الفصل 3

1896 Words
في اليوم التالي اتصل دونغ ها بمين يونغ وأخبرها بأنه حصل على التسجيلات وأرسل لها الفيديو فتفحصته وتأكدت من أنهما ذات الشخصين الذين اختفيا عن ناظريها بعد أن حاولت اللحاق بهما. التقطت صوراً لكل منهما ثم فتحت الحاسوب المحمول ودخلت لبيانات موظفي الشركة وبدأت تبحث عنهما. استمر الأمر لوقت طويل بما أنها لا تعرف شيئاً عنهما سوى الشكل. اقترب منها مين جو عندما طال بحثها وسألها لماذا تبحث عنهما بهذا الإلحاح فأجابت: أود أن أسألهما عن شيء ما. نظر لها مين جو وقال: ما الذي سمعته منهما جعلك حريصة لهذه الدرجة على إيجادهما؟ توقفت مين يونغ عن البحث وحدقت في شاشة الحاسوب قائلة: إنه ... شيء على التأكد من صحته لأنني ... أشعر بالخوف من فكرة أن يكون صحيحاً. أمسك مين جو بيدها وقال: لا تخافي من شيء، فنحن هنا معك. دمعت عيناها والتفتت له قائلة: حتى إن لم يقم هو بواجبه كأب ولكن عليَّ القيام بواجبي كابنة، أليس كذلك؟ وضعت مين يونغ يدها الأخرى فوق يده وابتسمت ثم أكملت بحثها حتى وجدتهما ولكن كان الوقت قد تأخر على العودة إلى سيئول فقررت المغادرة صباح الغد. في صباح اليوم التالي قبل مغادرتها وعدت مين جو بالعودة لزيارته مجدداً وبأنها ستبقى على تواصل دائم معه. غادرت مين يونغ متوجهة نحو الشركة مباشرة ودخلت تبحث عن الموظفين واكتشفت بأنهما قدما استقالتهما ولم تجدي محاولة اتصالها بهما جدوى لأنهما غيرا أرقام هاتفيهما فقررت الذهاب إلى عناوينهم المسجلة في بياناتهم وبعد وصولها اكتشفت بأنهما انتقلا ولا أحد يعرف إلى أين. اختفيا دون أثر بشكل مثير للريبة جعلها تشك بأنهما يهربان من شيء ما مما جعل ثقتها بكلامهما تزداد. بقيت مين يونغ تسأل زملاءهما في العمل وجيرانهم في الحي لأيام دون فائدة على صعيد آخر فقد كان السيد كيم بمساعدة دونغ ها يبحث في أمر الشركة والمشروع الخفي الذي رفضه والد مين يونغ إلى أن اتصل بها في يوم ما وطلب منها الحضور لبيته ليخبرها بآخر المستجدات. وصلت مين يونغ ووجدت الثلاثة يجلسون معاً في انتظارها حيث رحبوا بها وبعد تبادل للتحيات بدأ دونغ ها بإخبارها بما توصلوا إليه من معلومات. دونغ ها: المشروع الأخير الذي أدى لانهيار الشركة بالفعل كان عملية احتيال فقد كان مع شركة على الورق فقط مختصة بعمليات غسيل الأموال. وقعوا العقود الوهمية وحصلوا على المال واختفوا دون تنفيذ شروط العقد ولم يستطع والدك ملاحقتهم قانونياً لعدم وجود أدلة ولاحقاً عرض عليه مشروع ضخم باستثمار أجنبي في الحقيقة كان عرضاً خيالياً هدفه السيطرة على الشركة بصورة كاملة وخاصة قسم البحث العلمي باعتبار الشركة من أهم شركات إنتاج الأدوية في آسيا. حسب معلوماتي فوالدك كان يقود بحثاً جديداً ويجري اختبارات على دواء جديد وهذه الشركة تنوي استغلاله ولكنه رفض عرضها نظراً لأنه لا يزال غير آمن للاستخدام البشري ولا زال قيد الاختبار والتجربة والخضوع للاستثمار الأجنبي سيجعلهم يهتمون بالربح أكثر من الجودة وحياة الناس. الأسهم حالياً يتم بيعها لشركات وهمية وذوي أسماء مستعارة وعلى ما يبدو بأنها تتبع لنفس الجهة. باختصار هدفهم الحصول على الشركة من أجل السيطرة على هذا الدواء الجديد. لقد كان والدك ضحية لعملية احتيال ويبدو بأنه لم يحتمل الضغط النفسي وتعرض لحادث أودى بحياته. يؤسفني قول هذا مين يونغ ولكن هذا ما وصلت إليه تحقيقاتي. انسابت دموع مين يونغ على وجنتيها إلا أنها مسحتها بسرعة محاولة البقاء قوية أمامهم ثم قالت: لقد مر بكل هذا وأنا لا أعلم بشيء عن معاناته ولا مشاكله. حسناً والآن كيف يمكنني إيقاف خطتهم والنهوض بالشركة من جديد؟ تن*د السيد كيم ثم قال: الأمر صعب ولكن ليس مستحيلاً. تقدم مين جو وقال: اعقدي اجتماعاً لمجلس الإدارة وأعلني فيه عن خطة جديدة لرفع أسعار أسهم الشركة واستغلي الدواء الجديد وأشرفي على الأبحاث بنفسك وضعي خطة زمنية للانتهاء منه والبدء بالترويج له وتسويقه. كوني واثقة من نفسك أمامهم حتى يثقوا بك عندها ست**بين بعض الوقت لتحلي هذه المشاكل. ابتسمت مين يونغ وأومأت برأسها موافقة. وبدأت تبحث عن مراجع تساعدها في الإعداد للاجتماع بما أنه ليس مجال تخصصها فاقترح عليها مين جو المساعدة وبقي يرشدها خطوة بخطوة وفي أثناء ذلك سألته: لم يتسنى لي أن أسألك ماذا درست فعلى ما يبدو بأنك تعرف الكثير عن هذا المجال. نظر لها بتهكم وقال: حمقاء، أليس هذا واضحاً؟ درست الاقتصاد وإدارة الأعمال. لست وحدك الحاصلة على دراسات عليا هنا. ضمت مين يونغ شفتيها بإحباط ثم قالت: حسناً فهمت بأن القط المشا** يبدو ذكياً. فرد مين جو بتهكم: أبدو ذكياً؟! أنا ذكي بالفعل، حمقاء. ردت مين يونغ بانفعال: أنت، لا تقم باستفزازي وتضطرني لعضك، يبدو بأنك اشتقت لآثار أسناني على جسدك. رد مين جو بحنق: أيتها القطة الشرسة، كوني شاكرة لي على مساعدتك بدلاً من تهديدي، ناكرة الجميل. سأرى من سيساعدك. هم مين جو بالذهاب فقفزت مين يونغ من مكانها ممسكة بكرسيه وتتصنع تعابير لطيفة على وجهها طالبة منه البقاء لمساعدتها وترجوه ليقبل اعتذارها مما جعله بالكاد يمنع ظهور ابتسامته إلى أن وافق. مضت بضعة أيام وهما على هذا الحال وفي أحد الأوقات طلب السيد كيم من مين يونغ الحضور لغرفة مكتبه فذهبت إليه وهناك سألها: إن سار الاجتماع على خير وخرجت بنتائج إيجابية ما الذي تنوين فعله فأنت ليس لد*ك خبرة في إدارة الشركات وخاصة إن كانت في هذا الوضع. أجابت مين يونغ: في الحقيقة يا عمي كنت أنوي التحدث معك في الأمر، هل يمكنك أن تتولى الأمور بصفتك نائبي فأنا لا أريدهم أن يقترحوا رئيس مجلس إدارة جديد فأنا لا أثق بأحد منهم. تن*د السيد كيم وجلس على الكرسي خلف مكتبه ثم قال: لقد تركت العمل منذ حوالي عامين كما أخبرتك سابقاً ولو لم يكن من أجلك لما كلفت نفسي عناء البحث في أمور الشركة. بدأت مين يونغ تلح عليه ليوافق وعرضت عليه نسبة من الأسهم إن سارت الأمور على ما يرام ونجحت في إعادة الشركة لسابق عهدها ولكنه قال: مين يونغ، أنا لا أهتم بأمر المال فلدي ما يكفي ويزيد، حتى أنه يمكنني شراء الشركة بأكملها ولكنني قلق بشأن مين جو، لا يمكنني تركه وحده للاهتمام بشركتك فأنا لا أذهب لشركاتي إلا للأمور البالغة الأهمية. بدا على مين يونغ الإحباط والحزن وفجأة هتفت قائلة: يمكنني البقاء مع مين جو والاعتناء به، فأنا بدأت أفعل هذا بالفعل خلال فترة بقائي هنا ويمكنني الاستمرار بذلك، ما رأيك؟ صمت السيد كيم قليلاً وحدق في الأرض للحظات ثم قال: إلى متى يمكنك فعل هذا له، شهر، شهرين أو ثلاثة، لا يمكنك البقاء حبيسة في هذا البيت، فتاة اعتادت على السفر وعاشت في الخارج لا يمكنها البقاء حبيسة في البيت للعناية بشاب عاجز لا يمت لها بصلة. ردت مين يونغ: مين جو صديقي ويمكنني فعل ذلك من أجله وحالته النفسية باتت أفضل حتى أنه ... قاطعها السيد كيم قائلاً: لقد عرفت أصدقاء كثر في حياتي أو هكذا ظننتهم، أما الآن لا أرى منهم أحد. يؤسفني إخبارك بأن الصداقة لا تدوم طويلاً فحالما يزول سبب تكوينها ستنتهي وكأنها لم تكن. لا تفهمي كلامي خطأ فأنا لا أحاول انتقادك أو التشكيك بنواياك لأنني أعلم بأنك فتاة صادقة ولكن أين كنت طوال هذه السنوات، أنت لم تتذكرينا إلا عندما بت بحاجة ماسة لمساعدتنا مما اضطرك للبحث عنا، أليس كذلك؟ طأطأت مين يونغ رأسها وملأت الدموع عينيها ثم أكمل السيد كيم كلامه: سأساعدك قدر استطاعتي ويمكنني تزويدك بالمال لشراء المزيد من الأسهم لتحافظي على بقائك في منصبك ولكن لا تتوقعي مني أكثر من ذلك لأن ابني هو من له الأولوية في حياتي. انظري إلى تقاريره الطبية لقد وصلتني هذا الصباح. أخذت مين يونغ الأوراق منه بينما أكمل هو قائلاً والحزن واضح على محياه: لقد شفيت إصابته وأمله في المشي مجدداً بات كبيراً ولكنه لا يقتنع بالأمر والطبيب يقول إن عجزه عن المشي حتى الآن هو عامل نفسي. مين جو تحطم قلبه ليس بسبب فقدانه القدرة على المشي فقط بل لأن حبيبته تخلت عنه بعد الحادث. كان يحاول البقاء قوياً حتى بعد معرفته بوضعه ولكن ما دمره تماماً هو انفصالها عنه بطريقة باردة وكأنه لم يكن يعني لها شيئاً في يومٍ ما. لهذا يكره الممرضات ويرفض الخروج من البيت ويبقي نفسه حبيس غرفته، لا أنكر بأن حاله تحسن بعد قدومك، ربما لأنك تذكرينه بطفولته التي يريد العودة لها ليهرب من ألم الواقع. مسحت مين يونغ دموعها ثم نظرت للسيد كيم قائلة: أنت محق في كل ما قلته ولكن ثق بي لمرة واحدة، أنا سأساعد مين جو ليتحرر من ألمه ويمشي من جديد، صدقني يا عمي سأبذل جهدي لفعل ذلك ولن أخذلكما أبداً. كل ما أريده هو أن تساعدني في استعادة الشركة ومعرفة من خلف هذه المؤامرة. تن*د السيد كيم ولاذ بالصمت يفكر فيما قد يفعله ومن ثم استأذنت مين يونغ بالخروج. وجدت مين يونغ مين جو بانتظارها فابتسمت وتظاهرت بأن شيئاً لم يكن فبادرها بالسؤال عما تحدثت به مع والده فقالت ممازحة: لا تقلق أنا لا أحاول إغواءه. عبس مين جو وقال بحنق: أنا أتحدث بجدية. ابتسمت مين يونغ قائلة: أمور الشركة وبشأن الاجتماع، لا جديد. رد مين جو: حسناً، هيا تعالي لتتدربي على تقديم العرض في الاجتماع فلم يتبقى هناك وقت وسيكون عليك المغادرة في الصباح الباكر لتصلي في الموعد. تأثرت مين يونغ باهتمامه فانحنت باتجاهه وعانقته قائلة: مين جو، لنبقى صديقين جيدين مهما كانت الظروف ومهما عصفت بنا الحياة فمن الرائع أن يكون لدي صديق مثلك أنت ودونغ ها. بدا على مين جو الحرج ووضع يده على ذراعها التي تحيط بعنقه محاولاً إبعادها وهو يقول: ما بك، لماذا تعانقينني فجأة، ألا يمكنك قول هذا ... دون لمسي. ضحكت مين يونغ وابتعدت عنه وأكملا طريقهما للتمرن على العرض. " كلام السيد كيم جعلني أشعر بحجم الخذلان الذي سببه له والدي لذا أنا أتفهم عدم ثقته بإمكانية بقائي بجانب مين جو حتى يستعيد صحته. لا يمكنني لومه حتى وإن شكك بنواياي فالظروف التي جمعتنا من جديد تشير إلى أنه محق رغم شعوري بأنها ليست حقيقية، فأنا لم آتي وأعرض مساعدتي لمين جو فقط من أجل الشركة. عندما رأيت مين جو ينتظرني ويسألني عن حديثه مع والده لا أدري لماذا عانقته هل لأثبت لنفسي بأنني أريد مساعدته كصديق فقط وليس من أجل مصلحتي الخاصة؟ لكي أتمسك بالجزء الذي يقنعني بأنني أفعل هذا من أجل صداقتنا؟ ... فقط صداقتنا لا شيء آخر؟! ... سألت نفسي كثيراً تلك الليلة ما هي نيتي الحقيقية ولكنني لم أستطع إقناع نفسي بأخذ أي من الجانبين بل بقيت معلقة وسط كلمتين متناقضتين: الصداقة والمصلحة. " استيقظ مين جو في صباح اليوم التالي وأراد أن يشجع مين يونغ قبل ذهابها فهم بالنهوض من السرير محاولاً إنزال ساقيه على الأرض ليجلس على كرسيه المتحرك وإذا بها تطرق الباب وتستأذن بالدخول. دخلت مين يونغ وألقت التحية فقال: يبدو بأنك مستعدة للذهاب، كنت سآتي لرؤيتك. ابتسمت مين يونغ وجلست بجانبه على السرير قائلة: أجل سأخرج بعد قليل ولكنني أشعر بالخوف. نظر لها مين جو باستغراب وتهكم ثم قال: القطة الشرسة خائفة من حفنة رجال كبار في السن؟ ما عليك إلا أن تكشري عن أنيابك وإبراز مخالبك. ضربت مين يونغ كتفه بقبضة يدها وارتسمت على وجهها تعابير الانزعاج فابتسم قائلاً: هناك طريقة أخرى، بدلي ملابسك هذه بشيء من ملابسي وبعثري شعرك وامسحي مساحيق التجميل هذه عن وجهك عندئذ سيوافقون على كل ما تريدينه ويهربون للنجاة بأنفسهم. فقالت مين يونغ بحنق: أنت، ألن تصمت؟ هل تود أن أعضك أم أشد شعرك؟ لقد أتيت إليك لتشجعني لا لتغيظني، أنا حقاً متوترة وقلقة. ابتسم مين جو وأمسك بيدها قائلاً: لا داعي للقلق أنا واثق بأنك ستبلين بلاء حسناً ونتيجة الاجتماع ستكون إيجابية. تشجعي وكوني قوية، اتفقنا؟ نظرت له مين يونغ وابتسمت قائلة: هل أنت لطيف بطبيعتك أم أن اليوم حالة خاصة؟ لا يمكنني الجزم ولكن ما لا يمكنني تخيله حقاً هو ما سمعته بشأن معاملتك للممرضات، أنا حقاً لا يمكنني تخيلك غاضباً وترمي الأشياء وت**رها وتصرخ وما إلى ذلك. صحيح بأنك مشا** ومزعج ولكن لا يمكنني تخيلك هكذا. ابتسم مين جو قائلاً: غضبي سيء جداً لذا لا أنصحك برؤيتي آنذاك وتأكدي من ألا تفعلي ما يغضبني. ابتسمت مين يونغ وقالت: مثل ماذا؟ آه هذا؟ أسرعت مين يونغ وطبعت قبلة على وجنته ثم نهضت مسرعة وقالت: لا تغضب فهي تعبير عن شكري فقط، شكراً على التشجيع. خرجت مين يونغ وأغلقت الباب بينما بقي مين جو يحدق في الباب ثم وضع يده على وجنته وقال بصوت هامس: لماذا تفعل هذا في كل مرة وتجعل قلبي يرفرف بلا داعي، تلك المجنونة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD