الفصل الثامن(8)

1288 Words
الفصل الثامن رواية اتفاق بين زوجين خلف مكتبه جلس ممدوح وكان شاردا يعبث في اوراق امامه، وكان عماد صديقه يقرأ له تقرير..فلما وجده شاردا سأله: -مالك ياممدوح؟ بقالك فترة سرحان ومش مركذ في الشغل خالص..في ايه؟ -ترك ممدوح القلم الذي كان يعبث به واضعا يديه بعد أن شبكهما خلف رأسه مستنشقا الهواء بعمق لعله يخرج مع زفيره انشغاله واردف: -مفيش يا عماد ..المهم قولي وصلت لفين في مراقبة الواد . وتقولي مفيش حاجة يابني ماانا عمال اشرحلك من بدري وانت ولا انت هنا. مسح وجهه بيديه لعل الفكر يتركه وقال: -معلش ياسيدي قول تاني انا معاك اهو. ثم بدأ عماد يشرح له نتيجة ما توصل له.. لحظة **ت وسأله ..هاه حنعمل ايه دلوقت؟ -شوف ياعماد الواد ده تركز في المراقبة عليه قوي لاني حاسس انه هو ال حيوصلنا للقاتل ابن الكلب ال بقالوا اربع شهور مدوخنا.. هو اسمه ايه؟ -اسمه حنفي..لكن اسم الشهرة ( قدرة) -تمام مش عايزه يغيب عن عينك لحظة فاهم -حاضر ..حوافيك بتقرير المراقبة اول باول. -ماشي روح انت بقى كمل شغلك بدأ ممدوح يندمج في عمله وعلى الرغم من ذلك يراها قابعة على عرش الاشتياق داخل قلبه..وجهها لا يفارقه، ضحكتها ترن في اذنه، همسها، دلالها، يطيحان به..ولكنه يحاول ان يصبر نفسه. -وبعدين ياكبير حنعمل ايه؟ الظابط ده مشدد المراقبة على الولا (قدرة ) كده مش حنعرف نشتغل. يعبث في ذقنه في تفكير يؤرقه ذلك الظابط الذي فتش خلفه..وقد اوقع اثنان من رجاله وافشل عمليتان له، ولكنه تخلص منهما قبل أن يستجوبهما..ولكنه لن ييأس وسوف يبحث له عن فخ يوقعه فيه..قال وهو ينظر لنقطة ما كأنه يتوعد لهذا الضابط بالانتقام: -حاول تبلغه انه يختفي في اي حتة كام يوم لحد ما اشوف صرفة للظابط ده تغوره بعيد عننا. -امرك ياكبيير. في المساء عاد ممدوح وتعمد التأخير حتى يتغلب على شوقه لها..لم يجدها في الصالة كعادتها تجلس لتشاهد التلفاز ..ظن انها قد تكون نامت وتقدم نحو حجرة النوم ليتفقدها واذ به تتسع عيونه بفضل ما رآه فقد وجدها امام المرآه تمشط شعرها مرتديا ( مايو بكيني) شعر بزلزال يهد اسوار صبره..ويقضي على تماسكه ويحرضه على الهجوم ليض*ب هذا العدو الذي تسلل الى قلبه وعقله فاطاح بهما فقد استعرت رغبته حتى صاح بغضب: -فررررررح قفزت فرح من الفزع وقد وضعت يدها على قلبها الذي نزعه صوته من مكانه وعندما التفتت ووجدته امامها بعيونه التي تنذر شررا قالت وقد زفرت براحة واغمضت عينيها بامان: -ممدوح خضتني يااخي لم يبالي بفزعها ولكنه اقترب منها بخطوات هجومية، وهو ينظر لها شرزا يمسك يدها ويرفعها ويجبرها ان تدور ويقول : -ايه ال انتي لبساه ده؟؛ انتي اتجننتي؛ -وبثقة وهي تخطو بخطوتين متمايعتين يديها في خصرها كأنها عارضة أزياء تمشي على البحر بأطراف اصابعها: - ايه ياحبيبي مالك؟؛ لابسة مايو فيها ايه دي؟ بس ايه رأيك فيه حلو صح؟..اشتريته انهاردة.. -قبض على ذراعها بقسوة وهو يقول بعصبية: -انتي جرى في مخك حاجة ازاي تشتري حاجة زي دى .. ونسيتي العيال يامدام.. وجه في بالك ازاي اني ممكن افكر حتى اني حوافق تلبسيه. ألقت بغضبه خلف ابتسامة باردة..ثم استدارت وتعلقت في رقبته..تقول له وهي تتعمد أن تنفث في وجهه وتخرج كلماته مختلطة بزفيرها حتى تصهره اكثر: -ياحبيبي انا شفته في مجلة عجبني فقلت اشتريه عشان ادلع بيه نفسي، والبسه لجوزي حبيبي..ثانيا أنا لبسته بعد ما العيال ناموا يعني متخافش..وكمان انا حلبسه في البيت..هو انا يعني حلبسه فين.. ثم راحت تدور امامه به تعرضه بحركات مثيرة وهي تقول: -هاه ايه رأيك ..حلووو. -زي الزفت ...وغوري اقلعيه احسن وربنا اولع فيه وانتي لابساه ...يلاااااااااااا. ضيقت عيناها في تصنع للغضب من ثورته بينما بداخلها، يرقص قلبها طربا لهذا الغضب الذي هو في الاصل ، اشتياقه لها الذي بلغ ذروته فاردفت بضيق : -يووووه بقى ياممدوح هو مضايقك في ايه..انا طلعت في دماغي بقى أنا اشتريه والبسه في البيت ..ايه الجريمة في ده بقى؟ -ماشي براحتك قال ذلك ثم شرع في نزع ثيابه ، يتقدم منها، وعيناه تنذر بشئ خطير ..وهي تعود بخطوات حذرة الى الوراء حتى قالت وهي تسأل بحركة من يديها: -اييييه ..ححتعمل ايييه؟ اوقف تراجعها ثم دفعها على الفراش وثبت يديها فوق رأسها وهو يقول بتهديد: -لا مفيش.. أنا بس حالغي ام الاتفاق ده خالص قالت وهي تصرخ : -لالا..لا لا ياممدوح لا خشت ان يضيع منها العصى السحرية التي جلبت لها الحب والرومانسية. -بهدوء ووقد استمتع بخوفها هذا: -مش انتي ناصحة.. وبتغظيني انا حوريكي نصاحتك دي حتوصلك لفين..وقبل ان يقترب منها بشفتيه -لا ياممدوح ورحمة ابوك ..خلاص حقلعه والله ومش حلبسه خالص..بس سبني. لولا هذا الحلف ما كان شئ سيرجعه عنها فقد وجدها فرصة سانحة ليلغي هذا الاتفاق اللعين الذي وافق عليه بغباء..قال بعد ان حررها: -خمس دقايق لو مغيرتهوش حولع فيكي وفيه. ناس تخاف متختشيش. وفي لمح البصر قامت فرح واخرجت عباءة وارتدتها فوقه انجازا للوقت..ثم جرت على المطبخ لكي تعد العشاء. -انا مش موافقة يامصطفى قالتها روفيدا ووجهها ينم عن الضيق والرفض يقول لها وهو يرفع ذقنها حتى تنظر له: -ياروفيدا افهميني..السفر ده فرصة نعمل قرشين للعيال..نحسن من مستوانا، واهو انت شايفة هنا الشغل عامل ازاي. وبنبرة تؤكد رفضها قالت: -لأ يامصطفى..فلوس الدنيا كلها متعوضش غيابك عني..أنا والعيال محتاجينك أنتمش الفلوس.. حنعمل بيها ايه الفلوس؟وانت بعيد عننا..وبعدين عيالك متعبين مش حقدر عليهم لوحدي وانت مسافر. صاح بعصبية وقد اشاح بيديه: -هو انا يعني حهاجر..دول كلهم ثلاث سنين. -وهما الثلاث سنين دول شوية.. لأ يامصطفى شيل الموضوع ده من دماغك. -يووووه بقى.. أنتي فقر كده ليه. قالها بضيق وبصوت عالي رافض ثم تركها وانصرف..ولم يبالي بدموعها التي سالت على وجنتيها. وجهها اصفر شديد الشحوب يبدو عليها التعب، تضغط باصابعها على جانب جبينها، اقترب منها شهاب يقول لها بقلق: -مالك ياحبيبتي سلامتك؟ -دايخة قووووي ياشهاب وتعبانة جدا مش عارفة مالي.. مش قادرة بجد. وبلهفة وحب قال : -سلامتك ياروحي الف سلامة..ثواني حعملك شاي تشربيه واجبلك حاجة للدوخة. بعد قليل احضر شهاب الشاي واعطاها قرصا تبتلعه، اخذته منه وابتلعته ورشفت بعده الشاي..فسألها: -هاه ايه الأخبار دلوقت؟ وبصوت خافت وهي تريح رأسها على رأس الأريكة: -أحسن -تحبي تقومي تريحي شوية؟ هزت رأسها بالموافقة..فساعدها على النهوض توجه بها صوب حجرة النوم و بعد ان استقرت على الفراش ونامت دثرها..وتركها تستريح. تقف فرح أمام الخزانة تتفحص بعينيها لعلها تجد بينهما ضالتها قالت تحدث نفسها وهي تداعب ذقنها في حيرة: -تلبسي ايه يافرح؟؛ .. تلبسي ايه؟؛..ثم تابعت بعد ان زفرت بحيرة وعدم اقتناع.. مفيش حاجة من ال عندك تنفع يافرح، اعمل ايه بقى دلوقت؟؛ عايزة حاجة تجننه تخليه يشد في شعره..خلاص بقى انا اروح اتصل بالبت روفيدا اخليها تبعتلي لبس من عندها. وهمت أن تغلق الخزانة..واذ فجأةخرج احد اكمام فستان من فساتينها وعندما رأته عيناها لمعت بسعادة فقد وجددت ضالتها، ان هذا الفستان سيجعل بركان من المشاعر بداخله تنفجر. جذبته من الخزانة ووضعته عليها تنظر لشكلها في المرآة سعيدة لما هداه له عقلها، قالت وكأنها قد اكتشفت اكتشاف عظيم: -ايووووة بقى هو ده. وكعادة فرح وروفيدا كل يوم مع بعضهما على الهاتف يتحدثون عن تفاصيل حياتهما، قلقت فرح عندما شعرت بالحزن في صوت اختها فقالت تسألها: -مالك ياروفيدا صوتك مخنوق كده ليه هو انتي كنت بتعيطي. لم تستطيع روفيدا كتم دموعها فقالت بصوت تخنقه العبرات: -مصطفى يافرح م**م انه يسافر، جاله عقد عمل في السعودية لمدة ثلاث سنين، ومتحمس جدا للسفر ده. زفرت فرح باسف من اجل اختها ثم قالت لها: -طيب اهدي بقى ياروفيدا كل مشكلة ولها حل. -مش قادرة يافرح حتجنن، تقدري تقولي انا حستحمل ازاي اتحمل مسئولية العيال لوحدي 3 سنين، انت عارفة كويس قوي يافرح عيالي قد ايه اشقية، ومش بيقدر عليهم غير ابوهم..مش هامه تعبي خالص، كل البيفكر فيه الفلوس وبس..عايز يعيش في مستوى ارقى من ال عايشين فيه..بس انا متهمنيش الفلوس وجوده في وسطنا بالدنيا كلها. -طب ممكن تهدي بقى وتبطلي عياط، حاولي تتكلمي معاه تاني وتقنعيه بالراحة. -أنا غلبت معاه ..ده فرحان بالسفر زي العيال وأي كلام مني مش مأثر فيه. -خلاص ياروفيدا خليها على الله..مين عارف يمكن ربنا يحلها من عنده. -يااارب يافرح ادعيلي ربنا يهديه ويشيل من دماغه حكاية السفر دي. -ان شاء الله ربنا يهديه وتيجي حاجة من عند ربنا تبوظ السفرية دي. -ياارب..طيب انا حسيبك دلوقت عشان احضر الغدا. -ماشي ياقلبي روحي .. بس بقى اوعي تعيطي تاني فاهمة ..وابقي طمنيني عليكي -حاضر..مع السلامة -مع السلامة ياحبيبتي الى اللقاء في يوم جديد من ايام الاتفاق سهير عدلي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD