الفصل 4

1750 Words
وصلت مين يونغ الشركة برفقة المحامي ومساعد السيد كيم الذي أرسله معها ليساعدها وينقل له أخبار سير الاجتماع. قدمت مين يونغ فكرتها أمام المساهمين وتم التصويت حيث صب الأمر في صالحها بعد اقتناع البعض بما قالته وكذلك أن لها النسبة الأكبر من أسهم الشركة. بقيت مين يونغ في الشركة لبعض الوقت تتعرف على الأقسام ومديريها ومناقشة كيفية تنفيذ اقتراحها في الاجتماع. اتصل بها مين جو لاحقاً ليسألها عن سير الأمور وأخبرته بأن البداية مطمئنة. ابتسم مين جو بارتياح وهنأها ثم سألها إن كانت ستعود اليوم ولكنها قالت بأن الوقت قد تأخر وستعود لاحقاً بعد الانتهاء من بعض الأمور. انتهت المكالمة وقال مين جو: يبدو بأنها لن تعود في وقت قريب فمن الآن فصاعداً ستصبح مشغولة. خرجت مين يونغ من الشركة بعد انتهائها ووجدت السيد كيم في انتظارها في سيارته فاستغربت الأمر قليلاً ولكنها ركبت بجانبه حيث بادرت بالحديث عن الاجتماع مبتهجة فقاطعها مبتسماً بأن مساعده أخبره بكل شيء. اقترح عليها السيد كيم الذهاب لمكان هادئ ليتحدث معها في أمر هام فاقترحت الذهاب لبيتها. غادر المحامي وأشار السيد كيم لمساعده بالبقاء خارجاً حيث دخل وجلست مين يونغ مقابله تسأله بقلق ماذا هناك فقال: بعد رؤيتك لتقارير مين جو، كم تظنين مقدار الوقت الذي يحتاجه حتى يتعافى كلياً؟ وزعت مين يونغ نظراتها تفكر ثم قالت: بالنظر لحالته النفسية في الوضع الراهن وحالة جسده الفيزيائية سيستغرق الأمر بضعة شهور. رد السيد كيم: حددي لي رقماً معيناً. أخذت مين يونغ نفساً ثم قالت: حوالي 6 -7 شهور وكحد أقصى عام كامل. هز السيد كيم رأسه ثم قال: مين يونغ، أما زلت عند طلبك لي بشأن تولي أمور الشركة بدلاً منك؟ ابتسمت مين يونغ وردت بحماس: بالطبع يا عمي فأنت الوحيد الذي يمكنني الوثوق به في الوقت الراهن. تن*د السيد كيم وانحنى للأمام سانداً ذراعيه على ساقيه مشبكاً يديه وحدق في الأرض للحظات ثم قال بجدية: حسناً ... ولكن لدي شرط. نظرت له مين يونغ باستفهام وسألته ما هو الشرط فرد قائلاً بعد أن نظر في عينيها: وقعي عقداً ينص على اعتنائك بمين جو طوال الوقت وعملك على علاجه النفسي والفيزيائي حتى يستعيد قدرته على المشي مجدداً لمدة عام، ما رأيك؟ نظرت له مين يونغ باندهاش ثم قالت: عمي، ألا تلاحظ بأنك تبالغ، أنا بالفعل كنت أعتني به طوال الفترة الماضية لأنه صديقي وسأفعل ذلك في المستقبل دون الحاجة للعقد. رد السيد كيم ببرود: لا أريد أن أعيد كلامي، فقد أخبرتك بأنني لم أعد أثق بعلاقة تسمى الصداقة. إن الأمر عائد لك، إما أن توقعي العقد بشروطي مقابل اعتنائي بشركتك وإنجاحها وإما أن تفعلي ذلك بنفسك وحينها ستنشغلين بالعمل وتغادرين حياة مين جو. فقالت مين يونغ: عمي، أنا لا أقول هذا لأنني أرفض هذا العقد كل ما أقصده هو أنني سأفعل ذلك حتى لو لم نقم بتوقيعه ولكن إن كان هذا يريحك سأفعله، سأوقع العقد. وضع السيد كيم ساقاً فوق الأخرى وقال بحزم: إنه ليس مجرد عقد عادي، إنه عقد لا يعطيك الفرصة لفسخه قبل انتهاء المدة. سيكون عليك توقيع عقد زواج مؤقت بمين جو يتضمن فعلك لكل ما ذكرته، ستعتنين به كفرد من العائلة حتى أستطيع العمل في شركتك وأنا مطمئن على ابني. لا أريد مجرد موظفة تستقيل عندما تسوء الأمور وتصبح صعبة عليها، هل فهمت؟ نظرت له مين يونغ باندهاش ووقفت قائلة: أنا لم أستوعب ما قلته للتو؟ زواج مؤقت؟ يبدو بأنني سمعتك بشكل خاطئ، أليس كذلك؟ نظر لها السيد كيم بجدية وقال: إنه عقد زواج مؤقت أضمن فيه اعتنائك بولدي وصحته النفسية والجسدية، لا تقلقي لن أطلب منك شيئاً فوق طاقتك، فقط اعتبري الأمر وظيفة كطبيبة خاصة تلازمه في البيت وتعتني بكل حوائجه. لن أخبر مين جو بشأن العقد فلا تقلقي لأنه لن يقبل على أية حال. سأحصل على توقيعه بطريقة ما ولن يعرف بشأنه أحد سوى أنا والمحامي الخاص بي باعتبارنا سنكون الشهود على العقد. بقيت مين يونغ تحدق به مندهشة وقد بدأت الدموع تجتمع في عينيها منذرة بالهطول الذي بات وشيكاً حينها وقف السيد كيم وأكمل قائلاً: فكري في الأمر، إنه عقد يصب في مصلحتنا نحن الاثنين. أنا سأضمن نجاح الشركة من جديد وكشف الذي يحاولون الاستيلاء عليها وأنت تضمنين علاج ابني وتحسن حالته. لن تخسري شيئاً على الإطلاق، ستقومين بالاعتناء به كما وعدتني ولكنني أريدك أن توقعي العقد لأثق بكلامك. سأنتظر ردك. " غادر السيد كيم تلك الليلة وتركني أبكي ألم الخيبة، فالشخص الأخير الذي كنت أثق به يقدم لي عرضاً ليستغل حاجتي إليه، ماذا على أن أفعل، لم أنم ليلتها، لا أدري هل هو من ألم الخيبة أم لأنني قررت التفكير في عرضه. شخص أناديه عمي كيف له أن يعرض على أمراً كهذا؟ زواج مؤقت؟! وماذا إن علم مين جو بالأمر، ما الذي سيقوله عني وكيف ستكون ردة فعله؟ لا أدري. مرت ثلاثة أيام ولم يتصل بي السيد كيم ولم يظهر مساعده أمامي وبقيت أتهرب من اتصالات مين جو الذي يستمر بسؤالي عما أبليه في الشركة أو بالأحرى كان يهدف لمعرفة متى يمكنني العودة لبيتهم فيبدو بأنه اعتاد على بقائي بقربه. كلما حاولت إقناع نفسي بأنني سأتمكن من إدارة الشركة بنفسي دون الحاجة للسيد كيم أكتشف بأنني لست أهلاً لذلك، فأنا حقاً لا أعرف شيئاً عن أمور الإدارة حتى أنني لم أستطع الاطلاع على ماهية الأبحاث والاختبارات التي يجرونها لكونها سرية للغاية كما يقولون. يبدو بأنهم لا يثقون بي بعد وهم محقون فلم يمضِ على استلامي لأمور الشركة وقتاً كافياً. عدت لبيتي، بكيت وصرخت وتألمت دون أن يشعر بي أحد. لا أحد هناك ليساعدني دون غاية، لا أحد يمد لي يد العون بلا هدف. هل على أن أستسلم وأقبل بشرطه ذاك؟ إن لم أفعل فكيف سأُخرِج الشركة من هذه الأزمة وكيف سأعرف من يقف وراء كل هذه المصائب وكيف سأعرف حقيقة موت والدي، كيف وكيف ... كثير من التساؤلات بقيت تدور في ذهني وليس لها إجابة. " في صباح اليوم التالي كانت مين يونغ قد اتخذت قرارها حيث كلمت السيد كيم وأخبرته بموافقتها وطلبت منه تجهيز العقد. كام مين جو قد طلب من والده أن يشتري أسهماً ليضعها باسمه ليكون عوناً لمين يونغ في المستقبل فوافق والده واستغل الأمر ليحصل على توقيع مين جو على عقد الزواج في حال وافقت مين يونغ على الأمر فالسيد كيم كان يعلم مدى يأسها وبأنه المنفذ الوحيد بالنسبة لها هو قبل شرطه. طلب السيد كيم من محاميه تجهيز العقد ووضعه مع أوراق الأسهم وطلب من مين جو أن يوقعها على عجل بحجة أنه سيغادر مع المحامي لأمر هام ولم يتح له فرصة القراءة. ابتسم السيد كيم بارتياح وهو يرى مين جو يوقع العقد دون رؤية فحواه. طلب منه الاعتناء بنفسه وأوصى الخادمة لتعتني بطعامه ودوائه. التقى السيد كيم بمين يونغ وأعطاها العقد وبدأت تقرأه وهي تجاهد نفسها لتمنع دموعها من الانسياب على وجنتيها بينما كان السيد كيم ينظر لها ببعض الندم ثم قال: إن تحسنت صحة مين جو قبل نهاية العام سأحررك من العقد بنفسي. لذا ابذلي جهدك ليتحسن بأسرع وقت ممكن وفي المقابل سأنفذ وعدي لك. حدقت مين يونغ بالعقد وبدأت دموعها تقطر عليه ثم قالت: عمي، لقد طلبت مني توقيع العقد لتثق بأنني سأبقى بجانب ولدك وأرعاه ولكن ماذا عنك؟ كل ما فعلته من أجلي هو وعد شفهي ورغم ذلك صدقتك رغم أن هناك احتمال بأن تحاول سرقة الشركة بأكملها أو حتى تدميرها بالكامل. فقال السيد كيم: أنت محقة، سأطلب من المحامي إعداد عقد بهذا الشأن. نظرت له مين يونغ بعينين دامعتين وقالت: لا داعي لذلك، سأختار بأن أثق بكلامك حتى و إن كنت لا تفعل المثل. صمت السيد كيم للحظات وأشاح بنظره عنها ثم نظر لمحاميه وطلب منه إعداد عقد آخر بينهما ثم قال وهو يتجنب النظر إليها: لا داعي لتوقعي الآن يمكنك الانتظار حتى يتم الانتهاء من العقد وسنوقع كلاهما في الوقت ذاته. مسحت مين يونغ دموعها ووقعت العقد بسرعة وخرجت رغم نداءات السيد كيم لها. تن*د السيد كيم بإحباط شابه الندم ثم قال في نفسه: تلك الصغيرة باتت ناضجة الآن ولكن اعذريني، أنا بالفعل أود مساعدتك ولكن ليس على حساب ولدي. اقترب منه المحامي وقال: سيدي هل أجهز العقد الآخر أم ماذا؟ نظر له السيد كيم وقال: أجل، أنا سأجعلها توقع لاحقاً فهذا حقها في النهاية. خذ عقد الزواج ووقعه لننتهي من أمره فعلي إخفاؤه عن الأنظار. أمسك السيد كيم بهاتفه واتصل بدون ها حيث سأله عن آخر التطورات فقال: لا أعرف من أين أبدأ يا عمي، الأمور أصعب مما تخيلت. لا دليل على أصحاب الشركات الوهمية التي اشترت الأسهم وحتى الأسماء المستعارة لم أستطع معرفة أصحابها فكلها تمر من وسيط لآخر ولا يعرفون شيئاً عن بعضهم البعض سوى رقم هاتف غير مسجل أو حتى هاتف عمومي. أما الحسابات البنكية فلم أستطع فعل الكثير بشأنها فهي تأتي من مدن أمريكية وأوروبية مختلفة ومن الصعب تعقبها دون قضية وتحقيق. تبادلا الحديث قليلاً حيث كان دونغ ها يقف خارج مبنى الادعاء يشرب فنجان القهوة بينما كانت هناك فتاة تقترب منه خلسة وتحاول استراق السمع وتقترب منه بضع خطوات كلما ابتعد قليلاً. أنهى دونغ ها المكالمة وهم ليستدير ويعود للداخل وإذا به يراها خلفه عندها ارتبكت ولم تدري هل تذهب يميناً أم يساراً ففضلت السير للخارج بعد أن أغمضت عينيها للحظات وعندما باتت بجانبه قال ببرود: انتظري. كيف يمكنك الذهاب ببساطة بعد أن كنت تسترقين السمع على محادثة مدعي عام. حاولت إخفاء توترها بابتسامة وقالت بتلعثم: من؟ أنا؟ يبدو بأن هناك سوء فهم، لقد كنت ماضية في طريقي فحسب، وداعاً. همت بالمضي في طريقها فجذبها دونغ ها بإصبعيه من كمها وجعلها تقف أمامه مجدداً ثم قال بنفاذ صبر: إلى أي مدى سمعت؟ تكلمي ولا حاجة للمراوغة فأنا أعرف الصحافيين أمثالك جيداً، كل ما يهمهم كتابة الأخبار وتحقيق نسب مشاهدة وأرباح، أما إن كانت هذه الأخبار صحيحة أم لا وهل تسببت بأذية الناس أم لا فهذا لا يهمهم. باختصار هم بلا ضمير وبلا إنسانية. بعد كلماته هذه بدا عليها الغضب ولكنها حافظت على هدوء أعصابها وقالت: إن كان هناك صحافيون فاسدون لا يعني بأن جميعهم كذلك، فهناك مدعون عامون فاسدون فهل أنت فاسد أيضاً يا حضرة المدعي العام؟ ابتسم دونغ ها بتهكم ثم قال: كيف تتجرئين على قول هذا بعد أن أمسكت بك تسترقين السمع على محادثتي؟! ردت الفتاة بجدية: أجل فعلت، لأني ظننتك تتحدث عن نفس القضية التي أبحث بشأنها فظننت أنك تملك معلومات جديدة ولكنني كنت مخطئة، كل ما أردته هو أن نتبادل المعلومات ولكن لا داعي لذلك سأبحث في الأمر بنفسي. همت بالذهاب فأوقفها قائلاً: حجة جيدة أو بالأحرى كذبة جيدة فلطالما كنتم ماهرون باختلاق القصص ونشرها. نظرت الفتاة بحدة وقالت: قم بإهانة الصحافيين الفاسدين والمتملقين ولكن لا تقم بإهانة المهنة ذاتها ولا تقم بإهانة جميع من يمتهنها لأنك أنت من ستكون المخطئ هل فهمت يا ... حضرة المدعي العام؟ تقدمت خطوة ثم عادت ونظرت في وجهه عن قرب وقالت: كنت تتحدث بشأن شركة الأدوية التي توفي رئيسها السيد كانغ مؤخراً بحادث سير كما يقولون، أليس كذلك؟ نظرت له الفتاة بتهكم ومضت في طريقها بينما أوشك دونغ ها أن يناديها مجدداً ولكنه امتنع عن ذلك ثم قال: هل فعلا تبحث في الأمر هي أيضاً؟ ولكن لماذا فالأمر يبدو في الإعلام طبيعياً كأي شركة أخرى تتجه نحو الإفلاس بعد موت رئيسها المفاجئ، ما الذي تعرفه هذه الفتاة؟ بقي دونغ ها يحدق بها للحظات ثم هز رأسه يحاول طرد الأفكار التي تدور في رأسه بشأنها ثم توجه للداخل عائداً لمكتبه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD