدا بهذه الاشياء الي توجد بعقلها اللعين ، لم يفكر يؤلمها بهذه الطريقه ابدا ..
صاح بصوت عالي جعلها تنتفض مكانها ..
- سـامـيـة !!
لم يجد رد ولكن بعد لحظات اتت ساميه مهرولة لتقول بهدوء فهي لم تلاحظ بعد ما صار في يد فرح لأنها كانت فرح تعطيها ظهرها
- ايوه يا عز بيه ؟!
تعالي طلعى حتة الازاز دي من ايد فرح !!
شهقت عندما لاحظت الدم المتناثر ويد فرح التي يغطيها سائل احمر مخيف !
هرولت تجاه فرح وهي تمسك يدها بحذر !
- ايه الي حصل يا فرح ؟!!
شهقات فرح المستمرة منعتها من الاجابه !
نظرت سامية ل رب عملها ، نظر لها هو بنظرات ذات مغزى ، بمعني ان تزيل الزجاجة سريعا
بعد لحظات بالفعل ازالت الزجاجه بقسوة لم تقصدها ابدا !
صاحت فرح بألم شديد وهي تقول
- آآآآه ، حرام عليكي انا عملتلك ايه حرام عليكيي !
اشفقت عليها بشده وهي تقول ..
- اسفة والله مكنتش اقصد .!
قال عز بحدة : سامية شيلي الازاز الي ع الارض ده وبعد كده لفيلها شاش على ايدها ، انا رايح الشركة
قالت فرح وهي تسأله محاولة تجاهل الالم الذي احتل وجهها
- هو انا همشي امتى ، اقصد يعني المواعيد ؟!
اجاب باختصار ..
- ساميه هتقولك ع كل حاجه !.
ثم اتجه الى باب الغرفة وخرج صافعا الباب خلفه
**************
دلفت
من بوابة القصر بشموخها المعتاد ، ثم اراحت جسدها على كرسي وثير ، مدت يداها لـ ارجلها تخلح الحذاء ذو الكعب العالي ، ثم نادت على سامية ولكن لم يأتيها رد ، بل جاءت خادمه اخرى !
كانت ممتلئة الجسد بعض الشئ ، قمحاوية البشرة ، عيناها بالون البني ، لقبها والمعروفة به في القصر الثرثارة ولكن اسمها في الحقيقه هو بسمة..
زفرت رانيا بضيق عندما جائتها الثرثارة وعلى وجهها ابتسامه خبيثة !!
- خير يا بسمه عايزة ايه ؟!
اجابت بسمه والبسمة لازالت على وجهها
- ايه يا ست الكل ده انا جيبالك اخبار فله اسمعي مني بس
لمعت عينان رانيا ، فهي تحب اخبار بسمه كثير ، والتي كأنها ماكثة في القصر لتتجسس على الاشخاص الذي بداخله وليس ل تخدم به
- في ايه ي بسمه قولي بسرعه شوقتيني !
- في واحده هنا يا ست هانم جات انهاردة اسمها فرح جايه تشتغل خدامه ، بس بت ايه يا هانم تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك !!
اطرقت رانيا رأسها تفكر فيما تقوله بسمه اخذت عدة تسأولات تطرق رأسها ، يا ترى من فرح ، ولماذا جاءت في هذا الوقت تحديدا ، ولماذا لم يخبرها ابنها شئ عنها !!
اجفلت للحظه ، التمعت عيناها بخبث ، هي يعقل ان تكون هذه الفتاة هي من حدثها عز عنها ! ، هل هذه الفتاة ابنة من قتل ابنها الصغير ؟!!
سألت بسمة الواقفة امامها بسرعة وهي تقول ..
- فين هي السألت بسمة الواقفة امامها بسرعة وهي تقول ..
- فين هي البنت دي ؟! مشيت ولا لسه ؟ وعز موجود ؟
- ايوة يا هانم لسه موجودة ، و عز الدين بيه مش موجود !!
تهللت اسارير رانيا لتقول لها بفرحة عارمة ..
- لو الي ف دماغي طلع صح يا بت يا بسمه هيبقى ليكي عندي حلاوة !!
التمعت عينان بسمه بشده وهي تقول سعيده
- بجد يا ست هانم ؟!
اجابت رانيا بثقة وعيناها التمعت بوميض خبيث !
- طبعا بجد يا بسمة !
ثم قالت في نفسها ..
- لو طلعت البت بنت الي قتل ابني ! ، هيبقى اخر يوم ف عمرها هنا !!
ثم ارتسمت ابتسامه على معالم وجهها ، ابتسامة ليست حميدة ابدا !!.
**************ثم قالت في نفسها ..
- لو طلعت البت بنت الي قتل ابني ! ، هيبقى اخر يوم ف عمرها هنا !!
ثم ارتسمت ابتسامه على معالم وجهها ، ابتسامة ليست حميدة ابدا !!.
نهضت وعينها غامضه شديدة السواد .. اتجهت بخطوات متمهلة لغرفة ابنها .. امسكت مقبض الباب وادارته ليظهر وجه فرح وهي تنظف الغرفه بارهاق .. هرولت رانيا داخل الغرفة وامسكت هذه المسكينه وهي تغرز اظافرها بيدها بقسوه شديدة
انف*جت شفتي فرح وهي ترى هذه السيدة والتي لا تعلم من هي تغرز اظافرها الطويلة الحاده كأظافر الشياطين بئراعها النحيق الرقيق .. تآوهت بألم شديد وامسكت بيد بكف هذه السيدة المودوعة على ذراعها وهي تحاول ابعادها
قالت رانيا بقسوة شديده وجمود : اسمك ايه يابت ، ردي عليا اسمك ايه !
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول لاهثة : فرح .. فرح رأفت ..
*******************
بالخارج ، استمعت سمية بصوت السيدة رانيا وهي وتصيح بقسوه ..!
هرولت سريعا ل هاتفها الذكي بحثت في الارقام عن رب عملها .. وهي تتصل به بأنفاس متقطعة !
***********************
في الشركه وتحديدا في مكتبه المظم والمنبعث منه رائحة السجائر والخمر .. كان ممسكا بيده كوب من الخمر .. حينما صدح صوت هاتفه في هذا ال**ت المخيف بعض الشئ .. التقطه ليظهر اسم خادمته سمية على هاتفه ، فهي دائما ماكانت تتصل به لشئ مهم وخطير للغايه ، ضغط على زر الاجابه ووضعه علىاذنه منتظرا ان تخبره بما اتصلت لأجله
ردت بنبرة مملؤة بالتلهق وهي تقول : الحق ياعز باشا الست هانم رانيا جات وبتزعق لفرح جامد وشكلها بتض*بها .!!
انتفض من على كرسيه وهو يغلق الهاتف ، هرول سريعا خارج المكتب بل خارج الشركه بأكملها
ركب سيارته وانطلق بها بسرعه مهوولة وكأنه يسابق الهواء .. كان سوف يعمل حادث ولكن بمهارة سائق محترم تفاداها .. وصل قصره في غضون 5 دقائق
، خرج من السيارة سريعا ودلف الى القصر وهو يسمع صياح والدته
صعد سريعا على الدرج ودلف غرفته ، وجدها تبكي وتنظر له برجاء وكأنها تقول له ابعد هذه السيده عني انها تؤلمني .!
وقعت عيناه على اصابع والدته الغليظه وهي غارزة في ذراعيها
استشاطت عيناه واصبحت كالجمر وصل اليهم في خطوتين فقط !
ابعد يد والدته ممسكا اياها بقسوة ..
شهقت والدته من حضوره المفاجئ ! ، اما هذه المسكينه كانت تفرك يدها بألم شديد واخذت تشهق بتقطع اثر بكائها !!
- ازاي تسمحي لنفسك تمسكيها بالطريقة دي !!
كادت ان تقول انها ابنة من قتل ولدها ولكن سيطرت على ل**نها وخرجت من الغرفة بهدوء وكأن شيئ لم يكن !!
التفت هو اليها .. اشفق عليها وهو يراها تبكي بأنفاس متقطعه !!
اقترب منها وامسك يدها برفق ووضع اصبعيه على الكدمة والتي صارت باللون الازرق . اطلفت آه مؤلمة !
- بتوجع ؟!!
لم ترد بل اجابتها كانت بالبكاء !
اتجه لصندوق الاسعافات الوالة الموضوع على الكومود ، التقطه وامسك بمرهم واخذ ذراعها برفق ثم وض عليه المرهم وهي صامته وعيونها مازالت مبتلة بالدموع !!
- انا عايزة امشي ، ارجوك خليني امشي وصدقني هاجي بكره بس خليني امشي
نظر لها بأشفاق وهو يومئ برأسه متفهما ..
- طيب امشي دلوقتي ..
نظرت له بأمتنان شديد واتجهت بخطوات بطيئة للباب ثم خرجت واغلقته ورائها
.. عند غلق الباب امسك بمزهرية واقذفها على الارض وعيناه اشتعلت مجددا !
يشعر بصراع نفسي حاد ، يريد ان ينتقم منها اشد انتقام ولكن عندما رآة دموعها كان يشعر بوغزة في قلبه !!
كيف سينتقم منها وهو لا يريد ان يرى دموعها !!
كيف سينتقم منها وهو اذا انتقم سيكون انتقامه مؤلم لا تتحمله هي !!
كيف سينتقم ؟!!
************************
خرجت خارج القصر بأكمله ودموعها مازالت عالقة برموشها الكثيفة .. لم تركب مواصلة بل ظلت ماشية على ارجلها !
تعرضت لبعض المضايقات من بعض الشباب بكلمات زادت من بكائها ..
ولكنها تخاطتهم سريعا واخيرا وصلت الى بيتها ..
*************
دلفت للبيت على اطراف اصابعها فكان المكان مظلم للغايه ، حمدت الله على انهم كانوا نائمين !
دلفت غرفتها وارتمت على فراشها بتعب ثم غاصت في نوم عميق !
***********************