سر في حياتي
حلقة خاصة
صرخت دينا صرخة مدوية جعلت رامي ينتفض من نومه.. فاشعل نور المصباح بجانبه نظر إليها وجدها نائمة وجهها مندى بالعرق تهذى فايقظها وهو منزعج وظل يهزها حتى تستيقظ:
_ دينا.. دينا اصحي.
فصرخت أكثر وما ان فتحت عيونها ووجدته ارتمت في حضنه تبكي بشدة، وهي تتمسك بقميصه بقوه مما جعله يسألها وهو منزعج:
_ مالك يا دينا في إيه؟!
قالت وهي تبكي وتتشهلق:
_كابوس.. كابوس يا رامي.
فضمها إليه بقوة وهمس بحنان:
_ طب اهدي خلاص مفيش حاجة استعيذي بالله من الشيطان الرجيم..انا جمبك..حاروح اجبلك ميه تشربي.
وهم أن ينهض ولكنها صرخت وهي تتمسك به كالطفلة:
_ لأ متسبنيش يا رامي عشان خاطري خليك جمبي أنا خايفة قوى .
_ طب خلاص..خلاص انا جمبك اهو يا حبيبتي خايفة من ايه بس.
ظل يمسد شعرها بحنان ويشدد من احتضانها وهو يهمس:
_ احنا لازم نروح عند دكتور مينفعش الحالة ال انتي فيها دي.
_ لا أنا مش عايزة اروح في حتة.
_ خلاص يا روحي براحتك.
أخرجها من حضنه وحاوط وجهها بين يديه هامسا وهو يتأمل عينيها بكل حب:
_ بقولك ايه تعالي نقوم نقعد قدام التلفزيون شوية ونعمل حاجة نشربها.
اومئت بالموافقة نهض ونهضت معه أخذ بيدها وتوجها إلى حجرة المعيشة اجلسها على الاريكة قبلها على جبينها وهو يقول:
_ حاروح اعمل اتنين نسكافيه واجي بسرعة
ما إن ذهب حتى تذكرت ذلك الكابوس ، لقد رأت خالها وهو يهجم عليها ويغتصبها وهو يراها جانا حبيبته التي خانته، لا تعلم لماذا عادت لها تلك الذكريات؟؛ ولماذا تراها كل يوم في الحلم؟ دفنت وجهها و اغمضت عينيها في ألم لقد ظنت أن بمجرد جوازها من رامي أن عذابها سينتهي، وأنها ستعيش حياتها كأي فتاة تزوجت بمن أحبت ، لم تكن تعلم أن الماضي سيظل يطاردها بقسوة، وأن ذكريات الماضي ستلاحقها لتعكر صفو حياتها. أتى رامي يحمل المشروبات ورآها تبكي والدموع تسيل بغزارة على وجنتيها فقال بأسف:
_ يعني أنا اسيبك شوية اجي القيكي بتبكي بالشكل ده.
مسحت دينا دموعها وهي تقول:
_ غصب عني يا رامي.
زحف بجوارها
والتقط يديها بين يديه وسألها:
_ احكيلي مالك.. شفتي ايه في الحلم خلاكي منهارة كده.
نظرت لعيناه المليئة بالحنان والحب وقالت:
_ شفت الماضي كله يا رامي شفته في الحلم بيطاردني وبشوفه كأنه حصل امبارح .. كنت فاكرة اني حنساه وحقدر أعيش تاني زي اي واحدة.. لكن أنا بتعذب.. بتعذب بحاجة حصلت لي غصب عني.
وشرعت بالبكاء من جديد فضمها إليه وهو يقول بحنان:
_ حتنسي يا دينا أوعدك إنك تنسي وترجعي تعيشى حياتك زي الأول وأحسن طول ما أنا جمبك.
كلامه وحنانه ووعده خفف عنها كثيرا وهمست وهي تتمسك به أكثر:
_ ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك
_ ولا منك يا روحي.. يلا بقى قومي نشرب النسكافيه ونتف*ج على فيلم حلو كده يسلينا.
شربا الاثنان النسكافيه وكان رامي يمسك بالمتحكم واختار فيلم وظلا يشاهدانه سويا كان فيلم رومانسيا حرك الرغبة لدى رامي نظر لها واراد أن يهدئ رغبته تلك ببعض القبلات فالتقط شفتيها ولكنها صرخت بفزع وابعدته عنها كأنها رأت شبح وركضت إلى حجرة النوم مما جعله يقوس فمه ويزفر في ضيق.
وقال في نفسه:
_ ياريت الموضوع تقف على الكوابيس بس ده حتى أنا بقت تخاف مني..اسنغفر الله العظيم يارب.
في اليوم التالي.
تركها وذهب إلى العمل اتصل بها آخر النهار وابلغها أنه سوف يتأخر وقرر أن يذهب للطبيب ويحكي له حالتها ، وبالفعل ذهب إلى طبيب نفسي كان طبيب خمسيني يبدو عليه الوقار بمجرد رؤيته تشعر بالراحة، تمنى لحظتها أن تكون دينا معه ابتسم له رامي هاتفا:
_ السلام عليكم ازيك يا دكتور ونيس.
الطبيب بترحاب وابتسامة عذبة:
_ أهلا بيك ..اتفضل اقعد..
قال جملته الأخيرة وهو يشير له للمقعد يدعوه للجلوس ..وبعد أن جلس رامي استطرد الطبيب :
_ اتفضل اتكلم حضرتك بتشتكي من إيه؟
زفر رامي بضيق وهتف:
_ مش أنا يا دكتور ..دي المدام كل يوم بتشوف كوابيس مأرقة حياتي وحياتها ، بالأصالة إلى أنها ..إنها يعني بتبعد عني وابتدت تخاف مني كمان.
كان الدكتور ونيس يكتب ملاحظاته من خلال كلام رامي فسأله:
_ ياترى الكوابيس دي مكررة ولا كل يوم بتشوف كابوس مختلف عن ال قبله.
رامي: لأ كل يوم بتشوف نفس الكابوس .
_ونيس: في حادثة معينة حصلت لها كانت السبب في الكوابيس دي ولا انت متعرفش.
رامي: أيوة يا دكتور في حدثة فعلاً حصلت لها وكانت السبب في إنها تبعد عني، لكن أنا كنت فاكر إن بمجرد جوازها مني حتنسى كل حاجة.
ونيس: طب ممكن أعرف تفاصيل الحديثة دي.
وراح رامي يحكي كل ما حدث منذ أن تعرف على دينا وحتى يوم زفافهما.. ثم تابع بقهر :
_ المشكلة يا دكتور انها بقت تخاف مني ، وتبعد عني مش عارف لي أنا ساعات بحس إنها يمكن تكون بتشوفني خالها ..مش عارف بالظبط ايه ال بيحصل ها بس نفسي تقتنع وتيجي تتعالج عشان تخف ونقدر نعيش حياتنا طبيعي.
الطبيب : كل ال حكايته يأكد إنها لسة متأثرة بالحادثة بس لازم أشوفها واسمع منها وعالعموم متخافش أن شاء الله الحالة مش خطيرة ..المهم كل ال عليك انك تحاول أقنعها إنها تيجي تتعالج ساعتها كل شئ بيكون سهل.
رامي : ياريت يا دكتور ..أنا ححاول أقنعها واجبها هنا..
الطبيب : وأنا في الانتظار .. مع السلامة.
رامي : مع السلامة.
عاد رامي إلى البيت وجد دينا نائمة تمدد بجوارها وهمس بجانب أذنها برقة :
_ دينا..حبيبتي ..دينا انتي نايمة.؟
فزعت دينا ونهضت بحركة مزعورة قائلة:
_ اععع ..اااااااا.
_ اهدي يا دينا يا متخافيش يا روحي أنا رامي ..متخافيش متخافيش.
قالها وهو يضمها إليه حتى يهدأ من روعها ..وتابع بحنان:
_ أنا آسف إن كنت خضيتك ياروحي بس كنت عايزك تقومي عشان نخرج سوا ايه رأيك.
_ لا يا رامي أنا مليش نفس أخرج.
_ لا حنخرج احنا من ساعة ما اتجوزنا وانتي مخرجتيش مع حد ولا شفتي حد ولا عايزة تكلمي حد مينفعش الكلام ده.
لما وجدت نبرته بها عصبية ظلت تبكي ..فخفف من حدته ومسح شعره بحنان وقال:
_ خلاص حقك عليا أنا مش عايز اشوف دموعك تاني عشان خاطري يلا عشان نخرج .
فطاوعته وقامت واتجهت نحو الخزانة وارتدت ملابس الخروج..أخذها رامي وظل يسير بها بسيارته وفي النهاية توقف عند عيادة الطبيب ابتلع ريقه وقال لها وهو يلتفت لها بجزعه:
_ دينا اسمعيني كويس احنا حنطلع دلوقت عند الدكتور لازم تحكي معاه عشان خاطري عايزك تخفي عايزك ترجعي دينا ال بتحب الحياة عشان خاطري يا حبيبتي..
قبلها في جبينها قبلة دعم ليحثها على الموافقة ..فهل ستوافق دينا للذهاب إلى الطبيب ومقابلته ؟
هدية اليوم
كلام حلو
? لماذا لا يحدثونا عن نعيم القبر ؟؟؟
لماذا لا أحد يحدثنا عن أن أجمل يوم سوف يكون يوم لقاء ربنا؟
لماذا لا يقولون لنا بأننا حين نموت سنبقى بين يدي أرحم الراحمين؟ بين يدي من هو أرحم بالمرء من أمه..
رأى النبي دابة تبعد حافرها عن إبنها حتى لا تؤذيه .. فقال للصحابة : ( إن ربّنا أرحم بنا من الأم على إبنها)..
? لماذا يكون الحديث دائماً عن عذاب القبر؟
لماذا يكرّهونا بالموت ويخوفوننا منه؟
حتى صرنا نحس بأن ربنا سوف يعذبنا عذاباً لا يخطر على عقل بشر؟
لماذا نفكر أن ربنا سيعذب فقط؟ لماذا لا نفكر بأن ربنا سوف يرحم؟
لماذا لا يحدثوننا عن أحوال الصالحين في قبورهم؟ حتى نسعى لنكون منهم..
? لماذا لا يقولون لنا إن الإنسان المؤمن الحسن الخلق عندما يجيب على أسئلة منكر ونكير في القبر سيقول ربنا : صَدَقَ عَبْدي! فَأفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّة وأطْعِمُوهُ مِنَ الجَنَّة وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجَنَّة فَيَأتِيه من رَوْحِها ورَيْحَانِها وينْظُرُ إلى مقعده من الجَنَّة.. فيبدأ يلحّ على ربّنا : ربِّ أقِمْ الساعة، ربِّ أقِمْ السَّاعَة! حتى يطمئن ويذهب إلى جنته..
? لماذا لا يقولون إن عملنا الصالح لن يفارقنا وسيبقى معنا يؤنس وحدتنا ..
وحين يتوفى أحد الصالحين تتقابل روحه مع من مات من أهله وأصحابه حتى أن الصالحين منهم يهرولون إليه ليسلموا عليه ..
قال النبي عن هذا الموقف : (فهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه)..
ويسألونه عن أحوال الأحياء ويأتي واحد منهم يقول : دعوه فإنه كان في غم الدنيا..
الموت "راحة" من غم وتعب الدنيا فالموت للصالحين إنما هو راحة..
لهذا نحن مطالبون بالدعاء .. "اللهم اجعل الموت راحة لنا من كل شر".
? هناك مسلم عاصٍ ولكنه ليس كافراً بالله ولا مطروداً من رحمة الله ..
قال ﷺ : ( والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس أن تصيبه)..
أي أنّ ربّنا سيغفر مغفرة كبيرة لدرجة أن إبليس يطمع أن يُغفر له
? ربنا ماخلقنا لأجل أن يعذبنا
ربنا قال لنا ما يريده منّا وما لا يريده .
ونحن نعرف ماذا يرضيه وماذا يغضبه .
نحن من يختار..
ورغم تقصيرنا فان ربنا رحيم بنا ..
ولكن هذا لا يعني أن نتطاول على حقوق ربنا..
? اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
فضلا وليس امر اذا اتممت القراءة علق بالصلاة على رسول الله ﷺ...
فمن صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرة