الفصل 2

1734 Words
في صباح اليوم التالي نزلت مين يونغ للأسفل بملابس مين جو فابتسم السيد كيم بينما نظرت هي لنفسها وابتسمت بحرج قائلة: لقد ارتديتها لأنها مريحة فملابس الخادمة ستكون صغيرة بالنسبة لي. فقال السيد كيم: لا بأس، تصرفي على راحتك. اقتربت منه مين يونغ وأخبرته أن محامي والدها سيحضر السجلات التي طلبها بعد قليل ثم سألته عن مين جو فقال: إنه يتظاهر بالنوم ويرفض الخروج من غرفته. تساءلت مين يونغ قائلة: ولكن لماذا؟ هل حدث شيء ما؟ أجاب السيد كيم: كلا، فهو يفعل هذا ما بين الحين والآخر ويرغب بحبس نفسه في غرفته. عندها قالت مين يونغ بأنها ستحاول إخراجه من غرفته ليتناول الفطور معهما فابتسم السيد كيم. طرقت مين يونغ باب غرفته ثم دخلت قائلة بصوت مبتهج: صباح الخير أيها القط المشا** أم علي القول أيها القط ال**ول؟! بقي مين جو يتظاهر بالنوم فاقتربت وجلست بجانبه على السرير قائلة: مين جو، قلت لك صباح الخير بدون قبلة هيا استيقظ. بقي مين جو على حاله ولم يهتم فاقتربت من أذنه وهمست قائلة: أعلم بأنك تتظاهر بالنوم، إن لم تفتح عينيك سأقبلك. فتح مين جو عينيه قائلاً: يا لك من مزعجة. مهلاً هل كنت تتجولين في البيت بهذا الشكل؟ فردت مين يونغ: أجل، لماذا؟ قال مين جو: وتسألين لماذا؟ تبدين مخيفة، أهكذا يبدو شكلك كل صباح، آه هذا حقاً مخيف. نظرت له مين يونغ بغضب واستياء ومدت يدها لتمسك بالوسادة التي بجانبه ثم بدأت بضربه بها بينما حاول حماية نفسه بذراعيه حتى تمكن من أخذ الوسادة منها والإمساك بذراعيها فجذبها حتى باتت فوق ص*ره ووجهيهما متقابلين فشعر كلاهما بالحرج. تركها مين جو فاعتدلت مين يونغ بجلستها ثم قالت بحرج: هيا انزل لتناول الفطور معنا ولا تجبرني على القدوم مجدداً وإلا عاقبتك. بقي مين جو صامتاً محرجاً بينما ابتعد السيد كيم الذي كان يقف بالقرب من باب الغرفة يراقبهما بسرعة. انضم لهما مين جو وتناول الفطور معهما بهدوء وبعد دقائق رن الجرس فقالت مين يونغ: أظن بأن المحامي قد وصل. ذهبت الخادمة لفتح البوابة بعد أن رأت من القادم ثم أتت للسيد كيم وأخبرته بأنه السيد دونغ ها فقالت مين يونغ: حقاً؟ هذا رائع لم أره منذ سنوات، لا تخبروه من أكون على الفور، أود أن أرى إن كان سيعرفني أم لا؟ بعد لحظات دخل دونغ ها إلى البيت فنهضت مين يونغ متحمسة لاستقباله بينما نظر لها مين جو بتهكم وقال: جيد أنك ترتدين هذا أثناء مقابلته ليعرف كم أنك قبيحة ومخيفة. نظرت مين يونغ لنفسها وتذكرت بأنها لا تزال بملابس مين جو فهمت بالعودة لغرفتها إلا أن مين جو أمسك بذراعها بقوة وابتسم بخبث قائلاً: لن تذهبي إلى أي مكان، هيا تقدمي وعرفي عن نفسك. أغمضت مين يونغ عينيها بحرج ثم رمقت مين جو بنظرة غاضبة بينما كان دونغ ها يسلم على عمه ثم التفت لمين جو وهو يمسك بيد مين يونغ التي تولي ظهرها له فاقترب بهدوء وقال: مين جو، ماذا هناك؟ هل كل شيء على ما يرام؟ ابتسم مين جو قائلاً: أجل، على خير ما يرام. بقي مين جو ممسكاً بيدها وهي تحاول إخفاء وجهها من دونغ ها الذي يقترب أكثر وأكثر حيث أشار لمين جو بعينيه متسائلاً عن هذه الفتاة فابتسم مين جو بخبث وقال: آه، هذه فتاة مشا**ة، تزعجني منذ أمس. فقال دونغ ها: أهي ممرضة جديدة؟ نظر لها مين جو وقال: هيا استديري وعرفي عن نفسك أيتها القطة الشرسة. بدأت مين يونغ تستدير ببطء وقد بدا عليها الحرج فأمعن دونغ ها النظر بها للحظات ثم قال: هل يعقل بأنك ... مين يونغ؟ هل هذه أنت حقاً؟ نظرت مين يونغ لوجهه وابتسمت قائلة: أوه لقد عرفتني أوبا. فقال مين جو بغيظ: وكيف له ألا يعرفك بعد أن رآك بهذا القبح؟! اقترب منه دونغ ها وضرب جبين مين جو بإصبعه قائلاً: أما زلت تزعجها وتضايقها حتى الآن؟ ألم تكبر بعد؟ عندما رأته مين يونغ يدافع عنها كما كان في طفولتهم اقتربت وعانقته فجأة مما جعله يتجمد مكانه للحظات بينما قالت: أوبا، شكراً لك. مين جو استمر بمضايقتي منذ الأمس. أنا حقاً سعيدة بقدومك. فقال مين جو بصوت منخفض: إنها تعانق الجميع بقي أن تقبله أيضاً. ابتعدت عنه مين يونغ وأمسكت بيده ليجلسا على الأريكة وبدأ كل منهما يسأل الآخر عن أخباره وحياته و مين جو ينظر لهما بصمت يغلفه الضيق ثم سألها دونغ ها: ولكن لماذا كنت تولين ظهرك لي عند دخولي؟ فقالت مين يونغ بحرج: آه، في الحقيقة كنت محرجة لأنني لا أرتدي شيئاً لائقاً. فقال دونغ ها: أليست هذه ملابس مين جو التي أحضرتها له في المرة السابقة؟ تبدين لطيفة بها. رد مين جو: تقصد مخيفة، كدت أصاب بنوبة هلع عندما دخلت غرفتي هذا الصباح. فرمقته مين يونغ بنظرات غاضبة بينما قال دونغ ها: مين جو، دعها وشأنها، لماذا تحب مضايقتها لهذه الدرجة؟ فنظر لها مين جو وقال: لا تحاولي تصنع اللطف أمامه فأنت من بدأ بإغاظتي منذ وصولك. لقد أصبح مدعياً عاماً ويمكنه كشف كذبك الآن، لم يعد ذلك الطفل الذي يسهل عليك خداعه. لم تعد مين يونغ تحتمل أكثر فأمسكت بوسادة صغيرة عن الأريكة ونهضت لتضربه وهي تطلق كلمات تهديد ووعيد بينما تراجع مين جو وبدأ يجول في المكان مبتعداً عنها وهي تتبعه. جلس السيد كيم بجانب دونغ ها يبتسمان لرؤيتهما هكذا ثم قال دونغ ها: يمكنها ضربه بالوسادة دون الحاجة لتلحق به كل هذه المسافة، إنهما حقاً لا زالا طفلين. فقال السيد كيم: هي لا تريد ضربه، بل تحاول التخفيف عنه بطريقتها، أنا لم أرَ مين جو بهذا الحال طوال العامين المنصرمين. منذ قدومها يوم أمس وهو يتحدث معها ويغيظها ويبتسم خلسة على تصرفاتها. يمكنني الجزم بأنه سعيد بوجودها هنا رغم أنه يحاول عدم إظهار ذلك. رد دونغ ها: أنا سعيد حقاً برؤيته هكذا. لقد اشتقت لرؤيته يتصرف على طبيعته بعيداً عن الكآبة التي كان يغرق نفسه بها. بعد لحظات طلب السيد كيم من دونغ ها أن يذهب معه إلى غرفة مكتبه ليتحدثا بأمر ما حيث أخبره بالسبب الذي جعل مين يونغ تأتي إلى هنا وطلب منه التحري عن أمور بيع الأسهم والصفقات السابقة التي أدت إلى انهيار سعر أسهم الشركة. وصل المحامي وقد أحضر السجلات التي طلبتها منه مين يونغ بالإضافة لبعض الملابس التي طلبت من مدبرة المنزل أن ترسلها لها معه. استأذنت مين يونغ لتدخل غرفة المكتب مع المحامي وسلمت السجلات للسيد كيم بينما كان المحامي يراقب باستغراب. تبادلوا الحديث قليلاً ثم رافقت مين يونغ المحامي للخارج وشكرته على قدومه ثم قال: آنستي، هل تثقين به لدرجة تسليم سجلات الشركة له، ماذا لو قام بخداعك؟ ردت مين يونغ: سيد جانغ، السيد كيم هو آخر أمل لي لإنقاذ الشركة، فسواء خدعني أو بقيت أنتظر معجزة تنقذ الشركة فالأمر سواء لأنني سأخسرها في كل الأحوال. لقد طرقت أبواب جميع من اقترحتهم لي دون فائدة وهذه محاولتي الأخيرة. سواء نجحت أو فشلت فأنا من سيتحمل النتيجة في النهاية. أومأ المحامي جانغ برأسه متفهماً ومضى في طريقه بينما عادت مين يونغ للداخل لتجد مين جو بانتظارها حيث بادرها بالسؤال: ما الذي يحدث؟ أنت لم تأتي بعد كل هذه السنوات لزيارة عادية أليس كذلك؟ ردت مين يونغ: في الحقيقة جئت لأطلب من والدك مساعدتي في إنقاذ شركة أبي. ابتسم مين جو بحزن وقال: فهمت. استدار مين جو بكرسيه المتحرك متوجهاً نحو المصعد وقد همت مين يونغ بإيقافه إلا أن نداء السيد كيم لها منعها. دخلت مين يونغ لمكتبه وبدأ النقاش وبعد ساعات من البحث قال السيد كيم: الصفقة الأخيرة التي قام بها والدك هي من تسببت بهذا الفشل الذريع، يبدو بأنه قد تعرض للخداع، ولكن من هم وما هي مصلحتهم؟ قالت مين يونغ: ربما ليجعلوه يوافق على صفقة جديدة بشروطهم، لقد سمعت بأنه رفض مشروعاً مهماً قبل وفاته. هز السيد كيم رأسه ثم نظر لدونغ ها وقال: هل يمكنك تحري الأمر؟ أومأ دونغ ها برأسه موافقاً ثم قال: حسناً، سأذهب لأودع مين جو وأغادر. خرج دونغ ها فتبعته مين يونغ ونادته فسألها ماذا هناك وردت قائلة: أوبا، هل يمكنك رؤية تسجيلات كاميرات المراقبة لأي مكان؟ رد دونغ ها: في الغالب أجل، ولكن إن كان مكاناً مهماً عندئذ يصرون على إحضار مذكرة، لماذا تسألين؟ أجابت مين يونغ: في الحقيقة سمعت حديثاُ من رجلين يوم جنازة والدي ولكنني لم أتمكن من رؤيتهما. في الغالب هما موظفين في الشركة وأنا بحاجة ماسة لأعرف هويتهما فهل يمكنك رؤية التسجيلات لذلك اليوم؟ أومأ دونغ ها برأسه موافقاً ثم قال: حسناً ولكن لماذا؟ ردت مين يونغ بتوتر: هل يمكنني الاحتفاظ بالسبب لنفسي؟ فلا يمكنني البوح بشيء حتى أتأكد من الأمر. أومأ دونغ ها برأسه متفهماً ثم ابتسم قائلاً: حسناً، أرسلي لي العنوان وأين كانا بالضبط حتى يسهل البحث عنهما. سجلي رقم هاتفي. ابتسمت مين يونغ وغمرت الدموع عينيها من السعادة وشكرته على لطفه. "في تلك اللحظة شعرت بأن الأمل يتخلل ذرات جسدي. بعد رؤيته يمضي في طريقه إلى غرفة مين جو سألت نفسي: هل حقاً سيكون كل شيء على ما يرام، هل ستكون هذه الخطوة الأولى لكشف الحقيقة وهل بات هناك أشخاص أثق بهم وأعتمد عليهم؟ ضممت كفي راجية أن يتحقق كل هذا ثم حاولت أن أهدأ لأرى ما تخفيه لي الأيام. " مضى الوقت وحان موعد العشاء ورفض مين جو النزول لتناول الطعام معهما فقررت مين يونغ الذهاب والتحدث إليه فوجدته يجلس في شرفة غرفته المطلة على الحديقة يحدق بالسماء. بدأت مين يونغ تقترب منه وتناديه لكنه لم يلتفت لها. وضعت كرسياً بجانبه وجلست ثم سألته: لماذا لم تأتي لتناول العشاء معنا؟ بقي مين جو صامتاً يحدق في السماء فتن*دت مين يونغ ونظرت للأرض بحزن ثم قالت: في بعض الأحيان كنت أحاول تذكر ما فعلته في حياتي ولكن عندما أفعل لا أجد سوى أن أيامي متشابهة لدرجة أنها تمسي ضبابية. لم أفعل أشياء تستحق التذكر، لم أفعل أشياء ممتعة وليس لدي ذكريات جميلة أو حتى مضحكة. يمكنك القول بأن حياتي بأكملها كانت عادية ومملة لدرجة أن لا شيء منها يعلق في ذاكرتي. الأيام الوحيدة التي أذكرها بتفاصيلها وتجعلني أضحك حتى هذه اللحظة هي الأيام التي أمضيتها برفقتك أنت ودونغ ها أوبا. أنتما الوحيدين الذين تركا ذكريات جميلة ستبقى معي حتى أموت. أنتما أقرب صديقين لي على الرغم من أن التواصل قد انقطع بيننا لسنوات. قبل قدومي لبيتكم طلبت مساعدة الكثيرين ممن ظننتهم أصدقاء والدي وشركاؤه ولكن بلا فائدة حتى خطيبي ووالده تخلوا عني. أمسكت مين يونغ بيده فالتفت لها وأكملت كلامها قائلة: لقد أتيت لأنكم عائلتي المتبقية وليس لي سواكم بعد الآن ولكن إن كان قدومي قد أزعجك يمكنني المغادرة صباح الغد. اذهب لتناول طعامك فأنا سأبقى في غرفتي. نهضت مين يونغ وهمت بالذهاب فأمسك مين جو بيدها وقال: لنذهب ونتناول الطعام سوياً. التفتت له مين يونغ وابتسمت ثم مسحت دموعها على عجل قبل أن تنساب على وجنتيها. رافقها مين جو للأسفل وما أن رآهما السيد كيم ابتسم وشعر بالارتياح. "شعرت بخيبة الأمل عندما علمت أنها أتت لطلب مساعدة والدي، ظننتها أتت كصديقة لتحيي ذكريات طفولتنا، تساءلت إن كانت كغيرها من الناس الذي يجرون خلف مصالحهم فقط ولكن ... عندما أتت لغرفتي وقالت كلماتها تلك صدقتها لا أدري إن كان السبب وراء ذلك رغبتي ببقائها إلى جانبي أم أن الحزن الذي شعرت به في صوتها قد جعلني أصدقها. كل ما شعرت به آنذاك أن كلانا بحاجة للإمساك بأيدي بعضنا البعض لنواجه الظلمة التي توشك على ابتلاعنا."
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD